أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - قراءة نقدية لقصيدة الشاعر كريم عبد الله أقسمت أن أتوضأ بثغرك














المزيد.....

قراءة نقدية لقصيدة الشاعر كريم عبد الله أقسمت أن أتوضأ بثغرك


رشا السيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 13:36
المحور: الادب والفن
    


قراءة نقدية
بقلمي رشا السيد أحمد
قصيدة سردية للشاعر كريم عبد الله
العنوان لوحده قصيدة (( أقسمت أن أتوضأ بثغرك )) !!
حين يمازج الحب الروح فحتما هو يغسلنا من أتعاب الحياة ومشاقها وهمومها وحين يقسم الشاعر بأنه سيتوضأ بثغرها فما ذاك إلا صوفية رهفة جعلت من الحب متوضأ يغسل عنه كل أدران الحياة وأتعابها , إنه قسم الشعراء الشعراء حين يتأججون شوقاً صادقا للمحبوبة ينبع من ثنايا الروح ومن أعماق النفس والقلب , إنها وطن الروح وأرض النفس وسماء القلب فكيف لا
لو تمعنا العنوان لوجدناه لوحة صوفية وطنت القصيدة بصدق مشاعره منذ فاتحة القصيدة ورسمت أجزائها بكل شفافية وبمسك بابلي الملامح طافح بعطر بغداد
ثم يتابع إنه يريد ذاك كالطفل المدلل تحت رعشات الشوق الذي لا ينتهي , وربما كاختلاجات القلوب التي انهكها الحرب , وجعل منها حكايات وطن لا تنتهي يف زمن الحروب وزمن الإنكسار العربي
إن تمازج الحب بالألم بالوطن بالشوق بصور المنهكين لهي من أصدق الصور الشعرية التي تلتعج بقلب شاعر يكتب بحبر الوطن وبعبق أزهاره ومن ماء فراته
شعرية الشاعر كريم عبد الله السردية تبحربنا بكل هدوء لنشاهد صور القصيدة المعلقة على جدار السردية لوحة لوحة , تسير معنا في سرد شعري نحب قراءته بتأني عطار , وتأني تشكيلي يطالع تمازج الخطوط مع مساحات اللون مع الفكرة المطروحة باطنا وظاهرا
فحينما يكتب الشعر كريم عبد الله ..
من جرح الوطن ومن رعشة ألمه ومن قلبه المشبع حب لتلك الحبيبة التي تسطيع ببريق عينيها من بين السطور لتكون له وطنا في قلب الوطن , لابد أنه يكتب من قلب يرتعش شوقا وأملا بغد أجمل ويكتب ألما من جرح فتك بقلب الوطن
ما يميز القصيدة السردية لدى كريم عبد الله ....
هي تلك الروح التي تنهض بالشعر عاليا ليعانق بروحه الوطن بكل جهاته , ليكتب السرد لوحات حية متحركة , تُرسم فوق السطور بريشة رهفة الألوان طرية الخطوط ماتعة السرد قريبة للقلب
دون أن يقصد يخط المجاز قويا بما يرسم دواخله فوق البياض أغنية مُثلى وموال , من مواويل الوطن , تنهض عاليا لترفرف بأجنحتها في سماء الأدب , وهي تتلألأ بفرادة المجاز و فرادة العتبة الأولى وجمالية اللوحات التعبيرية فيها , ورهيف المعنى الموجه بقوة للقارىء , وبحب شديد لعالم الشعر وجمال الإنسياب الشعري وصولا للخاتمة الدهش
إنه كريم عبد الله حين يكتب قصيدة سردية تعبيرية فهو يرسمها لوحات كتابية
يمتزج فيها جمال الشعرية التعبيرية بالمعنى الموجه برقة التعبير الخفي والعلني , وبرهافة السرد وبالمجاز الطازج بعيدا عن السرد القصصي بعيدا عن إفتعال الحدث الشعري , بعيدا عن زخرفة اللوحة بما لا يوجب

