محمود الصباغ
كاتب ومترجم
(Mahmoud Al Sabbagh)
الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 01:27
المحور:
القضية الفلسطينية
تعود بذرة هذا الكتاب إلى مجموعة المحاضرات التي قدمتها في "الكوليج دو فرانس" في شباط-فبراير 2012. ويعود الفضل لزميلي وصديقي البروفيسور توماس رومر الذي وجه لي الدعوة لإلقاء سلسلة محاضرات بعنوان "ظهور مملكة إسرءيل الشمالية" . وأود أن أشكر توماس على دعوته الكريمة، ولحسن استقباله لي حين كنت في باريس، وكذلك لمبادرته في الشروع في نشر هذا الكتاب الذي نشر لأول مرة باللغة الفرنسية بعنوان المملكة الكتابية المنسية Le Royaume biblique oublie (باريس، 2013) على يد أوديل جاكوب في الكوليج دو فرانس. كما يستند هذا الكتاب أيضا على العديد من المقالات التي كنت قد كتبتها خلال سنوات خلت, البعض منها بالتعاون مع الزملاء المختصين ,وانا مدين لأربعة منهم الذين سمحوا لي تلخيص أجزاء من مقالاتنا وتضمينها في هذا الكتاب وهم ألكسندر فانتالكين " خربة قيافا و التي نشرت في تل أبيب 2012" و عوديد ليبشيتس " ياهص وعطروت نشرت في مجلة الجمعية الألمانية الفلسطينية ZDPV 2010"ونداف نعمان " شكيم خلال العصر البرونزي المتأخر والمملكة الشمالية نشرت في المجلة الاستكشافية الإسرائيلية IEJ 2005" وبنيامين ساس " نشاط انتشار الكتابة و النقش في المشرق خلال العصر الحديدي الأول I-IIA، التي ستنشر في المؤلف القادم (الكتاب المقدس اليهودي وإسرءيل القديمة)"
تم إعداد هذا الكتاب بدعم من مؤسسة حاييم كاتزمان الآثارية في جامعة تل أبيب , وأنا مدين بجزيل الشكر لميرنا بولاك لعملها المهني العالي في إعداد النص و لألكسندر بيشورو و لطالبتي مايان مور لتحضيرها للمصورات و الأشكال في هذا الكتاب
المقدمة:
لماذا هذا الكتاب عن المملكة الشمالية؟
في النصف الأول من القرن الثامن ق.م كانت إسرءيل تحكم سيطرتها على حصة الأسد من أراضي المملكتين العبريتين (الشكل 1)، وبلغ عدد سكانها ما يربو على ثاثة أرباع شعب إسرءيل ويهوذا معا (Broshi and Finkelstein 1992) . وكانت إسرءيل أقوى من يهوذا عسكريا واقتصاديا، وفي النصف الأول من القرن التاسع وفي النصف الأول من القرن الثامن،-أي مايعادل تقريبا نصف الوقت الذي كانت فيه المملكتين متعايشتين معا -سيطرت مملكة إسرءيل على المملكة الجنوبية, ومع ذلك، فقد بقيت إسرءيل قابعة في ظل يهوذا، في القصة المروية في الكتاب العبري وذات لشيء ينطبق على الاهتمام الذي منحه الباحثين الحديثين الذين درسوا كلا المملكتين.
1- التأريخ والذاكرة التاريخية:
كتب تاريخ إسرءيل القديمة كما هو موجود في الكتاب العبري على يد مؤلفين يهوذيين(1) في أورشليم, عاصمة المملكة الجنوبية ومركز سلالة داود في الكتاب المقدس العبرية، وعلى هذا النحو فقد تم نقل الأفكار اليهوذية عن الأرض والمملكة و المعبد و العبادة .وعلاوة على ذلك، فما يعتبره بعض العلماء الطبقات الأولى من تاريخ إسرءيل القديمة، مثل سفر صموئيل الثاني كانت قد كتبت بعد هزيمة المملكة الشمالية على يد الآشوريين وتهجير نخبتها ( McCarter 1994- Halpern 2001- Romer and de Pury 2000, 123–28- Hutton 2009) و في أواخر القرن السابع، عندما تم تجميع الطبقة الأولى من التاريخ التثنوي (Cross 1973, 274–88- Na’aman 2002b- Romer 2007), كانت المملكة الشمالية قد أمست بالفعل ذاكرة غامضة و بعيدة بنحو أكثر من قرن من الزمان، وهي الفترة التي اتسمت بعدم استمرارية أنشطة تدوينية و نقوش. ومن الحقيقة بمكان القول بأن تقاليد الإسرءيليين دمجت في الكتاب العبري. وأود أن أشير هنا إلى مجاميع معينة من هذه التقاليد مثل دورة حياة يعقوب في سفر التكوين (de Pury 1991) ومجاميع تقليد الخروج (van der Toorn 1996, 287–315) , وتلك المجاميع التي تعرف بـ (سفر المخلص ) في سفر القضاة (Richter 1966) , و التقاليد الإيجابية فيما يخص الملك شاؤول في سفر صموئيل, و كذلك قصص إيليا-إيليشا التنبؤية في سفر الملوك, و أنبياء المملكة الشمالية لاسيما هوشع وعاموس (و للإطلاع أكثر على تأثير النصوص الشمالية في الكتاب العبري, يرجى مراجعة Schiedewind 2004- Fleming 2012) هذه التقاليد يمكن أن تكون قد وصلت إلى يهوذا شفويا أو على شكل نصوص مكتوبة.
