أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال شلبي - أزمة المشتركة ام أزمتنا جميعاً؟














المزيد.....


أزمة المشتركة ام أزمتنا جميعاً؟


منال شلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6161 - 2019 / 3 / 2 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ازمة المشتركة ام أزمتنا جميعاً؟

الان وبعد الإعلان عن ائتلاف- لبيد جانتس ويعلون وتشكيلّ قوة سياسية يمينة تدّعي بانها يسارية، يُسأل السؤال الى أين تتجه السياسة العامة في الدولة واية حكومة ستفرزها الانتخابات الوشيكة؟ الشارع الاسرائيلي يتجّه نحو تبني أجندة وبرنامج عمل يميني متطرف بوجه منمّق وجميل. أسلوب مختلف في عرض الأمور لكن المضمون ذاته بما يحمله؟. ان هذا التحالف ومن يقف على راسه، بما يحمله من قيم يمينية عنصرية تمييزية، يُبقي على الوضع الأمني والسياسي ومستقبل الشعب الفلسطيني على ما هو عليه.
إزاء هذا الواقع الحالي الذي نتج في ومع اقتناع أوساط عديدة في الشارع اليهودي بضرورة المشاركة في العملية الانتخابية والتصويت تحديداً لهذا التحالف وبضرورة رفع نصبة التصويت لديهم ، تتعنّت الأحزاب العربية وتخلق لنا واقعاً جديداً لم نشهده من قبل يتعلّق بأمور تقنية حول تركيبة القائمة وترتيب المقاعد. مشهد محزن ومؤسف يخلق واقعا جديداً يتجه نحو شخصنة الأمور والتعامل بصغائرها وليس بجوهرها بدلاً من العمل من اجل خلق قائمة مشتركة تستطيع سويّةً ان تُقارع وتقاوم وتخلق خطابا جدياً لمكافحة السياسة اليمينية العنصرية .
منذ ان أقيمت المشتركة في العام 2015، ساد المجتمع العربي جواً ملي بالتفاؤل والامل بخلق واقع سياسي جديد من خلال برنامج عمل يجيب على توقعاتنا وطموحتنا كأقلية قومية ومدنية في البلاد. كان هناك شعور بالأمان والتماسك ووحدة الحال التي تجمعنا اكثر مما تفرقنا والتي تشدد على الأمور المشتركة بيننا. لكن سرعان ما اتضحت الصورة وظهرت الخلافات الحادةّ من خلال بعض الممارسات التي تتصّف بعدم وحدة الصف وعدم وضوح رؤية المشتركة وعدم وجود برنامج سياسي مكتمل يهدف الى خدمة حاجيات مجتمعنا وتطلعاته وبرنامجه السياسي. ظهرت الخلافات بأسوأ تجلياتها، ابتداءَ بقضية التناوب بعد أزمة النائب باسل غطاس وحتى اللحظة والتي من خلال هذه الخلافات اهتّم كل حزب بتمثيله وعدد نوابه مغلّباً مصلحته على مصلحة الاحزاب الاخرى وضارباً بعرض الحائط نداء الجمهور والمجتمع بالعودة الى التمحور بالعمل السياسي المجدي والمترفعّ عن كل الصغائر، لكن دون جدوى!
على مرأى من أعيننا وادراكنا نحن جميعاً كمجتمع، استمر عمل المشتركة في جو من الشرذمة بما يحمله من عدم اتفاق وخلافات بارزة وبالرغم من أصوات النقد اللاذعة والكتابات النقدية المتعددة لما تضمنته القائمة المشتركة من احداث وصراعات داخلية. نحن كمجتمع لم نأخذ دوراً ولم نعرض حلولاً ولم نخلق بديلاً لها وبات تعاملنا معها وكأنها افضل ما حصل لشعبنا، عليها نعوّل ونعتمد بثقة بالغة، دون محاولة التدخلّ سواء على المستوى الجماهيري او على مستوى القيادات الاكاديمية والثقافية والشخصيات الناشطة في العمل الأهلي، سوى محاولة هنا او هناك والتي كانت بمثابة تعاون معها والعمل من خلالها. كيف اصبحنا غير مباليين الى هذا الحد؟ كيف تمرّ الأمور مرّ الكرام خلال الأربع سنوات السابقة؟ كيف ماتت بنا روح المبادرة والعمل الميداني الموازي والمقابل للعمل البرلماني؟، دون الانتقاص من أهميته، كيف لم نتفاعل مع ما استجدّ من واقع سياسي واجتماعي كبير ومعقدّ تكاد المشتركة لا تستطيع مواجهته لوحدها؟ هناك العديد من التساؤلات والمسائلة التي يجب ان نوجهها لنا انفسنا كمجتمع وكشعب، اين نحن من هذا كله؟
