|
كشف التزوير في ثورة التكبير
محمد بن زكري
الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 17:52
المحور:
كتابات ساخرة
عنوان بديل : الرد بالحجة و الدليل ، على المدلسين و المساطيل ، من طِوال اللِّحَى قِصار العقول و السراويل ، و كومبرادور الدجاجة و الفيل ، و أصحاب السجع و التهاويل ؛ لدحض الأقاويل ، و كشف الزيف و الأضاليل ، في ربيع باطل الأباطيل .
هي ليست نكبة ؛ فقط بعد ثماني سنوات : مجلس نواب ساقطُ الشرعية و فاقدٌ للأهلية ، و مجلس دولة منتهي الصلاحية و منتحل للصفة ، و مجلس رئاسي غير دستوري و معيب النشأة . و المحصلة ثلاثة أجسام طفيلية تغتصب السلطة بحكم الأمر الواقع ! هي ليست نكبة ؛ فقط ثماني سنوات من تسلط الميليشيات الإسلامية و القبلية الخارجة عن القانون (و لا شرعيةَ لميليشيا) ، و ما يزيد عن 200 ألف مجند في الميليشيات المسلحة (و ليس أمام الشباب المعطلين عن العمل غير الالتحاق بالميليشيات أو الجوع) ، و أمراء الميليشيات هم السلطة العليا (الفعلية) في العاصمة المخطوفة طرابلس ! هي ليست نكبة ؛ فقط شعب مُفقَر مُجوَّع مطحون منزوع الكرامة ، و وطن ممزق ، و دولة مفككة فاشلة ، و جيش : منقسم على نفسه جهويّاً ، و مُخترَق و مؤدلج إسلاميّاً ، و ممنوع من إعادة البناء ! هي ليست نكبة ؛ فقط راتب عضو برلمان طبرق الفاسد الفاشل 16000 دينار ، عدا الامتيازات و التسهيلات . و المعاش التقاعدي لوكيل وزارة أو مدير عام سابق ، مجمد عند 450 دينارا . ولا حتى درهم واحد ، تعويض بطالة للمعَطلين - قسرا - عن العمل ! هي ليست نكبة ؛ فقط إصدار الفتاوى حسب الطلب : وفقا لمزاج ورغبة الإسلاميين ، وعلى مقاس الوكلاء التجاريين وكبار التجار . و هؤلاء و أولائك هم (تحديدا) حكام ليبيا الجدد ، سواء بحكم الأمر الواقع .. أم بصندوق الاقتراع القبلي . هي ليست نكبة ؛ فقط قتل و قطع طريق و اختطاف و اغتصاب و تهجير و نهب للأملاك العامة و الخاصة . هي ليست نكبة ؛ فقط دوران في حلقة جهنمية من الأزمات المفتعلة ، و تقاسم للسلطة و الثروة بين حكام ليبيا الجدد مِن نهازي الفرص ، و استشراء للفساد في كل أجهزة الدولة (بلا استثناء) ، و إفلات من المساءلة و العقاب . هي ليست نكبة ؛ فقط إهدار و نهب ما يربو واقعيا عن 400 مليار دينار من المال العام ، في أقل من ثمانية أعوام ! (278 مليارا خلال خمس سنوات من سنة 2012 إلى سنة 2017 حسب تقرير ديوان المحاسبة) . هي ليست نكبة ؛ فقط تكبيد خزانة الدولة خسائر تقدر بنحو 200 مليار دولار ، نتيجة الإغلاق - الميليشياوي - المتكرر لمواني و حقول النفط و الغاز ! هي ليست نكبة ؛ فقط مصادرة الحريات العامة والخاصة و تكميم الأفواه و منع التظاهر السلمي و إهدار حقوق الإنسان ! هي ليست نكبة ؛ فقط تهريب كل شيء : من تهريب الوقود إلى مالطا و ايطاليا و اليونان و تونس و تشاد و النيجر .. حتى تهريب احتياطي العملات الأجنبية (المنهوبة) ، للاستثمار الخاص بالخارج و تغذية أرصدة الحسابات الشخصية في بنوك السرية المصرفية و غسل الأموال ! هي ليست نكبة ؛ فقط السوق السوداء ، هي البنك المركزي لدولة