|
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع .....12
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:39
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المرأة والعمل السياسي:2 :
3) و حتى تساهم المرأة في النضال السياسي المرتبط بوضعية المرأة، لابد لها من الانخراط في الأحزاب السياسية المختلفة، و من منطلق انتمائها الطبقي، و إقتناعها الإيديولوجي، و السياسي. و في هذا الإطار نجد :
أ- أن المرأة الإقطاعية التي تعتبر المرأة متاعا لا يمكن أن تنخرط إلا في الحزب الإقطاعي، و تعتبر نفسها جزءا من ذلك الحزب، حتى و إن كانت لا تغادر البيت باعتبارها متاعا. و نظرا لاقتناعها بأيديولوجية الإقطاع، فإنها تعمل على تكريس دونية المرأة كمتاع، و كمسلمة، لا تناقش ما يقوم به الإقطاع، و كجزء من الدين الإسلامي باعتباره مصدرا لإيديولوجية الإقطاع.
و المرأة الإقطاعية لا يمكن أن ننتظر منها أن تسعى، أو تناضل من أجل المساواة بينها، و بين الرجل، و لا تعتبر قضية المرأة قائمة في الأصل، بقدر ما تعتبر أن الذين يطرحون هذه القضية يخالفون الدين الإسلامي، و يسعون إلى تخريب المجتمع الذي يحكمه الإقطاعيون، أو يساهمون في حكمه.
ب- أن المرأة البورجوازية التابعة، التي تقتنع بإيديولوجية البورجوازية التابعة، التي تعتمد المرجعية الإقطاعية، بسبب أصولها الإقطاعية، و المرجعية الرأسمالية الغربية، لتبعيتها لمؤسساتها المالية الدولية، لا يمكن أن تعتبر نفسها إلا متاعا، و سلعة في نفس الوقت، بسبب ازدواجية الإيديولوجية. و لذلك فنحن لا ننتظر منها أن تسعى إلى تحقيق مساواتها بالرجل، لأن تلك المساواة غير واردة في الدين الإسلامي، حسب المرجعية الإقطاعية، أو أن المرأة حرة، تفعل بنفسها ما تشاء حسب المرجعية البورجوازية الغربية.
و هذه الازدواجية في تعامل المرأة البورجوازية مع قضية المرأة هي التي تكرس انتماءها إلى حزب البورجوازية التابعة، الذي لا يهمه إلا حماية المصالح الطبقية للبورجوازية التابعة، و لا يهمه تحرير المرأة من الدونية، إلا إذا كان ذلك يخدم المصالح الطبقية، لتلك البورجوازية.
ج- أن المرأة البورجوازية الليبرالية المقتنعة بأيديولوجية البورجوازية الليبرالية، تعتبر أن المرأة حرة، تفعل بنفسها ما تشاء، كما الرجل حر، يفعل بنفسه ما يشاء. و لذلك فهي لا تناضل من أجل حرية المرأة، و مساواتها للرجل. لأن تلك الحرية، في نظرها، تكون قد تحققت.
فالحرية بمفهومها الليبرالي حاضرة، و المرأة التي تختار الانغماس في الدونية فذلك شأنها، و باختيارها. و تمتيع المرأة بحقوقها المختلفة غير وارد، لأن ذلك يتناقض مع الطبيعة البورجوازية، و مع الرغبة في تحقيق تراكم رأسمالي متواصل. و في ظل هذه البورجوازية، لا بأس أن تعتبر المرأة نفسها سلعة، و لا بأس أن تكون تلك السلعة ذات قيمة في السوق، كبقية السلع المعروضة، مادامت تحقق من وراء ذلك تراكما رأسماليا.
د- و المرأة البورجوازية الصغرى، المقتنعة بأيديولوجية البورجوازية الصغرى التوفيقية، و التلفيقية تعتبر نفسها متاعا تارة، و سلعة تارة أخرى، و عورة أيضا، و يمكن أن تسعى إلى النضال من أجل تحقيق المساواة بين الرجل و المرأة.
و هذه التشكيلة من المواقف، ما هي إلا تجسيد لفسيفسائية إيديولوجية البورجوازية الصغرى، ذات المرجعية الإقطاعية، و البورجوازية التابعة، و البورجوازية الليبرالية، و أدلجة الدين، و إيديولوجية الطبقة العاملة. و لذلك نجد أن المرأة البورجوازية الصغرى، تفتقد الوضوح الإيديولوجي، الذي يؤهلها لمعرفة ما تكونه، و ما تريده. و للمساهمة في النقاش الواضح، و الهادف إلى تحقيق حرية المرأة الفعلية، و تمتيعها بحقوقها المختلفة، لتصير بذلك مساوية للرجل.
