المرحلة المفقودة من الانسانية

عبد الكامل نينة
(Abdelkamel Nina)

الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 02:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع

اذا ما قارنا بين الانسان كونه مخلوقا من بين المخلوقات كلها، وبين الانسان كونه فرد من بين الأفراد في جنسه ونوعه، سنجد ان هذا الانسان لا يعلم تاريخ تسلسل خلقه بالضبط، خاصة وتلك المراحل الاولى من الانسانية، وهذا ما تثبته الدراسات بوجود تلك الهالة من الغموض والضبابية حول البدايات الاولى للانسان والانسانية، وفي كل الاحوال الانسان اليوم يجهل ما جرى للإنسانية او لنقل بتعبير مجازي لقد نسي ما جرى له، حيث الانسان اليوم يحاول معرفة واستذكار الاحداث الماضية وكيف بدأ الخلق، لكن محاولاته تبقى بدون جدوى فهي لا تتجاوز كونها معرفة نسبية بل ضبابية.

يكن يبقى من تلك المعرفة ما لا يختلف عنه اثنان وهو ان الانسان مر بمراحل من التقدم الفكري : من انسان بدائي الى وصل اليوم الى التحضر، لكن في ذلك الوقت لا نستطيع معرفة تفاصيل الحياة البدائية تلك او كيف كانت حق المعرفة، وتبقى معرفتنا في ذلك محض تكهنات او لنقل مجرد فرضيات، لانها معرفة ضنية الثبوت ونسبية.
واذا تأملنا قليلا سنجد ان هذا ينطبق تماما على حياة الانسان، في البعد الاصخر والفردي، اي الانسان كونه فرد من افراد المجتمع الانساني، حيث هذا الاخير في فترة حياته من الولادة الى الوفاة، تكون معرفته للمرحلة الاولى من حياته منسية او تكاد تكون معدومة، والسبب يعود كونه في تلك المرحلة لا وعي له ولا يكاد يعقل او يدرك ما حوله، نعم الطفل الصغير من الولادة حتى السن 6 سنوات، تقريبا هذه مرحلة لا يستطيع تذكرها جيدا مستقبلا، حتى وان سجلنا له شريط فديو سيحتار ان هذه حياته.
نعم تلك هي المقاربة بين ذاكرة الانسان وذاكرة الانسانية، او كما كان عنوان المقال ذلك هو الربط بين الادراك الفردي للانسان والادراك الشامل لادراك الانسانية.
الانسان الفرد عند ولادته، ينسى مراحله الاولى والتي تتميز بندرة الوعي.
الانسانية، في تطورها، وفي دراستنا لها، لا نستطيع معرفة المراحل الاولى ولن نتصول لشيء بسبب ان الانسان الاول كان لا واعي لم يوصل لنا معرفة.

ونستطيع القول ان حياة الانسان [آية] تقابلها وتوضحها [آية] ثانية وهي حياة الانسان.
بحيث الآية الاولى تتمحور حول حياة الانسان من الخلق اي الانسانية كما نسميها اليوم.
اما الاية الثانية المفسرة للأولى والموضحة لها فتتمحور حول حياة الانسان انطلاقا من الولادة. وهي التي نراها كل يوم بين اعيينا.

#عبد_الكامل_نينة (هاشتاغ) Abdelkamel_Nina#

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات