|
ثرثرة سورية 17
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 10:39
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
ما هو المرض النفسي ، طبيعته وأعراضه !؟ بالإضافة للتناقض الفعلي بين اتجاه الحياة واتجاه الزمن ، وما ينتج عنه من توتر وضغط ، حاجة الفرد للحصول إلى جودة عليا بتكلفة دنيا ، تمثل العقبة في مختلف العلاقات . لكن ، قبل مناقشة هذه القضية الجوهرية في الصحة النفسية أو النقيض حالة المرض العقلي . سأتوقف مع تلخيص سريع ومكثف بشدة لما سبق ، مع فكرة جديدة ، وردت بشكل لمحة في كتابات أريك وغيره من المعالجين وعلماء النفس ، لكن بحد علمي لم تناقش كفكرة مستقلة من قبل ، الفكرة أن " الصحة النفسية والعقلية تتضمن الانحراف والشذوذ العقليين والعكس غير صحيح " . بعبارة ثانية ، مختلف الانحرافات النفسية والعقلية توجد بشكل جنيني وأولي في الطفولة ، وخلال مراحل النمو والتطور المتعاقبة ، يتم استبدالها بنجاح بالنسبة للشخصية السليمة ، ويتعذر ذلك في حالة المرض العقلي . أيضا الفارق بين عبارة المرض العقلي والمرض النفسي ، لغوي كما أعتقد ، وبالنسبة لي شخصيا أستخدم التعبير بشكل واعي ومقصود للدلالة على التمييز بين مستويين للمرض العقلي الأول فردي وعام ( الجنون بمعناه الكلاسيكي وعدم المقدرة على التمييز بين الواقع الفعلي والتخيلات الذهنية الذاتية ، أو الشذوذ والانحرافات الشديدة الأخرى في السلوك أو التفكير ) . وبالمستوى الثاني الجنون المشترك ، الاجتماعي ، حيث يعتقد فريق أو جماعة ( دينية أو فكرية وغيرها ) أنهما الصح والصواب والفئة الناجية ، وغيرهم الأشرار ( خونة وكفار ) . .... ما هي الصحة العقلية ؟ وكيف يمكن التمييز بين المريض والسليم بشكل موضوعي ؟ الغريب في الأمر ، أن سؤالا على هذه الدرجة من البساطة والأهمية غير مطروح في الثقافة العربية والإسلامية !!! .... هو سؤال فلسفي وديني بالأصل . مع نشأة العلم الحديث ، تحول إلى سؤال علمي وطبي ولكن !؟ أغلب صديقاتي وأصدقائي ( أقصد من تخصصهم العلمي : نفسي ) لا يمتلكون المعيار الموضوعي لعملهم اليومي ... بقيت كذلك أيضا حتى البدء بكتابة هذه السلسلة . وسأكتفي بتفسير ، يحمل بعض القسوة لكنه صحيح كما اعتقد : الطبيب النفسي أو المعالج وعالم النفس ، هو شخصية اجتماعية مثل غيره ، وأغلبهم لم يحقق درجة النمو والنضج المتكامل ، وعلامة ذلك حرية الإرادة وغبطة العيش . وكمثال تطبيقي ، موقف علم النفس الكلاسيكي ، بمختلف مدارسه ، يعتبر قوة الإرادة أو الإرادة الحرة نوعا من الأسطورة ! وانا اعتبرها عتبة العيش السليم . كل شخص غير سعيد بحياته ، يعاني من مشكلة نفسية وعقلية بشكل مؤكد . الصحة النفسية والعقلية متلازمة ، مع الثقة المتبادلة بالنفس والعالم ومع النجاح والإرادة الحرة وتشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا ، وموقف الحب وهو الأكثر أهمية . .... بعض التعاريف ، والمعايير ، المتعددة للصحة النفسية والعقلية ... 