أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - يشبه الحكومة














المزيد.....


يشبه الحكومة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 27 - 00:52
المحور: كتابات ساخرة
    


قبلَ بضعة سنين ، قالَ الإبن الصغير ل " حمكو " لوالده ، أنه يُريد دراجةً هوائية مثل تلك التي يمتلكها إبن الجيران ، فأجاب حمكو : ليس الآن ياولدي ، لأن في نيتي أن أشتري مُبّرِدة هواء للمنزل .. أوعِدَكَ بأن أجلب لك دراجة في الأشهُر المُقبِلة بِعون الله .
بعد مُدّة ، إحتاج الولد إلى حقيبةٍ مدرسية . فأجابهُ حمكو : يا عزيزي ، إستخدِم حقيبة أخوك الكبير، فهو لم يَعُد يحتاجها ، ولا زالتْ مقبولة ولا بأسَ بها ... فكما تعرف علينا الإقتصاد ، لأنني أزمع شراء تلفزيونٍ بدل التالف الذي عندنا . وبعد أسابيع فقط ، سأشتري لك حقيبة ممتازة إنشاء الله .
بعد شهر ، طلبَ المُدير من التلاميذ ، ان يرتدوا في اليوم التالي ، زياً خاصاً بالشُرطة ، إحياءاً وتقديراً ليوم الشرطة وقوى الأمن الداخلي . وهذه الملابس متوفرة في الأسواق ، وهي عبارة عن بدلات صغيرة الحجم تُحاكي زَي ضُباط الشُرطة وبِمُختلَف الرُتَب . فلما طلب الولدُ من والده ، شراء بدلةٍ لهُ بهذهِ المُناسبة إسوةً بزملائه ... أجابَ حمكو قائلاً : ( إذهب بملابسك العادية المدنية ، فإذا سألَكَ المُدير ، قُل لهُ أنكَ شُرطي أمِنْ ! ) . فأنتَ تدري يا بُنَي أنني أمُرُ بأزمة مالية . ووعدٌ مِنّي أن أشتري لك ، عندما يتحسن الوضع ، بدلة ضابط مُحتَرَمة وبرتبة لواء رُكُنْ على الأقَل ! .
بعد شهرَين ، أرادتْ المدرسة ان تُنظِم سفرة للطلاب إلى منطقةٍ سياحية قريبة ، وطلبوا من الذين يودون المُشارَكة ، ان يُسّدِدوا مبلغاً مُعيناً . وحين أخبرَ الولد أباه حمكو ، أجابَ الأخير : ياعزيزي ... أولاً أن تلك المنطقة التي سيذهبون إليها ، ليسَ فيها شيءٌ مُميَز .. وأنا مُتأكِد أنك ستنزعِج إذا ذهبت . ثانياً ، اُنظُر إلى جدول الأنواء الجوية ، فأن ذلك اليوم بالذات ، ستكون فيهِ الرياح قوية وان عواصف تُرابية ستهُب . ثالثاً ، تعرف أنني أحتاج لِكُل دينار في هذه الفترة لتسديد الإلتزامات التي علينا . أنا حُرٌ ياولدي .. ووعد الحُرِ دَيْن .. أوعدكَ بعد إنفراج هذه الغَمة عن قريب ، سوف آخذك في جولةٍ سياحية في أوروبا ، بإذن الله تعالى .
بعد سنة ، وفي طريق عودتهم من السوق ، مّروا من أمامَ مطعمٍ للمشويات ، ففاحتْ رائحة الكباب المشوي ، اللذيذة ، وهاجَمَتْ خياشيم الولد ، الذي قال على الفَور : يا أبي لندخُل فأنا أشتهي الكباب . أجابَ حمكو على الفور ساحباً يد إبنهِ : ماذا تقول ياحبيبي ؟ أتعلمُ أنني عندما راجعتُ الطبيب يوم أمس ، ماذا قالَ لي ؟ قالَ لي بأن الدهونات عندي مُرتفِعة كثيراً وذلك خطرٌ على القلب ويُسبب تضيُق الشرايين . وقالَ الطبيبُ بالحَرَف : يبدو أنكَ في شبابك كُنتَ تأكل الوجبات الدسمة ولا سيّما الكباب . فقلتُ له : نعم ذلك صحيح يادكتور .. فقال : هذه هي النتيجة .. مشاكل صحية وتهديد لعمل القلب والدماغ .
أنا ياولدي الحبيب ، عندما كنتُ في مثل عمرك ، كنتُ أشتهي الكباب وكنتُ آكُله .. فأنظر إليّ الآن وكيف أصبحتُ مريضاً ؟ لا أريد لك مثل هذا المصير ! .
........................
الولَد مُخاطباً أباه حمكو : بعد أن فكرتُ مَلِياً ... فأنكَ تشبهُ حكومتنا كثيراً .
إستاءَ حمكو وإغتاضَ : ماذا ؟ هل تشتُمني يا إبن الكلب ؟!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمكو الحزين
- حمكو .. وأزمة فنزويلا
- بَلَدٌ عجيب وشعبٌ غريب
- وصية المرحوم
- أللهُ أعلَمْ !
- أُمنِياتٌ مُؤجَلة
- براءةٌ وحُسنُ نِيّة
- تعبنا ومللنا من الحروب
- أحترِمها .. لكني لَسْتُ مُقتنِعاً بها
- هَلْ مِنْ مُجيب ؟
- اللاجئين ... نقمةٌ أم نِعمة ؟
- حمكو والسُعال
- ش / ع / ن
- ال PKK في الأقليم .. وجهة نَظَر
- لحمٌ وبصل ... وأحكامٌ مُسبَقة
- تحضيرٌ ... وإرتِجال
- توقُعات حمكو
- إنطباعات حمكو عن 2018
- مَصالِح الأحزاب ومصالِح الشعب
- حول زيارة ترامب إلى العراق


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - يشبه الحكومة