بشير الوندي
الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 17:42
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
مباحث في الاستخبارات (157)
التجنيد الاستثماري
بشير الوندي
-------------
مدخل
-------------
في كثير من الاحيان نجد ان صراعات سياسية وعسكرية تجري في بلد ما تحت مسمى الوطنية , ولو دققنا في الكثير من تلك الصراعات لوجدنا ان كل طرف منها مدعوم ومدفوع من بلد ما , ولو دققنا اكثر لوجدنا ان هذا الدعم قد سبقته سنوات طوال وربما عقود من الاتصالات والاقامة والتمويل والتهيئة من قبل تلك الدولة لهؤلاء الاشخاص الذين يقودون صراعات بلادهم وسنجد انهم كانوا وقتها لايزالون في مقتبل اعمارهم وفي اوائل خطاهم السياسية والمالية .
ان عمليات تهيئة العناصر الاجنبية ومداراتها ودعمها وفتح الطرق امامها لتتبوأ في بلدانها الاصلية اعلى الرتب هي مهمة تقوم بها الاجهزة الاستخبارية المحترفة على مدى سنوات طويلة بشكل بطيء وصبور لتجني من خلالهم مستقبلاً امكانية السيطرة على مقدرات البلدان , وهذه العملية هي التي ندعوها بالاستثمار الاستخباري او الاستخبارات الاستثمارية وهو مدار موضوع مبحثنا , والذي كنا قد تناولناه بإيجاز في مباحث سابقة (انظر مبحث ١١٠ انواع التجنيد ومبحث ٢٠ تجنيد العملاء).
----------------------------------
مبدأ : خذوهم صغاراً !!!!
----------------------------------
ذكرنا في المبحث العشرين بعنوان تجنيد العملاء , ان التجنيد الاستخباري يأتي بتسعة انواع هي :
١ تجنيد وظيفي .
٢ تجنيد قهري ( ابتزازي ) .
٣ تجنيد عقائدي .
٤ تجنيد ثأري ( إنتقامي ) .
٥ تجنيد مالي .
٦ تجنيد إيهامي ( من خلف ستار ) .
٧ تجنيد اختباري .
٨ تجنيد عكسي ( مزدوج ) .
٩ تجنيد استثماري.
ومبحثنا هذا حول التجنيد الاستثماري وأهميته وأسبابه وفوائده , وهو من انواع التجنيد المثمرة التي تحتاج الى الفطنة والصبر الطويل , فالاستخبارات الدولية والاقليمية تتبنى دوماً هذا النوع من التجنيد المهم والحيوي الذي يدخل في خانة التخطيط الاستراتيجي والمستقبلي لبناء منظومة علاقات مستديمة ومفيدة لإبقاء النفوذ والتأثير , وهو تجنيد مخصص بالقياديين المستقبليين على مبدأ : بدلاً من ان تجند عشرات المصادر وصغار الضباط والجنود في فيلق عسكري فإنّ من الافضل ان تجند قائد الفيلق, وبدلاً من ان تذهب لتجنيد الآلاف من شعب ما فان الافضل ان تجند زعيم البلاد .
وبما ان تجنيد قائد الفيلق او قائد الجيش او رئيس البلاد او رئيس الحزب هي مهمة صعبة للغاية ومعقدة ومحفوفة بالمخاطر , لذا تعمل الاجهزة الاستخبارية الاجنبية الى تجنيد اشخاص ممن يلجؤون اليها او الذين يترددون عليها او يدرسون فيها , وتجد فيهم امكانات واعدة لتتم رعايتهم وتبنيهم لسنوات طويلة وتدفع بهم في بلدانهم ليصلوا الى اعلى الرتب والمناصب في بلدانهم من خلال الكثير من الوسائل السرية وحينها تتم السيطرة على مقدرات البلد المستهدف من خلالهم , فتجد ان رئيس وزراء او رئيس جمهورية هو صنيعة اجهزة مخابرات دولية تحركه كما تشاء وتدعم رئاسته بكل الوسائل من خلف الستار , فهذا التجنيد الاستخباري هو تجنيد مثمر للغاية ونتائجه خطيرة الا انه استثمار يحتاج الى منتهى الصبر والى تحين الفرص المناسبة او خلقها من اجل الدفع بالعملاء ليكونوا في اعلى هرم السلطة في بلدانهم ليتم من خلالهم السيطرة والنفوذ الهائلين.