1 _ الصحة العقلية ، تمل التجانس الحقيقي بين العمر البيولوجي للفرد ( امرأة أو رجل ) وبين عمره العقلي . بعبارة ثانية ، المرض العقلي يتمثل بتخلف الفرد بالوعي ، عن المرحلة العمرية التي بلغها . 2 _ معيار الصحة العقلية والنفسية المتكاملة : اليوم افضل من الأمس . والعكس ، عرض المرض العقلي _ الأمس أفضل من اليوم _ وماهيته بالتزامن . 3 _ موقف الحب ، دلالة الصحة النفسية المتكاملة . والعكس تماما : الحاجة إلى عدو نموذج المرض العقلي . 4 _ التوافق الاجتماعي ، ليس شرطا للصحة العقلية بالضرورة . توجد مجتمعات مريضة ، بصورة مشابهة لمرض الأفراد ...مثالها الفاشية . المجتمع الفاشي ، مجتمع التكفير أو التخوين . صورة طبق الأصل عن المريض العقلي ، الذي يتهم غيره بالكفر أو الخيانة . 5 _ التكيف والمرونة الشخصية ، بالتزامن مع وحدة الشخصية عتبة الصحة العقلية . .... هل تتلازم الصحة العقلية مع السعادة ؟ الجواب بكلمة : نعم . لماذا لا يعيش بسعادة الفرد ( امرأة أو رجل ) ، لو كان يعرف الطريق ! .... كيف تثق بشخص ، أفسد حياته في الماضي ويفسدها اليوم أيضا ؟! بعارة ثانية : الغضب دلالة ثابتة على المرض العقلي . .... المعيار الشامل لتقييم درجة الصحة أو المرض العقليين بكلمة " الاعتمادية " .... الاعتماد على العقل والضمير ، نموذج الصحة العقلية والنفسية المتكاملة . والعكس تماما : الاعتماد على أي شيء آخر ( شخص أو فكرة ) . الحاجة إلى جودة عليا بتكلفة دنيا ....مرض عقلي حديث
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثرثرة سورية _ جملة اعتراضية
-
ثرثرة سورية 15
-
ثرثرة سورية 14
-
ثرثرة سورية 11
-
ثرثرة سورية 10
-
ما خفي أعظم 1
-
ما خفي أعظم
-
ثرثرة 9
-
ثرثرة سورية 7
-
ثرثرة سورية _ ملحق
-
ثرثرة سورية ....الجرح النرجسي الرابع
-
ثرثرة سورية 5
-
ثرثرة سورية 4
-
ثرثرة سورية 3
-
ثرثرة سورية 2 ، 1 ، 0
-
ثرثرة سورية 1
-
ثرثرة سورية ( 0 _0 )
-
طبيعة الزمن _ بين بوذا واينشتاين ونيوتن وأفلاطون ...
-
علم الزمن _ ملحق
-
قوة الارادة _ خلاصة مع بعض الاضافة
المزيد.....
-
عربات قطار بأمريكا تستبدل الركاب بالشعاب المرجانية والسلاحف
...
-
مسؤولان أمريكيان لـCNN: فريق بايدن ليس لديه خطط وشيكة حول اق
...
-
-ميتا- تحظر وسائل الإعلام الروسية الرسمية على منصاتها لمنع أ
...
-
-نزهة الغولف- الخاصة بترامب.. -مصدر قلق طويل الأمد- لدى الخد
...
-
ماهر الجازي: الأردن يستلم جثمان منفذ -عملية اللنبي- في مسقط
...
-
بعد محاولة الاغتيال المفترضة.. بايدن يتصل هاتفيا بترامب
-
بعد رحلة تاريخية من جدة إلى الرياض.. -طائرات موسم الرياض- تس
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس وحدة الصواريخ والقذائف في
...
-
الإعلام العبري يرصد صواريخ باليستية مصرية في جبال سيناء ويتس
...
-
ناريشكين: الأنظمة الموالية لواشنطن في أوروبا تسير على خطى ال
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|