حسن البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 18:53
المحور:
الادب والفن
العشرون
(في الذكرى العشرين لرحيل بصري عصرَ يوم الاثنين، الثاني والعشرين من شهر شباط سنة 1999، أثناء عملي استاذاً في جامعة حضرموت - اليمن)
شعر: أ د. حسن البياتي
-1-
عشرون حولاً والعمى يقفو العمى...
فاضت شجونك، ياحسنْ!
لا ِمن مواسٍ، لا أنيسٌ لا وطنْ
رحل الذين تحبهم، عزَّ الحمى -
أين العراقْ؟!
شُدَّ الرحالَ فغانمٌ* في الانتظارْ
وعيونُ بشرى** والرفاقْ
تغريدةٌ مشدودةٌ صوبَ القطار:
عجّلْ – فُديتَ! - قبيل أن تخبو ذُكاءْ
وترفَّ أجنحةُ الدجى عبر الفضاء.
-2-
- قلتَ: انتظرني*** فانتظرتُكَ... ما الذي مَدَّ الغيابْ؟!
- كفي بكفكَ، غانمي غنومتي****، كُفَّ العتابْ!
دعنا نفكر كيف نبني يومنَا غِبَّ اللقاءْ
فلربما امتدت بنا كفُ البقاءْ.
لكنْ، لماذا انت وحدك، ها هنا، أين الصحابْ؟
أين الحمائمُ والعنادلُ والأغاريدُ العِذابْ؟
لا بسمةٌ، لا شمةٌ، لا مِن عناقْ...
ماذا جرى؟ ماعدتُ، غنومي، أراكْ،
أمرٌ غريبٌ، لايطاقْ!
أوَ غانمٌ أم أنتَ انسانٌ سواك؟!
لِمَ لا تجيبُ تساؤلي؟ مَن ذا هناك؟
ماذا تتمتمُ، ياترى؟ هل ثَمَّ شخصٌ غيرنا؟
لَكأنني أحسستُ أنكَ سائلٌ مَن ذا أنا...
غنومتي، عجبٌ عجابْ!
أنسيتَ حسوني - رفيقَكَ في الصعاب وفي الرحابْ؟!
- .... .... ....
- أنسيتَ ... حلمٌ اذن؟! ياويلتي!.. عاد العمى،
سيلٌ من الظلماتِ، وخازاً، همى...
غاب الأحبةُ والرفاقْ،
عزَّ الحمى!
أين العراق؟!
لندن – 22 شباط 2019
* غانم: هو الرفيق الدكتور غانم حمدون الذي رحل الى دار الخلود في 24 شباط 2017
** بشرى: هي الرفيقة الخالدة الذكر بشرى برتو التي رحلت عنا في 13 تشرين ثاني 2017
*** في هذا البيت اشارة الى قصيدة (انتظرني) التي أبَّنَ الشاعر بها يوم 25 شباط رفيقه (الدكتورغانم حمدون).
**** كان الشاعر ورفيقه الراحل د.غانم حمدون يتخاطبان – هاتفياً – باسمي غنومي وحسوني.
#حسن_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