ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 13:39
المحور:
الادب والفن
ملحمة حواء - 7 -
****************
بعثرت أوراقي على مائدة روحها وجسدها معا
جربت كل جنوني وفني على فوهة بركانها
كانت تقبل مني كل الرضوض
لا تتبرم
بينما أنا أحلل نفسية كل النساء على مرمى آفاقها
كانت مختبرا لكل تحليلاتي منجما لأبحاثي
بها عرفت الحقيقة . حقيقة المرأة . عظمة المرأة .
كانت هي وحدها سفيرة لكل النساء فلم يخذلني حدسي أبدا
بها عرفت عظمة حواء لما تحب
عظمة المرأة لما تعشق رجلها وتكافح من أجل سعادته
إكتشفت تلك التضحية التي تزخر بها نفسية المرأة من أجل هدفها المحدد . هكذا علمتني هي أن أحترم كل النساء
بما في ذلك من يحسبن ساقطات في عرف المجتمع الغبي
عرفت أن المرأة الساقطة - افتراضا - ليست ساقطة
ليست هناك امرأة رديئة إلا من لم يكتب لها أن تحب
لكنني عرفت جيدا أن الرديء هو الرجل الغبي وليس المرأة
المظلومة دائما في المجتمع المظلوم دائما في الثقافة المظلومة دائما .
وعرفت كذلك أن الرجال " وليسوا كلهم " هم المغفلون بالضرورة
فمنهم من يتحول إلى لئيم حينما تحبه امرأته . فالكيد ليس في النساء بل في الرجال بدرجة أكبر . وأفظع . ولسيما حينما يتوهم البليد أنه الأقوى لمجرد
أنه رجل .
" تصوري ياحبيبتي
أن يملك قلبي بحار عينيك الغائبتين
أن يضع مثلا
ربقة الورد حول جيدك المحنط بزبد البحر
وبحزني المبعثر
وأجرك مثلا
نحو كهف الأسرار والأحلام
حيث هناك الأشباح تتسكع في ضوء القمر
وتصطف الأرواح والفراشات
على عمود قزحي
في طريق لا ينتهي
تصوري ياحبيبتي أن أضعك داخل قمقم
بلون الفضة
ثم أرحل فيك مسافرا وحيدا
في اتجاه غسق الصمت والهمس
معانقا فيك النغمة التي انفلتت
من قيثار المساء
تصوري ياحبيبتي
لو ألقاك ذات غروب
لأحط كأس الحب
بين أهداب عينيك
ثم أمضي
في اتجاه الريح
كما لو أنني خيط دخان أبيض
يعود لمرفإ في السماء . "
----------------
( يتبع ) .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