|
قصة عشق كنعانية- صبحي فحماوي
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 01:45
المحور:
الادب والفن
الملاحم والأساطير في رواية "قصة عشق كنعانية" صبحي فحماوي
نحن بحاجة ماسة إلى ابراز تاريخنا وتراثنا وثقافتنا وحضارتنا، ليس لتمجيدها بقدر اعطاءنا دفعة لنتجاوز واقعنا، ولنتقدم من جديد إلى مكانتنا ودورنا الحضاري، في هذه الرواية سنجد تاريخنا، تاريخ بلاد الشام، وثقافتها، والإرث الأدبي الذي خلفه أجدادنا الأوائل، سنجد ذاتنا فيما كتبوه من أدب إن كانت ملاحم أم أساطير، ونجد العلاقة الاجتماعية التي تميزت بها بلادنا، فبلادنا كانت لنا، وكنا نذهب إلى أي مدينة دون عوائق أو موانع، وهذا ما يجعلنا نسرع في التقدم إلى حياتنا الطبيعية والسوية، وليست تلك الطارئة التي أوجدها الاستعمار الغربي. إذن الراوية تطرح موضوع حيوي وشيق، ويضاف إلى هذا الميزة، لغة الأساطير والملاحم التي استخدمها السارد، فهي لغة البعل ودانيال وفي العلا عندما، وجلجامش، عشتار وتموزي، وهي لغة الكتاب المقدس، ولغة القرآن الكريم، ومن جمالية الراوية أنها ـ أحيانا تغرب الحدث الأسطوري/الملحمي، مما يعطي القارئ مساحة للتفكير، والتقدم من النص الملحمي/الأسطوري، وقد كسر السارد حاجز السرد في كل فصول الراوية، من خلال تقديم وجهة نظر في مجرى الأحداث، كل هذا يجعلنا أمام رواية مميزة وتستحق أن نتوقف عندها. تبدأ الرواية بطرح مباشر حول أهمية التاريخ وأهمية الآثار لمنطقتنا وللغام، ورغم أن هذا الطرح جاء بشكل مباشر، إلا أننا نتفهمه لأنه صادر عن عالم آثار يحرص على كل قطعة أثرية ويهتم بها كما تهتم الأم بوليدها: "وهذه الأمانة ليست مزحة، إنها مسؤولية. ففي أيامنا هذه، تجد الجشعين الجهلاء يحفرون، باحثين عن كنوز الذهب، وعندما يصادفهم تمثال قائد كنعاني مهول مثل الملك صادق، أو امرأة بجمال الربة عناة، ذات النهدين الرمانتين، فإنهم يفغشون رأس التمثال، الذي هو مثل الوطن، لا يباع، ولا يُثمّن بالذهب. وأما عندنا، فالنمرود منهم يأخذ رأس التمثال، ويبيعه لجهة أجنبية، تتبنى هذه الآثار اليتيمة، وتحتضنها، وترعاها في متاحفها، ثم تنسبها لتاريخها، مُسكِتةً تاريخنا الفلسطيني العريق. هذه الجهة التي تعمل على أن يكون كل شيء لها، يسمونها اليوم "شريك استراتيجي" يشتريه هذا "الشريك الاستراتيجي" بعشرة دولارات، تماماً كما يشتري كل أشيائنا بعشرة دولارات! ونحن نأخذ العشرة دولارات ونشتري بها حلاوة، ونأكلها، فنفرح بعيشنا آثمين!" "فأجيبك إنني عندما أعيش تاريخ الأُحفورات، فإنما أضيف عمراً إلى عمري، لا بل أوصل عمري الحالي بالماضي، فأضيف السبعة آلاف سنة منذ أن نشأت فيها الحضارة الكنعانية، إلى عمري الحالي، الذي يناهز- هذه السنة - الثانية والعشرين، فيصير عمري سبعة آلاف سنة ونيف.. هل تلاحظ كم هو عمري ضئيل، أمام عمر التاريخ المحيط، الهادر من حولي؟" "عمر" عالم الآثار لا يمكنه أن يقدم فكرته كما يقدمها الأديب، فعالمه مختلف عن عالم الأدباء الذين يحسنون كيفية تقدم الفكرة وجعل المتلقي يتقبلها وترسخ فيه، من هنا نجد اللغة المباشرة والصريحة التي تتحدث عن أهمية الآثار وكيف ينظر إليها "عمر".
