أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - يوميات عادية جدا 3














المزيد.....

يوميات عادية جدا 3


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 13:58
المحور: الادب والفن
    


لقد انقضى يوم عسير بحلوه ومره وان كان فى الحقيقة لم يكن به أدنى حلاوة ،فى هذا اليوم العصيب استيقظت من النوم وارتديت ملابس وذهبت الى محطة الأتوبيس متوجها الى القاهرة فى عمل قانوني يتعلق بمعاينة خبير لمصنع حلوبات يمتلكه موكل لي توفاه الله لتقييم إيراده وحساب حصة كل مورث

وصلت فى التاسعة والنصف صباحا وجدتهم منهمكين فى نزح المياه التى أغرقت المصنع روحت استحثهم الإسراع ، حضرت الخبيرة وعاينت المكان وأوصت بالاستمرار فى النشاط لصالح القصر وهى ستعد تقريرها وانصرفت

لم انجح فى الحصول على أتعاب تليق بهذا المشوار المزعج فرأيت ان استقل القطار الى بلدتي خفضا للمصاريف

بالفعل ذهبت الى محطة القطار مستقلا قطار الرابعة إلا ثلث عصرا ، لم أرى فى حياتي على الإطلاق أسوء من هذا القطار

كان عبارة من صندوق من الحديد مكدسة فيه الأجساد البشرية فى حالة يرثى لها ، وكان الجميع فى وضع لايمكن وصفه فى ظل جو الصيف الخانق والزحام الشديد ، والذي كانت فيه أجسادنا متراصة أسوء من علبة السردين


لم استطع استيعاب إمكانية حتى موافقة البهائم على الركوب بهذه الطريقة المرعبة ، وأخذت أفكر ما الذى يدفع هؤلاء الآدميين الى الرضي بهذه الحياة المرة ، سؤال محير

ان الحيوان لا يهمه فى الحياة سوى الأكل والجنس ولا يعرف لها معنى ولايمكن ان يفكر فى الانتحار لأنه لا يعرف معنى للحياة أصلا

ترى هل فقدنا نحن المصريين فهم معنى الحياة وأصبحنا مثل الحيوانات

أرجح ان معنى الحياة لدينا فقدناه منذ امد بعيد واصبح فن الحياة ترفا لا معنى له ، ربما ما يفعله أبناء شعبنا الآن هو مجرد اللهث وراء لقمة العيش ومجرد محاولة البقاء على سطح الأرض

تسلق شاب القطار من الناحية المقابلة أمام الباب وقفته تلك منعت دخول قليل الهواء عن التسرب لداخل عربة القطار ليتنفس الركاب

رجاه احد هم التحرك قليلا فقال له الشاب أن ما يخرج من القطار هو لهب من أنفاسهم لايمكن تصوره

بالنسبة الى انتهت مشكلة هذا القطار الملعون بان عزمت على عدم ركوبه على الإطلاق مهما كان الأمر ، ولكن ماذا عن الآلاف وهم لا سبيل لهم سوى ركوبه لتوفير قروش قليلة ؟

وصلت منهكا تغذيت واستلقيت للراحة قليلا مع رواية لكافكا لم اقرأ منها سوى صفحات قلية وذهبت فى نوم عميق

ترى كيف تمر ساعتنا الأربع والعشرين دون نتيجة حاسمة ، هل تلك الحياة مقبولة

تذكرت من فورى مقولة لتليران وزير خارجية نابليون اول رئيس لجمهورية فرنسية قال فيها :
عندما اتامل نفسي وما حققته خلال سنوات عمري أصاب بالقلق ، ولكن عندما أقارن نفسي بالآخرين أحس بالاطمئنان .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات عادية جدا2
- فوبيا الفيس بوك
- يوميات عادية جدا1
- غاية الحياة الانسانية 2
- غاية الحياة الانسانية
- ذكرى وفاة الدكتور صبرى السربونى
- حلم ليلة شتاء
- شفرة الموت عند فتح الله جولن
- وقاحة ترامب
- وعاء الشعوب
- انهيار معنى الكلمة فى حياتنا
- حركة السترات الصفراء فى فرنسا
- قشطة يا بليلة
- الضعف الانسانى
- هل يكون جمال خاشقجى خالد سعيد السعودية؟
- مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين 7
- مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين 6
- مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين 5
- مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين4
- ماذا تفعل مكاتبنا التجارية بالخارج؟


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - يوميات عادية جدا 3