|
رمال التيه
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 09:23
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كانت اصوات انفاسهم اللاهثه تسبق اقدامهم التى نخرها التعب من طول الطريق،بالخلف سقطت عجوز ولكن احدا لم يجرؤ ان يخرج لها بعض من ماءه عل الطريق يطول ويضطر الى الشرب ماذا لو عطش احدا صغاره؟نظر النساء اليها فى حزن ثم حملوا الصغار على اكتافهم واكملوا السير يتبعهم الرجال من الخلف بينما هناك فى اخر تلك القافلة الطويلة التى تقطع درب طويل فى الصحراء وقف مرشديهم الثلاث ..ثلاث رجال فى منتصف العمر يحملون جره ماء وطعام قليل ويتكأون على عصاه وهم يرشدون البقية لاكمال سيرهم وكلما حل الليل عليهم واضطروا للراحة والنوم اشعلوا بعض النيران من مشاعلهم وتحلقوا من حولها بينما وقف احدا الرجال الثلاث يقص عليهم بعض من تلك القصص التى احبوها عندما سمعوا انها كانت لهم فيما مضى ..اشياء لم يسمعوا بها من قبل لا من افواه اسيادهم ولا من عائلاتهم التى انتظرت بقايا الطعام الذى يحضروا معهم من بيت اسيادهم الاغنياء بعدما يأدون ما عليهم مثل الباقين لكن هؤلاء الرجال الثلاث لم يكونوا مثلهم ..كانوا اغنياء فقط مثلهم لكهم اخبروهم باشياء لم يسمعوا عنها قط ..احبوه وهو يتحدث يزمجر ويتمايل ..يتخيلون النيران المشتعلة والمياة التى تنهزم يتخيلون صوت الرعد يخيف اسيادهم الاغنياء..يتخيلون بيوتا مثل تلك الواسعة بحدائقها وبساتينها وهى تحيط بهم ملكا لهم ....بينما يقوم الرجل الثانى ويشدوا وهم من خلفه فيرتفع صوته وترتفع اصواتهم وتهب النساء بالرقص ويضرب الرجال الارض فتعطيهم صوت الدفوف بينما الرجل الاول صامت يراقب ولا يتحدث اليهم يفكر فيما سيحدث لهم فى الغد..كان يخشى ان يخبرهم انه الى حينها لم يكن يعلم ماا عليه ان يعمل من اجلهم ؟تذكر ماذا لو طال الطريق ونفذ طعامهم والشراب من اين لهم به؟هل اخرجهم من خلفه ليقتلهم الان؟... كان مساء وكان صباح بدا الطريق الوعر يستوى ولاح لهم من بعيد ما انتظروا ..لكنها لم تكن مثلما قص لهم فى الحكايات ...كانت قفر هجرها كل حى تركوها بعدما قل زرعها ومن ظل فيها عاش على مياهها القليلة وعشبها النادر اين ما كانوا يقصون؟..اين ذلك الخير الوفير ؟..كنا عبيد وجئنا هنا للموت ؟...الاغنياء يظلوا اغنياء لا يفكرون بنا نحن الفقراء ومن يهتم؟....وقف الرجل الاول وصاح لا تقلقوا سياتى الينا الطعام والشراب وسنبنى البيوت ارايتم انها خالية فى انتظاركم ...ماذا كان سيعطيكم الاغنياء الان؟..الم تهربوا من وجوههم..من تركنا ولم يرد الرحيل معنا انه مثلهم لم يعد منا ولا نحن منه...نحن هنا لان لنا قصة افهتم مثل الجميع وعلينا بناءها نحن لسنا الفقراء من هذا اليوم .. صدقوا الرجل الاول عندما وصلت قافلة للطعام والشراب واخرى بها الخيام ومعدات البناء ..وقف الرجلان الثانى والثالث مع الناس يبنون البيت حجرا فوق الحجر..لم يبالى احدا من جيرانهم بمن قدموا من جديد...كانت تلك الارض قفر ومن يهتم ....تململ العجائز منهم عادوا للنواح من جديد فصلوا اناشيدهم ورددوها على الدوام..خرجت بعض النساء لمحوا الجيران ..لمحوا البيوت والبساتين فذهبوا اليهم ولم يعودوا للقفر لم يبقى مع الرجال الثلاث الا القليل حتى جاء اليوم الذى ابصروا فيه القافلة التى وعد بها الاول وقد اتت..ركضوا باتجاهها حملوا الطعام والشراب استقوا من النبيذ الذى هجروا طعمه لفترة طويلة تناولوا اللحوم والاطعمة التى نسوها وهم يبحثون وسط حشائش وخرائب ... حمل الرجال الثلاث الحجارة ومن حولهم الرجال والنساء والاطفال يبنون من حول الخرائب سورا ليحميهم بعد ان صرخ احد الاطفال ليلا بان الجيران قادمين ،خاف الرجال وهلعت نساءهم قائلين من القادم؟...لم ينم احدا منهم تناوبوا على حماية الاحجار حتى يتم لهم البناء لا يعلمون كم انقضى من الوقت حتى انتهوا لكنه مضى سريعا ..عين الرجال لحراسة الاحجار ليلا حتى لا ياتى الجيران لسرقتها او هكذا اعتقدوا ...ماعدا واحدة كانت تقدم لهم طعام الليل وتراقب الرجل الاول ..لم يحدث الرجلين الاخريين لاتدرى متى كان يتحدثمن طول صمته؟..مات زوجها فى القافلة لم يتحمل العطش ولم يعطيه احدا شربه مياه ..كان الخوف من العطش يمنعها..رحل فى هدوء وطوته الرمال هناك بالقرب من المدينة التى ولد وعاش وخدم فيها سيده طوال حياته ..لم تخبر احدا بانه تمنى العودة له وهو يتبلع ريقه الجاف ويرحل على يدها ...عادت هى والعجوز وحيدتان..فى ذلك المساء كان موعد نومه ..تسللت فى هدوءودلفت الى خيمته رقدت الى جواره تنفست ببطأ تحرك فتح عينه راقبها توقفت انفاسها تطلعت اليه ....انتقلت من خيمتها الصغرى الى الكبرى وانتقلت العجوز معها .....
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بيت القلعة والهمام35
-
بيت القلعة والهمام الاخيرة
-
بيت القلعة والهمام32
-
بيت القلعة والهمام34
-
بيت القلعة والهمام30
-
بيت القلعة والهمام31
-
بيت القلعة والهمام28
-
بيت القلعة والهمام29
-
بيت القلعة والهمام26
-
بيت القلعة والهمام27
-
بيت القلعة والهمام25
-
بيت القلعة والهمام24
-
بيت القلعة والهمام22
-
بيت القلعة والهمام23
-
بيت القلعة والهمام21
-
اراقب الحلم وهو يطير..امل
-
بيت القلعة والهمام20
-
بيت القلعة والهمام19
-
بيت القلعة والهمام18
-
بيت القلعة والهمام17
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|