الثقافة الدينية والقرآن الكريم يحرص السارد على عصرنة شخصياته الملحمة والأسطورية من خلال جعلها تتكلم بلغة دينة إسلامية مستخدمة ـ أحيانا ـ القرآن الكريم، وهذا ما يجعل الرواية ملازمة لعصرنا وثقافتنا، واعتقد هذه اللغة كافية لتربطنا بتلك الشخصيات الماضية والغارق في التاريخ، وجعلها قريبة منا.
" لو عرضت على الجبال، لأبين أن يحملنها، وحملها الإنسان. إنه كان ظلوماً جهولا..)" "ليس فيها شمساً ولا زمهريراً" "وهو الذي يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، وقد بلغت القلوب الحناجر" " كان ممن التجأ إلى كهف قريب، نفر من رعاة الأغنام، الذين اعتقدوا أنهم سيدخلونه بسلام آمنين" المقطع الأول فقط جاء على لسان السارد "عمر" وبقية المقاطع جاءت من خلال شخصيات الملاحم والأساطير الكنعانية.
التراث الكنعاني الملاحم والأساطير الكنعانية تنظر إلى الحياة من خلال الطبيعية وأثرها على الأرض، فما يشاهده الكنعاني من تغييرات في الفصول من خلال المطر والخريف، ومن خلال الربيع والخريف، فهو يعتبر تعاقب الفصول/الأخوال حالة طبيعية، لهذا يتقبل الشدائد والصعاب كما يتقبل الخير والرخاء، هذا هو الإرث الثقافي الذي خلفه لنا اجدادونا في أدبهم المكتوب: " تبذرين القمح في الحقول، تبذرين الآمال الكبار، تبذرين السلام والمحبة، تمطرين الأرض عسلاً ندياً، ويسيل السمن من يديك في السواقي. تلونين الحقول بالخضرة، تُبرعمين الأفرع المورقة بالأزهار، تحبل الأزهار بالثمار، يتسلل الندى العسلي إلى عناقيد الكرمة، وتحتفلين بعودة بعل من الموت، ليحيا من جديد، ويعيد تخصيب النماء." في هذا المقطع نجد ارتباط الكنعاني بالأرض، فالحياة الريفية نجدها بكل تفاصيلها، بعيدا عن عالم الآلات والتكنلوجيا المعاصرة، وقد قدم بشكله الملحمي/الأسطوري، وإذا ما رجعنا إلى ملحمة البعل أو دانيال، سنجد عين الأسلوب واللغة والطريقة التقديم، وهنا يكون السارد قد قدم لنا نص ملحمي/اسطوري، وفي ذات الوقت امتعنا بهذا الشكل الجديد للرواية العربية. قلنا أن الكنعاني نظر إلى الطبيعية نظرة متوازنة، فيها الخصب وفيها الجذب، في الربيع وفيها الخريف، وهذا ما نجده في طبيعية وصفات الآلهة التي عبدها، فهناك "البعل" رمز الخير والخصب والنماء، وهناك "موت" رمز الموت والقحط والجفاف، وتحدثنا ملحمة البعل عن هذا الأمر: " يرسل الرياح والأعاصير، فلا تسمع إلا صوت الريح، ولا ترى سوى انهمار المطر، وبعدها تخضرّ الأرض، وتتفتح الأزاهير. بعل لا يستبعد من رعايته أحد، فهو يرعى تلقيح الأبقار وولادة الماعز. أزهار اللوز والزيتون والتفاح لا تخصب إلا برعايته، والحبوب والكروم لا تنضج إلا بإرادته، والنحل بمشيئته يلقح الأزهار، والأيائل تتلاقح بطاقته، فنجد كل صفات الخير والخصب مرتبطة بالإله "بعل" فهو الباعث للخير وسبب النماء على الأرض، لهذا نجده يقدم بأحسن الصفات. ولم تقتصر الملاحم الكنعانية على ذكر صفات البعل الخيرية، بل نجد فيها تمجيد وتعظيم لهذا الإله: "إذ يثير شبقَها، فتتقدم راغبة." تربى بعل مع حيوانات البرية، وراح يرسل الضباب والندى، ويُسقط المطر،" " يا إله الخصب والنماء، وأمل الحياة . يا من يرتبط اسمك بالمطر والسحاب والصواعق والبرق. لولاك ما كان على بيادرنا قمح ولا حبوب، ولا شبعنا الرغيف. ولا حملت امرأة، ولا شاه. لولاك ما أثمرت