أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد كشكار - أمَا آنَ للتونسياتِ أن يَنتزعنَ المُلْكَ من الرجالِ، لقد فشل هؤلاء قبل الثورة وبعدها وأصبحَ حُكمُهم في ضلالٍ؟















المزيد.....


أمَا آنَ للتونسياتِ أن يَنتزعنَ المُلْكَ من الرجالِ، لقد فشل هؤلاء قبل الثورة وبعدها وأصبحَ حُكمُهم في ضلالٍ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 05:57
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يبدو لي أن كثيرًا من الصفات البشرية غير المؤاتِية (défavorables) التي طوّرها الانتقاء الطبيعي الدارويني (La sélection naturelle) واحتفظت بها جيناتُنا (ADN) إلى اليوم، هي صفاتٌ ذكوريةٌ سلبيةٌ.

1. النضالُ السياسيُّ في تونس هو بالأساس صفةٌ ذكورية
النضالُ السياسيُّ في تونس ضد بورڤيبة وبن علي قام به الرجال، وبعض النساء اكتفَين بمعاضدة أزواجهن وأبنائهن وزيارة السجناء منهم، مساندة فعّالة ومهمة. في عالَم الحيوانات، الذكور يتقاتلون من أجل حيازة الإناث المرغوب فيهن، أما الإناث فيحمين الصغار (دورٌ هام في تطوير شبكة الخلايا العصبية في مخ الصغار عن طريق الرعاية والتدريب الأوّلِي بعد الولادة - L`épigenèse cérébrale: "الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتَها ... أعددتَ شعباً طيب الأعراق، أحمد شوقي). أو يتفرّجن على هذه المبارزة التي تُقام بسببهن، والذَّكَرُ القوي هو الذي يفوز بأفضل الإناث كي يورّثن ويؤبّدن جيناته المميّزة. هل يكون الفوزُ في المعارك هو واجبٌ جينيٌّ ميّزه الانتقاء الطبيعي وطوّره عبر ملايين السنين (طيلة 6-7 مليون سنة منذ بداية ظهور أسلاف الإنسان -Les hominidés )؟
لكن لو كان الرجل ذئبًا لأخيه الرجل فالمرأة أكثر ذئبية لأختها المرأة!

2. في أكثر الحضارات، تُعامَلُ النساء كجنسٍ ناقصٍ مقارنةً بالرجال
إخضاعُ النساءِ من قِبل الرجالِ، إخضاعٌ مدعومٌ طبيعيًّا وجينيًّا (Le tout-génétique) من قِبل الانتقاء الدارويني، إخضاعٌ وقع تأبيده في عديد المجتمعات عن طريق العُرف والعادات والتقاليد والأخلاق، خاصة في الحضارات التوحيدية الثلاث أي اليهودية والمسيحية والإسلامية (surtout l`islamisme ou l`islam politique). لا يغرنّكم تغليفُ "إخضاعُ النساءِ" بكلمة الحق التي استعمِلت في الباطل: عندما تُحاورُ إسلاميًّا تونسيًّا حول حقوق المرأة المهدورة في الواقع اليومي المعيش، يصفعك بالقولة الجاهزة: "الإسلامُ كرّم المرأة". أجيبُه: صحيح، الله في القرآن كرّمها، أما أنتم الرجال المسلمون فقد مسحتُم بكرامتها الأرضَ على مدى 14 قرنٍ، إلا مَن رَحِمَ ربي وهم قلةٌ قليلةٌ. وخير دليلٍ على وجاهة طرحي: لاحظوا غيابَها في المراتب الدينية مثل البابوية في المسيحية أو الرِّبة في اليهودية أو الإمامة والرئاسة والقضاء في الإسلام.
على حدّ علمي فإن الديانات التوحيدية الثلاث تحمّل حواء مسؤولية خروج آدم من الجنة.
في تونس اليوم، قليلٌ جدًّا من النساء يتبوّأن مناصبَ عُليا في الدولة رغم تفوقهن عدديًّا ونوعيًّا في التعليم الثانوي والجامعي وفي البحث العلمي. هذا الحيفُ هو من صنيع الرجال التونسيين المسلمين العنصريين ضد المرأة، والقرآنُ بريءٌ من تأويلات الفقهاء الرجعية. أما القلة من النساء التونسيات البارزات فيَحوم حول بروزهن السؤال التالي: هل برزن بجهدهن الخاص أو بفضل التناصف المفروض علينا من الغرب أو بفضل محاكاة نضالات الرجال؟
عالَم اليوم ما يزال في أغلبه عالَمٌ رجاليٌّ حتى في الغرب، غربٌ صانعٌ للسلاح ومصدِّرُه، غربٌ متفوقٌ علميًّا وتكنولوجيًّا ومتخلفٌ إنسانيًّا. لا نستطيعُ أن نتنبّأ إن كان هذا الوضعُ المستورَدُ حاملاً للأملِ أو قابرًا له؟ وليس مضمونًا البتة أن وَضْعَنا في تونس سيتحسّن لو حكمتنا النساءُ؟ عبير وبشرى وسامية وراضية في البال! لكن في الآخر أقول أنهنّ يستحقِقْن أن نمنحُهن فرصةً للتجريب، لكن تبقى المشكلة في معرفة كيف سينتزعن المُلْكَ من الرجال دون أن يتصرّفن مثل الرجال، أي بعنفٍ وعُدوانيةٍ ذكوريتَين، صفتان ليستا مكتوبتَين في جيناتهنّ، وهذا من حسن حظنا وحظهن؟

