حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 07:41
المحور:
الادب والفن
فيض من العبثية
.
إنه السكون الذي يتملكني...
يتشبث بي بما في ماضيّ بكل قوة...
أبقى ثابتا، وكل شيء من حولي يسير...
حتى أرقام التواريخ...
تمشي وتجري...
وتعيد نفسها كلما حانت لها الفرصة...
يا من اختصرتِ عمري كله في سنة...
وبعثرتِ في خاطري كل القوافي...
حتى صار القلم سكرانا...
والكلمات تائهة في أي صفحة تستقر...
عبث في كل شيء وبعثرة...
وسجن العبرات يحكمني...
كي أعيد ترتيب كل شيء...قبل كل شيء...
وكيف لمُبَعثرٍ أن يشفي ذاك الداء...
وكيف لقتيل أن يتبنى عقيدة الفداء...
في أزمنة ترى فيها...
أن معظم القتلى يسيرون...
على أنقاض مدماة بذات القلوب...
بين ألحان مرصوفة على ألواح الذكريات...
وقد ماتت روح الموسيقى...
استحالت إلى تماثيل...
هناك من عبث بكل شيء...
وجعل صفحات قدر الماضي مستقبلاً...
******************
في ذاك اليوم الذي...
سرقت من الكلمات معانيها...
ومن الأزهار رونقها...
أصبحت كل الأشياء تشبه بعضها...
الزهور كالركام...
والحنين كالركام...
التحمت بأطلال المدينة...
مهمومة مرهقة حزينة...
عن كل شمعة تصيح اغنية...
عن وجد تشبع بحب الألم...
ألم عابث مبعثر...
نستقيه بكل ما أوتينا من عشق...
ونسكبه في عروقنا، ألماً يسري...
هربا من الحرية...إلى غابة الأسرِ...
*******************
إليك يا مبعثرة النفوس...
يا قبلتي الخضراء...
التي لا تعرف معاني الاتجاه...
يا من فرقتني في كل الأصقاع...
كفي عن البعثرة فكل شيء ركام...
أشلاء ذاتي تمسك تلابيب الضياع...
ولم يعد في العمر ما يستحق زفرة واحدة...
فقد استهلكتها الآهات...
وجالت بها على أطراف السماء...
هناك حيث التقينا...
وتشابكت أيدينا...
لتسرق بقايا الدفء مني...
وتتركني أتخبط في برد التوحد...
وهل يستقيم الخداع ...
إلا في منحنيات العبث...
ويبني قصرا له في اللاوعي...
في ذاك المكان...
حيث تتواجدين فيه...
دون أن أدري أنك موجودة...
وتتصورين لي في أحلامي بكل الآلهة...
وكل أسفار العبادات...
حيث لا أستطيع أن أنتزعك من جوارحي...
وأجبر منهكا على احتواء العبث...
وعلى الانضمام لأكوام الركام...
ركام...كان يوما جزءاً
من قصيدتي التي نظمتها بكل ما أملك...
وقدسية حطمتها من أجلك...
ورمق حياة كنت أرجوه البقاء...
لكنه فارقني قائلا...
يا ولدي لا يصح الخلود...
ولا مناص من اليوم الموعود...
اذهب واركب قافلة من سبقوا...
وانزع عن عينيك نظرات الهيام...
وأغلقها إلى الأبد...
ولا تنتظر قرع الباب...
فلن يأتيك أحد
=====================
03/03/2019
23:40
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