أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)















المزيد.....


افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 21:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


و بهذا، فان الانسان ليس بحيوان الذي لا يملك عقلا و ليس له المسؤلية امام الله و اوامره، و ليس بالملائكة التي لها عقل مطلق و ليس لها اي شر او اساءة و ليس لها اية ارادة. باختصار فان الانسان لامتلاكه العقل فانه صاحب ارادة، و عليه فان الانسان بعكس الملائكة، عندما يُؤمر لا ينفذ على الفور وبشكل مباشر، فالانسان حر و الحرية فيه طبيعي، و يحمل دوافع للشيطان و الجسد (40). و الذي يدع الانسان على ان لا يخطا و ان لا يتبع الشيطان و ملذات الجسد هو الذي يحمل الانسان على التمييز وهو الذي تقف عليه الارادة، و هو العقل. و حسب هذه الشخصية المسيحية فان الانسان لديه اعلى امكانية للاختيار و يمكنه ان يختار العمل الخير و الذي يريده الله و يمكنه ان يختار الشر الذي لا يريده الله و لكنه خير الانسان فيه ( 41)، هذا والكثير من الاجزاء الاخرى في مؤلفه الوحيد يوضح لنا الحقيقة، وهو الذي عاش في نهاية القرن الاول و بداية القرن الثاني الهجري، كان احدا من المؤيدين الاشداء لفكرة حرية الانسان ويؤمن بانه مسؤل عن افعاله . عدا ذلك، ان اخذنا ذلك بنظر الاعتبار ان كان مؤلفه باللغة اليونانية و لكنه و من اساسه لرجال الدين و الكنيسة المسيحية في ذلك العصر، فكتب و قُرأ في الشام و مناطق العراق و ايران ، اي انه كان الثقافة العامة للجمع المسيحي في حينه، و هذا ما دعا له التاثيرات الاكثر في المجتمع العربي الاسلامي الاموي و المراحل التاليه له. في الوقت الذي كان الحجج و الدلائل العقلية لدى الشخصية تشبه الحركات القدرية في الكثير من جوانبها و بالاخص ما لدى المعتزلة، و لكن هذا لا يعني ابدا ان انعدام وجود هذه التاثيرات كان مساويا لعدم ظهوره في الفضاء الاسلامي.
كما قلنا من قبل ان الجبرية في المجتمع الاموي كانت هي الايديولوجيا السياسية للسلطة الاموية لسلب ارادة الانسان، و هي في جوهرها يعبر عن ان الانسان عديم الارادة و مصيره بيد الله، و هذا ما كانت عليه الايديولوجيا السياسية للسلطة الاموية. و بالشكل ذاته فان للقدرية الخطاب الفكري السياسي المناويء و تيار اعادة ارادة التغيير للمجتمع، و لكن هذا ما ادى الى ثراءه و تقويته و في النهاية تعميق هذه الحوارات، و بلا شك يمكن ان تكون التاثيرات الخارجية قد دخلت في ذلك الوسط و كان لها الدور في تقويتها. ( العسكري) في كتابه بعنوان ( الاوائل)، و الخاص بحكاية تاريخ اولاءك الذين ظهر لديهم بدايات الشيء، اي اول من قام و قال اي شيء، يقول: كان معاوية اول شخص يقول كل الافعال لعباد الله هي من لله، م هذا جوهر المباديء الجبرية ( 42). اي معاوية اول شخص اراد ان يربط جمع الافعال السيئة و المجحفة بالقضاء و القدر لله، وبهذا الشكل ربط جميع الاعتراضات و الانتقادات لسلطة بانتقاد الارداة الالهية و قدّس به الافعال غير المقدسة و وهب المعاني السماوية و الالهية لمواقفه و قراراته الحياتية و الانسانية. و لدينا العديد من المصادر و الدلائل و القصص و البحوث العصرية في هذا الاطار( عدا المصادر الشيعية) تبرهن كلام العسكري، فان معاوية جد معاوية الحفيد، هو اول شخص استخدم العقيدة الجبرية كسلاح ايديولوجي. و هناك القصة المشهورة في ذلك، كان معاوية قد عقد اتفاقا سياسيا مع الحسن حفيد النبي على ان تكون السلطة له من بعده، و لكن لهذا السبب سُمم الحسن و توفي ( او الاصح انه سممه)،و قرر معاوية ان يكون ابنه يزيد خليفة له، وعندما ذهبوا اليه و قالوا له بانه اتفق على ان تكونة السلطة للحسين اخو الحسن وفق الاتفاق، قال ان قراري هو قضاء و قدر الله و لا يمكن لعباد الله ان يتكلموا عنه (43). و بالشكل ذاته، و من جانب اخر رويت قصة في احد اقدم المصادر التاريخية الذي يعود الى بداية القرن الثالث الهجري، عندما انتقدوا قاتل الحسين حفيد النبي و سالوه لما اقدمت على هذا الفعل؟ قال ( كان هذا فعل قُرر من السماء ) (44).
