شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 09:54
المحور:
الادب والفن
دخان الغليون وحكايات شهرزاد
1
غليوني كان يرسل الدخان
يغيّر الأشكال في فضائي
فتارة يلوح لي سجناً بلا سجّان
وتارة بستان
فيها من الزيتون والتفّاح والرمّان
وكلّما يختاره الانسان
في طبق الافراح ام
في طبق الاحزان
في ظلّ هذا العالم المدعوم بالرؤيا وبالخيال
بين جليد الأرض
وموقد النيران
احفر فوق الصخر ما مضى من الايّام
فتكثر اللوحات عن ايحاء ما تطرحه الاحلام
فتارة اغوص في خضمّ اجناس من البشر
في مدن
شوارع
أجهلها
وما رأيت ظلّها بالعين
لكنّني رأيتها
في عالم الأحلام والتخيّل الممتد والزّمان
وتارة في سحب الدخان
أطارح الاشباح من جنّ وحوريّات في بستان
كان اسمه العراق
والرقص في أجمل مهرجان
ومثلما أسماكنا الملوّنة
ترقص في صندوقها الزجاجي
يا عالم الاحاجي
حدّقت في الماء الى الأسماك والحور على البلاج
وصحت يا احبّتي
من اين جاءت هذه النعاجْ
في محن البلاء
يعجن بالثغاء
هناك خلف السور في الخضراء
2
ألام جراحك تَنزف تَبرق في الليل مثل النجوم الخناجر
تسيل دماً
فتطفح منه الكؤوس
كأنّ البسوس
تدور طواحينها في الرؤوس
وانت تسافر يا وطني
هنا في سفينة احلامك الخضر كالسندباد
دار في عالم كان صبّار ه الصبر
قالت له شهرزاد
غداً أُكمل السرد حيث يجاوز جلّ أساطير هذي البلاد
والليالي الثقال تجرجر أقدامها
ما حيّينا السيوف تأرجحن فوق الرقاب
فكانت عيون العراق مغطّاة تحت الضباب
وصوتك يا شهرزاد
كان صوت امّ كلثوم حين تغنّي
(هذه ليلتي)
وكلّكَ إصغاء يا شهريار
تحت نخل يسقط التمر جمراً
والجذوع السعار
وبغداد تحت الحصار
ولا من ثمار
غير زقّوم هذي الديار
تراصفن تلك الليالي في جيب ليل
ولا من نهار
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