أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - التحولات السياسية واساليب التغيير














المزيد.....


التحولات السياسية واساليب التغيير


عبد الحسين العطواني

الحوار المتمدن-العدد: 6177 - 2019 / 3 / 19 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن السقوط التاريخي , وبغض النظر عن العوامل والظروف والدوافع التي تشترك في إحداثه , يجب أن لا يستثمر ايجابيا , بالتصفيق والتهليل والفرح الفارغ بزوال عهد بائد وقيام عهد جديد أو بانتصار ثورة وسقوط عرش ولا بصراعات المصالح الشخصية والإيديولوجية , بل بالعمل الجاد على تخليص نفسية الإنسان من الاستسلام لممارسات الاستغلال المغلف بألوان الحرية والتغيير , فقد تتعالى العروش وتصعد الدول وتنبعث الحضارات ثم ما تلبث آن تتهاوى وتتساقط وتندثر , في حركة عكسية لامناص من الاستسلام لها , لتبدأ دورة صمود جديد على أنقاض ذلك السقوط , وبين ميكانيكية الصعود والسقوط أو الانبعاث والاندثار تتداخل في تسيير هذا الحراك التاريخي يد البشر المستخلفة , وهي المتأرجحة بين السداد والتخبط وبين العدل والحيف , مع اليد الآلهية .
اليوم ومن خلال متابعة إحداث المشهد السياسي العراقي , لم يشير الواقع على انه يحمل في جوفه شيئا من الايجابيات , لان بعض الأحزاب والكتل أو الزعامات , قد توضحت حقيقة صورتها المختبئة , وبهذا انقشع الكثير من الغش عن بصائر الشعب , وبدأ يعي حجم الخداع والتضليل والتضبيب الذي مورس ضده منذ تغيير النظام عام 2003 .
وكما هو واضح وينقل التاريخ أن المهمات التغييرية الصانعة للتحولات العظمى , دائما ما تحمل أعباءها شخصيات قيادية , فقد يكونون أحيانا مصلحين , وأحيانا يكونون قادة سياسيين أو عسكريين , ربما تختلف لديهم الخلفيات والدوافع والاستعدادات والميول والمبادئ والقيم , ولكنهم يتفقون في حركتهم جميعا باتجاه الهدف , وفي عقلية التغيير , وفي آلية العمل ألتغييري , لان الخروج من المغامرة بأقل الخسائر الممكنة وبأكبر المكاسب الممكنة لا يتأتى إلا بذكاء حضاري يتسم بالرغبة الحقيقية في المساهمة الحضارية مع التحلي بالقدرة على التمييز الرشيد والانتقائية الحكيمة , ومن خلال إخضاع جميع المدخلات لعملية تقييم ممنهجة ودقيقة وسريعة مبنية على قيم المجتمع وثوابته وثقافته وخصوصياته , كما تفعل جميع المجتمعات المتقدمة التي تمارس نوع من التعتيم الإعلامي والانتقائية الفكرية على تاريخها الحضاري , ولكن ليس بأسلوب إغلاق الأجواء أمام المدخلات القادمة من البيئات الاجتماعية الأخرى , بل بضخ زخم إنتاجي ثقافي وإعلامي وفكري لا يدع مساحة زمنية أو معرفية كافية للمدخلات القادمة من خارجها لتمارس تأثيرها النفسي والفكري والثقافي المباشر والكامل , وهذا كله يحتاج في حد ذاته إلى أرضية من الأصالة ومن المعرفة ومن الثقافة العميقة ومن المهارات البشرية المخلصة والمتمكنة , وان لا يكون الاهتمام التمسك بالحكم وبقائه في الهرم السياسي لأطول فترة ممكنة , وعلى تفاعل النظام مع الشعب كحارس وليس كحكومة لدولة , وعلى تبعية سياسية إلى توجهات واستراتيجيات القوى العظمى , فغالبا ما تكون مشكلة الأنظمة عندما تُهزم أنها تبقى تقيم في التاريخ إلا بعد أن تكون الأحداث قد تجاوزتها , فهي لا تقدم على التنازل بخيار حرّ منها , وعندما تقدم عليه يكون الوقت قد فات .
وتجدر الإشارة هنا أن من أولى أخطاء الحكم عندما يعتقد بقدرته في إدارة الصراعات الداخلية واللعب على تناقضاتها , فيما هذه المتناقضات تتوحد في معاناتها من نظام حكم الحزب الواحد . فقد قام مفهوم الدولة التقدمية العربية على أساس ضرب من التصنيفات الأمنية بين الأصدقاء والأعداء , وأهملت هذه الدولة المشروع الليبرالي السابق عليها , بل وتنكرت له وحاولت تغييبه . كما أن التواطؤ على تصديق الشعارات يؤول إلى إظهار العجز عن التغيير , فالذي يصدق أن الاستقرار لا يتناسب مع إطلاق الحريات أنما يعيش في الوهم الذي أرساه نظام الاستخبارات , ولابد من الانطلاق نحو هذا التغيير من ضرورة فهم ما كان يحدث وذلك تبعا للقاعدة التي اعتمدها كارل ماركس الذي كان يرى أن ( ليس بالإمكان تغيير العالم إلا بعد فهمه ) , كما أن التغاضي عن الشرط الأساس لممارسة الدولة لسيادتها واحتكارها في استعمال عناصر القوة , ثم الارتباط الملزم بالأنظومة الإقليمية , لتصبح الدولة قوية وقادرة على أن تعيد امتلاك قرار الاستقلالية كل هذه الأمور تتناقض مع الالتزام بالسياق العام وبالحد الأدنى الذي تفرضه المسلمات الأساسية لوجود أي دولة , وبالتالي من شأن ذلك أن يعيد طرح المشاركة الحزبية التي إذ ذاك من الممكن أن تقاس عليها أحجام القوى , أما أن يتم استخدام التعددية الحزبية عندما تحدث التحولات السياسية والتغيير في إطار يعاكس لقيام الدولة وتأمين مرتكزاتها , فذلك يعني آن هذا الأساليب سوف تخدم نظاما يناقضها وهو آخذ في التشكيل .



#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تنحرف الاحتفالات والتقاليد الاجتماعية عن مسارها
- ديمقراطية العراق .. وتشكيل الحكومة
- تبعية الاعلام وانعكاساتها على المجتمع
- التظاهرات العراقية .. ومحاولة الالتفاف على شرعيتها
- الاسئلة الوزارية .. ومردودات التسرب
- الديمقراطية.. بين الهيمنة السياسية والتسقيط
- الا نتخابات القادمة .. ودور المواطن
- المآتم .. بين التفاخر والقيم الاجتماعية
- الفساد بين القانون والتكليف
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة
- عقود الكهرباء مع القطاع الخاص .. نعمة أم نقمة ؟
- توتر العلاقات الاقليمية .. من المسؤول
- عندما تنتهك السيادة .. يفعل الدستور وتبرز القيادة
- الاستفتاء ضرورة .. أم بداية لتقسيم العراق
- قراصنة الفساد انهكت ونهبت ميزانية البللاد
- مصرف الرشيد يطلق التسليف وفرع الكهرباء يؤخر التسليم
- التأسيس الطائفي وانعكاساته على الوضع العراقي الحالي
- معارك التحرير والاعلام المعادي
- ظاهرة الخصوصية والتعددية ومستوياتها في العراق
- تعثر الاصلاح ولد انقساما برلمانيا وغضبا شعبيا


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين العطواني - التحولات السياسية واساليب التغيير