أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبارَّة الموصل .. وماذا عن دور الضحايا














المزيد.....


عبارَّة الموصل .. وماذا عن دور الضحايا


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 17:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهل تمنعنا الفاجعة عن البحث في مجمل أسباب الخلل التي أدت إلى غرق العبارة وحتى لا تليها مآسي مشابهة اخرى .. نعم كثيرون كانوا شاركوا في رسم فصول الفاجعة الكبيرة التي أدت إلى غرق أكثر من مائة ضحية عراقية في يوم عيد الربيع نيروز.
ولست أشفق على أي مسؤول لو كان إسمه قد ورد في قائمة المتهمين حتى لو كان بريئا من الجريمة براءة الذئب من دم بن يعقوب, ومن منا ذلك الذي هو على إستعداد لكي يدافع عن ذئب حتى في حالة إن رآه بعيدا عن الجريمة.

لقد قيل في ذكر الأسباب ان الطمع والجشع وسوء الإدارة كان في مقدمتها. وكان من الطبيعي ان يستهوي ذلك المزاج العراقي الذي صار من عادته أن يلقي كل شيء على النظام الفاسد, وهو في ذلك ليس مخطئا بالمرة إلا في الحالة التي يؤدي فيها ذلك إلى التغطية غير المقصودة على الأسباب الأخرى !!

أما أنا فسوف أخاطر في طرق الباب التي تؤجل الناس طرقها في العادة أو تحاذر أن تفعل ذلك في العلن, فأذهب مباشرة إلى إلقاء معظم المسؤولية على كاهل الضحايا أنفسهم.

فإذا كان صحيحا ان العبارة لا تتسع لأكثر من مائة راكب, وإن مشهد الركاب المكتظ هو مشهد صحيح وغير ممنتج, فإن التركيز على دور المسؤولين عن العبارة وصولا إلى تحميل المحافظ نفسه (بالمناسبة أنا لا أعرف حتى إسمه ولست راغبا بذلك) إنما يتسبب حقيقة في التعتيم على واحد من الأسباب الحقيقية التي تقف خلف كثير من مأسينا ولا تنحصر في ماساة العبارة ذاتها, والسبب هنا, كما أنا مؤمن به بقوة, هو ذلك الذي يتعلق بدور الضحية نفسه في رسم مشهد مأساته.

إن المرأ لا يحتاج إلى كثير من الوعي لكي يعرف بحدسه أن الصعود على عبارة مكتظة قد يؤدي إلى التهلكة, كما أن ليس بالإمكان إقناعنا بأن الضحايا كانوا قد سيقوا إلى ركوب العبارة على الرغم منهم. وفي أحيان كثيرة يحدث أن الناس هي التي تتدافع وهي التي تساهم في خلق الفوضى, وبهذا فإن المسؤول وإن ثبت أنه يتحمل المسؤولية القانونية بسبب موافقته على حركة العبارة, إلا أن الناس المحتشدة برغبتها كانت قد ناصفته المسؤولية الأخلاقية, فقتلتها الفرحة التي لم تترك لها فرصة للتأني والإمتناع عن الفعلة الخاطئة.

مأساة العبارة يجب ان تكون دافعا للبحث عن دورنا نحن في رسم مشاهد مآسينا, فالنظام الفاسد لا يجبرك على أن تأكل (الموطا) في فصل الشتاء ولن يكون بإمكانه أن يغريك على أن تترك أبواب بيتك مفتوحة للصوص.

ووسط الثقافة الدارجة في تحميل النظام الفاسد مسؤولية كل الأخطاء علينا ان نجد موقع أقدامنا نحن أيضا قبل ان نلج في مساحة الخطأ.
بعد ذلك فقط, وليس قبله, علينا أن نبحث عن دور النظام الفاسد.
وبعد ذلك فقط, وليس قبله, سيكون من حقنا أن نسأل الله اللطف في القضاء, وربما نسأله رد القضاء أيضا.