الميليشيات (الميليشيات بأنواعها : السياسي و المالي و المسلح) ، و هي سلطةُ تحديد سعر الصرف ! هي ليست نكبة ؛ فقط مضاربة محمومة في الغذاء و الدواء و العملة .. و حتى في البشر ! هي ليست نكبة ؛ فقط سياسات إفقار و تجويع و إهدار للكرامة الإنسانية . يقودها الكومبرادور (يسمون انفسهم رجال أعمال !) ، سواء مباشرةً كحكام أم من الخلف كلوبّي ضغط . و يروّج لها الاقتصاديون المبرمَجون نيوليبراليّاً ! هي ليست نكبة ؛ فقط سعر طبق البيض (12 دينارا) ، أغلى من سعر الإنسان المقهور (بائسة مُعَهَّرَة 10 دنانير) ! هي ليست نكبة ؛ فقط الدعارة ، المباشرة (عرض و طلب) و غير المباشرة (توظيف الإناث في شركات و بنوك و خدمات القطاع الخاص) ، صارت موردا لرزق مئات الأفواه الجائعة ! هي ليست نكبة ؛ فقط بطالة تتجاوز نسبتها 70% من الشباب .. و خاصة من الذكور ! (50% حسب تقرير التنمية البشرية لعام 2016) . هي ليست نكبة ؛ فقط خريجو كليات الطب و الهندسة و الحقوق و الاقتصاد إلخ .. يضطرون لبيع جهدهم (العضلي) كعُمّال لدى القطاع الخاص ، بأجور يومية زهيدة (و بلا ضمانات) و خدمٌ - سفرجيّة - في المقاهي و المطاعم التي يملكها الميليشياويون و أثرياء السطو على المال العام و المهربون و تجار المخدرات ! هي ليست نكبة ؛ فقط هيمنة الكومبرادور على القرار السياسي ، و هيمنة كبار التجار على الاقتصاد الوطني ، و إطلاق حرية السوق بلا ضوابط ، و رفع الأسعار بنسبة تصل إلى 1000% ! هي ليست نكبة ؛ فقط سعر كيس الدقيق بلغ 200 دينارا (بدلا من 5 دنانير) ، و سعر رغيف الخبز بلغ نصف دينار (50 قرشا) ، ثم استقر مؤقتا - بثلث وزنه السابق - عند ربع دينار (بدلا من 5 قروش) / نموذجا ! هي ليست نكبة ؛ فقط بيئة اجتماعية حاضنة للإرهاب ، و خلايا نشطة و نائمة لتنظيمات و تيارات إسلامية متطرفة : داعشية و وهابية و مدخلية و قُطبية و سلفية جهادية و سلفية دعوية تكفيرية ! هي ليست نكبة ؛ فقط قبلية و شيوخ قبائل و وجهاء و أعيان و حكماء و مجالس لويا جيرغا ، و تعطيل للقانون ، و غياب كامل لمؤسسات الدولة ! هي ليست نكبة ؛ فقط دستور داعشي عنصري مَعيب متخلف ، جاهز للتمرير بقانون استفتاء جهوي تزويري ! هي ليست نكبة ؛ فقط برلمان فاسد فاشل ، و مجلس رئاسي فاسد فاشل ، و حكومات فاسدة فاشلة ، و الكل باقٍ بقوة الأمر الواقع و سلاح الميليشيات و إملاءات الأجنبي ! هي ليست نكبة ؛ فقط 90% من الشعب يعيش تحت مستوى خط الفقر المطلق ، في بلد النفط و الغاز ! هي ليست نكبة ؛ فقط لا بنية تحتية ، و لا خدمات نقل عام، و لا تعليم جيد ، و لا رعاية صحية ، و لا مساكن ، و لا وظائف ! .... هي ليست نكبة ؛ فقط فوضى السوق ، و سلع استفزازية ، وسلع استهلاكية منتهية الصلاحية ، وأدوية مغشوشة ومزورة ! . هي ليست نكبة ؛ فقط غياب الأمن وانتشار الجريمة ، و اختطاف النساء (ربما باعتبارهن سبايا) ، و سلب تحت تهديد السلاح ، و تصفيات جسدية للخصوم السياسيين و المختلفين بالرأي .. لم تستثنِ ضباط الجيش والأمن ! . هي ليست نكبة ؛ فقط استيلاء على السيارات و الآليات المسروقة - من مقار الشركات العامة و