شجرة، ولا غرد عصفور، ولا حلبت بقرة. يا رب الكنعانيين الصغير. يا من أطلقت اسم أمك عشيرة، على كل عشائر الكنعانيين،" في المقطع السابق نجد صلاة الكنعاني لإله الخير "البعل"، فمن خلال هذا المقطع يمكننا الاستنتاج أن الكنعاني كان يحرص على ذكر فضائل الإله وتمجيده من خلال العطايا التي يقدمها، وكأنه من خلالها يريد أن يبقى محافظا ومتمسكا بهذا الخير وهذا الإله. لكن في الخريف، عندما يبدأ ذهاب الخير، وتأتي الريح ويزيل الخضر عن الأرض ويبدأ "موت" في أخذ دوره في الحياة: " ينزل بعل في أغوار موت، ويهبط في هاوية شدقيه، فتخرج النساء بالعويل والبكاء، وتقشعر أبدان شجر الزيتون، فيتجلد ويصاب بالجفاف، ويذوي ثمر الكروم، ويشح عطاء الأرض، ويصير رأس الحمار بمائة شاقل فضة.. الرب القوي بعل ترتعد الآن فرائصه، الذي كانت فرسه الغيوم، تقع عليه اليوم رهبة الجحيم. مُحزنٌ بعل العظيم، وهو يتذلل لموت البشع!" " إذا مات الرب بعل، فما مصير بني كنعان؟ ما مصير جموع البشر؟ لا ندى، ولا غيث! الوديان لن تجري فيها المياه ! لن يسمع صوت بعل الرخيم في أفواه الحمائم والبلابل ! فلترسل السحب رذاذ الخريف، وليهطل المطر ليبدد الجفاف. وليسق الندى عناقيد الصيف. لن أسمح بموت بعل، ولو نزلتُ إلى الهاوية في أثره! ولن يسمح الأب بموت ابنه، حتى ولو شق عصا الطاعة على أبيه.. صحيح أن بعل مندفع أكثر من اللزوم، ويريد أن يتجاوز أمه وأباه، مثلما فعل بجدته يم، التي خلقت الدنيا وشقت السماء عن الأرض، فأقصاها بعل عن العالمين، ليوقف سلطتها بعد النشوء ، فيتفرغ أبوه ال لشؤون الدنيا كلها والآخرة.." إذا ما توقفنا عند هذا المقطع نجد ذكر (مخفف) للجذب الذي أصاب أرض كنعاني والكنعاني، وهناك تذكر لحالة الصراع بين "البعل وموت" وتدخل الإله "ال" الذي يميل إلى البعل والخير، لهذا نجده يقف مع "البعل" ضد "الموت" وهذا ناتج عن طبيعية الكنعاني الذي يميل إلى الخير وخصب والنماء، وليس إلى الموت والخراب والقحط، من هنا يمكننا الاستنتاج أن العقل الباطن للكنعاني يتجه إلى الخير والخصب والنماء، وليس إلى الخراب والموت، وهذا ما نجده عندما يتم تقديم حالة الخير من جديد: ولكن بعل هو رب حياة كنعان وبقائها، رب خصبنا ونمائنا، وخيرنا وثمراتنا.. إنه رب العمل والعطاء على أرضنا ،" " فعيد إلى بعل حيويته. السموات تمطر سمناً، والسواقي تجري عسلاً، مبتهجة بالحبيب. هذه إشارات عودة الحيوية إلى الأمير سيد الأرض، العلي بعل قام! يبتهج رب الخصب ويفرح ، يدق الأرض بقدميه، ويذهب عنه عبوسه، الضحك يملأ شدقيه وهو يقول: الآن يركن قلبي بين ضلوعي وأستريح. العلي بعل حي يرزق. الأمير سيد الأرض هنا! العلي بعل قام! يبتهج رب الخصب ويفرح ، يدق الأرض بقدميه، ويذهب عنه عبوسه، الضحك يملأ شدقيه وهو يقول: الآن يركن قلبي بين ضلوعي وأستريح. العلي بعل حي يرزق. الأمير سيد الأرض هنا!" " " وهذا المقطع الذي يذكر الخير الذي يعم الأرض ويفرح الإنسان، يؤكد على أن الكنعاني يحرص على ذكر الخير أكثر من القحط، وعلى أن أرض كنعان بلاد الخير والخصب، من هنا نجد انعكاس لهذا الأثر في الأدب الذي انتجوه قبل آلف السنين. وهناك تركيز على اظهار الفرح من خلال "الضحك يملأ شدقيه" وهذه اشارة إلى أن الخير لم يكن يقتصر على ملئ البطن، بل مقرون بأثره على الفعل الإنساني "الضحك والفرح".
