|
رسالة غير مكتوبة الى رب العزة
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 09:40
المحور:
الادب والفن
قلت لملائكتك اني ساخلق أدم على شاكلتي ، ساضع فيه شيئا من روحي، ساعلمه الاسماء الحسنى، ساعلمه ما لاتعلمون. وهكذا كان، خلقت أدم وجاءت حواء من ضلعه . ولاني يارب العزة اكبر ساذج في هذا العالم فنا كثير الاسئلة ، واسئلتي ساذجة مثلي. فانا مثلا لايمكنني ان اتصور ان اكل التفاحة هو السبب في مجييء انا واخوتي من سلالة ادم الى هذه الارض . لان ذلك يعني اننا اتينا من رحم الخطيئة. فالكل يعرف انك نهيت ادم عن الاقتراب الى احدى اشجار الجنة التي اثمرت تفاحا وقلت له :حذارى ان تاكل من ثمرات هذه الشجرة . ولكن ادم اكل منها عاصيا امرك رغم انك وضعت فيه شيئا من روحك المقدس. وهكذا كان غضبت عليه لعصيانه امرك وانزلته الى الارض ومعه ابليس الذي هو الاخر عصى امرك. هل نحن اولاد حرام اذن؟ دعنا من هذا الان فانه لن يغير شيئا ولنمضي مع بداية الخلق الى نهايته حيث الزرقاوي وبن لادن اللذين خلقتهما وفيهما شيئا من روحك.لا احد يدري متى نزل ادم الى الارض ولكن العلماء - وهم كلهم من القسم الغربي من الارض لك الحمد- يقولون ان عمر الارض بضع ملايين من السنين. والغريب ان هذه الملايين مرت بدون فائدة فقد كان الانسان فيها شبه تائه لايعرف ماذا يريد. انتقل من العصر الحجري الى الرعي ثم العصر الزراعي ثم .. ثم، الى ان وصل هذا الانسان الى نهايات القرن الثامن عشر ليبدأ صحوته ويعرف مساراته. ولا ادري لماذا ظل هذا الانسان تائها عن الانترنت والاقمار الصناعية والسيارات الفارهة والهمبرجر الامريكي وانواع الجينز والعطور الفرنسية طيلة قرون ليصحو قبل 200 سنة فقط. لماذا قبل 200 سنة ؟ لا احد يدري. وفي هذه المئتي سنة حدثت اهوال وكوارث، كلها كانت من صنع ادمك الذي خلقته على شاكلتك، ولانك وضعت به بذور النسيان الرائعة فقد نسى ما حل به في الماضي الا انه يتوقف هذه الايام ليسالك ويريد منك جوابا فانت خالقه وعليك يقع عبْ قيادته والا لماذا تجشمت عناء الخلق. اقول انه يتوقف هذه الايام ليسألك هل الزرقاوي خلق على شاكلتك؟ واذا اجبت بالنفي ، هل يمكن القول انه جاء من صلب اله آخر بينك وبينه صراع كما صراع الجعفري والمالكي والصدر والسيستاني وغيرهم من اصحاب الخواتم الزرقاء؟ هل يمكن ان تتفرج من على عرشك الذي استويت عليه في اليوم السابع على بن لادن وهو يتحين الفرص عبر رجاله لينسف ناسا حضروا عرسا او يتسوقون من سوق شعبي بائس او راجعون من عملهم او من مدارسهم. لنترك كل هذا جانبا ونسألك كيف يمكن ان يبلغ بك الصبر حدا وانت ترى قطعا من اجسادعبادك تتناثر هنا وهناك بعد ان ادوا واجبهم في الصلاة اليك. صحيح انك قلت انك لاتغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ولكن هذا اقسى انواع التبرير لان المخلوق هو الاكثر ضعفا امام الخالق، ولان الخالق يعرف تماما كم هو ضعيف هذا المخلوق الذي خلقه على شاكلته. ولانك الخالق الكبير العظيم الجليل الجبار المتكبرالماكرالرحوم العطوف فسيكون هذا المخلوق امامك مثل طفل بدأ المشي امام والده وحين يتعثر ينهض الوالد مسرعا ليحمل ابنه خائفا من ان تكون هذه العثرو سببا في جرحه او كسر عضو من اعضائه. فهل يفترض بالوالدين اكثر حنانا وحرصا على ابنائهم اكثر من خالقهم؟ كيف تريد من اهل العراق - مثلا- ان يغيروا ما بانفسهم حتى ينقذوا ما تبقى من حياتهم ... كيف تريد من طفل ان يغير ما بنفسه وهو بالكاد لايعرف الا وجه امه او ابيه؟ كيف تريد ان تغير تلك العروس المشبعة بالاحلام وهي تزف الى عريسها شاكرة اياك على هذه الفرحة الغامرة حين اهديتها رجل احلامها الذي تحبه؟ كيف تريد من رجل لايملك قوت يومه ان يملك الارادة في تغيير ما بنفسه وهو يحلم كل يوم بحفنة من الحنطة تسد افواه اطفال كل ذنبهم انهم ولدوا في ارض الرافدين؟ لاشك يارب العزة انك اكبر من كل هذه التبريرات، لان الكبير لاتهمه صغائر الامور. الكثير من خلقك يعرفون ان الاسلام ذاب مع وفاة الرسول وجاء بعده رجال لايفكرون الا من بين افخاذهم وهم الى يومنا هذا وضعوا وسنوا القوانين كلها بهاجس من جسد المرأة وبكارتها. كل شرفهم وتاريخهم يتعلق بهذا الغشاء الذي يغلف عضو المرأة فاذا راح راحت كل القيم وذهبت كل معالم الاخلاق ادراج الرياح.. ظلوا هؤلاء الذين خلقتهم على شاكلتك يصرخون ويطالبون بضرورة ان تبقى المرأة التي خلقتها انت من ضلع ادم وعاء يمتطيه الرجل - وخصوصا رجل الدين- ليفرغ فيها رجولته ولتذهب كل المشاعر الى الجحيم. اني اتحدى اي رجل دين يقول لزوجته ذات يوم : اني احبك يارديف حياتي او الله ما جملك هذا اليوم او اني ارى حواء فيك. ان اتحدى رجل الدين ان يمشي مع زوجته جنبا الى جنب في مكان عام، لانه يتركها وراءه تتحبط في مشيها ولاينقصه سوى حبل احد طرفيه في يده والثاني في رقبتها. تركتهم - يارب العزة - بعد ان مات رسولك العظيم يبنون كل تراثهم الاسلامي على الهاجس الجنسي ولولا لهم اقران سبقوهم في حزام العفة لما ترددوا لحظة في اصدار فتوى الى جميع اللحامين والنجارين ومن ذوي الاختصاص الاخرين ان يبدأوا في تصنيع احزمة العفة ولكن ليس على قرار ما تم صنعه في القرون الوسطى بل يجب ان يواكب التصنيع الحديث ليكون مريحا وشفافا ولكنه ليس قابل للزحزحة من مكانه قيد انملة. فهل خلقت هؤلاء على شاكلتك
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|