الشركات الأجنبية و من البيوت و المزارع - وتسجيلها كمِلكية خاصة ، بمقتضى رسائل صادرة عن المجالس العسكرية للميلشيات الإسلامية ، باعتبارها غنائم حرب ! هي ليست نكبة ؛ فقط انقطاع التيار الكهربائي - يوميا - دون سابق إشعار ؛ الأمر الذي تسبب في إتلاف الأجهزة الكهربائية بالبيوت .. من مكيفات هواء و سخانات وثلاجات و تلفزيونات و أجهزة كومبيوتر ، فضلا عن رواج تجارة المولدات الكهربائية المنزلية المستوردة (استنزافا للثروة الوطنية) ، و ما يصاحبها من إهدار الوقود . (حسب تقرير لديوان المحاسبة ، تم تخصيص و تسييل ما يقارب 21 مليار دينار لقطاع الكهرباء أُنفِق كامل المبلغ و لا إنجاز تحقق) ! . هي ليست نكبة ؛ فقط سوء خدمات و انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية ، وانقطاع الانترنت مع انخفاض سرعته و ارتفاع تكلفته ! . هي ليست نكبة ؛ فقط تفشي تجارة المخدرات ، إلى درجة أن مخدر الحشيش صار يباع جهارا نهارا ، على أرصفة الشوارع ! . هي ليست نكبة ؛ فقط استفحال ظاهرة الفساد المالي و الإداري : رشوة ، تزوير مستندات ، تهرب ضريبي ، تهريب - كل شيء - عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية ، و تعيين الأقارب و المحاسيب (دون سواهم) في الوظائف الحكومية و وظائف شركات القطاع العام ! . هي ليست نكبة ؛ فقط لا سياسة استخدام ، و لا تحديد حد أدنى و حد أعلى للأجور و الرواتب و المعاشات التقاعدية . و تفاقم ظاهرة البطالة بين الفئات العمرية (في سن العمل) وخاصة دون الثلاثين ، بما في ذلك بطالة حاملي المؤهلات الجامعية ، حتى إن البطالة لم تستن الأطباء و المهندسين ! . هي ليست نكبة ؛ فقط ظهور طبقة جديدة - تعد بالآلاف - من مليونيرات (غنائم) ثورة الربيع العربي الزاهر ، وهم مليونيرات جهلة سفهاء صفيقو الوجوه .. تسببوا في ارتفاع أسعار العقارات بنسبة تجاوزت 1000 % . (سعر متر الأرض خارج مخطط مدينة طرابلس ارتفع من 10 - 15 دينار إلى 250 - 500 دينار) ! . هي ليست نكبة ، فقط هي نكبة و نصف . تكبيييييييييير
#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسكلة أو إعادة إنتاج النظم التسلطية (ليبيا / نموذجا)
-
متوفر حسب الطلب
-
أكذوبة الجيش (الوطني) الليبي في دولة الميليشيات
-
مشكلة الإنسان المجوف فاقد الأبعاد
-
دكتاتورية سلطة الكومبرادور
-
( لا ) مرفوعةً إلى الأسّ العشريّ
-
هل هي إصلاحات اقتصادية ؟ (2/2)
-
هل هي - إصلاحات - اقتصادية ؟ (1 / 2)
-
لا .. لمشروع الدستور الجديد / 4
-
لا .. لمشروع الدستور الجديد / 3
-
لا .. لمشروع الدستور الجديد / 2
-
لا .. لمشروع الدستور الجديد / 1
-
الحيادُ في الدستور ، وهْمٌ وخديعة / الحالة الليبية نموذجا
-
الجماهير الرثة لا تصنع ثورة و لا تبني دولة
-
زوّجناكها
-
رمزية الجنس في أساطير ديانات الخصب
-
الخليفة عمر يغتال سعد بن عبادة و يتهم الجن باغتياله !
-
نحو الرسملة و إعادة إنتاج مشروع ليبيا الغد النيوليبرالي
-
وحدة الأمومة بين المرأة و الطبيعة
-
Pedophilia .. بما يرضي الله !
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|