-------------------------
التجنيد من الاعلى
-------------------------
تمتاز منطقة الشرق الاوسط بهشاشة انظمتها الحاكمة وتغييراتها الانقلابية الدراماتيكية , كما تمتاز الطبقات الحاكمة وعوائلها بشدة ارتباطاتها الخارجية , فمثلاً نلاحظ ان اغلب الملوك والقادة في منطقتنا يبعث ابناءه الى دول العالم المتقدم لإستكمال الدراسة , كما ان دورات ضباطهم تكون في الخارج وتسوق زوجات الحكام يتم في الخارج وعلاجهم في الخارج وحتى رجال الدين المتشددين تجد ان اولادهم يدرسون في الخارج , كما ان تنامي الدكتاتوريات في الشرق الاوسط ادت الى كثرة تواجد المعارضين في خارج بلدانهم بل وتأسيس احزاب وتنظيمات معارضة مسلحة في بلدان خارجية , وبالفعل تشكلت في كل بلد شرق اوسطي جاليات له في بلدان اجنبية سواء كانت بلدان جارة او بلدان بعيدة .
وقد ادى تشابك الاوضاع هذا الى تنشيط عمل الاجهزة الاستخبارية في مجال تجنيد استثمارية منوعة , فأبناء الرؤساء الدارسين في الخارج هم صيد سهل في مجال التجنيد بعيد المدى من خلال خدمات لاتكلف الاجهزة الاستخبارية شيئاً , من قبيل تسهيل الاقامة ومنح الجنسية وبناء الصداقات , وهو امر لايقتصر على رؤساء الدول وانما يشمل كافة ابناء المسؤولين وحتى ابناء رجال الدين المؤثرين حيث تجري عملية الإستثمار في العلاقة معهم بشكل متواصل ومتين بحجة التواصل بين الاديان او الحوار الديني .
كما ينطبق الامر كذلك في اثناء سفرات رجال الاعمال وحركتهم في عواصم الدول الكبرى من خلال منح تسهيلات تجارية وتفعيل الجمعيات المشتركة , فالتجارة والاقتصاد ورجالاته عامل مهم في مجال التجنيد الاستثماري , فكل دولة تحتاج من استخباراتها الى رجال اعمال ومصرفيين وتجار في البلد الهدف لأنهم يمسكون العصب الاقتصادي من خلال الافضلية والوكالات والحوالات والقروض والشراكات مع شركات البلد الراعي , اي ان استخبارات البلد المُخطِط تبني مجموعة تجارية اقتصادية في البلد الهدف مستثمرة امكانياته التجارية لربط مصير بعض رجال الاعمال معه من خلال واجهات وافكار كفكرة جمعية التجارة المشتركة وجمعيات رجال الاعمال المشتركة وغيرها من المنظمات المجتمع المدني التي غالباً ما تكون مجالا استثمارياً واسعا للجهد والتجنيد الاستثماري وواجهة مناسبة له , وينطبق الامر ذاته على رجال المافيات والعصابات وأصحاب السوابق حيث يتم التكتم عليهم وإيوائهم والافادة من نفوذهم واستثمار العلاقه مع ذويهم لفترات طويلة .
كما تقوم الاستخبارات الاجنبية بالبحث عن العقول العلمية المتفوقة منذ بداية نبوغها حيث يتم التحرك عليها بطريقة التعاقد والجنسية والمنح الدراسية لجذبهم كعقول مجانية ومنحهم الجنسية من اجل الافادة من نبوغهم مستقبلاً .