و يمكن أن تكون النصوص الأصلية الشمالية -أو بعض منها على الأقل- قد كتبت في وقت مبكر من النصف الأول من القرن الثامن ق.م في العاصمة السامرة أو في معبد يهوه في بيت إيل،على الحدود الشمالية ليهوذا ( Fleming 2012, 314–21 ولتحديد تاريخ أحدث للتجميع في بيتئيل راجع Knauf 2006- Davies 2007a, 2007b وبخصوص آثار بيتئيل انظر Finkelstein and Singer-Avitz 2009) . وربما تكون كل من النصوص المكتوبة و التقاليد الشفوية قد جلبت إلى يهوذا عن طريق الإسرءيليين بعد سقوط إسرءيل في العام 720 ق.م (Schniedewind 2004- Finkelstein and Silberman 2006b) , وتشير تقديرات النمو السكاني في يهوذا من العصر الحديدي الأول IIA إلى العصر الحديدي الأول IIB (القرن التاسع وأواخر القرن الثامن حتى أوائل القرن السابع ق.م) بأن المجموعات الإسرءيلية شكلت في الفترة الأخيرة من أيام المملكة جزء كبير من سكان المملكة الجنوبية (Finkelstein and Silberman 2006b), هذا وقد أدرجت التقاليد الشمالية ضمن القانون الكهنوتي اليهوذي إما لأنها تدعم الإيديولوجية اليهوذية أو لحاجة يهوذا السياسية لاستيعاب مثل هذا العدد الضخم من الإسرءيليين في المملكة. وفي الحالة الأخيرة تعني خضوع التقاليد الإسرءيلية لإحتياجات يهوذا وإيديولوجيتها, مثلما هو حال سفر صومئيل الذي ضم التقاليد السلبية حول مؤسس السلالة الداودية ولكنه قام بتحوير هذا الإرث لتنقية داود من أي أفعال خاطئة (McCarter 1980a- Halpern 2001) وحتى هنا, بالكاد يمكن أن يسمع صوت إسرءيل الأصلي والحقيقي في الكتاب العبري.
وتصور الإيديولوجيا السياسية للتاريخ التثنوي في الكتاب[المقدس] الواقع بعد سقوط المملكة الشمالية, وسوف تجادل المركزية اليهوذية بأن جميع الأراضي التي كانت تنتمي لإسرءيل يجب أن يحكمها ملك داودي وأن على جميع العبرانيين القبول بحكم السلالة الداودية, و على كل العبرانيين أن يعبدوا إله إسرءيل في معبد أورشليم. قصة المملكة الشمالية هي إذن قصة مختصرة , بلهجة سلبية(2), فبينما يمكن لجميع الأفراد الانضمام للأمة إذا قبلوا بمركزية معبد أورشليم, فإنه ينظر للسلالة التي حكمت تلك المملكة و مملكتهم و ملكهم بوصفهم غير شرعيين. فقط يربعام الأول و أخاب تم إعطائهم سهما كبيرا في النص, ولكن, ولاداعي لتكرار ذلك كثيرا, لهجة هذا النص هي لهجة سليية. فعلى سبيل المثال يصف النص يربعام الأول مؤسس المملكة الشمالية بأنه المرتد الأصلي, والفرد الذي طغت خطاياه على مملكة الشمال منذ البداية (Cross 1973, 274–88). وتم تلخيص و اختصار حكم الملوك الإسرءيليين الشماليين في بضعة جمل, فأعطي عمري ست آيات فقط وهو الرجل الذي أسس أشهر سلالة حكمت المملكة الشمالية و الملك الذي عرفت فيه إسرائيل عن طريق اسمه في السجلات الآشورية. بيد أن واحدة فقط من هذه الآيات كانت غنية بالمعلومات, أي غير افتراضية في طبيعتها. أما يربعام الثاني فقد منح سبع آيات رغم أنه أحد أهم الملوك في تاريخ المملكتين العبرانيتين, الذي حكم نحو أربعين عاما (788-747 ق.م) وغزا أراضي شاسعة. كما أن القليل قد قيل عن العاصمة السامرة, والقليل نسبيا عن البلدات الريفية و القرى, ويعود هذا لبعد هذه الأماكن عن أورشليم و لافتقار مؤلفي التاريخ التثنوي إلى المعرفة المباشرة للمشهد الجغرافي للسامرة و بلداتها و ريفها. وخير مثال على هذا هو الأراضي الإسرءيلية في شرق الأردن, فقد تمت الإشارة إلى عدد ضئيل من بلدات هذه الأراضي، رغم أن مساحتها تعادل حجم مرتفعات يهوذا، والتي يذكر الكتاب أسماء حوالي خمسين بلدة من تلك المرتفعات. و مثل هذه الوضعية (للمملكة الشمالية) يتم تضخيمها من خلال حقيقة سيطرة التقليد التاريخي اليهودي-المسيحي على الدراسات الكتابية و الآثارية و التاريخية عن إسرءيل القديمة المتشكل بدوره من سيطرة الكتاب العبري عليه, أي النص اليهوذي, فالكتاب [المقدس[ هو ما هو, وبالتالي تتعامل الدراسات الكتابية بالدرجة الأساسية مع يهوذا و مع وجهة نظر يهوذا نحو إسرءيل،التي تشكلت بعد مضي قرن على انهيار المملكة الشمالية, غير أنه يمكن للأبحاث الأثرية أن تعيد التوازن لهذه الصورة بعض الشيء, لقد تم دراسة يهوذا العصر الحديدي بشكل واف, وتعد مدينة القدس من أكثر المدن التي تم التنقيب فيها في العالم, لاسيما على مدى السنوات الخمسين الماضية, كما تم التنقيب في معظم المواقع الرئيسية للمناطق الريفية المحيطة بها,كمواقع مصفاة و حبرون في المرتفعات, و لخيش و بيت شيمش في شيفلة و بئر السبع و عراد في وادي بئر السبع, ولم تحرم إسرءيل من البحث و التقصي, فقد تم التنقيب في السامرة -عاصمتها- بدقة خلال حملتي تنقيب في الماضي, كما تم استكشاف جميع مواقع الريف الكبرى, وهنا سأشير إلى مواقع بيتئيل وشكيم وتل الفارعة "ترصة" في المرتفعات, وجازر في جنوب غرب البلاد, و دور على الساحل, ومجدو ويزرعيل [مرج ابن عامر] وحاصور وتل دان في الوديان الشمالية, بالإضافة إلى المناطق الريفية للملكة الشمالية-في المرتفعات و الوديان على حد سواء-تم التحري الدقيق عبر المسوحات الآثارية التي مكنت من رسم خرائط السويات الاثرية لكل فترة, وبالتالي, ومن خلال البحوث الميدانية يمكن للمرء كتابة التاريخ القائم والخالي من الإيديولوجية اليهوذية لإسرءيل و التوصل أيضا لإعادة بناء أكثر توازنا لتاريخ إسرءيل القديم بصورة عامة و لتاريخ المملكتين العبريتين بصورة خاصة.
