شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 22:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(حراثة الجسد)
من أمد الى أمد
أدور في مدينة الغياب
ولم أر الصحاب
وحدي تجوّلت على الشواطئ
ودرت كلّ السفن الراسية الموانئ
والسمك المشرع للرحيل
والجسر لا يجوزه بشر
حتى القناديل حزانى تحت ذاك الرعد والمطر
وكلّما يوجد من ساحات من شوارع مرّبها التتر
كأنّما المدينة
استوطنت الأشباح فيها أجهز القدر
لذبحها من الوريد والى الوري
كان عواء الذئب فيها صوته الوحيد
هاجمني
وكاد أن يفرسني
استيقظت من حلمي مرعوباً
حمدت الله يا بغداد
بين لصوص سادة المدينة
وأدمعي الحزينة
أدعو من الرحمن أن تأوين تحت خيمة السكينة
اتعبك القرصان
وصادر الربّان
متاع دنياك الى الأبد
لم يتّقي الله ولا حمد
يدور في البلد
كحارس ليلي
من مصرف لمصرف وحانة
والمال كل المال
في زير كهرمانة
2
أحرث هذا الفكر المعلول
على جدار الجسد الملتف بالخمول
أدور بين حقب الأحلام
وأنشد (البهلول)
لقد توارى كلّ شيء
فرّت الفصول
وعادت الأيّام
بالصور الملغاة
وجدّد الرواة
عن هجمة المغول
ثانية تحت سطوع الشمس
أدركت أنّ النحس
كان نصيب شعبنا
وثلّة الحرّاس
داعبها النعاس
وجال فيها اللص
على هواه جال فيها اللص
3
في بلاد العجائب
تفاخرُ كونك غالب
وأنت تجيد المقالب
لصيد ذوات المخالب
فما أكثر الترّهات
وأنت تغافل ذاك المحارب
بضربة غدر لشل المناكب
4
أرقص فوق الحبل وتحتي
ألوان البسط الدمويّة
وحقول الإبر الشوكيّة
والليل يشاغلني
بعلوّ الكعب
وأحلامي القزحيّة
ساعة أنصت طارق..
لهدير السمفونيّة
ولحرق سفائننا العربيّة
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