قصة الخليقة "في العلا عندما" هذه الملحمة تعتبر أول ملحمة انتجاها البشر تتحدث عن طريفة إيجاد وخلق الكون، وهو سومرية في الأساس، لكن السارد هنا يعتبرها ضمن الانجاز الحضاري والثقافي الكنعاني، ـ وهذا صحيح تماما ـ لأن حضارة وثقافية الهلال الخصيب حضارة واحدة: """ بخار وضباب، ومياه مالحة، تتلاقح مع مياه حلوة ، وعجينة ترابية تنعجن ضمن هذا ال هولي ال عظيم، عالم ضبابي غير واضح ال معالم ، يبدو مثل بيضة لا نهائية ال حجم، تشقها الإلهة الأولى، الإلهة الأم (يم) إلى شقين.. قامت ال حياة، وانشق ال كون.. فصار نصفه ال علوي سماءً وضباباً وبخاراً ، عمّدَته يم بالربة شمس نهاراً ، وبالقمر والنجوم المتلألئة ليلاً ، وجعلت نصفه السفلي أرضاً ، ثم خلقت ابنها الإله ال . وبينما هو نائم، سحبت أحد أضلاعه ، وخلقت منه امرأة سمتها عشيرة، فجعلتها زوجة له ، إلى هنا النص الروائي منسجم ومتماثل مع الملحمة، والاختلاف نجده فقط في أسماء الإلهة، فالإله "مردوخ هو الذي قاد التمرد على "تيامات وأبسو" وليس الإله "ال" لكن مسار الاحداث متقارب ومتماثل.
"التي تتصارع وتتعاون على سطح ال أرض، ثم نفخت يم من روحها، فهطلت أمطار ال ربة طلية مدرارة، وتجمعت ال مياه العذبة هنا وهناك، فأجراها الرب نهر بين ال وهاد، فإذا ال خضرة وال حشرات وال زواحف وال ماشية وال ناس، يدبون في كل ال أرجاء، وتتكامل ال حياة على سطح ال أرض،" أيضا نجد عين فكرة تنظيم الكون الذي حدثت بهد قتل "تيامات" لكن الملحمة السومرية لا تذكر "عشيرة" بل "مردوخ" والتغيير الذي أحدثه السارد في الملحمة كان من خلال هذا الفقرة: فيخصبه حفيدها ال رب بعل بالتناسل والتكاثر، لكل ال كائنات ال حية، من نباتات وحيوانات، وأناس.. ما هذا الكون المحب القاتل ؟ ما هذه السمكة المُعتدى عليها من السمك الأكبر ، والمعتدية في نفس الوقت على السمك الأصغر! ما هذا الرب بعل، الذي يتآمر على إلهه وعلى أبيه ال ؟ ما موت، الذي يقتل أخاه، بعل الحياة، وما عناة، التي تجمع شمل ال محبين، وتخلق الأُسَرَ المنبثقة من ال زواج ال شرعي، فتصير روح ال عطاء وال تسامح وال كرم وال محبة؟ وسماء الربة شاما، بلاد ال شام، بلاد السماء!" "" إلهتي يم، معبودتي الأم ! الكنعانية التي أجريت في عروقنا الدم! والتي خلقت فينا الحواس. يا صاحبة المياه العذبة التي تنعش كل حي. يا صاحبة البحار التي تحوي عوالم أخرى. يا جدة شام رب السماء. يا صاحبة النظام الهيولي الأزل، يا من خلقت من تلك العجينة الهولامية أرضاً، ومن البخار والضباب سماءً، وبيديك قامت ساعة النشء، وانشقت العجينة البيضاوية إلى نصفين، فصارت السماء فوقنا، والأرض تحتنا." في الملحمة السومرية لا نجد ذكر "لبعل، عناة، موت، يم" وهذا التغريب للأحداث يدفع بالمتلقي ليتقدم من الملحمة "في العلا عندما" ليعرف أكثر عن هذه الملحمة، وهذا