تم إعداد هذا الكتاب بالأساس ليروي قصة المملكة الشمالية في مراحل تكوينها, ويقع علم الآثار كسردية رئيسية لهذه القصة -بما في ذلك نتائج أعمال التنقيب والحفريات وكذلك المسوحات الاستقصائية على حد سواء. ليتم تاليا تجميع القصة الآثارية مع القليل مما نعرفه من نصوص الشرق الأدنى القديم جنبا إلى جنب مع تلك النصوص الكتابية التي يمكن أن تكون حكما لتزويدنا بالمعلومات الحقيقية غير الدعائية, وحتى الذكريات الغامضة عن المملكة الشمالية. وفي ما يتعلق بالمواد الكتابية, التي ليست من المملكة الشمالية -على سبيل المثال, تلك المعلومات التي تقدمها أسفار الملوك- فإذا كان السؤال المطروح هنا, بطبيعة الحال, يقول: كيف يمكن لكاتب أو كتاب يهوذيين من فترة المملكة المتأخرة الذين عاشوا في أورشليم أن يكون أو يكونوا على دراية ببعض الأحداث التي وقعت في قرون سابقة لعصرهم , بعض منها وقع في أماكن بعيدة عن أورشليم ؟. فالجواب هو أن هذا الكاتب أو هؤلاء الكتاب لابد أن يكونوا قد وصلوا إلى قائمة الملوك الإسرائيليين التي تحدد سنوات حكمهم وبعض الأجزاء الإضافية من البيانات عن أصولهم وتاريخ موتهم, ولابد لمثل هذه القائمة أن تزودهم بالمعرفة اللازمة لتمكينهم من ربط العلاقة بين ملوك إسرءيل ويهوذا. و المعلومات الوادرة في الآيات الكتابية القصيرة هي صحيحة عموما, نظرا لأن ما ورد فيه تدعمه النصوص الآشورية, وعلينا أن نتذكر أن المصادر الشمالية -في الواقع تم كتابتها في السامرة أو بيتئيل في أوائل القرن الثامن ق.م -هي الأقرب بكثير زمنيا للمراحل التكوينية لتاريخ إسرءيل ويهوذا في القرن العاشر ق.م من تاريخ المؤلفين اليهوذيين في الفترة الملكية المتأخرة في عصور لاحقة, مثل أولئك الكتاب الشماليين كانوا على بعد قرن واحد فقط عن زمن التأسيس, لدى مقارنتهم بأقرانهم اليهوذيين الذي عاشوا في القرن السابع ق.م, أي على بعد نحو ثلاثة قرون عن تلك الحقبة. وكان اللاجئون الإسرءيليون الذين استوطنوا في يهوذا, بلاشك, مصدر المعلومات الرئيسي, نظرا لقدرتهم على تقديم المواد و النصوص المدونة للكتاب اليهوذيين, فضلا عن التقاليد الشفوية في ما يتعلق بالأجزاء المختلفة من أراضي المملكة الشمالية على جانبي ضفتي نهر الأردن في العصر الحديدي.