ه- و المرأة العاملة المقتنعة بإيديولوجية الطبقة العاملة، تنخرط في حزب الطبقة العاملة، من أجل النضال لتحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية. لأن هذه الإيديولوجية، هي وحدها، لا تكون إلا علمية، و هي وحدها تعبر عن مصلحة جميع أفراد المجتمع الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، على أساس المساواة فيما بينهم، مهما كان جنسهم، أو عقيدتهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو جنسيتهم. و هي الإيديولوجية الوحيدة التي لا تميز بين الرجل، و المرأة، باعتبار كل واحد منهما إنسانا. و الإنسان له حقوقه، التي يتمتع بها، عندما تسعى هذه الإيديولوجية إلى جعل الناس ينخرطون في النضال من أجل تحقيق الاشتراكية، باعتبارها إطارا للتمتع بتلك الحقوق.
و المرأة بانخراطها في حزب الطبقة العاملة، لابد أن تكون حاضرة في النضال اليومي، لهذا الحزب، وبين حلفائه، من أجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية.
و- أما المرأة المقتنعة بأدلجة الدين الإسلامي، فإنها تنخرط في الحزب الذي ينتمي إليه مؤدلجو الدين الإسلامي، وتعتبر المرأة عورة، و عليها أن تستر عورتها. و هي بذلك تكرس دونية المرأة. و اعتبارها ذاك، هو نفسه اعتبار الحزب المؤدلج للدين الإسلامي، الذي لا يتحقق إلا في إطار الدولة الإسلامية، التي تشرف على تطبيق الشريعة المتمثلة بالخصوص في منع سفور المرأة، و فرض حجابها، حتى لا يفتتن بها الناس، و ينصرفون عن أمور دينهم. و كان الهاجس الذي يحكم المسلمين هو الهاجس الجنسي. و كأن التربية الجنسية واضحة في القرءان، و كأن المرأة لا تتلقى التربية الأخلاقية اللازمة التي تحصنها ضد كل الممارسات الدنيئة التي تستهدفها.
فالمرأة المؤدلجة للدين الإسلامي التي تختصر الشريعة و تطبيقها في "حجاب" المرأة، لا يمكن اعتباره توجهها سليما، و لا يمكن أن تسعى أبدا إلى تحقيق إنسانية المرأة، لأن توجهها التربوي في الأصل، يرفع من قيمة الرجل، الذي "فضله الله" على المرأة بالقوامة، و يحط من قيمة المرأة التي تتحول إلى فتنة إذا لم تستتر، و إذا لم تحتجب باعتبارها عورة.
و توجه كهذا، يجب اعتباره أخطر توجه يسود في البلدان ذات الأنظمة التابعة، و منها البلدان العربية، و باقي بلدان المسلمين، بسبب النشاط المحموم لمؤدلجي الدين الإسلامي، و للأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي، و حيثما تواجدت الأحزاب المؤدلجة للدين الإسلامي. لأن هؤلاء المؤدلجين للدين الإسلامي، لا يسعون إلا لتضليل الكادحين، و استغلال أميتهم، و فقرهم، و حاجتهم، و سعيهم إلى طلب الخلاص من الوضعية الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، من أجل جعلهم يعتقدون أن الإسلام هو الحل، و أن الدين الإسلامي لا يمكن أن يصير قائما، إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية، التي تتجسد في التزام المرأة، بالخصوص، بما تقتضيه تلك الشريعة. مما يجعل المرأة فاقدة لحريتها، و راغبة في استعباد الرجل لها، و هو ما يتنافى مع طبيعة الإنسان، و مع حرصه على التمتع بحريته، التي هي قوام وجود الإنسان، سواء كان رجلا أو امرأة.
و هكذا يتبين لنا أن المرأة ينسحب عليها ما ينسحب على جميع أفراد المجتمع، تكون مرتبطة بالتشكيلة الاقتصادية الاجتماعية القائمة، و مساهمة في التشكيل الطبقي القائم في المجتمع، و مقتنعة بإحدى الإيديولوجيات ،و منتمية إلى أحد الأحزاب، و مصرفة لموقف سياسي معين تجاه المرأة، مما يجعل معظم النساء لا يرغبن في التخلص من دونيتهن، لوقوعهن تحت طائلة الأسر الإيديولوجي الإقطاعي، أو البورجوازي التابع، أو البورجوازي الليبرالي، أو البورجوازي الصغير، أو المؤدلج للدين الإسلامي. و المرأة التي تسعى إلى تحرير نفسها و إلى التمتع بكافة حقوقها، و إلى انعتاق المجتمع ككل هي المرأة المنتمية إلى حزب الطبقة العاملة، الذي يناضل المنتمون إليه من اجل تحقيق الحرية، و الديمقراطية، و العدالة الاجتماعية.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الرابع
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
المزيد.....
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|