هذا مع العديد من الامثلة الاخرى يشيرون الى ان الامويين استخدموا عقيدة القضاء و القدر كسلاح ايديولوجي و سياسي تجاه المناوئين و صوروا انهم و ان اساءوا فهو امر من الله و هم ينفذوه، وفي هذا الجانب، اكثرية المصادر التاريخية يروون ان الحسن البصري ( المشرّع و العالم و الزاهد الاشهر في القرن الثاني الهجري) كان له توجه قدري، عندما زاروه و قالوا له ( ذلك الملك ( اي السلطة الاموية) انهم يسكبون دماء الناس و يسلبون ثرواتهم، و من ثم يقولون: نحن نسير على قدر الله فقط، في جوابهعلى ذلك يقول حسن: اعداء الله يكذبون (45). و كما قال ثاني باحث عربي لتاريخ الفلسفة الاسلامية، باختصار، حول ايديولوجيا سلطة الخلافة الاموية، قال الامويين فانهم على القضاء و القدر الالهي تسلموا السلطة، و عليه يجب على المسلمين ان يطيعونهم و ينفذون اوامرهم (46) .
و كما يقول باحث بارز في التاريخ حول القدريين، يقول: الدلائل حول ذلك كثيرة و واضحة، و يدعي ان ظهورهم له علاقة مع بنيتهم الاجتماعية ذاتها، انهم كانوا مناوئين سياسيين للامويين فقط، و هؤلاء اعتمدوا على العقل لهذا الفعل، و به ايضا (اي العقل) فسّروا النصوص الدينية (47), اما المناوئين لهم عملوا على رد تلك القدسية في سلطتهم الدنيوية، قالوا ان الانسان ينتج افعاله و هو مسؤل عنها، و هذا المصدر الاول لتفهم المعتزلة للعدالة الالهية، لانهم يعتقدون بان الله خير و لا يريد اكثر من الخير لعباده، لذا اي شر مصدره انسان ينتجه بنفسه و هو بنفسه مسؤل عنه (48). و هذه بداية تفعيل العقل لتفسير و فهم تلك النصوص الدينية التي يمكن ان تكون في معانيها الشكلية مخالفة مع للحقيقة المنطقية و العقلية، لذا فان الشهرستاني في تعريف مبدا العدل كثاني مبدا فكري للمعتزلة من بين المباديء الفكرية الخمسة ، يقول: عند هؤلاء فان العدالة حاجة يتطلبها العقل، و الذي هوعبارة عن اداء فعل بشكل صحيح و مصلحي( 49). اي ان الله و وفق مصلحة الناس في الدنيتين يحدد افعال الناس، في هذه الدنيا ينتج لهم الافعال الخيرة و يرشدهم و يبعدهم عن الشر و يحذرهم منه. اما في الحياة الاخرة يعاقبهم و يثيبهم على هذا المبدا العام، و هذه عدالة الله.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 23)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 22 )
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (21)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (20)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (19)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (18)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (17)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (16)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (15)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (14)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(13)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (12)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (11)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (10)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (9)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (8)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (7)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (6)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (5)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (4)


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها(24)