ليس في نيتي , في هذا الكتاب , تقديم وصف كامل لتاريخ و ثقافة الشمال في العصر الحديدي, بل أن هدفي بالأساس هو التعامل مع الوضع الجيوسياسي لجنوب "بلاد الشام", و التاريخ التقليدي لإسرءيل وما يمكن أن يوصف بالأدبيات الأنثروبولوجية بـ "تشكيل الدولة", بمعنى تطور الكيانات الإقليمية في ظل أجهزة و مؤسسات بيروقراطية, وسيتم التركيز بصورة خاصة على تأثير البيئة في التطورات التاريخية الحاصلة و في العمليات طويلة الأمد التي يمليها تاريخ الشمال في أواخر الألفية الثانية و بداية الألفية الأولى ق.م. ويشمل النطاق الزمني لهذه الدراسة الفترة المتدة من العصر البرونزي الثاني المتأخر حتى نهاية العصر الحديدي الثاني IIB. , وتفسر زمنيا هذه الفترات, من حيث التسلسل الزمني المطلق, بأنها السنوات التي تقع بين 1350 ق.م حتى 700 ق.م تقريبا, ومع هذا فسوف يتركز النقاش هنا حول فترة زمنية أقصر تخص ظهور نظام حكم إقليمي في مرتفعات إسرائيل الوسطى بين 1000-850 ق.م. كما تم مناقشة فترة العصر البرونزي المتأخرة أساسا كنموذج لما يمكن أن نحصل عليه من مواد أثرية وتاريخية جيدة بدرجة معقولة, أما فيما يتعلق بالقرن الأخير من تاريخ المملكة الشالية فيتم التطرق له بإيجاز في نهاية هذه الدراسة, كما أن الفصل الأخير سوف يتناول بالدراسة السكان الإسرءيليين في يهوذا بعد العام 720 ق.م وهي الفترة الحاسمة التي ساهمت في تشكيل نص الكتاب العبري
2-التطورات الحديثة في علم الآثار و البحوث الآثارية:
بادىء ذي بدء لابد من بعض التوضيحات المتعلقة بالتحقيب الزمني, فقد حدثت ثورة في معرفتنا للتحقيب الزمني -النسبي و المطق على حد سواء- لطبقات العصر الحديدي وللمعالم الأثرية في جنوب "بلاد الشام", ومن حيث التحقيب الزمني النسبي, فتحت الدراسات المكثفة لمجاميع الفخار للسويات الطبقية المتحصل عليها من مواقع مثل مجدو و تل رحوف في الشمال ولخيش في الجنوب الطريق لتقسيم البيانات المتحصل عليها من العصر الحديدي- بدرجة من الثقة- إلى ست مراحل تصنيفية تبعا للفخار المستخرج منها, وتشمل هذه المراحل: الطورين الحديدي الأول المبكر و المتأخر (Arie 2006- Finkelstein and Piasetzky 2006), و الطورين الحديدي المبكر و المتأخر الأول , و الطور الحديدي المبكر و المتأخر الأول IIA (Herzog and Singer-Avitz 2004, 2006- Zimhoni 2004a- A. Mazar et al. 2005- Arie 2013) , و الطور الحديدي الثاني IIB و الطور الحديدي الثاني IIC, (Zimhoni 2004b). أما لجهة التسلسل الزمني المطلق, فقد مكنت الدراسات المكثفة للكربون المشع من التعرف الدقيق على هذه المراحل و تحديد صحة تواريخها بدقة تصل إلى نحو خمسين عاما أو أقل, وذلك بمعزل عن السجالات التي كانت سائدة في مرحلة سابقة و التي استندت ,دون تمحيص, على قراءات للنص الكتابي, منها على سبيل المثال (Yadin 1970- Dever 1997). في هذا الكتاب, سوف يتم استخدام التواريخ التي تم الحصول عليها من كلتا الدراستين:
أ). نموذج إحصائي يستند على عدد كبير من تقديرات الكربون المشع: 229 نتيجة من 13 عينة تعود إلى 38 سوية آثارية من 18 موقع في شمال و جنوب إسرائيل( Finkelstein and Piasetzky 2010 وفقا لـ Sharon et al. 2007 و نتائج الدراسات, الجدول رقم 1 في هذا الكتاب (3)). ونتائج الكربون المشع في إسرائيل هي الأكثر دقة لمثل هذه الفترة من الزمن و لمساحة الأرض الصغيرة التي قدمها علم آثار الشرق الأدنى القديم
ب). نموذج إحصائي لموقع فردي -مجدو: حوالي 100 نتيجة من تقديرات الكربون المشع لنحو 60 عينة تعود لعشر سويات في مجدو تغطي نحو 600 عاما ما بين حوالي 1400 حتى 800 ق.م (Sharon et al. 2007 غير منشورة, موجودة في الشكل رقم 2). يعد موقع مجدو على وجه الخصوص موقعا موثوقا لمثل هذا النموذج بسبب الفترة الزمنية المعنية بالسؤال حول خصائص أربع سويات مدمرة أنتجت العديد من العينات العضوية من سياقات يمكن الاعتماد عليها. وهذا يعد, بحد ذاته, أمر غير مسبوق , إذا لم يسبق لأي موقع آخر أن قدم مثل هذا العدد من النتائج لمثل هذا التسلسل الطبقي المكثف.
ويمثل النموذج العام " الجدول رقم 1" * مقاربة متحفظة نوعا ما لتحديد التواريخ تخلق تداخلا في تواريخ المراحل و الاطوار الزمنية و تحتوي على نطاق زمني واسع إلى حد ما من الفترات الانتقالية. وسوف نحصل على التواريخ التالية التي سنستخدمها في هذا الكتاب (Finkelstein in and Piasetzky 2011 ) عندما ينظر إلى هذا النموذج كمحاولة تكيف مع المنطق التاريخي( على سبيل المثال نهاية الحكم المصري في العصر البرونزي الثاني المتأخر).