--------------------------
التجنيد من الاسفل
---------------------------
ان ماذكرناه من تجنيد لأبناء المسؤولين ولرجال الاعمال والعقول , هو تجنيد استثماري الا انه قصير المدى اي ان نتائجه تأتي خلال سنوات قليلة ويبدأ من اماكن قريبة من القمة كإبن رئيس البلاد او زوجة زعيم سياسي , وبرغم اهميته الا ان هنالك نوع آخر من التجنيد بعيد المدى ذو تأثير واسع يبدأ من الاسفل اي من القاعدة الى القمة , وهو نوع يستغرق وقتاً طويلاً قد يمتد لعقود وهو الأهم والأجدى ونعني به التجنيد الاستثماري طويل المدى والاستراتيجي , وفيه يتم انتخاب كوادر سياسية وفكرية وعسكرية لاتزال في طور النمو , وتنمية العلاقة بها وتمتينها والصبر على نتائج العلاقة معها حتى تكبر وتتبوأ مكانتها المرموقة في بلدانها وحينها يؤتي الاستثمار اُكله , ومثال ذلك دورات الضباط في الخارج بمختلف الاختصاصات , حيث يتم بناء علاقات غالباً ما تكون مبطنة وغير مرصودة بين اساتذة الدورات وطلابهم الضباط الشباب من البلد المستهدف , وتتم إدامة العلاقة معهم بشكل عميق , ثم بتدرُّج هذا الضابط الشاب لسنوات او عقود سيترقى هذا الضابط الشاب حاملاً لرتبة كبيرة , وهنا تتدخل الاستخبارات المحترفة بمختلف الوسائل السرية بالرشى او بإغتيال وتصفية المنافسين له في بلده لتفتح الطريق له ليتبوَّأ منصباً كبيراً ليصبح قائد فرقة او فيلق او رئيس جهاز عسكري او استخباري او حتى وزير دفاع , ومن ثم الافادة منه بل والاستعانة به ومساعدته في انقلاب عسكري يمسك به زعامة البلد , ولو تابعنا قادة الانقلابات العسكرية لتمكنّا من الوصول للتجنيد الاستثماري ببساطة.
وحتى المطلوبين الهاربين والمعارضين المسلحين او السياسيين الذين يلجؤون الى بلدان الجوار او البلدان الكبيرة , حيث تتم غربلتهم لانتقاء الاصلح للقيادة بينهم , ومن ثم تقديم الخدمة لهم ومساعدتهم ودعمهم في مطالبهم والتأثير عليهم وتقديم الدعم اللوجستي لهم , وفي نفس الوقت توريطهم بمختلف الصور لضمان ولائهم إستثماراً للمستقبل وللدور الذي يلعبونه في بلدهم لاحقا وجني ثمار سنوات وعقود من الدعم الاستثماري بعد ان يتم تلميعهم وابرازهم .
ومن هنا نجد ان غالبية المتصارعين على السلطة في البلدان العربية والشرق اوسطية تقف ورائهم منظومات استخبارية اجنبية كانت قد تولت تجنيدهم ومساندتهم ودعمهم لعقود من اجل ان يصلوا الى سدة الحكم ليردوا الدين من خزائن ومقدرات بلدانهم , حتى اننا نرى في بعض الدول ان الهيئة الحاكمة والكثير من الزعامات السياسية تعمل لصالح بلدان اخرى ولا ترى في ذاك عيباً وتغلف ذلك بسوليفانات قومية وعقائدية ومذهبية , وفي ذات الوقت تُشْكل على الآخرين العمالة والتجسس والمنفعة والتخابر دون ان تلاحظ في ذلك تناقضاً في نفسها اطلاقا , لأنها تربت على ذلك واصبح البلد المشغل لها هو البلد الأم , اما البلد الذي انجبها فتراه ساحة عمل وليس وطناً .
-----------------------------------------------
ديمومة الانظمة والتجنيد الاستثماري
-----------------------------------------------
ان التجنيد الاستثماري قاسٍ جداً وصعب التخلص منه لانه ليس تخابرا بل تبنٍّ كامل , اي ان الواقع تحت تأثيره يشعر بأنه يخدم بلده ولا يتجسس على احد وبالتالي لايجد وازعاً من ضمير يمنعه.
وغالباً ما يعمل التجنيد الاستثماري على الدول الضعيفة والمتخلفة من قبل اجهزة استخبارات دولية واقليمية لانه تجنيد سهل وغير خطير و بعيد عن التجنيد الاحترافي العلمي المتبع في الصراع الاستخباري بين الاجهزة الاستخبارية الدولية فيما بينها , لاسيما وان عدم وجود رقابة حقيقية أوعيون مفتوحة في الدول المتخلفة يجعل التجنيد الاستثماري سهلا وممكنا.
