أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)















المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 19:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحوارات و الانفتاح الفكري في ذلك العصر
احدى تلك الملامح البارزة في تنمية الفكر و بعد ترجمة المؤلفات الفلسفية و العلمية الاجنبية هي ظهور التقليد الذي لم يهتم الباحثون به من قبل وهو الجلسات الفكرية و الندوات و الاجتماعات من اجل الحوارات و التوجهات و الاراء المختلفة في ذلك العصر، و التي عرفت ب( المجالس)، و اصبحت تلك احدى السيماء الرئيسية لمدينة بغداد في ذلك العصر من خلافة مامون، و التي كانت مكانا للاجتماعات من اجل الحوارات و تبادل الاراء لاكثرية الاتجاهات الدينية و المذهبية في حينه، وكانت هذه احدى المؤشرات القوية لتنمية الفكر الاسلامي في عصر خلافة مامون، و من الظاهر انها كانت منذ عصر خلافة هارون الرشيد ومن ثم تطورت، و هو العصر نفسه الذي ظهر فيه الامام الثامن للشيعة اي علي ابن موسى، وكان جزء من اسباب هذا الظهور و التنمية لهذا التقليد هو عائلة البرمكية ، و كانوا هم اقوى عائلة التي ساندت العباسيين منذ بداية العصر العباسي، و كان لهم التاثير القوي على القرار السياسي للخلافة. كانوا عائلة فارسية و منذ البداية ساندوا العباسيين للوصول الى السلطة، و كان لهم دور كبير في هذا الاتجاه و من ثم جمع المؤيدين لهم من المناطق الفارسية وبالاخص في خراسان. بعد ان تسنم العباسيين السلطة من قبل اول خليفة عباسية وهو ابو العباس السفاح، فنصب خالد البرمكي وزيرا و بالشكل ذاته في عصر هارون الرشيد اصبح يحيى ابن خالد البرمكي وزيرا، بسبب هذه العائلة و بالاخص يحيى هذا تطورت حركة الترجمة للمؤلفات الفارسية و اليونانية و الهندية في مجالات و تخصصات الطبية و الادبية و الفلكية. كانت هذه الشخصية عاملا في تنشيط الترجمة للمؤلفات اليونانية الى اللغة العربية ( 43). و بالشكل نفسه فان هذه العائلة كان لهم الدور في مجال البناء عند تاسيس مدينة بغداد، لقد لجأ الخليفة المنصور الى الاطباء الايرانيين في جندنيسابور و جلب احد الاطباء الايرانيين الى بغداد و عينه مديرا لاول مستشفى و التي سميت ببيمارستان، و من ثم تمت ترجمة الادبيات و المؤلفات الطبية من قبل هذا الطبيب بتشجيعه الحليفة بذاته وكانت ترجمات ابن مقفع كاول مترجم في عصر الخلافة العباسية، و ليس بمستبعد ان تكون كل تلك النشاطات تحت تاثير هذه العائلة الفارسية على الخلافة العباسية. و كان لهؤلاء البرمكيين بانفسهم دورا كبيرا في تطور تقليد الجلسات و الحوارات حول المسائل الدينية و الفكرية، كمثال على ذلك، المسعودي في كلامه عن خالد البرمكي الوزير في عصر هارون الرشيد، يقول؛ كان شخصا صاحب العلم و المعرفة و البحوث و المباديء، كان له اجتماع يجلس فيه من كان من اهل الكلام و العلم في الاسلام و الاديان و المذاهب الاخرى (44)، و من ثم يقول ، قال خالد هذا مرة للجالسين في تلك الاجتماعات ان حواراتكم استطالت حول ( المعلوم و المجهول ، القديم و الجديد، الاثبات و النفي، الحركة و الثبات، التوازي و غير المتوزاي، الوجود و العدم، الجسد و العرض، الجرح و التعديل، رد الصفات و اثباتها، القدرة و الفعل، الكيفية و الكمية، هل الامامة باانص ام بالاختيار، مع كل تلك الاشياء في العقيدة و في التفصيلات التي تتكلمون بها انتم اهل الكلام) و من ثم يقول، قال لهم الان انا اقول لكم رايي حول العشق، و بعد ذلك كما يقول المسعودي ايضا، بعد ان رد عدد من الموجودين هناك، و منهم علي ابن هيثم الذي كان مكلما مشهورا من الشيعة الامامية، و ابو مالك الخضرمي الذي كان من الخوارج، و كذلك هذيل ابن علاف معتزلي معروف و مشهور، و هشام ابن حكم شخصية معروفة من الشيعة الامامية، و نظام ابن ابراهيم معتزلي معروف. وبعد ذلك يقول المسعودي، من ثم الشخص السادس و السابع و الثامن و التاسع و العاشر و اخرين عبروا عن ارائهم حول ذلك (45)