إنه شعر يسرد في ساعة من تجلي القلب على موال عراقي بصوت خفيف ساعة فجرية
ليكتب الشعر عريضاً هامسا في لوحاته الأنيقة تكتب اللون بقوة الإشراق
ما يجعلنا نقول الله الله هنا شعر فريد مدهش إنسيابي بعيد عن الحشو والتشتت والضعف المجازي والسرد القصصي هنا شعر سردي تعبيري بحق
فليس كل ما نقرؤه نقول عنه شعرا سرديا وليس كل سرد نقول له الله الله
فطوبى للشعر بقلوب تعطي الأدب لوحات من جمال متفرد
تختم نصوصها بأصالة الوطن وبتراثه الجميل ملتمعا بحب وألم عراقي المجاز فراتي المواويل بابلي الشعرية .

نص القصيدة
أقسمت أن أتوضأ بثغرك
كالطفل المدلل تحتَ هواجسكِ الراعشةِ احتضنيني أو كرفاتِ المنسيينَ هناااااااااااكَ صيّرهم زمنٌ أغبرٌ جرحاً عالقاً بذاكرةِ الوجعِ يتكيّفُ ندبةً شكّلتهُ رصاصاتٌ تتقاطرُ حقداً أقنعها الغزاة تعتلي ( متحف التاريخ الحديث )*. وتحت اشواقك الملتهبة شرنقيني حلما تفزّزهُ طائرة ( الأباتشي )* تقطّعُ خيوط طائراتنا الورقيّة المحمّلةِ بالصمتِ والمستحيل تائهاتٌ يبعثرها فضاءٌ لمْ يتماثل للشفاء بعد . أراقصُ صوتك شلالا أُباغتُ إكتئابَ مصاطبَ ( حديقةِ الأمةِ )* العوراءَ تذبحُ نطفَ الأحلامَ على ضفافِ الأنفاقِ الآسنةِ وتكرّزُ على نخبِ الفجيعةِ . أتنشقُكِ كعطرِ الأضرحةِ في ساعات خلوتي مؤذناً اسطورة عشقي واشهد ان لا حب الا حبكِ الكثيفَ أمسحُ غربةَ الوطن وأضمدُ جروحَاً تنزفُ للآنَ في جسدِ شهرزاد . وريثتي انتِ ودمي مرهوناً في مدوّناتي اليائسةِ بتقافزِ كوابيسِ ( الكاو بوي )* تفتشُ عنكِ غنيمتها أنّني محضُ عاشق سحنتْ ضلوعهُ خيول البرابرةِ فطالبيهم بألفِ قصيدةٍ وقصيدةٍ وأستطلعي أخباري كلّما تستمعينَ ( داخل حسن )* يعنّي ( ألوْجَنْ يمه يا يا يمه )* .

حديقة الامة : حديقة مشهورة وسط مدينة بغداد .
داخل حسن : مطرب عراقي ريفي مشهور .
ألوجن ... : اغنية عراقية تحكي عن هموم الانسان ومعاناته .
9 . 3 . 2019



#رشا_السيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غمامات المسك
- أنا وأنت ومحمود درويش
- قراءة أدبية لقصيدة عمرها ستون عاما للشريف أسامة المفتي وأول ...
- شادن بالقلب مسكنه
- درويش وعشق
- الإستثنائي
- أيها الساكن بكلي
- رقص النور
- مدائن العشق
- أناديك الروح
- دنكشوت وسانشو في زمن الحرب
- البحث عن الله
- تجلي
- فلقة الروح
- كلمة الشعب تلهب الشارع الأردني
- مديات الروح
- صوفي
- منية الروح
- كل القصائد أنت يا مطر
- طفل النهاوند


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشا السيد أحمد - قراءة نقدية لقصيدة الشاعر كريم عبد الله أقسمت أن أتوضأ بثغرك