ما يحسب للسارد الذي حفز القارئ عن معرفة الملحمة من مصادرها الرئيسة، وليس من خلال الرواية فقط. ملحمة جلجامش ملحمة جلجامش تتحدث عن "انكيدو" الذي تخلقه الآلهة ليكون ندا لجلجامش، لكنها تضعه في البرية، فيكون متوحشا كحال الحيوان في الفلاة، وبعد أن يحلم "جلجامش" بالوتد الذي لا يستطيع خلعه، تخبره أمه "نسنون" أن هناك صديق وفي سيكون له، وبعد أنم يعلم بوجود الوحش في الغابة يخرب المصائد والكمائن للصيادين، يقترح عليه أن يرسل له "بغيا" لتروضه، وفعلا يضاجع "انكيدو" البغي لمدة سبع ليالي متواصلة، وبعدها تنكره حيوانات الغابة، فتمسكه البغي بيدها وتقوده كما تقود الأم وليها وتأخذه إلى "أوراك" مدينة جلجامش" فالملحمة تأخذ منحى جديد من خلال ممارسة الجنس بين البغي وانكيدو، وما كانت لتحدث أحداث الملحمة دون البغي التي استطاعت أن تأنسن الوحش انكيدو. في أول لقاء بينهما تحدث المنازلة بينهما، إلى أن يقع "انكيدو على الأرض بينما بقى "جلجامش" واقفا، وبعد تحدث الصداقة بينهما، ويخوضان معا مغامرة "غابة الأرز" ويقتل فيها الوحش المرعب "خمبابا" وبعدها تتقدم "عشتار" طالبة من "جلجامش" ليكون زوجا لها، لكنه يرفض ويحدثها بحديث لا يليق بها، مبينا عيوبها وما فعلته مع الآخرين بعد أن أخذت حاجتها منهم، وبعد هذا الخطاب غير الودي تصعد إلى السماء وتطلب من "أنليل" أن يرسل ثور السماء ليقتص من جلجامش" يتصدى جلجامش وانكيدو للثورة ويقتلانه، بعدها تقرر الآلهة أن يموت "انكيدو" وبعد موته يذهب جلجامش في بحثه عن الخلود، برحلة طويلة وشاقة، إلى أن يقابل "أوبشتيم" الخالد، فيتعرض لمتحان أن يبقى مستيقظا ليحصل على الخلود، لكنه ينام لمدة سبعة أيام، وهنا تتدخل زوجة أوبشتيم لصالح جلجامش، فيعطى عشبة الخلود، يقرر جلجامش أن يعود بها إلى مدينته "أوراك" ليعطيها لأهل بلده، لكنه في طريق العودة تأتي الأفعى وتأكل العشبة، وعندها يقول جلجامش : لمن تعبت يداك يا جلجامش! لأفعى الأرض" السارد يغرب شخصيات الملحة السومرية من خلال قوله: "" فخرجت عشتار من بين الأمواج، ربة الجمال والحب والخصب، ونشرت معها المحبة والبهجة واللذة. شاهدته عشتار على هذا الحال الأرعن، رأت الوحش المتحفز في بعل ، أبصرت القوي الآتي من قلب الغابات ، أُعجبت به البغي المقدسة، فقعدت له على الشاطىء، تتمنى أن يخصبها ، فشقت ثوبها نصفين، وألبسته واحداً منهما، لتكسي عريه، فكشفت عن فتنتها، وأبانت أسرار الجسد. فرآها بعل، وانجذب إليها، فألهبت مشاعره، ثم راودته عن نفسه، وقامت بدور المرأة اللعوب، البغي المقدسة، فانقض عليها ، وبالقبلات دغدغ مفاتن جسدها. نام بعل مع عشتار سبع ليال متواصلات، حتى شبع منها وأشبع شبق أنوثتها، ثم قام إلى ثيرانه عند الوادي، ولكن قواه قد وهنت وخارت، خذلته ركبتاه عندما أراد اللحاق بها، أضحى خائر القوى ، لا يطيق العدو