عزيز الوالي
الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:22
المحور:
الادب والفن
أستنشق الرعب
وأنت تهامسين رياح الرحيل
وهذا البليد...
يعلن هولاكوعريس الليلة
وهذا البحرالخائن...
يعلن أمواجه وترا للعود
و هذه الأمواج العاتية...
تعلن نفسها لحنا للنشيد
وأوراق ذكرياتك تسقط...
كما كل الأوراق في الخريف
بل كما أوراق الخريف
تسقط ذكرياتك...
فلا ألمح في تاريخك
غير أشباح تتبجح بالعنفوان
غير سماء متعجرفة ...
اختارت لنفسها كل أسماء الملوك
فلا ألمح غير الغياب...
وأباريق من الصدفة ...
تصب في أقداح الانكسار...
** ** ** **
أرتمي في حضن حروفك الحمراء
وأترك لأصدقائي بقية القصة...
و هذا الصدأ
يؤنبني لرحيلي...
وهذه الحقيبة المزركشة
ترجى عودتي...
أكتم سر الصباح و المساء...
و أقول لكل عشاق الحرباء
في البدء... كان هولاكو ملكا...
في البدء كان سيزيف عبدا...
في البدء كنت أحبكم ...
في البدء...
كانت الشمس تشرق على أوهامنا ...
بلا ميعاد...
و اليوم أجهر للبطل و للضحية...
لا احب شوارعكم القديمة...
و لا أحلامكم العديمة...
و لا ألوانكم الغابرة...
سأطلي شارعنا الجديد
بلون البرتقال
سألون حارتنا بلون الزيتون
** ** ** **
أستمع لأنين البرق
وصخب الزمان الغابر
في أول الليل
كما في أوج الاحتراق
ينذمل جرح الشمس
وهي تغمض عينيها
لترتاح من وجوه الأقزام
و الأغراب...
أنذاك يفعلها القدر
أنذاك تلمح عيناي
غيوم الشتاء
تصنع لنفسها وطنا
في كل الأوطان
الحائرة...
الشريفة...
الدنيسة...
الغابرة...
ونحن ضيوف طبعا
بلا وطن ...
بلا برتقال...
**
يا أيتها السماء المبثوثة
بين جثث حقائب رجوعنا...
و يا أيها الدخان
المملوء ببقايا جثثنا...
يا أيتها الروضة
المنسوبة لحضارتنا ...
من نصب الغياب رمزنا ؟
من أشعل نار الغربة في خيمتنا ؟
من ؟..من ؟..
من جعل من الجوكاندا كاريكاتورا
من جعل من القنابل برتقالا؟
ومن الغراب حماما ؟
من ؟..من ؟..
#عزيز_الوالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