حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 16:55
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
عيد الأمّ
بكل صدق وأمانة، وبعيدا عن خيال الكتاب، فإنني لم أحتفل يوما بعيد الأمّ، علما أنّ أمّي المتوفّاة قبل عامين امرأة قلّ مثيلها، فقد ترمّلت علينا أنا وشقيقيّ وشقيقتيّ وهي في منتصف العشرينات من عمرها، عندما اعتلى أبي صهوة المجد شهيدا في حرب حزيران 1967، وكنت وقتئذ رضيعة، ولا أذكر شيئا من ملامح والدي-رحمه الله-، وعدم احتفالي بعيد الأمّ لقناعتي بأنّ رضا الوالدين وبرّهم هو مدى الحياة، وما يعزّيني أنني ما قصّرت يوما ببرّ والدتي، ولم أنس يوما التّرحّم على والدي، وكثيرا ما أبكيه، وعندما توفيت أمّي-رحمها الله- وكنت على عتبة الخمسين من عمري شعرت باليتم الحقيقيّ، علما أنني لا أزال أعاني من فقدان الأب، ولم يستطع أحد أن يعوّضني حنان الأب الذي لم أعرفه. ولا يفوتني يوم دون أن أترحّم على والديّ. وعندما أفتقد أبي لا أزال حتى يومنا هذا أبكيه، وأترحّم عليه. لكنّ معرفتي بأمّي، وبحر حنانها الجارف، وتضحياتها من أجلنا، تعيدني طفلة رضيعة كلما تذكّرتها، ودائما أتذكرها، ولو كانت الحياة تفتدى لافتديتها بعمري. وأكثر ما يحزنني هم اؤلئك الأبناء الضالون الذين يعقون والديهم، وأغتاظ أكثر عندما أرى أحدهم يندب أمّه المتوفاة، مع أنه لم يبرّها بحياته، فبرّ الوالدين ليس بالتّظاهر، بل هو أفعال دون أقوال.
21-3-2019
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