3. تواجُدُ النساء التونسيات اليوم في المصعد الاجتماعي هو ظاهرة اجتماعية صحية وواعدة بمستقبل لتونس أفضل
حتى ولو كان وضع المرأة اليومَ هشًّا (عادة ما لا تُمكَّنُ حتى من منابِها الشرعي في الإرث)، فإن التوجهَ العام الحالي قد يكون واعدًا ومشجعًا ومبشِّرًا بمستقبل للمرأة التونسية أفضل، أفضل على الأقل من نظيراتها في العالَم العربي. أصبحت المرأة اليومَ تعمل وتشارك في الحياة الاجتماعية والسياسية وحتى الدينية ولو باحتشامٍ كبيرٍ، وأصبح بعض الرجال يساعدون في المطبخ زوجاتهم الموظفات، ومما يُفرح أكثر أن نسبة محترمة من التونسيين أصبحت تؤمن ولو باللسان بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة. مكسبٌ هامٌّ ومدسترٌ، أضيفَ سنة 2013 إلى حقوقها السابقة المقنّنة في مجلة الأحوال الشخصية منذ سنة 1957 مثل منع تعدد الزوجات.

خاتمة: لم يبق للنساء إذن من حلِّ سوى إعلانُ الجهاد مثلي على الجينات الرجعية الجندرية المتخلفة وذلك عن طريق تبنّي عِلمٍ نسبيًّا جديد (عام 70) اسمه "ما فوق الوراثي المخي" (L`épigenèse cérébrale, sujet de ma thèse de doctorat en didactique de la biologie, UCBL1, 2007) ويُسمّيه الرسميون "التخلّق" أي ما يقع بالتفاعل مع الخلق (Interaction entre l`inné et l`acquis ou entre les gènes et l`environnement). علمٌ واعدٌ ونضالٌ علميٌّ ضد طبيعة جيناتنا المتخلفة التي تعزز اللحمة داخل المجموعة البشرية وفي نفس الوقت تعزز العداوة للمجموعات البشرية الأخرى (مثال: عرب-يهود)، نضالُ الثقافي المكتسب ضد الطبيعي الموروث (Culture contre Nature)، نضالٌ يربّي النفسَ، يدرّبها، يصقلها، يهذبها.. بالدين يهذبها، بالفلسفة، بالموسيقى، بالتصوّف، بالرقص.. الوسيلة لا تهم، ما دامت نبيلة وتسعى لتحقيق غاية أنبل، نضالٌ أفضل وأنجع ألف مرة من "النضال السياسي".
"النضال السياسي" هو أكبر خدعة استوردناها من الغرب، والدليل على وجاهة طرحي: ما إن يتسلم المعارضون المناضلون السلطة حتى يظلمون ويقوم ضدهم مناضلون آخرون والشعب دومًا هو الضحية الوحيدة، ولا فرق عندي بين الحكّام الظلمة، رأسماليين كانوا أو شيوعيين أو علمانيين أو إسلاميين أو قوميين.

ملاحظة: جُلُّ أفكارِ المقالِ هي أفكارٌ مستوحاةٌ من الكتابِ التالي، ص 218-221:
Livre : Génétique du péché originel. Le poids du passé sur l`avenir de la vie. Christian de Duve (Prix Nobel de médecine, Un biologiste et moraliste), Editions Poches Odile Jacob, Paris, 2017, 240 pages.


