أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل اسماعيل - ماذا لو امتلكت إيران القنبلة النووية؟















المزيد.....

ماذا لو امتلكت إيران القنبلة النووية؟


عادل اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:58
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتزايد تفاعلات الموقف حول مشروع إيران النووي تعقيدا مع إصرار كل من الطرفين على رأيه إزاء هذه القضية التي تتضارب بشأنها المصالح والاستراتيجيات ، فإيران تتشبث بحقها بامتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية في حين تؤكد الولايات المتحدة الأميركية ، ومعها بعض الدول الأخرى ، على أن إيران تسعى لامتلاك السلاح النووي الأمر الذي يشكل تهديدا لمصالح هذه الأطراف وأمنها ولقضية السلام في العالم على حد الزعم.
مما لاشك فيه أن لإيران ، كما لأية دولة أخرى ، كامل الحق بامتلاك التقانات الحديثة في شتى الميادين. وليس ثمة كبير فرق من حيث المبدأ بين أن تكون هذه التقانات لأغراض سلمية أم لأغراض مزدوجة ، فالحقُ حقٌ للكبير والصغير ، وليس ثمة في القانون أو الأخلاق ، ما يضع مثل هذه الحدود والتمييز بين جهة وأخرى ، فيعطي هذا الحق لأمة مقتدرة ، ويحجبه عن أمة مستضعفة!!.
ومما لا يحتاج لنقاش أيضا أن التقانات الحديثة ، والنووية ضمنا ، تنطوي على فوائد جمة للشعوب ، وتسهم إسهاما كبيرا في تسريع مسيرتها للحاق بركب الحضارة العالمي رغم ما يكتنف هذه التقانات من احتمالات الأخطار والكوارث كما حدث في تشرنوبيل وغيرها.
أما السلاح النووي ، ومع الإقرار المبدئي بأن الناس سواسية وحقهم مشروعٌ بامتلاكه دفاعا عن مصالحهم التي تقرها الشرائع والأعراف الدولية ، فنرى أنه لم يعد اليوم ذا نفع كبير بالنسبة للشعوب الفقيرة ، سوى أنه يبدد ثرواتها ويؤخر وتائر نموها الاقتصادي والاجتماعي ، ويستهلك طاقات علمائها وفنييها ، ويعرضها لمزيد من الضغوط والابتزاز. إن عقم السعي لامتلاك السلاح النووي ينجم عن أن سباق التسلح أمر في غاية العبثية على هذا الصعيد ، وخاصة بين طرف متطور ينتج التقنيات ويوظفها على أوسع نطاق ويعيشها حياة يومية ، وطرف نام يقتصر دوره على استهلاك منتجات التقانة بعيدا عن العقلانية غالبا. فالشعوب النامية الساعية لامتلاك السلاح النووي لن تستطيع استخدامه إن امتلكته ، بل ستكتفي في أحسن الأحوال بـ " ترف " ممارسة ما مارسه الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية طيلة نصف قرن وأكثر، ونقصد بذلك ما عرف بـ "توازن الرعب النووي".
كلنا نذكر أن ترسانات السلاح النووي عند القوتين العظميين لم تحل دون قيام حروب محلية عديدة في كل قارات المعمورة كان اللاعب الرئيس فيها هذه القوة الكبرى أو تلك . والحرب الباردة ، التي لم تكن باردة على طول الخط خارج أراضي حلف وارسو وحلف الناتو ، جاءت نتيجة من نتائج توازن الرعب هذا أصلا ، وظل كل طرف سيدا مطلق الصلاحية / عسكريا أيضا / في منطقته الجغرافية المتفق بشأنها ، صراحة أو ضمنا . إن تدخل قوات وارسو في تشيكوسلوفاكيا لإحباط عملية تغيير أو عصرنة النظام السياسي الاجتماعي فيها عام 1968 مثلا ، لم يقابل من الطرف الآخر بطلقة واحدة على الأرض الأوروبية. وقيام نظام موال للسوفيت في أفغانستان لم يواجه بأي تحرك عسكري ضمن المناطق المتعارف عليها ، ولا بقوات غربية على الأراضي الأفغانستانية ، ولم يجر احتكاك مباشر بين القوتين العظميين. لقد أدار الغرب حربه هناك ، وخاضها بأيد غيره , وكان الخزان العربي – الإسلامي عامل المساعدة الأكبر على هذا الصعيد. فراحت هذه الجهات التي أخذتها الغيرة على الإسلام والمسلمين في بلاد الأفغان تمول وتوفر الدعم اللوجستي وتزج بالأبرياء السذج من شبابها في أتون حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل سوى خدمة الأسياد.
