|
الوصايا العشر هي قواعد الإسلام .. و ليس هناك ما يسمى أركان
سعيد المجبري
(Saeed Almajpari)
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 03:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)َُّ ََْ.. هذه هي الوصايا العشر التي أوصى بها الله كل الرسل من نوح إلى محمد و أمرهم بتبليغها إلى البشر والتي على أساسها تبنى المجتمعات فإذا طبقت هذه الوصايا فستكون النتيجة هي الأمن و السلام و الرفاهية و الحضارة و التقدم و قد جاءت هذه الوصايا كالآتي: أولا / (ألا تشركوا به شيئا) أي أن الرب الخالق قد خلقكم أحرارا في كيفية إدارة شؤون حياتكم و أحرارا في تفكيركم فلا تسمحوا لمخلوق مثلكم بأن يتسلط عليكم و يفرض نفسه عليكم و ينصب نفسه حاكما عليكم غصبا عنكم فيستعبدكم و يستخف بكم و يتحكم فيكم كما يشاء فتخضعون له و تطيعونه فإن فعلتم ذلك فستكونون مشركين بالله أي أشركتم بشرا في الحرية التي منحها لكم ربكم . و كذلك لا تسمحوا لأحد بأن يفرض عليكم إرهابا فكريا بادعائه أنه وكيل الله في الأرض فتصدقونه و بهذا يكون قد صادر تفكيركم و رأيكم و تدبركم و يجعلكم مقلدين له فيصبح محتكرا لدينكم و معتقداتكم فإن فعلتم ذلك تكونون أيضا مشركين بالله لأنكم أشركتم بشرا في حرية الرأي و التعبير و التفكير التي وهبها لكم ربكم . ثانيا / (و بالوالدين إحسانا) أي معاملتهما بالحسنى و عدم الإساءة إليهما و مساعدتهما في كل أمورهما و مخاطبتهما بالكلمة الطيبة و إدخال السرور و الفرح إلى قلبيهما و الاستماع إلى نصائحهما و الالتزام بها كلها و الإحسان إليهما بهذا المعنى يكون في شبابهما و في كبر سنهما. فمثلا أنا الآن والدي العزيز عمره 44 سنة و والدتي العزيزة 40 سنة و أنا البكر أكبر إخوتي . والدي وكيل شركة توزيع مواد منزلية و عندما أكون معه في مقر الشركة كثيرا ما يسأله الزبائن هذا أخوك !؟ فيقول لهم هذا ولدي فيضحكون ههههههه خخخخ . قصدي من هذا الكلام أنني أنا الآن لا بد أن أكون قدوة لإخوتي الصغار في الإحسان إلى والدينا الآن في شبابهم و عند كبر سنهم . فالإحسان إلى الوالدين تكون نتيجته أسرة مستقرة يحصل فيها الأولاد على تربية سليمة و هم بدورهم يشاركون بإيجابية في المجتمع و الأسرة السليمة تتفرع منها أسر أخرى سليمة و هكذا يكون المجتمع كله سليما منسجما مع موجبات الرقي و الحضارة . ثالثا / (ولا تقتلوا أولادكم من إملاق) أي لا تقتلوا أولادكم كما كان فعل الأعراب إذ كانوا يدفنون المواليد البنات أحياء خوفا من الفقر في تربيتهن أو خوفا من العار عندما يكبرن و هذا هو نفسه ما يفعله الكهنوت الآن حيث يعتبرون المرأة عار و عورة و يفتون برجمها في الحفر . و كذلك لا تقتلوا أولادكم بأساليب أخرى كالإجهاض أو تحديد النسل كما فعلت الصين و الآن ندمت عليه بسبب شيخوخة المجتمع و تناقص أعداد الشباب. فالرب الخالق خلقكم و خلق أولادكم فكما أنتم الآن تعملون و تكسبون رزقكم فهم أيضا سيكبرون و يعملون و يكسبون رزقهم فلماذا تقتلوهم !!؟ . رابعا / (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) و ما ظهر من الفواحش هو الزنا و البغاء و المسافحة و المخادنة لأنها تظهر بظهور آثار الحمل على المرأة فتعترف المرأة فيعرف الزاني. و أما ما بطن من الفواحش فهو اللواط و السحاق لأنه لا ينتج عنهما حمل و كذلك العادة السرية . فالزنا و البغاء و المسافحة و المخادنة - كما قلت في مقال سابق - يمكن لخبراء قانونيون و مفكرون دينيون وضع قوانين لمعالجة عواقبها و نتائجها و يمكن تقنينها و شرعنتها. أما اللواط و السحاق و العادة السرية فهذه الأفعال مدمرة للمجتمعات لأنها تؤدي إلى إنقطاع النسل و فناء المجتمعات و يمكن ضمها إلى قتل الأولاد لأن البزاع الذي يخرج من الرجل و الماء الذي يخرج من المرأة هو أصلا أولاد و في اللواط و السحاق و العادة السرية لا يكون هناك تلقيح فيموتون و يكون هذا قتلا للأولاد ههههه . و بهذه المناسبة أريد أن اسأل سؤالا هل خروج البزاع في الحلم و اثناء التفكر يعتبر فاحشة و قتلا للأولاد ؟؟ فأنا يوميا احتلم في الليل و يخرج مني بزاع و حتى في النهار عندما أشاهد بنت في الشارع أو صورة في النقال أتخيل تصورات جنسية فأقذف هذا البزاع ولا أدري إن كان هذا فاحشة وقتل للأولاد أم لا ؟؟؟. خامسا/ (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) أي يحرم عليكم قتل أنفسكم أو قتل أي نفس أخرى لأي سبب من الأسباب سواء كان سببا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو دينيا إلا بالحق و هذا الحق هو الحكم الذي يتراضى عليه المجتمع و يضعه كعقاب لجريمة ما . و انتشار و تفشي جرائم القتل هو أيضا من أسباب تفكك المجتمعات و انعدام الأمن و إنتشار الخوف بين الناس مما يؤدي إلى كوارث اقتصادية و إجتماعية خطيرة جدا . سادسا / (ولا تقربوا مال اليتيم) و اليتيم هنا هو شخصية اعتبارية هو الشعب و الشعب في مجمله كشخصية اعتبارية لا أب له و الوصي على هذا الشعب هو الحكومة المسؤولة عن إدارة شؤونه و هذا يعني أن مال اليتيم هو مال الشعب أي المال العام. فيجب على الوصي - الحكومة - عدم التلاعب بأموال الشعب عن طريق الفساد كما يحدث الآن من الطواغيت العرب المتحكمون في رقاب شعوبهم يبعثرون ثرواتها بلا حسيب ولا رقيب و من يعترض عليهم فمعروف مصيره . سابعا / (و أوفوا الكيل و الميزان بالقسط) أي على المجتمع متمثلا في حكومته المنتخبة ديمقراطيا وضع سياسة اقتصادية عادلة في ما يتعلق بالحقوق و الواجبات بما فيها سياسة الأجور و ساعات العمل و الضرائب و الغرامات العدلية و الصرف العام و الاستيراد و التصدير و نظام عمل المنظمات الطوعية و الجمعيات الخيرية و الاستثمار و الانتاج و التوزيع. فكل هذا يجيب أن يتم بموجب قوانين اقتصادية تحقق العدل و التساوي بين جميع أفراد الشعب . ثامنا / (وإذا قلتم فاعدلوا) أي يجب على المجتمع متمثلا في سلطته التشريعية و هي البرلمان وضع قوانين عادلة يتم وضعها بواسطة خبراء متخصصون ثم تتم مناقشتها في البرلمان ثم عرضها على الشعب في استفتاء عام حتى تنال رضا الشعب ثم يتم بعد ذلك تعيين سلطة قضائية مستقلة ذات كفاءة عالية تكون هي المسؤولة عن تنفيذ هذه القوانين على الجميع من الوزير إلى الغفير بدون محاباة أو تمييز . تاسعا / (و بعهد الله أوفوا) أي على المجتمع متمثلا في حكومته المنتخبة ديمقراطيا أن تلتزم بالمواثيق الدولية التي توافقت عليها شعوب العالم و كذلك احترام المعاهدات و الإتفاقيات التي وقعت عليها مع الدول و المنظمات و كذلك تنفيذ العقود مع المستثمرين و الإيفاء بكل الوعود التي قدمتها لهم . و كذلك الوفاء بالوعود الانتخابية التي قطعها المسؤولون على أنفسهم أثناء العملية الانتخابية .عاشرا / كل هذه التوجيهات التي جاءت من الرب الخالق لكل البشر القدماء و المعاصرين و من يأتي بعدهم إنما هي تمثل الأسس و القواعد التي تقوم عليها مجتمعات تتمتع بالحكم الرشيد الذي هو السبيل الوحيد لإسعاد البشرية ... أما ما يسمى أركان الإسلام التي التي وضعها الكهنوت فما هي في الحقيقة إلا عبادات خاصة بين كل شخص و ربه ولا تمثل أركانا للإسلام لأن الإسلام هو تحقيق السلام بين البشر و خالقهم بالإيمان به و اتباع و تطبيق توجيهاته و ووصاياه بما يناسب كل زمان و مكان و كذلك تحقيق السلام بين البشر بعضهم بعضا بعدم الإعتداء و البغي العنصرية و التمييز . و هذه العبادات الخاصة تلاعب فيها الكهنوت و جعلها أركانا : 1 - الشهادة حيث لا يوجد شهادة أو تشهد في الإسلام فالرب الخالق لم يطلب منا أن نشهد بل طلب منا أن نعلم (فاعلم أنه لا إله إلا الله) أي تدبر و تفكر و ابحث في مكونات هذا الكون لتعلم أنه لا إله إلا الله . بل إن المنافقين لما شهدوا كذبهم الله و شهد على كذبهم (والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) لأنهم لم يكونوا حاضرين تكليف الله لرسوله بالرسالة فكان الأجدر بهم أن يقولوا نعلم أنك لرسول الله لأنهم علموا بذلك و لم يكونوا شاهدين عليه. فإخوة يوسف قالوا لأباهم يعقوب (إن ابنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين) أي أنهم شهدوا بما علموا و هو استخراج صواع الملك من رحل بنجامين و لكنهم لم يشاهدوه و هو يقوم بفعل السرقة . 