كما كان يفعل من قبل. ولكنه صار ذكياً، واسع الحيلة، راجح العقل. قالت له عشتار : صرت تفهم مثل إل، بعدما تزوج من عشيرة. تعال آخذك إلى دمشق، ذات الأسوار الكبار، لنُتوِّج داغون رباً هناك تعبده بلاد السماء، وأذهب معك إلى أوغاريت ، لأجعل الملك الكبير يقدسك،" " هلمي يا عشتار ، خذيني إلى نصب ال ، إلى حيث يحكم بالحول والقوة،" " وسأصرخ في قلبه قائلاً: أنا الأقوى ! أنا الذي سيبدل مصائر البشر! الابن بعل، هو الأشد والأقوى من أبيه ال !" السارد يغرب حدث إنسانة "الوحش "انكيدو" إلى "بعل" ويجعل البغي "عشتار" ويبدل دمشق ب"أوراك" "وجلجامش بالملك الكبير، لكن مسار قصة البغي وانكيدو يأخذ عين المسار حتى أن السارد يستخدم ذات المقاطع التي جاءت في الملحمة السومرية. " رمزية الإله "موت" رغم عدم رغبة الكنعاني بالموت إلا أنه عده حالة طبيعية وتحدث عنه بمكانة أقل من البعل، فهو جزء من الطبيعة من هنا لم يأخذ عين المكانة التي أخذها البعل، واقتصر ذكرة والأثر الذي يتركه في الملاحم الكنعانية بشكل يخدم فكرة الملحمة/الأسطورة ليس أكثر، بينما نجد السارد هنا يقدمه برمزية تشير إلى دولة الاحتلال وما تحدثه من خرب في الأرض والإنسان: " يا موت، رد لي بعلي !" فأجابها موت قائلاً : "ما خطبك أيتها السيدة العذراء عناة.. فأنا أجوب الجبال حتى الأغوار، وأطوف التلال حتى أحشاء التراب، فلا أشبع من لحم ابن كنعان، وكأنني محروم من لحوم الحيوان .. الجوع والعذاب يزايلانني ويسكنان جسدي ، من جراء بعلك، تجرعت مرارة القهر، وفي غربال غربلوا جسدي. وبسبب بعلك، قاسيت طعنة الحربة، وذقت النار التي أحرقتني، ومن جراء بعلك، بُعثِرت فوق تربة حقول الكون، وذُرِرت ذُريرات على وجه المياه. إنه علّة شقائي. والآن وبعد أن جاءت فرصتي في التهام الطعام، فليكن شعبك اليوم غذاء لي. أي عناة: سأمضي، فأستأصل جنس البشر، أنا موت، ربكم، أقف أمامكم، فانقرضوا، وتلاشوا من أمامي." يعلن موت لذويه: " يا إخوتي، بعل وشعبه الكنعاني لنا ضحية، وأرضهم وهبت لنا. سنرث شعباً كنعانياً عظيماً ، كل مكان تدوسه بطون أقدامكم، يكون لكم، لا يقف إنسان في وجهكم، تخربون جميع الأماكن التي لا تخضع لكم ، وتردمون آبار مياههم، وتحرقون غاباتهم، وتخلعون الشجر المثمر من حقولهم ، وتأكلون كل شعوبهم الذين أدفعهم إليكم. لا تشفق عيونكم عليهم، كل من ذهب وراء بعل الكنعاني أبيده، وأمحو اسمه من هذا المكان. أنا أبيد أطفالهم ونساءهم وحميرهم، وأذلهم أمامكم. فلتفرحوا بكل ما تمتد إليه أيديكم؛ أرضهم حنطة وشعير، وكروم وتين ورمان، فهي لكم. أرضهم زيتون وزيت وعسل، فهو لكم. وبيوتهم مملوءة كل خير لم تملأوها، فهي لكم، وآبارهم التي تستولون عليها محفورة لم تحفروها، فهي لكم، وكروم زيتونهم لم تغرسوها، فهي لكم. لا يعوزكم فيها شيء. أرض حجارتها حديد، فهي لكم، ومن