أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزة الذهبي - عندما يصبح سؤال ماذا تفعل ؟ سؤال مرعب .














المزيد.....

عندما يصبح سؤال ماذا تفعل ؟ سؤال مرعب .


حمزة الذهبي
كاتب وباحث

(Hamza Dahbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 16:14
المحور: كتابات ساخرة
    


" من قمع في الإنسان عمله فقد قمع في الانسان رسالته ، ومن قمع في الإنسان رسالته فقد قمع في الإنسان سعادته ، ومن قمع في الإنسان سعادته فقد عرض حياته للخطر "
إبراهيم الكوني
معشر العاطلين عن العمل ، الذين لا يحالفهم التوفيق في إيجاد شغل يحفظ ماء وجوههم ، البؤساء الذين يصطدمون بالأبواب الحديدية المستحيل تسلقها ، الذين تعترض طريقهم الأشواك والأسلاك والكلاب الوسخة والمسامير المدمية ، ولا يعرفون أحد يعبد لهم الطريق ، وليس لهم نقود يدفعونها كرشوة ولا يقدرون على تملق هذا وتزلف ذاك ، بل وحتى إذا أرادوا فعل ذلك لا يعرفون وتكون هذه المحاولات خرقاء ، مثيرة للضحك كي لا أقول مثيرة للاشمئزاز !!
لأن التملق كما علمتني التجربة والكتب ، الكثير من الكتب ، فن ليس كل من هب ودب يتقنه و هو فن سأجازف بالقول أنه قديم قدم الكائن البشري نفسه ، وقد خلد لنا التاريخ بضع شخصيات تفننت في هذا الفن تفننا قل نظيره وذهبت فيه إلى حدوده القصوى ، أبرزهم على سبيل الذكر ابو طيب المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس . الذي كان متملقا من طراز خاص، حربائي بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالة .
على أي حال ، هؤلاء العاطلين ، الذين لا يتقنون فعل شيء ، أضحوا يعانون من فوبيا مرضية أطلق عليها متقمصا دور عالم نفس ب فوبيا سؤال ماذا تفعل ؟
سؤال يبدو عادي جدا ، لكنه بالنسبة لهم سؤال ليس عادي ـ ليس بسيط كما يبدو ، بل هو سؤال معقد ، يخفي داخله وحش ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض عليهم ـ إنه سؤال يثير الهلع والذعر ، مرعب ، يرعبهم رعب شديدا ، مخيف ، يخيفهم الخوف كله . لماذا ؟ لأنه سؤال يذكرهم بمآسيهم ، يذكرهم بتضييع حياتهم سدى في انتظار جودو الذي لا يأتي ، يذكرهم بأنهم قد تحولوا إلى دون كيوشط ذي لامانشا الذي يركب حمار و يقاتل طواحين الهواء .. يذكرهم بوضعهم الذي يحاولون تناسيه بلا فائدة وهو أنهم كفوا عن الحياة ، كفوا عن العيش ، يتظاهرون فقط بذلك ، فأن تكون عاطلا عن العمل –كما تقول فتيحة مرشيد في روايتها مخالب المتعة - فأنت حتما عاطل عن الحب عاطل عن الحياة . تهرب كل صباح من نظرات أم تقول في صمت " تحركوا تُرزقوا " وكأن الحركة تكفي لفتح أبواب الجنة .
ومن أجل أن لا يصطدموا به ، يتحاشون الالتقاء بأصدقاء الأمس خصوصا أصدقاء الدراسة - هؤلاء الفضوليون الملاعين الذين لا يملون من طرحه كلما اصطدموا بهم - يتحججون بألف حجة وحجة كي لا يذهبون إلى التجمعات العائلية . يتظاهرون بالمرض ـ بموعد مع صديق، يفعلون المستحيل ، وعندما لا ينفع شيء و يحملون أجسادهم التي خاضت معارك لا حد لها بدون أي نجاح يذكر ويذهبون ، ويطرح عليهم هذا السؤال مع ما يرافقه من نصائح تحمل في طياتها لوم وعتاب وعطف وشفقة لا يحتاجونها بقدر ما يحتاجون حقهم المشروع في عمل يحفظ كرامتهم التي وصلت إلى الحضيض. هنا يرفعون أيديهم بدون أن يرفعونها وينظرون إلى السماء بدون أن ينظروا إليها ويطلبون من الإله تقدس اسمه أن تنفتح الأرض وتبتلعهم
هكذا يصبح بالنسبة لهم الخروج من المنزل مغامرة خطيرة .



#حمزة_الذهبي (هاشتاغ)       Hamza_Dahbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة السوداء في المغرب والعنف المزدوج
- الإبداع يولد من رحم المعاناة – دوستويفسكي نموذجا .
- رواية العريس للكاتب صلاح الوديع باعتبارها شكل من أشكال التعب ...
- رواية الحي الخطير : ليس هناك أي مخرج
- الروائية فاتحة مرشيد : ممارسة الجنس أمر محفز للإبداع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزة الذهبي - عندما يصبح سؤال ماذا تفعل ؟ سؤال مرعب .