2 - إقام الصلاة حيث أن الكهنوت قام بالتلاعب فيها فبينما أن الله فرض صلاتين فقط هما الصبح و العشاء و أمر بإقامتهما بذكر الله فقط نجد أن الكهنوت زاد عليها فجعلها خمسا بل قالوا أنها فرضت عليهم خمسين صلاة إلا أن موسى تدخل و توسط لهم لدى الرب الخالق فخفضها لهم خمسا بعد خمسين ههههه . 3 - إيتاء الزكاة . و الزكاة تعني أجود الشيء أو صفوة الشيء أو أحسن الشيء .. إذن إيتاء الزكاة يعني إعطاء الأجود و الأفضل فمثلا الرئيس و اعضاء الحكومة هم موظفون لدى الشعب فعليهم إعطاء أفضل مجهود لخدمة الشعب. العامل يعطي أقوى مجهود و موظفي الدولة عليهم أن يعطوا أفضل مجهود و أفضل خبراتهم في تخصصاتهم و الطبيب يعطي أفضل و أجود خبراته في الطب و المهندس و الفني و المعلم و التاجر و المزارع و مربي الأنعام و الصانع كل يعطي أفضل خبراته في مجال تخصصه. و بالتالي تتكامل أقوى المجهودات و أفضل الخبرات فيتزكى المجتمع أي يحقق النمو السريع في كل المجالات فهذا هو معنى إيتاء الزكاة . 4 - صوم رمضان حيث لم يسلم هو الآخر من التحريف فالرب الخالق فرض الصيام و حدد وقته من طلوع الفجر إلى الليل أي إلى دخول الليل و ليس غروب الشمس و لكن الكهنوت أبطل صيام الناس و جعل الإفطار عند غروب الشمس و بهذا يصبح الصيام باطلا . 5 - حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا .. و قد حرفوا عبادة الحج أيضا و التي فرضها الرب الخالق على من يستطيع من أجل زيارة أول مسجد وضع للناس لذكر الله و ليطوف الناس على بعضهم البعض من أجل التعارف و تبادل الخبرات و تبادل المنافع فيما بينهم. هذه العبادة حرفها الكهنوت و جعلها دوران الناس و هم عراة حول الكعبة و تقبيل الأصنام كالصنم الأسود و سب و شتائم لصنم الشيطان و رجمه بالحجارة و الأحذية . فهل يصح أن تكون هذه العبادات الجاهلية الباطلة المحرفة أركانا للإسلام !!!؟
#سعيد_المجبري (هاشتاغ)
Saeed_Almajpari#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سفاح كرايست شيرش و سفاحو الوطن العربي!!.. الجريمة واحدة
-
لسان العرب العاربة و لغة المستعربين !!
-
الفواحش و عقوباتها و درجة خطورتها على المجتمعات . و هذا ما ح
...
-
الإرعاب الطاغوتي و التبرير الكهنوتي !!
-
الشعوب من ينقذها من إرهاب المستبدين ؟
-
الأضلع العوجاء بين آدم ابن حواء و عيسى ابن العذراء !!
-
هل سينال الأغلبية المطلوبة ؟
-
عبادات محرفة
-
اقتحام و اصطدام و انهزام
-
مستشار الشرير و تخويف القوارير و الهروب المثير !!
-
الشعب بين مطرقة المستبد و سندان الهوس الديني!!
-
الطاغوت و الكهنوت و الفزاعة الوهمية !!
-
القتل لغسل العار و الرجم بالأحجار
المزيد.....
-
الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
-
البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع
...
-
نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود
...
-
آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق
...
-
بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا
...
-
مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب
...
-
سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل
...
-
وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|