-العصر البرونزي المتأخر الثالث : القرن الثاني عشر ق.م حتى حوالي 1130 ق.م
العصر الحديدي المبكر الأول:أواخر القرن الثاني عشر حتى النصف الأول من القرن الحادي عشر ق.م
العصر الحديدي المتأخر الأول: النصف الثاني للقرن الحادي عشر و النصف الأول للقرن العاشر ق.م
العصر الحديدي الثاني المبكر IIA: العقود الأخيرة من القرن العاشر حتى أوائل القرن التاسع ق.م
العصر الحديدي الثاني المتأخر IIA: بقية القرن التاسع و أوائل القرن الثامن ق.م
العصر الحديدي الثاني IIB: بقية القرن الثامن وأوائل القرن السابع ق.م
كما ساهمت عدة تطورات إضافية في آثاريات المشرق في السنوات الأخيرة في سهولة تجميع تاريخ مملكة إسرءيل الشمالية القائم على علم الآثار, ومن هذه الإسهامات:
1). التخلي عن مفهوم المملكة المتحدة في أيام مؤسسي السلالة الداودية, وفقا لوجهة نظر الكتاب العبري و وجهة النظر التقليدية في الدراسات الكتابية و الأثرية, التي تأسست على قراءة غير نقدية للقصة الكتابية, التي تقول بأن المملكة المتحدة حكمت من أرشليم وامتدت على كامل أرض إسرءيل. وفقا لبعض المراجع الكتابية, لوقائع حقبة العصر الحديدي بأكمله, من دان إلى بئر السبع "صموئيل الثاني 3:10, و الملوك الأول 5:5".ووفقا لرواية أخرى ربما تعود للحقبة الفارسية, عبر أراضي المملكة المتحدة إلأى مساحات أكبر من ذلك بكثير "الملوك الأول 5:4", فمن جانب الدراسات الكتابية,يبدو من الواضح الآن أن فكرة الكتاب عن مملكة متحدة ليست سوى إنشاء أدبي يمثل مفاهيم الملكية و الإيديولوجية الإقليمية, وأفكار لاهوتية لكتاب يهوذيين ينتمون للفترة المتأخرة في يهوذا( Van Seters 1983, 307–12- Knauf 1991, 1997-Miller 1997- Niemann 1997- Finkelstein and Silberman 2006a) ), أما من جانب علم الآثار, أصبح جليا, من بين أسباب أخرى ( وذلك بفضل دراسات الكربون المشع) بأن الصروح الآثارية التي كان ينظر إليها عادة على أنها تمثل مملكة متحدة من القرن العاشر ق.م, هي في الواقع صروح بنيت خلال حكم السلالة العمرية في القرن التاسع ق.م (ملخص في Finkelstein 2010), وقد ساهم مثل هذا التطور في الأبحاث في خلق فهم جديد لعصر ملوك السلالة العمرية, لاسيما على صعيد النشاط المعماري و التركيبة الديموغرافية لمملكتهم. ويعبر زوال المملكة المتحدة, كحقيقة تاريخية, أن مملكتين عبريتين ظهرتا بالتوازي مقابل بعضهما البعض, أي كيانين متجاورين مستقلين عن بعضهما البعض, تماشيا مع التاريخ طويل الأمد للمرتفعات الوسطى في العصر البرونزي و العصر الحديدي.
2). التقدم الذي أحزرته الدرسات المتعلقة في التسلسل الزمني النسبي و المطلق للعصر الحديدي في المشرق, كما تم توضيحه أعلاه, الأمر الذي دفع الباحين للإقرار باستمرار السمات الثقافية المادية"الكنعانية" وتقاليد الحكم في الوديان الشمالية خلال العصر الحديدي الأول (الفصل الأول).
3). عمليات المسح الواسعة في المرتفعات, بما في ذلك قلب ومركز المملكة الشمالية, يجعل من الممكن إنتاج خرائط سويات المراحل المختلفة للعصر الحديدي, مما مهد الطريق ,بالتالي, لتبني فهم دقيق للتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و الديموغرافية التي رافقت بروز كيانات إسرائيلية إقليمية شمالية.
3-المنظور الشخصي
تنبع مشاركتي في دراسة المملكة الشمالية كجزء من حياتي المهنية كآثاري ميداني و التي بدورها تمتد لعدة مراحل من المسح الأثري المكثف الذي شاركت فيه في التلال شمال القدس في الثمانينيات مما لفت انتباهي إلى الطبيعة الخاصة للمرتفعات من وجهة نظر اجتماعية واقتصادية (لمتابعة خلفية ذلك انظر Alt 1925b- Marfoe 1979 ). كما لفت انتباهي أيضا كثافة النشاط الاستيطاني في العصر الحديدي في المناطق الواقعة شمال القدس مقارنة مع الاراضي الواقعة الى الجنوب منها ومقارنة هذا النشاط بالطبيعة الدورية طويلة الأمد لعمليات التوطن في المرتفعات ( Finkelstein 1995 ). وغني عن القول، أن فهم تاريخ التوطن في المرتفعات بمعايير التاريخ الدوري يقف على النقيض من وجهة نظر عدد لايستهان به من مؤلفي الكتاب المقدس(فضلا عن العديد من الباحثين المعاصرين الين يتبنون ذات وجهات النظر)، وبصورة خاصة الفكرة التي ترى أن إسرءيل القديمة كانت ظاهرة فريدة من نوعها، وأن تاريخ الإسرءيليين كان خطيا في طبيعته ابتداء من الغزو وصولا إلى التوطن فإلى فترة القيادة الكاريزمية ( القضاة) ثم إلى فترة المملكة و أخيرا ظهور الممالك الإقليمية.
