أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الذيب - الجزائر: إحذروا الفتنة














المزيد.....

الجزائر: إحذروا الفتنة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 16:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


اود أولا ان اوضح بأنه لا ناقلة لي في الجزائر ولا جمل
ولكني أخاف عليها كما أخاف على نفسي. أخاف أن تسقط في العشرية السوداء من جديد.

وقد جاء في القرآن ثلاث آيات تدعونا للتفكير وتحذرنا من الفتنة
والفتنة اشد من القتل (سورة البقرة - آية 191)
والفتنة اكبر من القتل (سورة البقرة - آية 217)
لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور (سورة التوبة - آية 48)

وهناك حديث ينسبه البعض، عن حق أو عن باطل، للنبي محمد مفاده:
الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها.

هناك من يقدم لك أرقام من شاركوا في المسيرات. وكأن العدد هو المهم وليس الجوهر.
والقرآن يحذرنا من اللجوء لهذا المعيار
وان تطع اكثر من في الارض يضلوك (سورة الأنعام - آية 116)
وانت ان ربطت جمل أو مليار جمل وراء حمار، فهذا لا يغير طبيعة الحار. مع المعذرة للحمير والجمال

انا اثق كل الثقة بالشعب الجزائري، ولكني لا اثق بثورة الشوارع، فليس من الصعب اختراق مظاهرات الشوارع. فقد يرى البعض في تلك المظاهرات وسيلة للترفيه وللهرج والمرج. ويحاول البعض ان ينافس الآخرين فيطلق شعارات رنانة يعتقد المتظاهرون في انه عليهم ترديدها دون ان يعوا معناها ولا اهدافها. وكثيرا ما تتحول تلك المظاهرات من سلمية إلى عنيفة، تأكل الأخضر واليابس. وقد رأينا ذلك في فرنسا، مع مظاهرات الستر الصفراء. وحتى ان مرت تلك المظاهرات بخير، فإن جهات محترفة تركب الموجة لتحقيق مآريها، كما حديث في غالبية ثورات الربيع العربية حيث تدخلت احزاب إسلامية متصارعة على الخط فعاثت في البلاد الخراب والدمار وسفكت الدماء. وما حدث في الجزائر في العشرية السوداء ما بين 1992 و 2002 يثبت ذلك. تلك العشرية التي راح ضحيتها ما بين 60 الف و 150 الف قتيل، نهاهيك عن الجرحى والدمار. وتقدر الخسائر المادية بقرابة 20 مليار دولار. واليوم الشباب الجزائري في غالبيته لم يعش تلك الأحداث، فيندفع اندفاعا يصعب التحكم فيه.

طبيعي ان يذكر معارضي السلطة في الجزائر أن ممثلوها فاسدون، لكي يثيروا الشعب عليها. وهذا الامر يذكرنا بمقولة علي بن أبي طالب: كلمة حق يراد بها باطل. فمن منا يقبل الفساد، مهما كان فاعله؟ ولكن هل المعارضة أقل فسادًا ممن في السلطة؟ وأليس إثارتهم الشعب الهدف منه الوصول للسلطة؟

وبين تلك الحركات التي تختفي وراء المظاهرات وتشعل نارها حركة رشاد https://www.rachad.org والتي أسسها ويشرف عليها أعضاء من الجبهة الإسلامية للإنقاذ. فأدعو قرائي للإطلاع على موقعها المذكور ليتبينوا حقيقة هذه المنظمة التي تتبنى شعارات سلمية لبلوغ مآربها، أي الوصول لسدة الحكم. والجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست إلا الواجهة الجزائرية لحركة الإخوان المسلمين التي عاثت الفساد والخراب في كثير من الدول العربية والإسلامية، من بينها الجزائر. فخلط الدين بالسياسة يؤدي إلى خراب كل من الدين والسياسة. علينا ان نبني مجتمع المواطنة مع حقوق متساوية للجميع مهما كانت ديانتهم. وليس مجتمع ديني يفرق بين المؤمن وغير المؤمن. فالدين لله، والوطن للجميع.
.
بعد ما حدث في الدول العربية الأخرى، انا ضد ثورات الشوارع فكلها ادَّت إلى طريق مسدود، ومع ثورات العقول. فكل ثورات الشوارع ادت إلى ركوب الإسلاميين للموجة وتدمير البلاد. ألا تكفي العشرية السوداء؟ قيم رئيس وحط رئيس، اذا الشعب ما بتغير التيس بظل تيس. نريد تغيير الرؤوس وليس تغيير الرئيس.
.
أكرر، لا ناقلة لي في الجزائر ولا جمل
ولكني أخاف عليها كما أخاف على نفسي. أخاف أن تسقط في العشرية السوداء من جديد. فليتحمل كل جزائري مسؤليته فيما يجري ويعمل على تحرير العقل بدلا من المشاركة في ثورة الشوارع التي لا تبشر بأي خير.
.
حفظ الله الجزائر من كل مكروه.
.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد!
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن وكتبي الأخرى: https://sami-aldeeb.com/livres-books
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع صحفية عن الجزائر: وضع دستور جديد أهم من تغيير الرئ ...
- هناك مؤامرة على الجزائر
- خرافات الإعجاز في القرآن
- إلى اخوتي الجزائريين: لا يلسع المؤمن من جحر افعى مرتين
- حوار مع منكر لحد الردة في الإسلام
- ما هو الحل لمأساة غزة؟
- حوار مع مسلمة حول شريط للشعراوي بقتل تارك الصلاة
- سؤال من فلسطيني من إسرائيل: هل نحن عرب؟
- نافذة أمل ... ونقاش مع متصهين
- سامي الذيب - انا أفضل من إمام. أنا نبي
- المتطفلون
- مبادرة سويسرية لمنع صلاة الكراهية في الأماكن العامة
- نهاية اسرائيل... وفلسطين
- لمن فلسطين؟ حوار مع امازيغي
- حوار مع المتصهينة العراقية ماجدة غضبان
- انتصار هتلر بعد وفاته في اسرائيل
- لا مساندة لشريف جابر
- مستقبل الإسلام ... سيختفي
- القرآن امامنا بلسان عربي مبين - نكتة آخر السنة
- الرق في الإسلام - تفسير آيات الرق خلال العصور


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سامي الذيب - الجزائر: إحذروا الفتنة