أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - التحية














المزيد.....


التحية


نجيب طلال

الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 20:54
المحور: الادب والفن
    



غـَادر شقـتـه كـعادته ؛ مـرح السريرة ؛ بشوشَ الـوجْـه . متوجها نـحْـو مصعَـد العمارة .بعْـدما قضى مآربه وحاجياته؛ وتناول وجْـبته الصباحية . ضغط عـلى الـزر؛ فانفتح بابه ، فتلفظ بصباح الخير لجاره . فلم يـرد عليه الـتـَّحـيَّـة.
كـظـَم جفاء جاره ؛ متوجها إلى عمله ؛ فصادف أحَـد الساكنة ؛ فحَـيَّاه بصباح الخيـر فلم يـرد عليه الـتـَّحـيَّـة ؛ كما فعل جاره ؛ فاستغرب في الأمـر ! وظل يتساءل في دواخله عن السبب ، حتى وصل لبوابة الإدارة؟
نظر للحارسين نظرة تأمل؛ وبسرعة فكر هل يُحَـيِّـيهما أم يعْـرض عَـن تحيتهما ؟ لكن لباقته وأخلاقه . فـرضت عليه عكس ذلك ؛ فـتـَلفظ بصباح الـورد والياسمين ؛ لكـنَّ أحـَدهما أدار وجـهه ؛ والآخـر ردَّ عليه :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ابتسم ؛ وصعِـد المِصعَـد نـحو جَـناح مكـْتبه ؛ فصادف جاره الذي لم يحَـيِّيه ؛ جالسا على مقعـد الانتظار؛ ماسكا تسبيحـة الزهراء :ربما يلعب بها أو يُسبِّـح لله أن تقضيَ حاجته الإدارية ....؟
اقـترب إليه يسأل حاجته وسبب وجوده في بهو الإدارة ؟ دون أن يحَـيِّـيه ؛ فانفعل جاره وصرخ في وجهه كأنـه ابـنـُه :
- يـا أخي ؛ قـل السلام عليكم أولا؛ فهي تدعـو لسلامة الدين والعقيدة.
كعـادته ابتسم في وجـهه ؛ وحَيَّـاه بتحِـيته المعتادة .
- يا أخي ؛ إنك تخالف تًـحـيَّـة الإسلام !
- صباح الخير أوصباح الفل... أليست تـحـيَّـة ؟
- كلا ؛ إنها بـدْعة من بـدَع المشركين ؛ وخاصة هي تحية مجوسية ! والكلمة تجذب الشياطين ! ولهذا السبب لم أرد عليك صباحك ونـحْـن في المصـعَـد !
- من قال :إن صباح الخير تجْـذب الشياطين ؟!
- عُــلماؤنا الأجـلاء .
- هـؤلاء العلماء ؛ ألا يتكلمون اللغة العَـربية ؟
- المهـم صباح الخير ليست تحيـة المسلمين !
- لم يكن في عِلمي؟ ولكن هل في عِلمك أن صباح الخير يقصد بها إشراقة يوم جديد وهي إلاهية المعْـنى ؟
- اثق ربك يا رجل؛ ولا تـكُـن مـثلهـمْ .
- اثق ربك أنتَ ؛ واسمع لي جيدا؛ فهل الصباح صباح علمائك أم صباح ربِّ العالمين؟ هَـل أنت َ
صاحب الخـير أم ربُّك ؟
نظر إليه جـاره في صمت ؛ لكن بلباقة أخَـذ مـن يـده الورقة التي جاءتْ به لمصلحة الضرائب؛ وابتسم كعادته .
- انظـر لاستدعائك ؛ هاهي الإدارة تسلم عليك بصباح الخير باللغة الفرنسية !؟



#نجيب_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب ماجاء في احتفالية الوزير !! (02)
- باب ماجاء في احتفالية الوزير !! (01)
- المَسرحي - محمد ديالنا - خارج الذاكرة
- مسرحية « النشبة » في ذكرى رحيل: الطيب العلج
- مَحْضرٌ كَفيفٌ
- ما جاء في باب جوقة الإحتفالية
- فلاش باك: آفة المسرح
- موت أو صمت المسرحيين المغاربة
- هل المسرحيون لا يقرأون ؟
- المسرح الإستهلاكي
- دمعة عين لك يا جمال العَبراق
- من أهدر دم مسرح الهواة المغربي؟؟
- نسوك يا شيخ المسرحيين !!
- وداعا توهراش...المسرحي المتشائل
- نَشوة الصمت في اليوم العالمي للمسرح !
- المرأة والصنم - 02 -
- المبدع والمخابرات -03 -
- المبدع والمخابرات -02 -
- المبدع والمخابرات -01 -
- المرأة والصنم -01-


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب طلال - التحية