الإقرار بكل هذا يسترعي الانتباه لمؤرخي مدرسة الحوليات الفرنسيين (مثل Bloch 1952- Braudel 1958 ) التي ترى بأن العمليات طويلة الأمد و التطورات في الريف ليست أقل تأثيرا من"الأحداث" الخطيرة كالحملات العسكرية أو الأمور التي تدور في دهاليز السلطة وكواليسها سواء في القصر أم في المعبد. باختصار, تلقي المسوح في المرتفعات الضوء على العمليات التاريخية الهامة مثل ندرة النشاط التوطني في العصر البرونزي المتأخر و طبيعة موجات الاستيطان في العصر الحديدي الأول, و ثبات النشاط التوطني في معظم المناطق في العصر الحديدي الأول مقابل عدد محدود من عمليات الهجرة في منطقة واحدة ( في هضبة جبعون) في أوائل العصر الحديدي الثاني AII , و تراجع التوطن في جنوب السامرة بعد سقوط المملكة الشمالية في 720 ق.م . وقد ساعدتني الحفريات التي قمت بها في موقع شيلوه في بداية الثمانينيات على فهم الثقافة المادية في منطقة المرتفعات وطبيعة العصر الحديدي الأول-الفترة التي شهدت ظهور إسرءيل القديمة( Finkelstein 1988) بالإضافة إلى ذلك زادت المسوح و الحفريات في شيلوه من إدراكي تدريجيا لمدى تعقيد المصادر الكتابية بخصوص التاريخ المبكر لإسرءيل.
ومع بداية التسعينيات, التفتت في عملي صوب السهول و المنخفضات, لاسيما تلك المناطق الواقعة في وادي يزرعيل[مرج ابن عامر] . وقد فتحت الحفريات في مجدو و التي شاركت فيها على مدى السنوات العشرين الماضية جنبا إلى جنب مع الزملاء و الطلاب الطريق لفهم العصر الحديدي في الوديان الشمالية بصورة أفضل. و أولا وقبل كل شيء, تحضير أعمال الحفر في مجدو , حيث أصبحت مدركا لمعضلات التحقيب التقليدي لطبقات العصر الحديدي و المعالم الأثرية في المشرق. وهذا ما قادني إلى اقتراح "التحقيب المنخفض" لفترة العصر الحديدي (Finkelstein 1996a ), وهو نظام تحقيبي باتت تدعمه الآن دراسات الكربون المشع التي أحدثت ثورة في معلوماتنا عن المملكة الشمالية. كما سهلت عمليات التنقيب في مجدو من فهمي لقضايا أخرى تمت مناقشتها في هذا الكتاب. و أحد هذه القضايا هي دراسة الطور الأخير من العصر البرونزي المتأخر في الوديان الشمالية, و القضية الأخرى هي التي يعبر عنها بالإزدهار الاستثنائي -والذي مازال غير مفهوم تماما- للعصر الحديدي الأول, خاصة في وادي يزرعيل. لقد اسميت هذه الحالة "أغنية البجع" للثقافة المادية الكنعانية و التنظيم الإقليمي لـ "كنعان الجديدة" وهو المصطلح السائد الآن في البحوث المختصة. [ يقصد فنكلشتين بالتعبير المجازي "أغنية البجع": الأداء النهائي لنشاط أو عمل الشخص]. كما استدعى الحفر في مجدو أيضا للتقصي المتجدد عن الفترة الانتقالية من الالفية الثانية للالفية الأولى لسمات الثقافة المادية في الشمال (( من الكنعانية إلى الإسرائيلية , كما يحلو لبعض الباحثين الإشارة لهذه العملية )) بالتوازي مع الحفريات التي كنت مشاركا فيها في مجدو -مع أعضاء بعثة استكشاف مجدو- على مدى موسمين من المسوح الآثارية في وادي يزرعيل بهدف فهم نظم التوطن التي تتوافق مع الأطوار الرئيسية لتوطن الموقع المركزي لمجدو. وقد أشارت نتائج هذه الأعمال إلى اختلافات مثيرة في تاريخ التوطن بين الوديان الشمالية و الهضاب الوسطى. باختصار, مهدت ثلاثين عاما من العمل الميداني في مرتفعات وسهول المملكة الشمالية الطريق إلى فهم جديد لآثار و تاريخ فلسطين القديمة. وقد نتج عن هذا الفهم الجديد سلسلة من المقالات التي تناولت جوانب عديدة الثقافة المادية للعصر الحديدي, وتحولات التوطن, والتاريخ الإقليمي, والتي هي جزء ( وشاهد) من هذا الكتاب
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
(1) . لأغراض هذا الكتاب، يتم استخدام كلمة "يهوذي Judahite" كصفة للمصطلحات المتعلقة بالمملكة من يهوذا ( الموضحة هنا باسم "المملكة الجنوبية") ، على سبيل المثال، فخاريات يهوذا. و يستخدم مصطلح "إيهودي Judean" للإشارة إلى المناطق الجغرافية، مثل صحراء يهودا. أما مصطلح "إسرئيلIsrael’ " فهو يشير عموما إلى المملكة الشمالية، بينما تشير عبارة "إسرئيل القديمةancient Israel " إلى الناس الذين عاشوا في العصر الحديدي -سواء في الشمال أم في الجنوب-. في كلتا الـ "مملكتين عبريتين" أتسوف أتقيد ظاهريا بإيديولوجية المؤلفين المتأخرين من يهوذا - إيهودا في ذات الوقت الي علي الإقرار فيه بوجود تقارب واختلاف في ثقافتهم المادية والعالم المحيط بهم الذي يعرفوه (انظر المزيد في Finkelstein 1999a).[سوف نستخدم في سياق الترجمة كلمة :إسرءيل و إسرءيلي, إسراءيليين.. إلخ للدلالة على المصطلح الىثاري القديم للأرض و للناس و ذلك تمييزا عن كمة إسرائيلي و إسرائيلي لمعاصرتين , كي لا يحدث خلط أ تماهي "مقصود أ و غير مقصود" بين التعبيرين ]
(2) في سفر الأيام، والذي كتب في مرحلة متأخراًجدا عن فنرة كتابة سفر الملوك، ربما ليس قبل القرن الثالث ق.م، والذي يمثل العقيدة اللاهوتية و الإيديولوجية السياسية لفترة الهيكل الثاني، ويظهر أن مؤلفه أو مؤلفيه تجنبوا ذكر تاريخ المملكة الشمالية تقريبا
(3) يقسم النموذج الفترة التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب بشكل مختلف قليلاً عن المراحل الست من الفخار المذكورة أعلاه. ويضيف العصر البرونزي المتأخر الثالث ، ويقسم العصر الحديدي الأول إلى ثلاث مراحل بدلاً من مرحلتين ، وينتهي مع أواخر العصر الحديدي الثاني الحديد IIA. السبب للوجود هذا الأخير هوصفيحة هالستات في منحنى معايرة الكربون المشع ، التي تمنع إعطاء تواريخ دقيقة للعينات التي تأتي من سياقات العصر الحديدي الثاني B و C.