لقد بتنا شعب ملقّن على جميع المستويات، تحركاتنا ونشاطاتنا هي ردة فعل للأحداث السياسية والاجتماعية اليومية الكبيرة منها والصغيرة، وما لا نعيه في هذا السياق بأن دورنا كمجتمع اكبر واشمل من دور المشتركة وهو لا يقتصر عليها ولا يُختزل بها، نحن من افرز هذه القيادة ونحن من يتحمّل مسؤولية عملها ومواكبة نشاطها وحراكها وليس العكس. هذا نوع من التداخل الذي يحتّم علينا المشاركة واخذ دور في قضايانا ما اذا حصل ذلك سيكون حتماً عملنا السياسي والاجتماعي ناجعاً وناجحاً وناجزاً.
مهمتنا ومسؤوليتنا اكبر بكثير من الذهاب الى الصندوق في يوم الانتخابات والادلاء بصوتنا لنكون بعد ذلك في دور الرقيب والمتربّص لنجاح او فشل المشتركة. ما يعني بالضرورة باننا ومنذ اليوم ومن هذه الأزمة، علينا كمجتمع العمل، وكلٌ من مكانه ومكانها، على إعادة بناء مجتمعنا والنهوض بأجيالنا الشابة وخلق قيادات واعية وخلق حراك سياسي وشعبي وجماهيري واجتماعي، يأخذ كل شخص به دوراً ويشعر بالمسؤولية اتجاهه وليس الانتظار لما "تلقنّه" لنا المشتركة من برنامج عمل سياسي واجتماعي. ومن دون الانتقاص من اهمية توجيه النقد للأحزاب والقيادات السياسية والعمل على تصليح تجربة المشتركة ، علينا ان تتذكر دائماً بان المشتركة هي وليدة حاجتنا كمجتمع ، هي جزء منا وتعكس حالتنا ووضعيتنا، هي نجاحنا واخفاقنا والتي كثيرا ما تلتقي فيها المتناقضات.
ومع التحديّات الكبيرة القديمة والمستّجدة التي افرزتها السياسية الإسرائيلية اليمينة المنمّقة التي تتجلّى بأبهى صورها القبيحة – "الجميلة" من خلال جانتس- لبيد ويعلون ولان العمل السياسي لا يبدأ ولا ينتهي بالمشتركة، بات من الضروري المشاركة في العمل السياسي وصقله وبنائه من جديد ومواكبة عمل الاحزاب السياسية وتنجيع عملها ومؤازرتها وليس العكس وهذه هي القضية الأهم.



#منال_شلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاركة السياسية للنساء الفلسطينيات في الأحزاب السياسية.
- يوم المرأة، الحركة النسوية والانتخابات
- العنف ضد النساء، خيوط متعددة للجريمة


المزيد.....




- اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق ...
- مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
- الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
- مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا ...
- السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر ...
- النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
- مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى ...
- رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
- -كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
- السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال شلبي - أزمة المشتركة ام أزمتنا جميعاً؟