عمار عرب
الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 01:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
طبعا أنا لن أدخل في جدل مع أصحاب الفهم الديني السطحي لنشوء الحياة والإنسان على كوكب الأرض فنظرية التطور عمليا لم تعد نظرية لأن تطبيقاتها العملية أصبحت تستخدم يقينا في معظم جامعات العالم المرموقة ، ولكن مع كل الإحترام لداروين العظيم وللداروينيين إلا أن أول من تكلم عن نظرية التطور كان العالم المعتزلي الجاحظ قبل أكثر من ألف عام في موسوعته "الحيوان" و قد تكلم فيه عن إنتقال الصفات التي تساعد على البقاء والتكيف عبر ذراري الحيوانات بما سماه بالحرف "الإنتقاء الطبيعي " و تكلم عن تغير الصفات عبر الأجيال حيث تبقى السمات الأصلح للبقاء ..
ومع ذلك أنا شخصيا لا أعرف إن كان داروين قد إطلع على كتاب الجاحظ أم لا ولكن ربما يكون المؤرخ جون دريبر قد فعل عندما إستخدم مصطلح "نظرية التطور المحمدية" !
مما يؤكد ما ذهبت إليه عدة مرات بأن الإسلام -في أصله - لا ينقد نظرية التطور وخاصة بوجود آيات قرءانية تشير إلى ذلك ..
طبعا لازلت عند رأيي بأن القرءان ليس كتاب علم أبدا ، ولا يجب حشره في أي نظرية علمية ولكنه مع ذلك يجب أن يكون كتاب علامات إن كان فعلا كتابا سماويا ..
طبعا بعض أتباع الدين المذهبي السائد بقوة الإقصاء اليوم سيفتخرون بالعالم "المسلم" الجاحظ الذي إكتشف التطور قبل داروين - من منطلق عنصريتهم الدينية فقط- متناسين أن سلفهم إبن حنبل و خليفتهم المذهبي المفضل "المتوكل" قد كفروا المعتزلة وقتلوهم وأحرقوا كتبهم لأنهم كانوا يسمون "أئمة العقل" ، وهم الذين شذوا عن المؤسسة الدينية النقلية التقليدية ولا زال فقهاؤهم إلى يومنا هذا يكفرونهم ، مع أن التاريخ لازال يسجل بأن أفضل مراحل التطور العلمي والمعرفي للدولة العباسية كانت في عهد الخليفة العباسي "المأمون" المعتزلي لأن الإعتزال أباح حرية إستخدام العقل النقدي بكل حرية، وهو برأيي أهم شرط لتطور المجتمعات ونهضتها ..
علينا أن نعيد قراءة تاريخنا بشكل صحيح ومن خارج المنهاج إن أردنا العودة إليه ، مع أنني أفضل أن ندع التاريخ وراءنا و أن نبني على الحاضر وعيوننا على المستقبل .
#عمار_عرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