في رواية المسعودي هذه الذي توفي سنة 346 الهجرية، نرى في هذه الجلسات خاصيتين مهمتين، يجب ان نذكرهما قبل ان نتحدث عن دور خالد البرمكي، اولاهما توسع تلك المسائل و المواضيع التي تباحثوا عنها في هذه الجلسات كمواضع علم الكلام وصولا الى المفاهيم الفلسفية و من ثم المواضيع الفقهية و الدينية المجردة و السياسة، و عليه، لم تكن هناك حدودا لتلك الحوارات في الدوائر الثقافية تلك، اما الخاصية الثانية فهي؛ ان المشاركين في هذه الجلسات كانوا ممثلين فكريين لجميع الجماعات و المذاهب و الاتجاهات الفكرية في ذلك العصر. حتى ادى بالمسعودي الى ان يتحدث عن عشر تيارات و مدارس مختلفة، وجود الوزير خالد في هذه الجلسات بدون شك منحه صفة مراقب و مشرف. وفق ما كان وزيرا للسلطة و لا يُستبعد ان يكون مكان الجلسات مضيفه، مع ذلك فان خالد و عن طريق سؤاله الايراني القح( ماهو العشق؟) قد اثرى هذه الجلسات و اجبر كل جماعة و وفق خصوصيته ان يحاول في ان يفكر في هذا الموضوع، اي انه من غير المستبعد ان هذا التقليد للحوارات المفتوحة في العصر العباسي التي تطورت بشكل غير مسبوق، كانت في اساسها تقليدا ايرانيا و تعلمته السلطة العباسية منهم و التي كانت هي قمة التطور و التوسع لتلك التقاليد الحضارية، و بدون شك فانها تعود الى عصر مامون. و كان هذا غير مقبول و محل القلق لدى رجال الدين السلفيين و صوّر على انه غير شرعي، وبعكسه كان عند هؤلاء ان عصرالخلافة الاموية و الذي كان عصر سيطرة العنصر العربي على السلطة و سد طريق السلطة امام القوميات الاخرى في ادارة الخلافة، فلديهم انه العصر الذهبي و المقبول دينيا، مثلا؛ ان ابراهيم المقدسي الذي كان مناوءا صلبا للحركة العقلانية الاسلامية في القرن الخامس، يروي لنا ان ابو زيد يقول؛ لم تكن هناك خليفة لدى بني امية قد ابدع ابدا، ان كافة الرفاق و المسؤلين لولايته كانوا عربا، عندما اسُحبت من تحت ايديهم في الشرق و الغرب استلمها بني عباس، و تاسست دولتهم بسبب العجم. لذا فان السلطة اصبحت تحت ايديهم و الذي كان في قلب اكثرية المتسلطين الكفر و الحقد للعرب و الدولة الاسلامية، لذا فانهم (اي العجم، ما يقصده هو الفرس بشكل خاص) انهم ابدعوا الكثير من الامور التي ادىت الى هدم الاسلام.. اول شيء هو جلبهم للكتب اليونانية الى ارض الاسلام و ترجموها الى الغة العربية و نشروها عند المسلمين. و من كان سببا لجمع تلك الكتب من ارض الروم و جلبها الى ارض الاسلام هو يحيى ابن خالد البرمكي ( 46).



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 71)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (70)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (69)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 68)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (67)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (66)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (65)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 64)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 63)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 62)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (60)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (58)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 57)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (56)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (55)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 54)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 53)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (52)


المزيد.....




- شاهد.. رئيسة المكسيك تكشف تفاصيل مكالمتها مع ترامب التي أدت ...
- -لم يتبق لها سوى أيام معدودة للعيش-.. رضيعة نٌقلت من غزة لتل ...
- وزير الخارجية الأمريكي يتولى إدارة وكالة التنمية الدولية، وت ...
- شهادات مرضى تناولوا عقار باركنسون -ريكويب-: هوس جنسي وإدمان ...
- شاهد: الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع يؤدي مناسك العمرة ف ...
- باريس تُسلِّم آخر قاعدة عسكرية لها في تشاد.. هل ولّى عصر -إف ...
- أول رئيس ألماني يزور السعودية: بن سلمان يستقبل شتاينماير
- لماذا تخشى إسرائيل تسليح الجيش المصري؟
- -فايننشال تايمز-: بريطانيا تستعد للرد على الولايات المتحدة إ ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يصدر بيانا إثر مغادرته السعودية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (72)