جبالها تحفرون نحاساً، فهو لكم." وقام موت، فذهب إلى حيث يتعذب بعل في سفح الكرمل، بين البقاء والعدم ،" الرمز واضح في المقطع السابق، فليس هناك ذكر لإله "موت" بهذه التفاصيل في الملاحم والأساطير الكنعانية، كما أنه لا يوجد حديث للموت بهذه الصيغة التي جاءت آنفا، لكن السارد أراد أن تكون روايته مرتبطة بالواقع الكنعاني الذي نعيشه الآن، فاستخدم هذه الرمزية الجميلة، ليتحدث عن الخراب والموت، واعتقد أن المقطع السابق يخدم فكرة استمرار حالة الصراع بين البعل/الخير/الكنعاني وبين موت/القحط/الاحتلال، فعلينا أن ننظر إلى ما يجري في الأرض فلسطين/كنعان على أنه جزء طبيعي من الحياة، لأن الخير قادم بقدوم البعل/الحياة. ربط الماضي بالحاضر السارد لا يكتفي باستخدام الرمزية في روايته، بل نجده يربط الملاحم/الأساطير الكنعانية بواقع غزة الآن، فهناك الحصار والسجن الجماعي الذي تعيشه: " غزة تهاجم البحر! يشعر شعب غزة المكلوم بحزن كئيب، نظراً لغياب الرب بعل عنهم، إذ تذوي أوراق حقولهم، وتتقزم محاصيلهم، وتنتشر إشاعة مفادها أن الرب موت يحاصر أخاه الرب بعل، ويضعفه، ويحاول قتله، وإرساله إلى سابع طبقة جحيم تحت الأرض،" هذه الاشارة تحسب للسارد الذي يصر على ربط التراث الكنعاني بما يجري على أرض الواقع، فهو لا يريد تقدم مادة تاريخية أدبية متعلقة بالملاحم والاساطير الكنعانية فحسب، بل أيضا يريد أن يشير إلى استمرارية تلك الملاحم والاساطير على الأرض الكنعانية حتى اللحظة، من خلال ربطه بواقع غزة المحاصرة. ويستخدم السارد مقطع يتماثل شكلا ولفظا ومضمونا مع الملاحم والأساطير الكنعانية، والذي جاء: "- ال رحمن، ال رحيم. سيدي خليل الرحمن، ملك حبرون العظيم: نحن نعيش أيام شدة في مملكة غزة، نفس الشدة التي تعيشها معظم ممالك فلسطين، ذلك لأن بعل يتراجع أمام توحش موت في وجهه. لا شك أن الملك الكبير في أوغاريت قد انقلب على ديننا، وختلنا في مستقبلنا، إنه يشرب حتى يسكر، ويكفر ب إيل وعشيرة، ويتخذ سُرِّية من نساء عشتار. وبدل أن يحمي جماعته، ثارت ثائرته، وهاجم جيشه كل من حوله، حتى القريتيين المؤمنين مثله ببعل إلهاً،" الجميل في هذا المقطع وجود ربط اسباب التقهقر إلى "تراجع البعل امام موت، وأيضا خيانة ملك "أوغاريت" وغرقه في اللهو والمجون، وهذا الفكرة تتماثل تماما مع تلك التي ينسبها الكنعاني الآن إلى أسباب التقهقر والتراجع للأمة، اسباب ربانية وأخرى بشرية، متعلقة بأفعال واعمال الناس. المرأة ومكانتها المرأة أخذت مكانتها في الملاحم والأساطير الكنعانية كحال الرجل، فهناك أكثر من ربة تم ذكرها، "عشتار، عناة، عشيرة، ندية، لكن السارد يقدم الإلهة بطريقة أخرى، تجمع بين الأسطورة والحاضر، فتكون أسطورة وحاضرة في ذات الوقت،
