|
احفاد الكاظم تحت قبة البرلمان
سلام مسافر
الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 04:20
المحور:
كتابات ساخرة
لم يتمالك طارق الهاشمي الذي صار نائبا لرئيس الجمهورية ، نفسه من الضحك ، حين اعلن الشهرستاني ، الذي كان عالم ذرة قبل الغيبة الصغرى ، بان الشعب العراقي " سيبشر يوم السبت بالنخبة " . وكان يعلق في مؤتمر صحافي ، عقدته " النخبة " ليلة الخميس ، على تاجيل جلسة البرلمان للمرة المئة بعد الالف . وللتشويق لم يبلغ الشهرستاني الصحفيين باسماء " النخبة " التي يبشر بها اهل العراق . فخنقت الضحكة طارق الهاشمي ، ولاذ خلف طالباني من عدسات المصورين لان " نخبة " الشهرستاني المبشرة بالمناصب ، كانت تقف كلها جنبا الى جنب امام الكاميرات وتظهر على شاشات الكرة الارضية كلها . ولو كان ياسين باشا الهاشمي ، ابرزرجالات الدولة العراقية المؤسسين ، حيا ، لامر متصرف بغداد ، بحبس المؤتمرين على ذمة التحقيق لحين التثبت من هوياتهم .
وحين سالت الفضائية " العراقية " حسن السنيد ، في بث مباشر من قاعة البرلمان ، عن سبب تاخر افتتاح الجلسة " التاريخية " رد السنيد ، وهو نائب يضع رباط عنق ابيض على قميص اشد بياضا ، بان القاعة غير مكيفة وقال مانصه " الجو حار ولذلك قرر النواب ان يدخلوا دفعة واحدة " . وزاد " لكن الحر لن يثنينا عن المضي قدما في تحقيق اهداف الشعب " . وقبل ان يقذف باخر كلمة من خطبته العصماء ، تحولت الفضائية الى نائب اخر ليحلل سير العملية البرلمانية ، فقال " الانتخاب سيتم اما بالتصويت او بالاقتراع " ! ولم يفهم مذيع الفضائية ، المغزى القانوني ، لكنه عاجل المشاهدين ، بتعليق اشد ذكاء من تحليل النائب ، فقال " ان القادة يعملون لصالح الشعب لحين انجاز وطن واحد " .
واختلطت على محمود المشهداني ، التسميات فكتب كلمة يحي فيها " المجلس الوطني العراقي " الى ان ذكره احدهم بانه يتراس " مجلس النواب " . لكن الطبيب العسكري ، حرص على التنويه بان نسبه ينتهي الى الامام موسى الكاظم ، وسرت عدوى الانساب الى نائبه الكردي طيفور ، فتباهى بانه من " السادة " ، وعلى طريقته ، في ادارة شؤون الحزب والثورة ، اكمل طالباني ، الضليع بانساب الرجال ، واصول العشائر ، فنبه طيفور بان نسبه ينتهي ايضا الى موسى الكاظم . و من حق الشيخ المعمم خالد العطية ، ان ينتسب الى الامام كاظم الغيض لثباته على الحق وجهاده ضد الحكام الظالمين .
وهكذا حصل العراقيون على مجلس نيابي يتراسه احفاد ال البيت الكرام الذين بشربهم الشهرستاني ، لكنه اخفى من باب اثارة الفضول الاسماء . فالعراقيون الذين ينعمون بالامن ، وبتيار كهربائي لاينقطع 25 ساعة في اليوم ، يسهرون في المطاعم ودور السينما والمقاهي والكازينوهات حتى الصباح ، ولا ينغص ترفهم غير القلق غلى صحة المسئولين الكبار في الدولة . واراد عالم الذرة اثارة مخيلتهم الكسولة و التباري في معرفة من سيقود العراق للسنوات الاربع القادمة ، بدلا من الجلوس مخدرين ساعات وساعات امام شاشات التلفزيون ، او في المطاعم وكازينوهات اللعب واللهو ، او التنزه في الحدائق ، والتسكع في الشوراع ، والساحات المزدحمة ، بالشابات والشبان ينشدون الاغاني ، ويرقصون ، دون ان تضايقهم دبابة ، او تعيق حركتهم مفخخة ، اورتل اميركي ، ولاتلاحقهم قطعات " العقرب " و " الذئب " و" المغاوير " .
