أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حدريوي مصطفى (العبدي) - وردة إلى مدام آسية














المزيد.....

وردة إلى مدام آسية


حدريوي مصطفى (العبدي)
(( Hadrioui Mostafa ( El Abdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 19:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إلى نساء العالم
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)
وردة إلى مدام آسية
قبيل الفجر بقليل، غالبا ما يتناهي إلى سمعي على استحياء صرير الباب الرئيس للعمارة الصدئ وهو يُفتح، ثم لهاث يتسارع وقعه صعودا، يقاطعه مرات تأفف شبه مكتوم؛ لعل الجسد المجهد المترنّح على السلالم يفرغ فيه قلة حيله وزلة أقدامه السكرى؛ لما يصير مَراحُ الطابق الرابع ركْحا للاحداث تُهاجمي عبر فجوات الباب والإطار كوكتيلُ روائح، أميز منها عطرا نسويّا نافذا وعبير خمر طريح أنفاس ظمأى لنوم هادئ وطويل..
هكذا تعلن "مدام آسية " عن أوْبتها سالمة كل يوم.
إنها جارتي مذ ما شاء الله من الشهور، ورغم ذلك حبل الوصال بيننا معدوم حتى.. التحايا ميتة، لا أعرف عنها شيئا إلا ما يلوّك هنا وهناك.
حارس السيارات يجزم أنها لا ترد يدَ لامس، اضرتها الفاقة حين وجدت نفسها وحيدة بلا شهادة أو كفاءة بلا عمل بعد طلاقها .
والبقال أخبرني ـ دون أساله ـ : إنها هربت من بيت والديها حين قررا تزويجها رجلا أكبر منها بكثير وهي بالكاد تشارف سن الحُلم.
وسكان العمارة بعضهم يقول إنها راعية زبناء في حانة، والبعض يتظنن أنها غاسلة صحون ليس إلا.

هذا المساء وأنا عائد وفي يديّ استثناءً وردتان ؛ رغم ان واحدة كانت أبدا، ودائما تكفيني؛ صادفتها عند باب العمارة، استثناءً حييتها فردت باقتضاب وحاولت تجاوزي، استوقفتها، فوقفت حائرة مضطربة وقالت بنبرة حادة:
ـ عفوا سيدي..اتسمح؟
من دون ان انبس بكلمة مددت لها الوردة الفضلة *
لم ألمح هدوءا سكن نفسها وإنما نرفزة واضحة ملكت كل كيانها ، في حين ظللت أنا ثابتا في مكاني مصرا على ان تقبل هديتي.
ربما للخروج من المأزق خاطبتني بحدة وهي تشمخ بأنفها :
ـ ما المناسبة يا سيدي:
رددت بهدوء مفرط:
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، 8 ما رس... لعل الايام يا سيدتي تشابهت عندك وصار الأحد والجمعة سواء.
طاطأت رأسها لحظات، ثم طالعتني بعينين شبه دامعتين ثم مدت جيدها وطبعت قبلة طويلة على جبيني، وقالت بصوت تقاطعه زفرات:
ـ شكرا لك يا سيدي الكريم بعدد نجوم الكون !
ثم انصرفت لحال سبيلها
******
قبيل الفجر بقليل، تناهي إلى سمعي على استحياء صرير الباب الرئيس للعمارة الصدئ وهو يُفتح، ثم لهاث يتسارع وقعه صعودا، يقاطعه مرات تأفف شبه مكتوم، لعل الجسد المجهد المترنح على السلالم يفرغ فيه قلة حيله وزلة أقدامه السكرى؛ ولما صار مراحُ الطابق الرابع ركحا للأحداث هاجمي عبر فجوات الباب والإطار كوكتيل روائح، ميزت منها عطرا نسويا نافذا وعبير خمر طريح أنفاس ظمأى لنوم هادئ وطويل..
من غير ترو هرولت نحو الباب، وعبر عدسته الكاشفة لمحت مدام آسية حافية القدمين تحت إبطها كعبها العالي وفي يسراها وردة لا تزال غضة يانعة ، تفتح الباب بيد مرتعشة لتبتلعها ظلمة بيتها البارد !.

مذ ذلك اليوم تلاشت تلك السنفونية الليلة وكأنها ما عُزفت البتة ، واختفت مدام آسية وكأنها رحلت عن عمارتنا، جاهدت بحثا عن سبب اختفاءها لكن بدون جدوى حتى زوجتي لم ترحني من أوزار اسئلتي حين أسألها عنها عرضا،
تناسيتها فصارت نسيا منسيا. بيد ان يوما طيفها حضر بقوة بكل تفاصيله. : قدها الرشيق، صدرها الباذخ ، كلامها الرقيق، عطرها النافذ المميز ورقرقة دمعتها ذاك اليوم وهي تطالعني؛ كدت أن ألمسها بيد ان نقرة خفيفة على الباب تعيدني إلى الأرض.
فتحت الباب فوجدتني وجها لوجه معها .
مدت لي باقة ورد وقالت لي: كل عام وأنت بألف خير يا سيدي.
طبعت قبلة على جبينها وشكرتها وسألت:
ـ ما المناسبة يا سيدتي الكريمة؟
ردت بصوت هادئ:
ـ اليوم رأس السنة الميلادية، لعل الايام تشابهت عندك يا سيدي وصار الأحد والجمعة سواء.
ضحكت ضحكة خفيفة وضحكت ايضا زوجتي ورائي وخاطبتها بكل وقار :
ـ شكرا مادام آسية بعدد نجوم الكون... ومرحبا بك عندنا انّى شئت ومرحبا بزهور مشتلك على اختلاف الوانها.
• فضلة هنا بمعنى ( فوق الحاجة)
الدار البيضاء في : 08/03/2019



#حدريوي_مصطفى_(العبدي) (هاشتاغ)       (_Hadrioui_Mostafa_(_El_Abdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تِسلا* ( tesla ) العربيّ المغبون


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حدريوي مصطفى (العبدي) - وردة إلى مدام آسية