أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علياء عواضة - أمَّ عازبة..تحدياّت وكثير من الحب!














المزيد.....


أمَّ عازبة..تحدياّت وكثير من الحب!


علياء عواضة

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 22:19
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يُعرّف قاموس “أكسفورد” الأم العازبة بأنها المرأة التي تتولى وحدها مسؤولية تربية طفلها من دون زوج، أو شريك.

ومهما اختلفت الأسباب، طلاق، ترمّل، أو كان الأمر مجرّد خيار شخصي فإن تجربة تربية طفل من دون شريك هي من أصعب التحديات أمام أية إمراة، خاصة في بلد عربي يسلب المرأة الكثير من حقوقها وتحاول قوانينه غير العادلة ومجتمعه البطريركي إخضاع المرأة لسيطرة الذكر أباً كان، زوجاً، أو أخاً، أو حتى ابناً. المهم، بالنسبة لهذا المجتمع، يجي دائماً أن يكون هناك وصيَّا عى المرأة فكيف لها أن تكون وصيّة على إبن أو إبنة؟ كيف لها أن تكون وليّة أمر في مجتمع يحترف الظلم بحقها بشتى الأشكال والأساليب؟

بعيداً عن التعريفات والصور النمطية، ما معنى أن تكوني أمّاً عزباء؟

أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن يبدأ نهارك عند الخامسة صباحاً وينتهي، في أحسن الأحوال، عند الثانية عشرة ليلاً. أن تكوني أماً عزباء يعني أن تتولّي وحدك تربية طفلك وتتحمّلي الأعباء الاقتصادية والإجتماعية المتعلقة بتربيته، بالإضافة إلى حرصك، الذي يتحوّل إلى هاجس يقضّ مضجعك كثيراً من الأحيان، على أن يكون ابنك محاطاً ومحصّناً من الناحية النفسية التي تساهم في تطوّره أكاديمياً، واجتماعياً بشكل صحّي وسليم.

أن تكوني أمّا عزباء يعني أن تكوني دائماً قويّة أمام طفلك أما البكاء والتعب فترجئينه إلى ما بعد غفوته. لا مجال للتأفف من ألم جسدي أو نفسي. سعيدة، منطلقة، صلبة، محبّة، متفهّمة هو ما يجب أن يراه دائماً.

أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن تساومي في بعض الأحيان على تطوّرك المهني مرغمة وأن تحاولي سرقة القليل من الوقت لشحن طاقتك والعودة إلى ميدان العمل أقوى. أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن أي تطوّر مهني ليس حكراً عليك بل على مخلوق يجب أن ينظر إليك بشكل يومي بفخر واعتزاز ليقول “هذه أمي”.

أن تكوني أماً عزباء في بلد عربي يعني ألا يتواني هذا المجتمع عن تهميشك ووصمك، محاولة قمعك، تأطيرك وحتى كسر عنفوانك وقدرتك على الصمود. الانتفاض على هذا الواقع يستجلب دائماً حديث التقاليد، والعادات والدين وكأن كل نفس محسوب عليك فكيف إذا كان المبتغى أن تتنفسي بحرية. مجتمع منافق يعايد النساء في يوم المرأة العالمي وعيد الأم وغيرها من المناسبات فيما يصعّب كل تفصيل في حياتها، يفاقم التحديات، ويضاعف العقبات. مجتمع يحاول أن يخضع كل النساء ضمن منظومة وأطر، أي خروج عنها يحوّلها الى “فاجرة” بمختلف المعايير والتسميات.

ولكن، أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن تتحوّل كل الصعوبات الآنفة الذكر إلى تحديات ويعني أيضاً أن تستمدّي القوة والعزيمة من عيني مخلوق صغير بغاية الرقة والجمال والطيبة. أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن تستيقظي ليلاً فرحة عندما يناديكِ للحصول على الماء، أو من أجل عناق. أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن يخفق قلبك غبطة وتلمع عيناك حبّاً وحناناً عندما ترين طفلك يرقص في احتفالية آخر السنة في المدرسة وأن تشاهدي بفخر جهدك الكبير وتعبك يتجلّى بوضوح في شخصية طفلك القيادية والمرنة في آن.

أن تكوني أمّاً عزباء يعني أن تتشاركا أغنيتكما المفضلة في السيارة وترقصا معاً فينظر إليك هذا الكائن الصغير بعينين ملؤهما الحب ويقول: “شكراً لأنك ماما”.

مرة أخرى، وبعيداً عن كل التعريفات والتجارب، الأم العزباء هي أقوى النساء وأكثرهنّ عنفواناً وقدرة على العيش باستقلاية دون الحاجة إلى تبرير نفسها وخياراتها. هي الأم المضحية، القوية والقادرة على تحقيق أحلامها أينما كانت ومهما كان حجم التحديات. هي الحنونة والقادرة على الاستحصال على حقوق أطفالها مهما كانت العقبات.

باسم المرأة التي أراها كل صباحٍ في المرآة وفي صور السيلفي التي تجمعني مع طفلي، باسم هذه المرأة التي تختصر قصص كثير من النساء، أنا الأم العزباء سأبقى أقاتل وأناضل من أجل أفضل حياة لابني وعلى طريق عدالة اجتماعية وقانونية تستحقها كل امرأة أينما كانت ومهما كانت التحديات التي تواجهها.



#علياء_عواضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسويتي الاولى!


المزيد.....




- أول امرأة تنضم إلى الحكومة السورية الجديدة
- فرصة عظيمة لن تتكرر للمقبيلين على الزواج … خطوات التسجيل فى ...
- المرأة الإيرانية بين الأمومة وريادة الأعمال
- -إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده ...
- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علياء عواضة - أمَّ عازبة..تحدياّت وكثير من الحب!