و اذ ينعم اهلنا برئاسة ، وحكومة ، ومجلس نيابي ، يقودها رهط من احفاد ال البيت ؛ هاشميون ، ومشهدانيون . طيفوريون ، وزيباريون . طالبانيون وبرزانيون . ، شهرستانيون وحكيميون . فان ابراهيم الجعفري الذي استسلم اخيرا " للسقيفة " الاميركية بدمعة اختلطت مع العرق المتصبب في قاعة المجلس ، دعا خلفائه ، بعد ان سلمهم الراية الى العمل بمبدا " الجوار المتحاجر " . وهو نهج سياسي لم يكتشفه كل ساسة العالم الغابرين و اللاحقين ، مشددا في كلمة موجزة ، مع انها استغرقت ربع ساعة ، على ان العراق بقيادته الحكيمة حقق في العام 2005 ميلادية " انجازات كبيرة تعجز عن تحقيقها اكبر دول العالم " هكذا بالنص . واوضح – ربما استنادا الى نسبية انيشتاين – بان " عداد الحركة لا يقاس على اساس عقارب الزمن " .
الدكتور الجعفري محق هذه المرة ايضا ، فالعراقيون البطرون الكسالى لايفهمون معادلة الزمن الذي تصنعه وحدات وزارة داخلية صولاغ وفي مقدمتها كتيبة " العقارب " التي لم يسلم من لدغها الصغار والكبار ، النساء والرجال ، الشيوخ والشباب .
" النائبات " المحجبات ، كن اكثر صمودا تحت قبة المجلس النيابي الخانقة ، فلم تسجل بينهن حالات تعرق غزير ، مثل النواب الذكور الناضحين الناصحين المحتسبين . وبينما اهلنا سعداء الى حد الموت ، بنوائب البرلمان الجديد ، فان " النائبة " صفية السهيل ، كانت تندب حظ المراة في مجلس تصدره الزلم ، بسترات شتوية ، واربطة عنق بيضاء فوق قمصان انصع بياضا ، في مشهد احتفالي بدا العريس زلماي خليلزاد ، الاكثر حفاوة . فقد كان سفير واشنطن في المنطقة الخضراء يتجول بين مقاعد البرلمان ، مثل متعهد حفلات " يمون " على " اهل البيت " . ولاعجب في ذلك ، لان " الجوار المتحاجر " يتوجب ان يكون لزلماي ، موقع الصدارة بين ازلام عقارب السلطة في العراق السعيد بنوائبه .
فقط كلمة عتاب واحدة ، لسعادة السفير زلماي ، اما كان الاجدر بسفير الدولة الاعظم ، ان يطلب من البيت الابيض ، ولو على اساس الاعارة ، مكيفات للبرلمان الذي انتظرت السيدة بوش وبعلها ولادته ، كما لم ينتظرا ولادة بنتهما البكر ؟ ام ان تاجيل عقد جلساته كل هذه المدة كان في انتظار وصول المكيفات التي اعاق الارهابيون دخولها الى المنطقة الخضراء ، مما دفع برئيس الوزراء المنصرف الى توصية النواب المتعرقين بان العدو الاول والاخير في بلادنا هو الارهاب ، والارهاب ، ثم الارهاب ؟ عتاب رقيق لسعادة السفيرالذي تسعدنا رؤيته في كل اجتماع وعزاء ، ويستحق بجدارة لقب " حمص " لانه في كل قدر ينبص .
#سلام_مسافر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماتم بلا حدود واكاذيب بلا رقيب
-
ما لم تقله كوندي
-
العين الدامية
-
التحرش الانتخابي
-
حكومة السراديب
-
عند جون الخبر اليقين
المزيد.....
-
-أجمل كلمة في القاموس-.. -تعريفة- ترامب وتجارة الكلمات بين ل
...
-
-يا فؤادي لا تسل أين الهوى-...50 عاما على رحيل كوكب الشرق أم
...
-
تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدرا
...
-
مسلسل طائر الرفراف الحلقة92 مترجمة للعربية تردد قناة star tv
...
-
الفنانة دنيا بطمة تنهي محكوميتها في قضية -حمزة مون بيبي- وتغ
...
-
دي?يد لينتش المخرج السينمائي الأميركي.. وداعاً!
-
مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي
...
-
ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك
...
-
مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
-
مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|