عبد العاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 18:16
المحور:
الادب والفن
أخيرا
فقدت المسودة ذاكرتها
ما أبهاها
النسيان أوحى لها
أن ترمي أسمالها
لا أب يلزمها
بالرجوع إلى البيت
بعد الغروب ..
لا أم تهددها
بجنة تحت أقدامها
إن هي رضيت
( من بيت الطاعة )
بالهروب ..
صار بإمكانها
أن تحمل كل اأسماء الشوارع
المستعارة
أن تبيت وحدها
في معبد ريفي ..
أن تبيت مع الرفاق
في حانة الحي القديم
في ورشة عمل ساهرة
خارج وصايا الأبجدية
المحنطة
المدججة
بآلهة الحروب ..
أخيرا
ترتدي المسودة ثوبها
على مقاسها
البري
حاكه الخشاش ،
البحري
خاطه السلمون ،
الجوي
طرزه الفراش
الغجري ..
تتسكع
بلا بطاقة هوية
تنسبها
إلى قبيلة ما
إلى إسطبل ما
إلى غابة ما ..
صار بإمكانها
أن تبيت
فوق شجرة عارية
تحت نخلة تنخلها
تشذبها
أو كرمة تكرمها
تذكرها
بقوافل النبيذ
بقوافل العبيد
يغادرون سطورها
غير المقفاة
المدماة
بأسماء الذي رحلوا
تركوا دماءهم في الخنادق
تباع الآن
في البلاط
في المزاد ..
أخيرا
تقف المسودة
على حافة الصمت
تختبرني
تقيس درجة خيانة
في دمي
لها كم وهبت
لها كم وهنت
لها كم أكدت :
أني الشريد
أني الشهيد
أضيع .. أضيع
ولا أساوم
ولا أبيع ...
...
................
يناير 2019
.............
#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