(4) بالنسبة للموضوعات التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب ، فإنني ممتن بشكل خاص للأعضاء التالية أسماؤهم لكل من بعثة مجيدو ( السابقة و الحالية ) المدراء المشاركون ديفيد أوسيشكين ، إريك هـ. كلاين ، وباروخ هالبرن ؛ وكبار أعضاء الفريق ماثيو ج. آدمز، عيران آري، نورما فرانكلين، يوفال جادوت، و ماريو أ. مارتن.
* تواريخ مراحل السيراميك في المشرق والانتقال بين لهم وفقا لنتائج الكربون المشع الأخيرة (استنادا إلى نموذج بايزي ، نسبة التوافق بين النموذج و البيانات تبلغ 63 % ), علما أنه لايمكن تحديد بداية الطور الأول و نهاية الطور الأخير من البيانات الت بين أيدينا الآن
طور الفخار تاريخ الطور (ق.م) المراحل الانتقالية بين الأطوار (ق.م)
العصر البرونزي المتأخر الثالث 1098
1125–1071
العصر الحديدي المبكر الأول 1109–1047
1082–1037
العصر الحديدي الوسيط الأول 1055–1028
1045–1021
العصر الحديدي المتأخر الأول 1037–913
960–899
العصر الحديدي الثاني المبكر IIA 920–883
902–866
العصر الحديدي الثاني المتأخر IIA: 886–760
785–748
العصر الحديدي الثاني الانتقالي IIA/B 757
....................
المراجع
Alt, A. 1925a. Judas Gaue unter Josia. PJb 21:100–116.
Arie, E. 2006. The Iron Age I Pottery: Levels K-5 and K-4 and an Intra-site Spatial Analysis of the Pottery from Stratum VIA. Pages 191–298 in Finkelstein, Ussishkin, and Halpern 2006.
Arie, E 2013. The Late Bronze III and Iron I Pottery. Pages 475–667 in Megiddo V: The 2004–2008 Seasons. Edited by I. Finkelstein, D. Ussishkin, and E. H. Cline. Monograph Series of the Institute of Archaeology Tel Aviv University 31. Tel Aviv: Emery and Claire Yass Publications in Archaeology.
Bloch, M. 1952. Apologie pour l’histoire, ou, Metier d’historien. Paris: Colin.
Braudel, F. 1958. La longue duree. Annales Economies Societes Civilisations 13:725–53.
Broshi, M., and I. Finkelstein. 1992. The Population of Palestine in Iron Age II. BASOR 287:47–60.
Cross, F. M. 1973. Canaanite Myth and Hebrew Epic. Cambridge: Harvard University Press.
Davies, P. R. 2007a. The Origins of Biblical Israel. New York: T&T Clark.
Davies, P. R.. 2007b. The Trouble with Benjamin. Pages 93–111 in Reflection and Refraction: Studies in Biblical Historiography in Honour of A. Graeme Auld. Edited by R. Rezetko, T. H. Lim, and W. B. Aucker. Leiden: Brill.
Dever, W. G. 1997. Archaeology and the “Age of Solomon”: A Case Study in Archaeology and Historiography. Pages 217–51 in The Age of Solomon: Scholarship at the Turn of the Millennium. Edited by L. K. Handy. Leiden: Brill.
Finkelstein, I. 1988. The Archaeology of the Israelite Settlement. Jerusalem: Israel Exploration Society.
Finkelstein, I.1995. The Great Transformation: The “Conquest” of the Highlands Frontiers and the Rise of the Territorial States. Pages 349–65 in The Archaeology of Society in the Holy Land. Edited by T. E. Levy. New York: Facts on File.
Finkelstein, I. 1996a. The Archaeology of the United Monarchy: An Alternative View. Levant 28:177–87.
Finkelstein, I.. 1999a. Hazor and the North in the Iron Age: A Low Chronology Perspective. BASOR 314:55–70.
Finkelstein, I., and E. Piasetzky. 2006. The Iron I-IIA in the Highlands and beyond: 14C Anchors, Pottery Phases and the Shoshenq I Campaign. Levant 38:45–61.
Finkelstein, I., and E. Piasetzky. 2010. Radiocarbon Dating the Iron Age in the Levant: A Bayesian Model for Six Ceramic Phases and Six Transitions. Antiquity 84:374– 85.
Finkelstein, I., and E. Piasetzky. 2011. The Iron Age Chronology Debate: Is the Gap Narrowing? NEA 74:50–54.
Finkelstein, I., and N. A. Silberman.. 2006a. David and Solomon: In Search of the Bible’s Sacred Kings and the Roots of Western Tradition. New York: Free Press.