لقد أثبتت هذه الحروب وغيرها أن الصراع بين المعسكرين اقتصر على الأسلحة التقليدية. فبعد أن استخدمت الولايات المتحدة السلاح النووي في اليابان (مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عمليا ) من باب التجريب والاختبار وإشاعة الرعب في قلوب الأطراف الأخرى وخاصة الاتحاد السوفيتي ، وباستثناء أزمة الصواريخ في كوبا 1962، لم يستشعر العالم خوفا حقيقيا من احتمال اندلاع حرب نووية بين الجبارين ، فالسلاح النووي تحت السيطرة لإدراك من صنعوه وامتلكوه وطوروه وخزنوا كميات هائلة منه بأن أيا من الطرفين ، أو الأطراف ، لن ينجو من العواقب الوخيمة في حال استعماله. لقد فرض هذا السلاح على الذين صنعوه حالة من الرعب المتبادل دفعت الجميع لبذل جهود جبارة من المفاوضات والمؤتمرات والنضالات السلمية لتقنين حالة الرعب والوصول إلى " توازن الرعب ".
لا يمكننا أن نتصور كيف ستتصرف إيران ، على افتراض أنها تمتلك هذا السلاح أو هي على وشك امتلاكه ، فيما لو تعرض نظامها ومصالحها لتهديد جدي من قبل "الشيطان الأكبر" أو سواه من الشياطين الغربية أو الشرقية ؟ هل سيكون لديها ما يكفي من هذا السلاح لتدمير هذه الشياطين كلها دفعة واحدة قبل أن يستفيق واحد منها ويرد ولو بضربة أو ضربتين ؟ هاهي كوريا الشمالية صاحبة المشروع النووي ذائع الصيت الذي أثير حوله الكثير من اللغط ، وصاحبة الصناعات العسكرية التقليدية المتطورة ، لا تزال حبيسة نظرياتها وعزلتها الدولية وأزماتها الناتجة عن عجزها من أن تضع موضع التنفيذ تلك الشعارات و" التهديدات " التي تطرحها بشأن الأمة الكورية الواحدة. ولا تزال تعاني من أوضاع اقتصادية لا يحسدها عليها أحد. لا شك أن السلاح الكوري يخيف جاراتها ، وخاصة كوريا الجنوبية واليابان ، ويشكل تهديدا لهما يمنعهما من التفكير بالتدخل في شؤونها الداخلية. ولكن لا السلاح النووي ولا سواه سيمنع الشعب الكوري ، في الشمال والجنوب ، من التفكير بمصيره ومستقبله ورفاهه ، وحياة حرة كريمة يستحقها كغيره من شعوب الأرض.
إذا استثنينا "الشيطان الأكبر" وربيبته إسرائيل ، فمن هم الأعداء المحتملون لإيران الإسلامية الذين قد يهددون مصالحها الحيوية ؟ العرب ؟ الترك ؟ الكرد ؟ الروس وبقايا الاتحاد السوفيتي؟ وهل تستوجب حماية هذه المصالح امتلاك السلاح النووي ؟ أم أن وراء ذلك أحلاما إمبراطورية ناتجة عن تضخم الذات القومية الجديدة المصطبغة بألوان لاهوتية مذهبية هذه المرة ، أو سعيا للتحول إلى قوة إقليمية تعترف بها مراكز القرار العالمي فتفرد لها دورا يرضيها ؟؟ وفيما لو بقيت "الحرب الباردة" سجالا بين إسرائيل وإيران التي تقف بوجهها نيابة عن العرب والأمة الإسلامية ( يا عيب الشوم ! ماذا تفعل القنبلة النووية الإسلامية في باكستان ؟ ) ، ووصلت هذه الحرب إلى مرحلة ساخنة ، فهل ستُقدمُ القيادة الإيرانية على المبادرة ، أو الرد ، بإلقاء قنابل نووية على الأرض المقدسة وما فيها من أقصى وقيامة ؟ ألن يحتاج ذلك لفتوى جامعة مانعة ، شيعية – سنية - بابوية ؟ وفيما لو افترضنا أن "الشيطان الأكبر" جن جنونه بفعل مصالحه وانحيازه الأرعن للصهاينة / وهذا الانحياز حقيقة واقعة / وقرر- لا سمح الله – شن حرب على الجمهورية الإسلامية بأسلحته التقليدية الجبارة ( صواريخ ذكية وسوى ذلك ..) فهل سيكون الرد الإيراني الإسلامي تقليديا أم نوويا ؟
يا حفاة العرب والعجم ...! لماذا لا نستخدم التقانات الحديثة كلها ، والنووية ضمنا ، لتجاوز حفانا وعرينا ؟ لنفكرْ مليا قبل أن نضيع قرشا واحدا على سلاح لن نستخدمه ، وجيوش جرارة لن تجعل منها عقلية الاستبداد إلا جندرمة لاضطهاد الشعوب ... ولندافعْ عن مصالحنا وحقوقنا بالسلاح المجدي والممكن استخدامُه في كل زمان ومكان تقريبا ... إذا لم نأخذ العبرة من دروس الثورة الجزائرية وحرب فيتنام التحريرية وسواهما فلنستفد على الأقل من درس "حزب الله " البليغ ... ألم تقولوا لنا أنه حرر الأرض ، وردع العدو الصهيوني ، وأنزل الرعب في قلوب سكان المناطق الشمالية من فلسطين المحتلة ؟؟ إذا كان هذا السلاح التقليدي قد فعل ما فعل وهو محصورٌ ، ومحاصرٌ، في رقعة جغرافية صغيرة ، فما عساه أن يفعل إذا انطلق وتمدد بما هو قدوة ومثال ، وانتشر في ثنايا جغرافيا المنطقة كلها ؟ ألن يكون الردع أشد فعالية ، والرعب الهابط في قٌلوب العدو أكثر مردودية من أي رعب نووي ؟؟؟





#عادل_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حركة 23 شباط - ..الواقع والخيال
- اليسار ... اليسار !! / خواطر غير حيادية
- استبداد + أصولية + عولمة = ؟؟؟


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل اسماعيل - ماذا لو امتلكت إيران القنبلة النووية؟