أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)















المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6186 - 2019 / 3 / 29 - 14:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و مع ان بعض البحوث الاخرى تقول ان ابن سيناء قد شكك في ان يكون هذا الكتاب لارسطو و آمن ابن رشد بتلك الشكوك، لكن الواضح لدينا انه يُحتسب هذا الكتاب على انه المؤثر المهم على جمع فلسفة العبادة الالهية الاسلامية، و هو مركز الفلسفة ذاتها، و بالاخص عند التصوف و العرفان، و في الوقت ذاته ان هذا المؤلف كان محل مشاكل كثيرة للفلسفة اليونانية في الحضارة الاسلامية، مثلا حاول فارابي في كتابه ( كتاب الجمع بين راي الحكيمين) ان ينهي الخلاف الفكري بين افلاطون و ارسطو و يظهرهما كفيلسوفين متوافقين في الاعتقاد و المباديء و المواقف، ويعود جزء من هذه الخلافات الى الكتاب ( ثيولوجيا ارسطو) لافلوطين الذي اشتهر باسم ارسطو، و حتى فارابي احس في الكثير من المواقع بالخلافات بين مواقف ارسطو في كتبه مع هذا المؤلف، و خاصة فكرة وجود صورة روحانية في العالم الالهي و التي لها وجودها في هذا الكتاب و هذا مخالف مع توجه ارسطو في مؤلفاته الاخرى، لذا هناك ثلاث احتمالات ؛ اما ان نقول ان بعض من هذه التوجهات مخالفة مع بعضها الاخرى، او بعض منها لارسطو و بعضها ليس له، او ان لهذه التوجهات معنى و تاويل يتوافق مع البعض في جوهره و ان كان مخالفا في المظهر. و بعد ذلك يقول ان الاحتمال الاول خطا و هذا لا يليق بارسطو. اما الاحتمال الثاني يقول: الذي بعضها لارسطو و بعضها الاخرى لم تكن له، انه ابعد من الاحتمال الاول بعدا من الحقيقة، لان تلك الكتب التي تحدث فيها اشهر من ان يُشك انها كُتبت باسمه (3) لذا انه يؤيد الاحتمال الثالث وهو عدم فهم فحوى تلك المقولات و عليه تحتاج الى التاويل.
المستغرب ان جزء اخر من تاسوعات افلوطين في الثقافة الاسلامية قد انشترت باسم فارابي تحت عنوان ( رسالة في العلم الالهي) و ان في اكثر الاحيان لم يُعرف حتى افلوطين باسمه في الثقافة الاسلامية، و انما اُشير اليه بالشيخ اليوناني. كالسجستاني في القرن الرابع الهجري في كتاب( صوان الحكمة) الخاص بحكاية مقولات و مباديء الفلاسفة، و اخص جزء منه بافلوطين تحت عنوان الشيخ اليوناني و ما يقصده هو افلوطين (4). و بالشك ذاته فالشهرستاني في مؤلفه الاكثر شهرة (الملل و النحل) يعيد جزء من توجهاته باسم الشيخ اليوناني, وكذلك الشهرزوري ( وهو طبيب كوردي في القرن السادس) في كتابه ( نزهة الارواح في روضة الافراح في تاريخ الفلاسفة و الحكماء) و الخاص بسيرة حياة و مختصر من توجهات الفلاسفة، و تحت عنوان ( الشيخ اليوناني المشهور) اختص حزءا منه لافلوطين (5). و من جهة اخرى، من الواضح ان افلوطين اب روحي لنظرية الفيض، ان هذه النظرية يوضحها الدكتور عبدالرحمن البدوي، بانها اهم فكرة في فكر التصوف الاسلامي، و خاصة عند السهروردي و ابن عربي (6). ان بداية اختلاط هذه الفلسفة و الفكرة يعود الى فارابي، و منه يصبح جزءا رئيسيا للفلسفة الاسلامية.
