أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شنوان الحسين - اللغة في زمن المتاجرة بالدين














المزيد.....


اللغة في زمن المتاجرة بالدين


شنوان الحسين

الحوار المتمدن-العدد: 6189 - 2019 / 4 / 2 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللغة في زمن المتاجرة بالدين... بين
شريعة دي فكتو.. وشريعة دي يوري
يقول المكسيكي خوان بابلو، "القانون الذي لا يطبق قانون ميت"، وأقول هنا بالمناسبة روح الشعب - لغته، ثقافته، هويته، تاريخه هويته مجاله الامة/الوطن التي لم تؤخد بعين الاعتبار في فجر بناء النظام /الدولة لا يمكن ان تتحول بحكم الظرف السياسي الى ركن للإختباء والنكوص والردة والالتفاف في وجه العولمة والعالمية بإسم الانتماء العقدي...

حكم الأمر الواقع أو المعمول به تحت ما يسمى قانونا ب "دي فكتو"، هو تعبير عن أن الأمر مطبق على أرض الواقع فهو إما أنه لا يحتاج الى قانون اصلا لتقعيده أو انه ليس بالضرورة مذكورا ومنظما من قبل القانون المعمول به. بمعنى إن انتماءنا لشمال افريقيا هو حكم واقع وأمازيغية المجال مفروضة بإعتزاز اهلها بها وبإنتماءهم اليها تاريخيا وحضاريا لم تلغيه عقيدة ولم تفنيه سلطة.
والمصطلح المضاد لحكم الامر الواقع هو المعروف قانونيا ب "دي يوري"، وهو تعبير عن منظومة او نظام انتماء او تنظيم مهيكل قانونا بتشريعات قد تخالف حكم الواقع المعاش فهو وجه السلطة في التنظيم والتنظير لشعب او لأمة بسلطة /دولة تبني لنفسها فضاءاها الخاص الهوياتي والثقافي ولو كان يخالف حقيقة مجالها و فضاءها الجغرافي والثقافي، وغالبا ما تلجأ سلطة القهر تلك الى هذا الامر عندما تكون مسنودة بعقيدة تزكي توجهها ولو كان يخالف روح تلك العقيدة...
في مجال اللغة وارتباطها بالسلطة نأخد على سبيل المثال اللغة الروسية، وبلاد روسيا بالضبط لأنه يحمل خصوصية انتماء لمسيحية ارتدوكسية متعصبة من ناحية ومن ناحية اخرى لأنه عاش تجربة شيوعية يقال انها لا تهتم كثيرا بالمصوغات الثقافية والعرقية : رغم أن اللغة الروسية لم تكن اللغة الرسمية في الاتحاد السوفياتي السابق إلا أنها بحكم الأمر الواقع "دي فكتو" كانت اللغة الوحيدة المستخدمة في الجمهوريات السوفيتيية السابقة ولم تعلن بحكم القانون دي يوري لغة رسمية في الاتحاد السوفييتي إلا في 24 أبريل 1919، وحديثا رغم تطعيم الانتماءات الدينية حسب القانون الصادر عام 1997 الذي أعتبر أيضا كلا من الإسلام، البوذية واليهودية ديانات تقليدية في روسيا وجزءا من "التراث التاريخي" إلا انه حافظ على لغة البلاد الرسمية كما هي، وفي المغرب لم يسعف الواقع مهندسي مغرب ما بعد الحماية فلجؤو الى فرض واقع ثقافي ولغوي بقوة القانون وجعلوه وطنا عربيا خالصا.
اللغة الرسمية لأي بلد تبقى رهينة استراتيجياتها في حفظ وجودها ولا يهمها بالمطلق حكم الواقع، فالواقع شيئ والنظام/الدولة شيئ اخر، وفي عملية التنافس الوجودي هذا لا يمكن للأخر ان يعترف بنقيضه الا بقوة ترافعه عن نفسه او سيكون نتيجة عملية تغيير جدري، فإلتفاف البعض اليوم في إطار التهافت والتطاحن العولمي الى اللغة الامازيغية لم يمليه الاحساس بالذنب ولا المصالحة مع الواقع بل املته قراءتان كلهما خبث وسوء نية، الاولى تعتبر ان العودة التكتيكي الى أصل عدو بالاساس - هم سبب عدم اخراج قوانينه التنظيمية- لمواجهة لغات العلم والعولمة والثاني في إعتقاد راسخ لديهم وهو خاطئ يدعي أن الامازيغية لن تستطيع ان تزاحم لغة المسجد عندما تخلوا الساحة امامهما للمواجهة، لأن عقلية التاجر دائما عقلية تزاحم وتطاحن وصراع، والاديان بطبيعتها لم تخلق عدالة انتقالية في ما بينها فما بالك بالاخر المختلف ثقافيا ولو كان من ضمنها .
والخلاصة الاساس تقول بأن الشعب يؤطر عمله بقانون دي فكتو والسلطة تؤطر الفضاء بقانون دي يوري و الذي تتم صياغته بنخبة منتخبة تحث الطلب ويُطبق بالقمع... بين هذا وذاك مازال المغرب يعاني ولم يحدد بعد بإرادة حقيقية من هو وما هي هويته وثقافته وحدود انتماءه؟ لهذا يعاني وسيعاني الأن وغدا!!!!



#شنوان_الحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات الرمل وامناي الامازيغي او الهوية السرية، بوصلة الحركة ...
- الجغرافيا واللغة، من الفضاء الضيق تعبديا وايديولوجيا الى الف ...
- جلد الذات، بين الهوية والدين، الى الاستاذ عزيز هناوي
- الى الشهداء...
- -صورة القرن- بالمغرب، قضية سياسية ام مؤامرة
- الاسلام كعنوان والطائفية كمنهج
- الى الاستاذ عزيز هناوي، التاريخ لا ينسى والموقف لا يُصطنع
- العدل والاحسان والنضالات القطاعية بالمغرب، الحركة التلاميدية ...
- هل هناك فكر اسلامي؟
- سؤال الهجرة بقوارب الموت: مقاربة حكومة الاخوان المغربية
- -اكوش- الامازيغي المناهض للعرقية
- الى من يسمي الامازيغ بالاكوشيين
- المعيش والثقافة والامبرالية
- الى الرفيقة منيب: دروس بالمجان
- سنة الحياة، قاعدة عامة
- السنة الامازيغية والنظام المغربي: صراع الحق والسياسة
- اللغة والاسلام والاقصاء
- خطاب لضمير الامام المنبوذ
- الى الشهيد عمر خالق -ازم-
- ال بلا مجد، وشهداء منسيون لانهم ليسوا من العرب الاقحاح، وشهد ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شنوان الحسين - اللغة في زمن المتاجرة بالدين