الا ان أعمال التجنيد الاستثماري تتم من قبل الانظمة المعمرة المستقرة ذات الحياة الطويلة التي تعمل استخباراتها بحرفية وذكاء فهي فاعلة فيه , اما انظمة الشرق الاوسط فإن استخباراتها لاتستطيع تبني وسائل التجنيد الاستخباري لأنها انظمة تريد نتائج سريعة ولاتستطيع بناء هدف لايأتي بثماره الا بعد عقد او عقدين من الزمن , لذا فإنها تلجأ الى صناعة لوبيات سياسية واعلامية تدفع لها المال من اجل حماية النظام والتأثير على الدول الكبرى , وغالبا يتم بدفع اموال او عمولات او تسهيلات تجارية , وغالباً ماتكون تلك اللوبيات مواليه او مرتبطه مصيريا بالدولة التي تدافع عنها .
-----------------------------------------------
العراق بين مكافحة التجسس ومكافحة الارهاب
-----------------------------------------------
في العراق لا يوجد شيء اسمه مكافحة التجسس كما لايوجد اي جهد للكشف عن التجنيد الاستثماري لان هذا النوع من التجنيد قد ضرب اطنابه وتمكن من الكثير من مفاصل الدولة (انظر مبحث ٤٠ معضلة مكافحة التجسس في العراق) حتى صار يتم القضاء على اي جهد يحدُّ من التخابر والتجسس , وصار فعل الأجهزة الامنية المكافحة بعيد كل البعد عن مكافحة التجسس بشكل حقيقي , فلم يعتقل شخص واحد الى الآن بتهمة التخابر والتجسس لبلد اخر بل ولاحتى لداعش .
ولعل القاريء الكريم يرى حواليه الكثير من الامثلة الصارخة للتجنيد الاستثماري , فتجد الكثير من المسؤولين ممن يكون راتبه من العراق ومنصبه في العراق ويأكل من خيرات العراق لكن يكره البلد , بل قد يحس ان من مستلزمات الرقي ورد الجميل ان يكون وفياً لبلد آخر غير العراق بالرغم من انه كان في غربته يعاني من فقدان المواطنة وقوانين الاقامة .
بل ان العراقيين الخاضعين للتجنيد الاستثماري تراهم قد حسموا الصراع النفسي لصالح البلد الذي جندهم فيعينوه على سرقة بلادهم وتحطيم اقتصاده ويشتمون كل شيء في بلادهم وكأنهم لايزالون يحاربون ويعارضون صدام المجرم , ووصل الأمر بالبعض منهم بالاعتذار للبلد الذي جنده اذا خسر فريقه الكروي امام العراق فهو في تلك المباراة يشجع فريق ذلك البلد ولايشجع فريق بلاده , وهذا هو قمة التأثير والتجنيد الاستثماري الممزوج بالتجنيد العقائدي والثأري حيث يرسم له اللاوعي انه تبع لذلك البلد الذي آواه لا للبلاد التي انجبته , فيتحول التجنيد الاستثماري الى احساس داخلي وكأنه تجنيد وظيفي , فيتصور نفسه ان وظيفته وواجبه تجاه بلده الثاني - الذي يعتقد به اولاً - يحتم عليه ان يعمل على خدمته على حساب بلاده فتتطابق الرغبة بين الشخص ومجنديه على واقع واحد وهدف واحد.
من ناحية اخرى , فإنّ تجربة مواجهة الارهاب في العراق اظهرت هشاشة في مكافحته , فالتجنيد الاستثماري لا يتوقف على جهاز او فئة او جماعة او دولة او شركة , وحتى التنظيمات الارهابية تجند بشكل استثماري , فهي تستثمر في عناصر قد يكون لها مستقبل سياسي او أمني اوقضائي لخدمة اهدافها لاحقاً.