الافلوطينية او الافلاطونية الجديدة( كما لدى جولدتسهير) كانت بداية تغيير الزهد كسلوك اخلاقي و احساس روحي، الى فلسفة عميقة التي تعتمد على نظرية الفيض و التوحيد اي التصوف (7). هي مرحلة الاعتزال الجسدي و التامل الفكري، الذي هو نتيجة لعشق الانسان بشكل من المعرفة اليقينية، و الذي يريحه من الجانب الروحي و يصل من الناحية المعرفية الى اليقين لتلك الاسئلة الوجودية و الابدية التي يواجهها الانسان لوجود ذلك الوعي لديه. و لهذا السبب فان هذه الفلسفة من وجهة انها شكل روحي و عبادة الهية و من وجهة اخرى انها تفكير عميق في الله و الوجود و لها علاقة بهما. لذا فان افلوطين هو قمة الخلط و التناسب لعقلانية الفلسفة اليونانية و الروحانية الدينية الشرقية، و لهذه الخصوصية كانت الفلسفة قابلة للخلط مع حميع الاديان ومنها الاسلام ايضا. بمعنى اخر، ان تشويه الافلوطينية و التي كانت خليط من الروحانية و العقلانية، في الثقافة المعرفية اليونانية و العرفان الغنوصي الشرقي، كما كان السبب السهل لخلط هذه الفلسفة بالفكر الاسلاميايضا، و في الوقت نفسه انه السبب الاول للتشويه على المستوى الفكري، و بسبب هذا التشويه ظهر سؤال؛ هل يمكن ان نقول ان الحضارة الاسلامية العربية هي صاحبة فلسفة مستقلة، او لا، ام ان الموجود نسخة فكرية ثقافية يونانية و لا شي اخر؟
طرحنا في الاقسام السابقة تلك الحقيقة، بان المجتمع العربي قبل الاسلام كان مجتمعا خاليا من اي نشاط فلسفي، و على الاقل على مستوى الكتابة لا يوجد لدينا اي دليل لوجود اي شكل من الفلسفة والتفلسف، و حتى ان ذلك المقدار القليل و البسيط الذي كان باسم الحكمة في الشعر الجاهلي الذي يُشار اليه احيانا، و انه محل شك كبيرايضا لسبب وجود الشك من ان يكون الشعر جاهليا، و بالعودة الى القرآن، و الذي هو اقدم كتابة موثوقة لتفهم الحياة العقلية لعصر ماقبل الاسلام، لا توجد اشارة لوجود فلسفة في المجتمع العربي في مدن مكة و مدينة و البداوة ايضا. و لهذا السبب و بسبب ظهور الفلسفة بمعناها الحقيقي، فانها ارتبطت بشدة بظهور الترجمة للمؤلفات الفلسفية اليونانية، و يعتقد الكثير من الباحثين ان الفلسفة الاسلامية و العربية بذاتيهما لا وجود لهما، و الموجود عند هذه الحضارة هي الفلسفة اليونانية باللغة العربية، و من المحتمل ان يكون اول شخص في التاريخ المعاصر الذي فسر بشكل خاطيء لجزء من تلك الحقيقة التاريخية، اي عدم وجود الفلسفة في البيئة العربية هو ارنست رينان (صاحب اسطورة رقي و سيطرة الجنس الاري على كافة الاجناس السامية). انه كان اول شخص الذي اهتم اكاديميا و علميا بابن رشد و الفلسفة الاسلامية في القرن التاسع شعر، في كتابه الخاص بابن رشد و في العديد من مؤلفاته الاخرى، انه يعتقد ان سبب انعدام الفلسفة و النشاط العقلي بشكل عام في تلك البيئة اللغوية له علاقة بالجنس و اللغة العربية بذاتهما، عند رينان ان الفلسفة تخص الشعوب الهندواوربية، و انعدامه لدى الشعوب السامية لها علاقة باللغة لتقبل الدين و التوحيد، اكثر من الفلسفة و العمل الفلسفي،لذا فان ذلك المقدار من الفلسفة الموجودة في البيئة العربية ( اي في العصر العباسي) انها تقفي و تقليد للفلسفة اليونانية و لا شيء اخر. و عليه ليس من الصحيح ان يُقال الفلسفة العربية، لان من جهة؛ ان هذه الفلسفة يونانية و من جهة اخرى كانت نشطة في المناطق التي لم يكونوا عربا كما في بلاد الفارس و الاندلس و المغرب الكبير( المسماة بالمغرب العربي)، و من جهة اخرى ايضا ان جزءا كبيرا من الذين كانوا منشغلين بهذه النشاطات لم يكونوا عربا، عدا الفيلسوف الكندي، لذا برايه ان عربية هذه الفلسفة هي انها كتبت باللغة العربية فقط و لا شي اخر.فهي ليست بنتاج عقل عربي و الذي ابدع فيها لم يكن عقلا عربيا . و بمعنى مختصر، برايه ان الفلسفة العربية هي تعريب الفلسفة اليونانية، و انما علم الكلام هو الفلسفة الاسلامية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 77)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (76)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (75)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (74)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (73)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (70)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (69)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 68)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (67)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (66)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (65)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 64)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 63)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 62)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (60)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (58)


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 78)