إمضاء مواطن العالَم (رجلٌ يحترمُ المرأةَ، يُحبُّها، يُجِلها ويَعشقُها)
أنا اليومَ لا أرى خلاصًا للبشريةِ في الأنظمةِ القوميةِ ولا اليساريةِ ولا الليبراليةِ ولا الإسلاميةِ، أراهُ فقط في الاستقامةِ الأخلاقيةِ على المستوى الفردِيِّ وكُنْ كما شِئتَ (La spiritualité à l`échelle individuelle).
"النقدُ هدّامٌ أو لا يكونْ" محمد كشكار
"المثقّفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العموميةِ" فوكو
"وإذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إذنْ إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
لا أقصدُ فرضَ رأيِي عليكم بالأمثلةِ والبراهينَ بل أدعوكم بكل تواضعٍ إلى مقاربةٍ أخرى، وعلى كل مقالٍ سيءٍ نردُّ بِمقالٍ جيّدٍ، لا بالعنفِ اللفظيِّ.

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأربعاء 13 مارس 2019.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خرجنا من الجاهلية، وهل طبقنا فعلا ما أمرنا به الإسلام؟
- مجموعةٌ من الأسئلةِ، أرّقتني طيلةَ عقودٍ! وجدتُ لها اليومَ ج ...
- هل بقيتْ عدالتُنا معلقةً في السماءِ؟
- ساعة كاملة مع وزير الشؤون الدينية (de 8h à 9h): نقاشٌ حول فك ...
- مجموعة من الأسئلة المحرجة والمحيّرة، أود من كل مسلم صادق - ي ...
- متى تَخْرَسِي يا طواحينَ الريحْ، أريدُ أن أكتُبَ؟!
- أكثر السلفيين لا يتحوّلون إلى جهاديين، وأكثر الجهاديين لم يم ...
- حضرتُ اليوم مؤتمرًا حول الإرهاب-الإسلامي-الفاحش في نزل مضخم ...
- تدبّروا يا أولي الألباب واقْتَدُوا بِحريةِ التعبيرِ التي مَن ...
- وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من الدرس الذي يسبق خطبة الجمعة
- حضرتُ أمس، السبت 23 فيفري 2019، ندوةً ثقافيةً بِبومْهَلْ ، ن ...
- في جمنة الستينيات: -أكبرُ منّا سِنًّا أكبرُ منّا قدْرًا!-
- بعضُ اليساريين يتهمونني جهلاً بالتركيزِ على نقدِ -اليسار الت ...
- في أمريكا اليوم، بدأتِ الرياحُ غير الرسميةِ تجري بما لا تشته ...
- -وأبغضُ الحَيْرَةِ الجهلُ بالوِجْهَةِ-؟
- محمد كشكار يُجامِلُ والعِلمُ لا يُجامِلُ !
- شهادة الدكتورا في البلدان العربية: الكثرة وقلة البركة!
- سِيرةٌ ذاتيّةٌ وغير ذاتيةٍ، موضوعيةٌ وغير موضوعيةٍ
- عنف لفظي ورمزي، أردّ عليه بلطف ديونتولوجي: إلى كل صديق يساري ...
- رسالةٌ يساريةٌ ودّيةٌ أبعثُ بها إلى العقلاءِ من اليساريينَ ف ...


المزيد.....




- وصول امرأة لمشفى العودة اصيبت بنيران آليات الاحتلال قرب مدخل ...
- وكالة التشغيل تحسم الجدل وتوضح الحقيقة: زيادة منحة المرأة ال ...
- هيئة تحرير الشام.. قوة أمر واقع تهدد مكتسبات النساء السياسية ...
- بيدرسون: يجب ان تكون المرأة السورية جزءا من العملية الانتقال ...
- حـدث تردد قنوات الاطفال 2025 واستقـبل أحلى الأغاني والأفلام ...
- معاناة النساء في السجون.. وزير العدل يوجّه بتخفيف الاكتظاظ و ...
- قائد الثورة الاسلامية:على الجميع وخاصة النساء الحذر من اسالي ...
- قائد الثورة: الزهراء (س) هي النموذج الخالد للمرأة المسلمة في ...
- الحقيقة وراء تأثير وسائل منع الحمل على وزن النساء
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل الآلاف من النساء والفتيات بمناس ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد كشكار - أمَا آنَ للتونسياتِ أن يَنتزعنَ المُلْكَ من الرجالِ، لقد فشل هؤلاء قبل الثورة وبعدها وأصبحَ حُكمُهم في ضلالٍ؟