أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - إعتداءات دهب وكشف عورة الإرهاب














المزيد.....

إعتداءات دهب وكشف عورة الإرهاب


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرة أخرى كشف الإرهاب عن وجهه القبيح في مصر بثلاث عمليات بشعة في منتجع دهب بسيناء راح ضحيتها حتى ساعة هذا كتابة المقال 25 بريئاً و 153 مصاباً. جاءت العملية الدنيئة عشية احتفالات مصر بعيد سيناء الذي يذكر برحيل القوات الإسرائيلية من الأراضي المصرية التي كانت احتلتها عام 1067. كأن قدر مصر أن تلملم أشلاء ابنائها وسائحيها في يوم عرسها الوطني. لقد أعلن الإرهابيون من خلال هجماتهم الأخيرة عن مصر كما يريدونها؛ دموية، متخلفة، فقيرة، وأعرب الإرهابيون أيضاً عن نواياهم نحو المصريين وزواهم الأجانب. ولكن ذلك ليس بغريب عن أولئك المخربين، فولائهم بالأساس ليس لمصر وإنما للكيان العالمي الإرهابي الذي يجمعهم، فلم تعد مصر بالنسبة لهم إلا مرتعاً ينفذون فيه إرهابهم ومخططاتهم الوقحة. ويستمر العبث بعقول الشباب طالما لم يجد أولئك المتخلفون من يتصدى لهم ويدحض فكرهم من رجال دين معتدلين. وتبقى العمليات الإرهابية متوقعة طالما وجد أولئك المجرمون من يدافع عنهم وعن قضاياهم في وسائل الإعلام ومنابر المساجد.

تزامنت الهجمات الإرهابية على دهب مع هجوم مفاجئ شنه شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي على دعاة تجديد الخطاب الديني في مصر. ونقلت صحيفة الأهرام الصادرة اليوم 25 أبريل 2006 عن الدكتور طنطاوي استنكاره لما وصفها بأنها انتقادات حادة موجهة إلي الخطاب الديني وأئمة المساجد‏،‏ واصفاً إياها بأنها "لون من التطاول في عصر كثر فيه المتطاولون‏.‏" ومعرباً عن ألمه‏ لأن "معظم المنتقدين لم يعرف عنهم معرفة الدين الإسلامي حق المعرفة‏"،‏ مشدداً علي أن الخطاب الديني يجب أن يرتكز علي عنصرين أساسيين هما القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة‏,‏ بحيث لا يخلو أي خطاب من الاستدلال بآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية‏.‏

يبدو أن شيخ الأزهر لا يطلع على الخطاب الديني المراد تغييره. ذاك الخطاب الذي يدمر ولا يبني، يفرق ولا يجمع، يقتل الأبرياء بغير رحمة، ولا يحترم حقوق الإنسان، ولا يرحم طفلاً أو مسناً أو مقعداّ أو مريضاً. أعلم أن الدكتور طنطاوي يتبنى توجهاً متسامحاً، ولكن توجه شيخ الأزهر لا يمثل كافة التيارات الدينية في مصر التي أصبح معظمها يتسم بالتشدد خاصة مع بروز جماعة الإخوان المسلمين المتطرفة كتيار قوي بديل للتيار المعتدل. ثم أن المتطرفين لا يقبلون أصلاً بشيخ الأزهر أو توجهه المعتدل؛ فالمتطرفون يعتقدون بأن رجال الدين "الحكوميين" يخالفون تعاليم الإسلام ذاته، وقد عبر أسامة بن لادن نفسه عن ذلك في إحدى رسائل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن التي بثها بتاريخ 16 فبراير 2003 "وأما علماء السوء ووزراء البلاط وأصحاب الأقلام المأجورة وأشباههم فكما قيل: لكل زمن دولة ورجال، فهؤلاء هم من رجال الدولة الذين يحرِّفون الحق ويشهدون بالزور حتى في البلد الحرام. في البيت الحرام، في الشهر الحرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ويزعمون أن الحكام الخائنين ولاة أمر لنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقولون ذلك من أجل تثبيت أركان الدولة، فهؤلاء قد ضلوا سواء السبيل فيجب هجرهم والتحذير منهم، وإنما تركز الدولة على علمائها وتظهرهم في برامج دينية للفتوى من أجل دقائق معدودة يحتاجهم فيها النظام كل مدة لإضفاء الشرعية عليه وعلى تصرفاته."

