كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 18:00
المحور:
الادب والفن
ذاكرة مطعونة
عندما كنت أمد
حدج ناظريّ
من خلال كوة مهشمة
أعلى زنزانة ضيقة
في سجن
-
أرفع أستار الفضاء
عن تناثر
بقع ضوء واهنة
تخبيها مطارق
الأحداق المسدلة
عن عمى مداهم
-
وأصيخ السمع
لإرهاصات ساكتة
عن بصيص خامد
في دياجير منطوية
على حلكتها
-
واكتشف في طوافي
مجرات خامدة
تنطفأ
على درب التبانة
-
وأرى السديم
وهو يذر هشيم
الشهب
فوق البصيص
ليعمي البصر
-
وأنطح برأسي
دياجير
فاتها الألق
-
وطويتي المتعثرة
بالصبر
تقتني نور نجمة موهنة
فشلت باللحاق
في سباق
الضوء
-
وأنا الساهي
الذي ضيع الوقت
في تزاحم خطى
أقدام الساعات
المطاطية المسالة
على حيطان
الزمن
وقد عجزت
الهنيهات السالفة الذكر
والملقاة على حبل غسيل
أبد الدهر
كبندول دقة
تمحو آثار الانجراف البطيء
نحو أرزل العمر
-
وإذا ما حدجت أكثر
بإلقاء نظر
لأتبع أثر
بصيص خافت
فاته الألق
من عتمة الكون
-
فأنجرف نحو
زئير
ثقب أسود
كان يريد أن
يفترسني
في حملة
عمى مداهم
وعلى مضض
-
لولا سنا
يلوح من بعيد
ليلقي عليّ القبض
ويمسكني
من تلابيبي
لأعود أدراجي
إلى دجى حالك
بين ظهرانيكم
أيها السادة
الغلاة
أصحاب الدجى
وندماء الحلكة
وأولاد زنى
عم الظلام الدامس
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