أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - مصر واحة الفساد فى الشرق الأوسط














المزيد.....

مصر واحة الفساد فى الشرق الأوسط


محمد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رئاسة حسنى مبارك صارت شيئاً من الماضي، لم يعد هو موضوع النقاش، والمطروح أن يذهب الرئيس إلى توريث الرئاسة لأبنه الصغير أو يتنازل عن الحكم لمن يختاره ليستريح ويريح!
الأقرب إلى التصديق ألاَّ يحزم الرئيس حقائبه خارج قصر العروبة إذا مضى مسلسل التوريث إلى غايته المنشودة عائلياً، والأهم أن حقائب الرئيس السياسية ستبقى كألغام قابلة للانفجار تحت أقدام القادم إلى القصر الرئاسي، سواء كان الموعود بالكرسى أم غيره ممن يبحث عنهم الرئيس فلا يجد حتى الآن ضمن ملايين المصريين أحداً تتوافر فيه صلاحيات نجله جمال!
ولست أشك فى أن أكبر مقلب يمكن أن يعطيه مبارك الأب لمبارك الابن هو أن يمضى قدماً فى عملية التوريث التى بات الكلام على قرب حدوثها يملأ عناوين الصحف، فالأب لن يترك البلد إلا وهى فى أسوأ أحوالها، وأردأ أوضاعها، فلا تكاد تجد طوبه على طوبة فى البلد، كأنها دخلت مقاولة هدم مفتوحة منذ ربع قرن، والنتيجة أمامك واضحة:مصر على الأرض!
ليس ثمة ما يسد الطريق أمام مبارك الابن نحو الرئاسة، إلا المصيبة التى سيجدها فى انتظاره على باب القصر، مصيبة انهيار كل شيء، وبيع كل شيء، وفساد كل شيء، بسبب السياسات نفسها التى لا يعرف الوريث غيرها، ولم يتعلم غير المضى فيها، وساعتها سيعرف أنه أخذ أكبر مقلب فى حياته، وسيحس طعم المرارة من أن المقلب جاء من القريب، وهى أشق من المقالب التى تأتيك من الغريب!
سيواجه الوريث بأن المصريين جميعا بمن فيهم المدافعين عن حكم مبارك يرفضون أن تبقى مصر فى الحوزة العائلية أكثر مما بقيت، وربما يرون أن بقاءها تحت حكم آل مبارك قد طال أكثر من المعقول والمقبول!
سيترك الرئيس مصر وهى واحة الفساد فى منطقة الشرق الأوسط الكبير والصغير، فساد فى البحر كما فى البر، فساد يملأ ساحة المكان والزمان.
سيتسلم الوريث مصر والفساد سياسة ثابتة للنظام، والمادة الأولى فى دستور دولة الفساد أنه إذا وقع من الجماعة فاسد تداعى له سائر الأعضاء بالسفر والتهريب، إلا صغار الفاسدين فيقَدَموا قرباناً لآلهة الظلام طمعاً فى استمرار الفساد واستقراره!
سيتسلم الوريث أياً كان مصر والفساد على كل لون، والفاسدين فيها أنواع: منهم كبار رجال الحكومة ومنهم كبار رجال الحزب، منهم المقربين للرئيس ومنهم المقربين لرجال الرئيس، وزراء ورجال دولة، منهم من يتمتع بالحصانة، ومنهم من يتمتع بالحماية الرسمية من رؤوس الفساد، ومنهم من يتمتع بحق الهروب إلى الخارج وقت ما يريد ومن قاعات كبار الزوار وكبار الهاربين، وسيجد أن أجهزة الرقابة معطلة عن الرقابة أو معطلة عن المضى فى الشوط إلى نهايته المعروفة، وملفاتها حبيسة الأدراج تحت الطلب!
سيجد الوريث قلعة مصر الصناعية وقد صارت خراباً يباباً، وبيعت ولم يبق منها غير القليل، والبطالة قضية أكثر من ملحة، وتكاد تنفجر فى كل وقت، مستوى التعليم فى حالة يرثى لها حتى أننا تزيلنا قائمة التعليم والبحث العلمي.
لن يجد الوريث غير هذا الوضع الاقتصادى المتدهور، وساعتها لن يكون البيع هو الحل، خاصة وأن عملية البيع أتت على كل ما يمكن ولا يمكن بيعه، ولم يبق غير أن يبيعوا البشر باعتبارهم أشياء زائدة عن الحاجة!
لن يفاجيء الوريث بالدم الذى يغلى فى عروق المصريين، والغضب الذى يملأ صدورهم، وسيواجه الوريث هذا الشرخ العميق فى جدار الشرعية المليء بالتشققات ولن يجد غير انهيار النظام الحزبي، وسقوط التعددية السياسة وضعف فكرة الأحزاب، وانفضاض الناس من حول اللعبة الديكورية التى سقطت كل أقنعتها المخفى منها قبل الظاهر!
قد لا يتمكن أحد غير جمال مبارك من التقدم على الطريق إلى قصر العروبة لكن لا يمكن التقليل من أن ثمة عقبة أمام توريث السلطة تتمثل فى أن موقف بعض مؤسسات النظام السيادية من قبول التوريث هو الذى سيحسم الأمر عند خط النهاية.
وهو فى النهاية لن يكون غير أكبر مقلب يمكن أن يلبسه الوريث الذى طال انتظاره للمقلب الكبير!



#محمد_حماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال مبارك يريد مصر ببلاش
- لماذا الإخوان؟
- هل الرئيس مبارك هو الذي يحكم مصر؟
- محاولة يائسة لرفع مصر من الخدمة
- لا تلغوا عقولكم أو ترموها في صفيحة قمامة
- حتى لا تكون مهزلة !
- شبعنا قيودا وقوانين استثنائية
- مصر ليست هبة الرئيس
- تحديد مدة الرئيس أهم ألف مرة من انتخابه
- لا صوت يعلو فوق صوت المبايعة
- عين رايس الحمراء
- مجلة الغد العربي تحاور
- !!آه ياخوفي من التعميق الديموقراطي
- عن -مسخرة- حكام القاع
- الإخوان المسلمون لا يحتاجون إلى مراجعة واحدة بل إلى مراجعات
- من يحكم مصر الآن؟
- المعارضة المصرية على المحك
- مصر عزبة الحزب الوطني ام عزبة لجنة السياسات؟
- متى يحسم الناصريون موقفهم من تعديل الدستور؟
- الجمهورية البرلمانية هي الحل


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد حماد - مصر واحة الفساد فى الشرق الأوسط