أرجو ألا يكرر شيخ الأزهر على مسامعنا بعد أحداث دهب تصنيفه لأولئك الإرهابيين بأنهم خارجون عن الإسلام، هذا الحجة ليست مقنعة، فأحاديث أسامة بن لادن وإيمن الظواهري وكل زعماء الإرهاب والتطرف تمتلئ بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية كما يعلم الدكتور طنطاوي. فسياسة تجاهل الفكر المتطرف التي يتبعها شيخ الأزهر لن تؤدي إلا إلى المزيد من التطرف الإرهاب والمزيد من الضحايا الأبرياء. إذ بدلاً من الإستبعاد المتبادل بين المعتدلين والمتطرفين من حظيرة الإسلام، كان بالأحرى بشيخ الأزهر أن يقود حملة للتصدي لهم ولأفكارهم تتضمن تطوير نهج الأزهر ومناهجه التعليمية بما يتناسب مع المتطورات الراهنة.

القضية التي يواجهها المطالبون بمراجعة الخطاب الديني ليست هي إعتماد الخطاب الديني على النصوص القرأنية والأحاديث النبوية كما يظن شيخ الأزهر، فاقتباس الخطباء من المراجع الدينية شيء مرغوب ومطلوب لمواجهة الإرهابيين بنفس السلاح الذي يستخدمونه الإيقاع بالشباب المسلم في شباكهم. ولكن تأويل النصوص الدينية حسب الهوى يعد المشكلة الحقيقية التي يجب التصدي لها بحزم وقوة من خلال تجديد الخطاب الديني. فالمتطرفون يرتكبون جرائمهم باسم الله وإرضاءً له، ويستخدمون في ذلك نصوصاً قرآنية وأحاديث نبوية. لذا أعتقد أنه من واجب شيخ الأزهر أن يفند كل حديث يدلي به أسامة بن لادن أيمن الظواهري وغيرهما من زعماء الإرهاب حتى يكشف للمسلمين عورة الإرهاب وكذب زعيم القاعدة خاصة حين يستخدم تلك النصوص التي تحض على ترويع وقتل الآمنين. لقد كان من الأفضل أن يعترف الشيخ طنطاوي بالحاجة الماسة إلي تطوير شامل للخطاب الديني وذلك لمواجهة الخطاب الديني المتطرف الذي يدفع ثمنه الأبرياء من المواطنين المصريين وضيوفهم الأجانب كما حدث بالأمس في منتجع دهب المصري.



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب من المسئولية في أحداث الإسكندرية
- إيران من اللعبة النووية إلى المواجهة النووية
- إلى شهداء الحرية: شكراً؛ ليس حب أعظم من هذا
- أثر الوسواس الديني في الفكر التحريمي – فتوى التماثيل كنموذج
- مبارك، العراق وفضيحة الصحافة في مصر
- مملكة الحق
- العنف وحرب المناصب في مصر
- مثلث التطرف والأمن وحقوق الإنسان بعد 9/11
- ضريبة حرية العقيدة: اللوث العقلي والنفي
- عمرو موسى ودبلوماسية الديمقراطية والتنمية
- دعوة للجهاد ضد المسيحيين العرب؟!
- شرك الديمقراطية في أفغانستان
- عبد الرحمن الأفغاني شهيداً للحرية؟!
- حقوق الإنسان في العالم العربي: قيود... تمييز... وتعذيب...
- صمت الأغلبية ومواجهة التطرف
- إختلاف القيم وصدام الحضارات
- مأزق أقباط المهجر!
- النقد الفكري في الإسلام


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جوزيف بشارة - إعتداءات دهب وكشف عورة الإرهاب