|
لماذا يكون الانتماء الدينى على حساب الوطن؟ حلايب وشلاتين نموذجا
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 14:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يكون الانتماء الدينى على حساب الوطن؟ حلايب وشلاتين نموذجـًـا طلعت رضوان يتجـدّد (الكلام) عن النزاع بين مصروالسودان حول حلايب وشلاتين بين فترة وأخرى، خاصة بعد الموقف غيرالحكيم الذى اتخذه حسنى مبارك، عقب محاولة إغتياله فى أثيوبيا عام1995، حيث وصلتْ حماقته بانْ خلط الخاص بالعام، ووصلتْ تلك الحماقة لدرجة إتهام السودان بتدبيرمحاولة إغتياله، مُـتجاهلا الوضع الشائك لمنطقة حلايب وشلاتين..وكانت الحماقة الثانية..عندما رفض مبارك حضوروزيرخارجية مصرللمشاركة فى اجتماع وزراء الاتحاد الإفريقى..مما يؤكد إصراره على خلط الخاص بالعام..وقد أحسنتْ الخارجية المصرية (منذ يومين) عندما تجاهلتْ تصريح وزيرالخارجية السودانى..حول استخراج البترول من حلايب بمعرفة شركة مصرية. ومنذ سنوات بدأ النزاع عندما استخدمتْ مصرحقها فى رفض طلب حكومة السودان السماح لها بالتنقيب عن البترول فى المياه العميقة لمثلث حلايب من خلال شركة تنقيب عالمية..وبناءً على رفض مصرتقدّمتْ السودان بمذكرة إلى الأمم المتحدة ضد مصر. وبغض النظرعن أنّ السودان كانت تابعة لمصر(طوال فترة الاحتلال الإنجليزى) فإنّ خريطة ترسيم الحدود بين مصروالسودان، بموجب اتفاقية عام1899، أوضحتْ أنّ منطقة حلايب وشلاتين ضمن الحدود المصرية..والخريطة الأصلية موجودة بمكتبة معهد العلوم والبحاربالغردقة، محافظة البحرالأحمر. وكما خلط مبارك الخاص بالعام وضربهما فى (الخلاط الجهنمى) الذى لايعترف بمصلحة الوطن..كذلك فعل بعض السياسيين، الذين خلطوا موضوع حلايب وشلاتين بنزعتهم الأصولية الإسلامية وضربهما فى (نفس الخلاط الفاسد) كما فعل إبراهيم شكرى وحزب العمل..حيث كتبتْ صحيفة الشعب الصادرة عن الحزب، أنّ منطقة حلايب وشلاتين سودانية..وهكذا بسبب التوجه الإسلامى (والأخوة الإسلامية) تغاضى الأصوليون فى حزب العمل عن الخرائط والوثائق اتى تؤكد (مصرية) حلاب وشلاتين. بعد ذلك جاء الدورعلى د.السيد البدوى رئيس حزب الوفد (أنذاك) الذى وضع مصالح شركاته..مع موضوع حلايب وشلاتين وضربهما (فى نفس الخلاط الفاسد) حيث دافع عن الرئيس السودانى عمرالبشيرالذى يـُـصرعلى أنّ حلايب وشلاتين سودانيتان..وكتب السيد البدوى فى افتتاحية من افتتاحيات جريدة الوفد خلال شهرمارس2017، مقالاكله مديح فى (وطنية الرئيس البشير) وأكــّـد (بإصرار) على رفضه أى هجوم أونقد للبشير. وإذا كان من حق السيد البدوى أنْ يُـدافع عن أميرالمؤمنين عمرحسن البشير، فلماذا تجاهل دورالبشيرفى تهريب يهود الفلاشا إلى إسرائيل عن طريق السودان؟ فترة حكم أميرالمؤمنين السابق (جعفرالنميرى) كما أنّ السيد البدوى لم يكتب رأيه فى توظيف الدين لأغراض السياسة، كما فعل كل من النميرى والبشير..فما سرهذا الصمت حول هذا التوجه الإسلامى الذى كبـّـل الشعب السودنى..وقيـّـده بسلاسل العصورالوسطى؟ أودورأميرالمؤمنين البشيرفى فصل شمال السودان عن الجنوب، بسبب إصراره على تطبيق الشريعة الإسلامية على أبناء الجنوب..وإذا كان البعض اتهم الجنوب الانفصال..فإنّ مواطنة من (الشمال) الذى يُسيطرعليه البشير..قالت عن الانفصال ((إنه يُشبه قطع يدى أوقدمى أوقطعة من جسدى..وترى أنّ البشيرهوالذى تسبّب فى هذا الانفصال أوشارك بالجزء الأكبرفى انفصال الجنوب بسياساته المتردية اقتصاديًا وسياسيًا وإنسانيًا..ضد أبناء الجنوب..ولسنوات حكمه منذ عام 1998بعد خلعه النميرى فى انقلاب عسكرى..وكانت الشريعة الإسلامية والتهديد بتطبيق أحكامها على الجميع دون استثناء حتى ولوكانوا غيرمسلمين، احدى أدوات البشيرفى مواجهة أبناء الجنوب ومعظمهم يدين بمعتقدات تقليدية إفريقية المنشأ بنسبة لاتقل عن 60% من جملة عددهم، إلى جانب المسيحيين ويـُـمثلون حوالى ربع عدد سكان الجنوب أوأقل قليلا..فكيف لهم أنْ يخضعوا لما يتعارض مع معتقداتهم؟ وكان التهديد بقطع الأيدى والجلد سيفــًـا مُسلطــًـا ليس على الجنوبيين فقط..ولكن على الشماليين أيضًا من المسلمين (رسالة السيدة السودانية فى مقال د.درية شرف الدين- المصرى اليوم12/7/2011)..ويتذكركل الأحرارمنظرالسيدة السودانية التى لاحقها جندى وبيده كرباج ويضربها به على كل جزء من جسدها وهى تتلوى على الأرض وتزحف أمامه من مكان إلى آخر..