أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - المسابقة الوزارية الادبية للخطابة والشعر العربي بين النتائج وضمير الغائب














المزيد.....

المسابقة الوزارية الادبية للخطابة والشعر العربي بين النتائج وضمير الغائب


عباس منعثر
شاعر وكاتب مسرحي عراقي

(Abbas Amnathar)


الحوار المتمدن-العدد: 6187 - 2019 / 3 / 30 - 18:16
المحور: الادب والفن
    


تطلب العدالة التامة أمر محال؛ ولا يتقصاه إلا قليل معرفة، وإدعاء الحيادية والموضوعية وإبعاد الهوى أمر محال آخر لا يمكن الوصول إليه. وبين الهوى والميل بالضد من الانصاف مسافة يتحرك فيها الانسان. وقد يظن المرء أنه منصف مخادعا ذاته ومعطيا لها المبررات؛ إلا أن ذلك لا يخفى على العين الذكية الفاحصة.

من مقدمة عامة كهذه نلج الى صلب الموضوع. تقام كل عام مسابقة للخطابة والشعر العربي على مستوى مديريات العراق عدا اقليم كردستان. وبالطبع تحتدم المنافسة، ويكون يوم اعلان النتائج صدمة لبعض المشاركين واغتباطا لبعضهم الاخر. وقد اقيمت المسابقة للبنات في محافظة كربلاء للمدة من 24/3 ولغاية 26/3/2019، وكانت هناك اشكالات كثيرة منها ما هو متعلق بفهم المسابقة وتوزيع الدرجات ككل ومنها ما يتعلق بغياب الانصاف والمحاباة على حساب بعض المديريات.

لنبدأ من خلل جوهري في توزيع الحقول الخاصة بالدرجات. تعطى درجة للموضوع، وتعطى درجة لفكرة النص، وأخرى للأسلوب، وبحساب رياضي وبمعرفة أن الطالب او الطالبة لا علاقة له بهذه التصنيفات كون المشرفين او الادباء هم من يكتب النصوص الخطابية والشعرية احيانا، نصل الى نتيجة كارثية وهي أن الدرجة تعطى للمشرف وليس للمشارك او المشاركة. تصوروا أن متسابقة ابدعت ابداعا لا مثيل له بالخطابة لا تفوز بحجة ان نصها يميل الى الطابع القصصي؟ وكأن المسابقة مسابقة نصوص فقط، في حين أنها تقام اساسا لتقييم القدرة الخطابية والموهبة والجرأة وإلا لتحولت الى مسابقة ادبية خالصة.

في مساحة كهذه يمكن أن نقع في الخلل الثاني، وهو امكانية التلاعب بالدرجات حسب الهوى والمصلحة واستبعاد اقوى المشارِكات بحجة النص الذي لا يميز بعض اعضاء اللجنة البناء القصصي عن الديالوج عن النص المسرحي للاسف. هذا من جانب، من جانب آخر قد يتحكم عضو واحد في لجنة التحكيم بالنتائج بكاملها. فالذي بيده (40) درجة يستطيع أن يعطي (39) درجة لمديرية يرغب بفوزها، ويعطي الاخرى الاقوى منها (15) فتنعدم المنافسة لصالح الضعيف اداء وقدرة ويغمط حق من يستحق.
يضاف خلل آخر، وهو الاصرار على ان يعطي كل محكم درجته بمعزل تام عن باقي المحكمين، او بلغة اخرى انعدام الرؤية الكلية للمتسابق او المتسابقة، بحجة عدم القدرة على التشاور او ضيق الوقت او اعطاء الحرية للمحكم في درجة الحقل الخاصة به. واذا اخذنا بنظر الاعتبار عدد المشاركين والمشاركات وضيق الوقت، بالاضافة الى اعطاء الدرجات من غير تسجيل ملاحظات بل بالاعتماد على الذاكرة التي قد تخون احيانا، فإن الغبن والاجحاف والظلم سيقع على عدد كبير المشارِكات بلا ادنى شك، وهو ما حدث وأثار استياء المديريات المشاركة التي اعلنت عن استيائها داخل القاعة وستعلنها على مستوى الاعتراض الرسمي في مديرية النشاط الرياضي والمدرسي وعلى كافة المستويات الممكنة. ولكي لا نطيل دعونا نلخص جملة من الملاحظات علنا لا نقع في الخطأ نفسه كل مرة.