فلو افترضنا ان لداعش منذ مسكها للارض في العراق 10000 عنصر من أقارب وأصدقاء في أجهزة الأمن والجيش واجهزة الدولة , فكم من هؤلاء تم تشخيصه ياترى سواء كان من اقرباء الدرجة الاولى والثانية ممن يعملون في داعش ولهم اقرباء في جهاز امني حكومي , وهل تم ابعاد هؤلاء عن العمل الذي يتيح لهم الاطلاع على الاسرار على الاقل , وهاهو الامر قد تطور في الاغفال الى مستوى ان ترشح وزيرة ويتبين ان شقيقها وابناءه من رجال داعش.
وهنا يحق لنا ان نتسائل : أين جهاز مكافحة الارهاب ؟وأين قاعدة بياناته؟ وهل يمتلك اسماء الدواعش ؟ ومن هي الجهة المرجعية التي يجب ان تمتلك قاعدة بيانات؟ و هل ان لدى جهاز مكافحة الارهاب اسماء عناصر داعش بسجل على دفتر على الاقل ؟ ام ان تلك الاجهزة لاتزال متراجعة امام المواطن الذي يبدو في كثير من الاحيان سبّاقاً في كشف المحسوبين على داعش وذويهم ؟.
ان عدم معرفة اوليات ومبادىء مكافحة التجسس في العراق تجعل الامر صعباً , فلا يمكن ان نتصور في اي دولة بالعالم ان يثبت انتماء شخص لداعش ويبقى شقيقه ضابطاً في أمن الدولة وهذا هو ابسط حقوق المواطن على الدولة.
اما ان نفخر بدور جهاز مكافحة الارهاب فيما لايمتلك الى الآن قاعدة بيانات للارهابيين الاحياء منهم والاموات , فلابد من ان نعرف ونشخص المسؤول عن هذه الفوضى من دون شعارات تجعل من الجميع ابطالاً وزراء امنيون وقادة اجهزة من دون محاسبة , فيما لاتمر ثغرة عدم فلترة المعلومات عن وزيرة شقيقة لزعيم داعشي الا وتوجبت في الدول المتقدمة استقالة جميع المسؤولين الامنيين لانه مؤشر على عجز الاجهزة وعدم امتلاكها اية معلومات عن داعش وذوي اعضائها مما يعني ان التجنيد الاستثماري في العراق يضرب بقوة وعمق , بل ان مانعرفه عن التجنيد الاستثماري هو ان تتولى داعش الدفع بشقيقة الارهابي لتتسلق السلطة اما ان تأتي الحكومة فتختار شقيقة الارهابي كوزيرة تتولى تربية ابنائنا فإنه تجنيد استثماري عكسي خطير .
ان من المفارقات الغريبة اننا لانفرق بين المكافحة والمقاتلة , فجهاز مكافحة الارهاب عليه ان يبحث عن الارهاب ويصطادة ويكافحه وليس عمله مقاتلة الارهاب كأية فرقة عسكرية مقاتلة .
ان الابتعاد عن المهنية في مكافحة الارهاب وفي مكافحة التجسس قد أدّيا الى تمكن التجنيد الاستثماري في ان يؤتي اُكله في الكثير من مفاصل الدولة حتى باتت المساومات السياسية والحزبية لاتضع اية خطوط حمراء امام من يتولون اخطر المناصب مما جعل الشكوك تراود قطاعات كبيرة من المواطنين في طبيعة الطبقة السياسية وفي حقيقة ولائها للوطن.
--------------
خلاصة
-------------
ان الحقيقة الغائبة عن اجهزتنا الاستخبارية تتمثل في ان التجنيد الاستثماري يجد في المعارضين للنظام مادته الاساسية , لذا لايُستبعد ان تمارس الاجهزة الاستخبارية العالمية والاقليمية المحترفة لعبتها الآن على بقايا نظام البعث المتنافرين في الدول من اجل تجنيدهم استخبارياً تحّيُّناً لفرص قد تأتي بعد عقود في العراق لاسامح الله , وإن كنا قد بدأنا للاسف نرى ان للبعث عشرات الشبابيك والدكاكين داخل الدولة في اكثر من مجال وسط غفلة او تغافل او مداهنة من هنا وهناك والله الموفق .
#بشير_الوندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