والسبب أنها خالفتْ الشريعة الإسلامية ولبستْ البنطلون (رغم أنّ القرآن– المصدرالرئيسى للإسلاميين- ليس فيه أى نص عن تحريم لبس البنطلون) البداية: هى مأساة 6مليون إنسان من إقليم دارفور. بدأ الصراع بين هؤلاء البشروحكومة السودان منذ عام 2003..ووفق ما ذكرته منظمة هيومن رايتس ووتش أنّ قوات الحكومة السودانية واحدى الميلشيات الإثنية (الجنجويد) خاضتْ حربًا مع جماعتيْن مسلحتيْن هما حركة تحريرالسودان وحركة العدالة والمساواة..وفى سياق هذه الحرب قامت القوات الحكومية بشن حملة منهجية من التطهيرالعرقى ضد المدنيين..وبين عاميْ2003، 2005 أقدمتْ الحكومة وقوات الجنجويد على إحراق وتدميرمئات القرى والاغتصاب والاعتداء على آلاف النساء. وأكدت المنظمة أنّ استمرارتدهورالوضع فى دارفوريرجع إلى دعم الحكومة للميليشيات الإثنية والسماح بانتهاك القانون الدولى دون خوف من عقاب..وقد أدى ذلك إلى هروب أكثرمن2 مليون شخص إلى الدول المجاورة وقتل حوالىْ450 ألف إنسان، بخلاف العراقيل التى تضعها الحكومة أمام فرق الإغاثة والمنظمات الإنسانية لتوصيل المساعدات لنحو3مليون إنسان ظلوا فى دارفور. وفى يوم 16/9/2004 أعربتْ31 منظمة حقوقية عربية عن قلقها إزاء مايحدث من إبادة لأهالى دارفور..وأنّ سياسة الحكومة أدّتْ إلى تفاقم الكارثة..خاصة وأنها لم تحترم إتفاقية (أنجمينا) لوقف إطلاق النارمع جماعتىْ المعارضة. فمن هم الجنجويد؟ عرّفهم الكاتب السودانى عبدالرحمن عوض بأنّ الكلمة مأخوذة من قاطع طريق من عرب دارفوراسمه حامد جنجويد قام بالحرابة مع عصابته ضد القرى الافريقية من حرق ونهب عام1885..ولما نشأ تحالف بين37 قبيلة عربية فى دارفورعام87 إتهمتْ الحركة الشعبية لتحريرالسودان حكومات الصادق المهدى والبشيربرعاية هذه القبائل العربية..فبثــّـتْ هذه القبائل الرعب فى قلوب الأطفال والنساء الأفارقة (صحيفة القاهرة5/2/2008) المسكوت عنه فى الإعلام العربى والمصرى، أنّ القبائل العربية قتلتْ مئات الألوف من الأفارقة المسلمين الموحدين بنفس ديانة العرب..فلماذا يقتل مسلمون موحدون مسلمين موحدين مثلهم؟ لأنّ القاتل عربى والقتيل إفريقى..ومقابل دورالبشيرفى فصل جنوب السودان عن شماله..حمته الإدارة الأمريكية من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، لانتهاكه حقوق الإنسان فهل دفاع السيد البدوى عن البشيربسبب الأراضى التى حصل عليها من السودان لإقامة مشروعات استثمارية..مُـصنــّـفة ضمن (الرأسمالية الطفيلية) وامتيازات أخرى لشركة الأدوية التى يمتلكها فى السودان؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمد على ووأد مشروعه: إنهاء تبعية مصرلتركيا
-
إبراهيم باشا ودوره فى الحياة السياسية المصرية
-
ثورة برمهات1919 بين الشعب والزعماء
-
هل يتحقق الانجازالعلمى فى مجتمع تحكمه الخرافة؟
-
العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
-
الفلسفة والعداء للمعرفة
-
رامى مالك والأوسكار وتزويرالانتماء الوطنى
-
الوباء المُهدد لتقدم الشعوب
-
الشعب الجزائرى ينتفض ضد تأبيد الحكم
-
الصراع بين اللغات القومية واللغة العربية
-
الحضارة المصرية مازالت تبهرالمتحضرين
-
الصحافة الإسرائيلية : هل تتمتع بالحرية
-
أيهما يحقق العدالة الاجتماعية: النظام البرلمانى أم الرئاسى؟
-
حماية الدستور بين الشعب والجيش
-
تحذيرالمثقفين المصريين من الخطرالصهيونى
-
دلالة الاعتداء على رئيس مجلس الدولة
-
ماكرون يذكرأردوغان بالمذابح ضد الأرمن
-
قراءة فى بعض كتب العقاد
-
آثارالتعصب الدينى والمذهبى
-
إلى متى يستمرمخطط القضاء على الشعغب اليمنى؟
المزيد.....
-
بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة وحشية
-
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا يعلق على فتوى تعدد الزوجات
...
-
مـامـا جابت بيبي.. حـدث تردد قناة طيور الجنة 2025 نايل وعرب
...
-
بابا الفاتيكان يصر على إدانة الهجوم الاسرائيلي الوحشي على غز
...
-
وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها
...
-
وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل
...
-
استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان
...
-
حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان
...
-
المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
-
حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|