Finkelstein, I., and N. A. Silberman... 2006b. Temple and Dynasty: Hezekiah, the Remaking of Judah and the Rise of the Pan-Israelite Ideology. JSOT 30:259–85.
Finkelstein, I., and L. Singer-Avitz. 2009. Reevaluating Bethel. ZDPV 125:33–48.
Fleming, D. E. 2012. The Legacy of Israel in Judah’s Bible: History, Politics, and the Reinscribing of Tradition. Cambridge: Cambridge University Press.
Halpern, B. 2001. David’s Secret Demons: Messiah, Murderer, Traitor, King. Grand Rapids: Eerdmans.
Herzog, Z., and L. Singer-Avitz. 2004. Redefining the Centre: The Emergence of State in Judah. Tel Aviv 31:209–44.
Herzog, Z., and L. Singer-Avitz. 2006. Sub-dividing the Iron IIA in Northern Israel: A Suggested Solution to the Chronological Debate. Tel Aviv 33:163–95.
Hutton, J. M. 2009. The Transjordanian Palimpsest: The Overwritten Texts of Personal Exile and Transformation in the Deuteronomistic History. Berlin: de Gruyter.
Knauf E. A. 1991. King Solomon’s Copper Supply. Pages 167–86 in Phoenicia and the Bible. Edited by E. Lipiński. Leuven: Peeters.
Knauf E. A.. 2006. Bethel: The Israelite Impact on Judean Language and Literature. Pages 291–349 in Judah and the Judeans in the Persian Period. Edited by O. Lipschits and M. Oeming. Winona Lake, Ind.: Eisenbrauns.
Marfoe, L. 1979. The Integrative Transformation: Patterns of Sociopolitical Organization in Southern Syria. BASOR 234:1–42.
Mazar, A., H. J. Bruins, N. Panitz-Cohen, and J. van der Plicht. 2005. Ladder of Time at Tel Rehov: Stratigraphy, Archaeological Context, Pottery and Radiocarbon Dates. Pages 193–255 in The Bible and Radiocarbon Dating: Archaeology, Text and Science. Edited by T. E. Levy and T. Higham. London: Equinox.
McCarter, P. K., Jr. 1980a. The Apology of David. JBL 99:489–504.
McCarter, P. K., Jr.. 1994. The Books of Samuel. Pages 260–80 in The History of Israel’s Tradition: The Heritage of Martin Noth. Edited by S. L. McKenzie and M. P. Graham. Sheffield: Sheffield Academic Press.
Miller, M. J. 1997. Separating the Solomon of History from the Solomon of Legend. Pages 1–24 in The Age of Solomon: Scholarship at the Turn of the Millennium. Edited by L. K. Handy. Leiden: Brill.
Na’aman, N. 2002b. The Past That Shaped the Present: The Creation of Biblical Historiography in the Late First Temple Period and after the Downfall [Hebrew]. Jerusalem: Ornah Hes.
Niemann, H. M. 1997. The Socio-political Shadow Cast by the Biblical Solomon. Pages 252–299 in The Age of Solomon: Scholarship at the Turn of the Millennium. Edited by L. K. Handy. Leiden: Brill.
Pury, A. de. 1991. Le cycle de Jacob comme legende autonome des origines d’Israel. Pages 78–96 in Congress Volume: Leuven, 1989. Edited by J. A. Emerton. VTSup 43. Leiden: Brill.
Richter, W. 1966. Traditionsgeschichtliche Untersuchungen zum Richterbuch. Bonn: Hanstein.
Romer, T., and A. de Pury. 2000. Deuteronomistic Historiography (DH): History of Research and Debated Issues. Pages 24–141 in Israel Constructs Its History: Deuteronomistic Historiography in Recent Research. Edited by A. de Pury, T. Romer, and J.-D. Macchi. Sheffield: Sheffield Academic Press.
Romer, T., and K. Schmid. 2007. Les Dernieres Redactions du Pentateuque, de l’Hexateuque et de l’Enneateuque. Leuven: Peeters.
Schniedewind, W. M. 2004. How the Bible Became a Book: The Textualization of Ancient Israel. Cambridge: Cambridge University Press.
Sharon, I., A. Gilboa, T. A. J. Jull, and E. Boaretto. 2007. Report on the First Stage of the Iron Age Dating Project in Israel: Supporting A Low Chronology. Radiocarbon 49:1–46.
Toorn, K. van der. 1996. Family Religion in Babylonia, Syria and Israel: Continuity and Change in the Forms of Religious Life. Leiden: Brill.
Van Seters, J. 1983. In Search of History: Historiography in the Ancient World and the Origins of Biblical History. New Haven: Yale University Press.
Yadin, Y. 1970. Megiddo of the Kings of Israel. BA 33:66–96.
Zimhoni, O. 2004a. The Pottery of Levels V and IV and Its Archaeological and Chronological Implications. Pages 1643–1788 in D. Ussishkin, The Renewed Archaeological Excavations at Lachish (1973–1994). Monograph Series of the Institute of Archaeology Tel Aviv University 22. Tel Aviv: Tel Aviv University, Institute of Archaeology.
Zimhoni, O.. 2004b. The Pottery of Levels III and II. Pages 1789–1899 in D.Ussishkin, The Renewed Archaeological Excavations at Lachish (1973–1994). Monograph Series of the Institute of Archaeology Tel Aviv University 22. Tel Aviv: Tel Aviv University, Institute of Archaeology.
#محمود_الصباغ (هاشتاغ)
Mahmoud_Al_Sabbagh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