أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)














المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6190 - 2019 / 4 / 3 - 02:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


افرازات مزج الفلسفة و الدين
يمكننا ان نحلل تاثير الفلسفة اليونانية على الفكر الاسلامي و لاهوته بشكلين، اولهما على مستوى المفهوم الفكري المرتبط بالعبادة، و الثاني عن المحاولات العامة لتلائم الفلسفة و الشريعة. في الاول، يمكن ان ناخذ مسالة القديم و الحديث للوجود والمادة كمفهومين و التفهم اليوناني و الخاص بارسطو وفق الفكر السلامي، و الذي وفق تعريف ابن الفرك المتكلم الاشعري المشهور في القرن الرابع الذي توفي سنة 406 الهجري، في تعريف هذين المصطلحين، ان القديم هو الذي يكون وجوده قبل الاخرين، الحديث هو الذي ياتي في المقدمة ( !). وفق هذين التعريفين القديم والحديث اللذان ينفصلان، احدهما ابدي و الاخر ما جاء من الابدي, اما سيف الدين الامدي الاشعري في النصف الاول للقرن السابع يفصل هذا التعريف و يحلله و يضيف اليه تفسيرا، او الصحيح انه الوصول الى القرن السابع ان المصطلحين المهمين للفكر الكلامي شهد تطورا عن طريق تلك الحوارات التي فرزت منه، لذا فان الآمدي يكتبه بشكل اوسع. عنده يستخدم القديم بمعنيين: اوله ان وجوده لا يقف على العلة كم اهو الله، او ان وجوده ليس له بداية كما هي الدنيا ( 2) اما الحديث فايضا يستخدمه بمعنيين؛ انه شيء يحتاج الى العلة و ان كان عدما من قبل اي كان قديما كما هي الدنيا، او وجوده له بداية و لم يكن موجودا من قبل. و بهذا الشكل فان الدنيا سميت بالقديم و وفق انه لم يكن عدما من قبل، ان سميت بالحديث انه و على ان وجوده يحتاج الى علة ( 3). فبهذا الشكل القديم مصطلح كلامي و فلسفي مستمر بمعنى انه استخدام الهي، و وفق ما هو في الثقافة الاسلامية القديم هو الله فقط، و كما ان كل حديث هو مخلوق مبدع، و بنفس المعنى عندما يتحدث الشهرستاني عن عقائد المعتزلة حول التوحيد يقول، انهم قالوا ان الله ليس له شريك، لا قديم الا هو، لا شريك له في افعاله و من المستحيل ان يكون هناك قديمان(4) اي الهان.
من هذا المنظور الفلسفي ان المعتزلة آمنوا بشكل كامل بمخلوقية القرآن، لانه جزء من الوجود الالهي، اي انه حديث و ليس بقديم، لان القديم شيء الهي، يمكن ان نقول و حتى قبلهم و عند شخص مثل جعد ابن درهم الذي تكلمنا عنه من قبل، ظهرت هذه العقيدة لتاثير الفلسفة اليونانية و الاجنبية بشكل عام، لان وفق البحوث، يعود مصدر هذا التفهم الفلسفي الى اليونان و ديموقريطس بشكل خاص، الذي انتشر بهذه العقيدة في الفلسفة اليونانية و وصلت هذه التوجهات اكثر شيء عن طريق ارسطو لفصل القديم عن الحديث، و يؤمن ديموقريطس بعدم فناء المادة و انه اعتقد بان لا بداية لها ولا نهاية، و الذي موجود فقط هو الزمن و الطبيعة و صاحب العقيدة الذرية، التي اخذتها منه المعتزلة و الاشعرية، وبرايه ان العرب اسموه بالدهرية (5)، فهل الوجود حديث و كان هناك عصر للعدم، او انه كان الوجود دائما، و لكن في شكل و تركيب اخر؟ هل الوجود و قبل وجوده كان فكرة فقط في العلم الالهي، او عندما وجد لم يكن موجودا في العلم الالهي، و وجد في وقت عندما كان بارادة الله ، الاشياء من العدم النهائي اصبح وجودا مجسدا و بارزا؟ هذه الاسئلة في جوهرها له علاقة بنظرية الخلق و كيفيته. جزء من مشاكل هذه الاسئلة ياتي من انه اذا قلنا ان العدم مرحلة يقع قبل الوجود، و عليه ماذا فعل الله في ذلك العصر او المرحلة؟ اي كيف يمكن ان يكون هناك لحظة ان لا يكون هناك تواجد الوجود في علم الله؟ ان كان فلماذا تاخر؟ هذه الاسئلة الاخرى ما جعلت جزءاا كبير من الكلام الاسلامي يدعمون الراي الفلسفي اليوناني القديم القائل بان المادة كانت موجودة باستمرار و تبقى دائما، وبالاخص بعد معرفة المسلمين بادبيات الفكر الارسطوي، و فق ذلك انه عُرف بطليعة الفلاسفة الذين كانوا اصحابذ1لك الراي، الدليل الديني للمعتزلة كاول مجموعة عقلانية دينية و لاهوتية و التي اهتمت بهذه المسالة هو ان وجود الاشياء قبل وجودهم في الواقع كانوا اشياءً، وفق الكثير من النصوص و التفسيرات الدينية،على راسهم تلك الاية القائلة (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون) اي ان اراد الله ان يكون هناك شيئا يامر بان يكون فانه يكون. اي الشيء قبل ان يكون شيئا كان عند الله شيئا، و بالشكل ذاته عند ابن عربي؛ ان اقوى دليل للمعتزلة لاثبات الذات الممكنة في وقت عدمه و تشيئه في ذلك الوقت، انه الآية نفسها (6) ان سبب ذلك يعود الى ان انهم ارادوا ان يكون مبدءا رئيسيا فلسفيا يونانيا على انه وجود مادي دائمي، و يناسبوه مع العقيدة السلامية، و هذا ما صنع افرازا لاهوتيا صعبا و تسبب في الخلافات بين التيارات و المجموعات الاسلامية العقلانية، لذا عند المعتزلة ( ان العدم هو شيء)، اي العدم المطلق و النهائي لا وجود له، لان قبل ان يظهر الوجود فانه كان موجودا في العلم الالهي (7). اي ان فعل الخلق لا شيء عدا انه في اخراج تلك الاشياء الموجودة التي كانت موجودة في العلم الالهي الى وجود معلوم و محسوس.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 86)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (85 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (84)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (83)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 82)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 81)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (79)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 79)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 77)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (76)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (75)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (74)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (73)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (70)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (69)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 68)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (67)


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (87)