إن ثمة أخطاء نتحملها نحن, ففي وسط الغابة لا تمشي حافيا أو ساهيا, وعليك أن تعي طبيعة الأخطار المحدقة بك قبل أن تلقي سبب هجمة حيوان مفترس عليك برأس بواب الغابة.

وسط الإقرار بغياب الدولة, لا بل وتوحشها أيضا, على الإنسان العراقي أن يحتاط أولا وينظر إلى جميع الجهات قبل ان يخطو خطوة واحدة خارج عتبة داره. هناك مسؤولية ذاتية للعراقي عن حماية نفسه وحماية أهله تتقدم على مسؤولية الدولة الغائبة أو الفاسدة أو المنحطة. نقضي العمر كله نصيح ان دولتنا فاسدة ثم حين تقع المآسي نتعامل معها وكأننا نتعامل مع دولة فاضلة. المقالة لا تدافع عن ذنوب الدولة الفاسدة وجرائمها وأخطائها وشرورها وإنما تؤسس لواقع يقول إذا كنت تعيش في دولة كهذه فعليك أيضا تقع مسؤولية حماية نفسك من أخطاء هذه الدولة وجرائمها. ينبغي علينا, في حالة العبارة الموصلية, وفي غيرها من الحالات المتشابهة أن نضاعف وعي الإنسان بأهمية إحتراساته الذاتية. هذا ما أردت أن اقوله دون أن يعني ذلك مطلقا عدم الإهتمام بمتابعة الجانب الأخلاقي والمسؤولية القانونية لجهاز الدولة أو القطاع الخاص



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العراقية الإيرانية .. قراءة بأثر رجعي.
- الأقبح والأجمل .. الإختيار المضغوط بقساوة اللحظة.
- موحش طريق الحق
- قانون سجناء رفحاء وقانون أصدقاء صدام .. أيهما الأشد ضررا وإس ...
- الحمل خارج الرحم
- الكارثة أن نحسبها على طريقة يوم لك ويوم لي
- بعض من بعض الذي كان (2) .. لكان أفضل لو أن إيران كانت قد إعت ...
- بعض من بعض الذي كان .. دعوة حارة لإيران أن تعترف بإسرائيل
- إبن خلدون وقضية غياب الدولة
- المرجعية الشيعية العراقية ودولة الكيان الموازي (1)
- ثقافة الفرح عندهم وثقافة الحزن عندنا
- أتمنى للعراقيين عاما مظلما كظلام بدر شاكر السياب.
- وطن من هو العراق ؟!
- بَيْن عِراقَيْن
- الطائفية الشيعية هي الطريق الأفضل لإمتهان الشيعي وتحقيره وتع ...
- نحن والشاعر المبدع
- ساسون حسقيل وثقافة جلد الذات والرائحة التي تزكم الأنوف
- الطائفية الإجتماعية والطائفية السياسية بلغة التخريج الرقمي.
- العرقنة
- هل ستوافق إيران على العودة إلى مائدة المفاوضات


المزيد.....




- مسبار -فايرفلاي إيروسبيس- في طريقه إلى القمر.. شاهد لحظة إطل ...
- محمد هنيدي يواجه أزمة بسبب انسحاب مخرج مسلسله الرمضاني
- مباشر: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس ...
- مصدر مصري مطلع يعلن اتمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين ...
- أردوغان خلال لقائه الشيباني: لا مكان للمنظمات الإرهابية في م ...
- كيف صمد منزل وسط جحيم لوس أنجلوس؟
- التحدي والتصوير يتسببان في غرق طالب تونسي بالبحر
- سوريا تقبض على متشدد مصري ظهر في فيديوهات يهدد السيسي بمصير ...
- حادث سير مروع في القاهرة
- جنوب إفريقيا.. انتشال 78 جثة من منجم ذهب مهجور


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - عبارَّة الموصل .. وماذا عن دور الضحايا