- مجاملة المدينة المستضيفة (كربلاء- اربع جوائز) التي ينتمي اليها احد اعضاء اللجنة، وإعطاء النتائج حسب العواطف والميول خاصة مع مدينتنا الحبيبة الموصل.
- تحكم عضو معين بالمراكز لأنه مسئول عن 40 درجة.
- عدم اعتماد المكرر مع العلم أن العديد يستحقون المراتب والفارق حسب مقولة احد اعضاء اللجنة نصف درجة فقط.
- الفهم الخاطئ للتنافس وعدم جعل المهرجان فرصة للفرح الجماعي لكل المديريات لا من خلال المجاملة بل بالعدالة والانصاف وشمول اكبر عدد من المستحقين.

وبدل أن نفرح بناتنا وابناءنا تحولت المسابقة الى فرصة للتغالب وتصفية الحسابات واستعراض النتائج. لان من يقيمون هذه المسابقات لا يدركون أن الهدف هو ادخال الفرحة الى قلوب المشاركين حسب الاستحقاق. كم ظلمتم احبتنا الصغار وكسرتم أرواحهم برؤيتكم ايها الكبار، ولو كنتم تنتمون الى عالمهم بحق ولو كنتم منصفين بحق لما خرجتم علينا بهذه النتائج الهزيلة. ان مهرجانا مضحكا مبكيا كهذا، يدفع الكثير من المديريات والمدارس المشاركة الى التفكير ألف مرة قبل معاودة الخطأ الفادح نفسه..

واحقاقا للحق فإن الكلام لا يشمل جميع اعضاء اللجنة التحكيمية؛ إلا أن طريقة توزيع الدرجات جعلتهم مقيدين برؤية محددة لم يستطيعوا أن يتجاوزوها؛ لكن على الشعبة الادبية بادارة الاستاذ النبيل (ميثم غسان) أن تغير من بعض الوجوه لأنها أضحت مكشوفة للجميع ولا تستحق أن نضع بين يديها ميزان الذهب الا وهو التحكيم بنزاهة وتجرد.

لقد كانت النتائج مجحفة ، مثلها مثل غيرها من المسابقات الوزارية في المسرح والموسيقةى والفنون التشكيلية،مما يدعونا الى إعادة النظر في فلسفة النشاط المدرسي برمته وأهدافه وغاياته لإيجاد السبل الناجعة للخروج من الازمة التي تتكرر باستمرار من غير العثور على حلول جذرية. غير أن فرحة أطفالنا وبناتنا بالمشاركة لم يفسدها هزالة النتائج، والعدالة والنزاهة التي هدرت في هذا المهرجان سترتفع من جديد عند اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب واختيار المنهج الصحيح في الزمن الصحيح.



#عباس_منعثر (هاشتاغ)       Abbas_Amnathar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في (سماوات النص الغائم)*
- الموجهات الفكرية في أسماء التحالفات الانتخابية في الانتخابات ...
- مساهمة سترندبرك في المسرح الحديث
- فنّ التمثيل علي خضير نموذجاً
- مهزلة الذوق الفني في مهرجان فرق التربية الثامن 2017
- خطاب دجلة الاربعة
- حارس المرمى -مونودراما
- حارس المرمى - مونودراما
- شكسبير.. درسٌ لابدّ منه
- اسم المولود
- مسرحية هو الذي رأى
- في هذه الاثناء - نص مسرحي
- قراءة في مسرحية (واقع خرافي) لعلي عبد النبي الزيدي
- ليالي عيد الميلاد
- عقيل علي ... الشاعر وصورته
- التكلم بصوت البير كامو
- في أروقة الفضائيات: الثقافة بصفتها مهنةً
- الكتابة عن الكتابة
- ميزان الذهب : تبادل الامكنة بين المثقف والاخر
- المثقف راهنا


المزيد.....




- الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد يحتفي بالفنان غالب جو ...
- “هتموت من الضحك ” سعرها 150 جنية في السينما .. فيلم سيكو عص ...
- جوائز الدورة الـ 11 من مهرجان -أفلام السعودية-.. القائمة الك ...
- ما الذي نعرفه عن العقيدة الكاثوليكية؟
- روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
- فيلم Conclave يحقق فقزة هائلة بنسب المشاهدة بعد وفاة البابا ...
- -تسنيم-: السبت تنطلق المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء تليه ...
- مصر.. الحكم على نجل فنان شهير بالحبس في واقعة قتل ومخدرات
- -فخّ الهويّات-.. حسن أوريد يحذّر من تحول الهويات لسلاح إقصاء ...
- -هيئة الأدب- تدشن جناح مدينة الرياض بمعرض بوينس آيرس الدولي ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس منعثر - المسابقة الوزارية الادبية للخطابة والشعر العربي بين النتائج وضمير الغائب