"- من هذه التي تمطر وتخصب وتثمر؟ ما هذا العالم السحري الذي أحيا فيه؟ من بين الأغصان المتعانقة بالخضرة، يظهر ظل امرأة.. شكلها من آثارنا، ولكنها حيةٌ تسعى! نور امرأة رائعة الحسن، شهية النظرات. عيناها تتكلم. ترسم المحبة على الشفتين! ولكن لماذا لا تتكلمين؟ أنت! يا أنت! هيه! أيها الطيف الجميل! أنت! من أنت؟ من تكونين يا شعاع جمال أخاذ، يطل من أغصان الغابة الإلهية؟ قولي، كلميني!" "" نعم أنا عناة ، ابنة الإله إل، وابنة الإلهة عشيرة، وأخت الرب بعل."" "" إنه ليس حلم منتصف ليلة صيف! إنني حقيقة تسعى! إنني عناة التي ذكرت!"" " في الحقيقة، كنتُ أُراقبكَ منذ ولدت يا عمر ، وأرى فيكَ معاشي، كانت نظراتي ترعاكَ في كل مكان تذهب إليه، وأتابعكَ وأنت تدرس علوم التاريخ والأُحفورات في جامعة حيفا، وألهث وراءك وأنت تحفر هنا وهناك. أنت باحث ذو بصيرة، ترى وتدرك كل ما حولك، فنحن الكنعانيين ، ما زلنا نعيش حياتنا في كل الساحل والمرتفعات والوديان، وداخل كهوف النطّوف، وتحت الأرض.. لقد تراجعنا إلى المغارات.. هدم الأعداء البيوت على ساكنيها، فحمتنا مغارات النطّوف ، وجعلتنا نبقى ونستمر.."" "" سأقدم لك يا عمر مخطوطات كنتُ قد دفنتها تحت الصخر، مثبتة تحت هذا الضريح الأيمن، داخل عتمة المغارة. اقرأها، فستعرف كل شيء." تدخل "عمر" في مجرى الأحداث الملحمية/الأسطورية يعطي حيوية للرواية، ويجعلنا نميل إلى تلك المرأة/الربة التي تحدثت مع "عمر" فنريد أن نعرفها اكثر، جمالها، أوصافها، أخلاقها، وهذا ما يجعلنا نتقدم من الأدب الكنعاني لنحصل على مبتغانا. عشتار وتموزي/ انشاد الاناشيد في ملحمة "عشتار ومأساة تموز" نجد الصراع بين الفلاح والراعي وتنافسهما على عشتار، والتي تنتهي بالاقتران بالراعي تموزي، بعد أن يقصي خصمه الفلاح من خلال المناظرة التي جرت بينهما، ومن ضمن الملحمة طلب "عشتار من حبيبها "تموزي" ليقوم ببعض الأفعال التي تريدها المرأة من الرجل، وهذا الطلبات اعادة صياغتها في العهد القديم ضمن "انشاد الأناشيد" التوراتي. يقدمنا السارد من "ملحمة عشتار ومأساة تموز" من خلال هذا المقطع: "" عريسي يائيل، وحبيبي الجميل، أيها الليث، ساكن روحي ، حبك ممتع، يطفىء لهيب قلبي. ها أنذا أرتعش أمامك، يا بعلي قم بي إلى مخدعك، ودعني هناك أغمرك بشوقي وحناني. ممتع حبك، وحلو مذاقه كالعسل، لمساتك يا حبيبي تثير جسدي، سمنك العسلي سيسيل في مهدي. سأستمتع بطولك وجمال قدك، رطِّب شفاهي برضاب قبلاتك، وخذني لأحيا في نعيم جناتك، حبك أطيب من الخمر، ورائحة أدهانك أطيب من العنبر. عطاؤك يا ايل دهن مهراق، ولذا رهنتُ حياتي لهواك، اجذبني فألحق بك كالملاك، أدخلني إلى مخدعك، لأُبهجك بنعيم طهري، ستسعدني عندما تنال وطرك مني، وسأخبر أمي بسخائك، فتكثر لك الدعاء، وستخبر أبي، فتكونان معاً أعز الأصدقاء." فيجيبها يائيل مغنياً : "قد سكنت قلبي يا أجمل عروس، وسبيتني فالتقت روحانا، واأتلفت النفوس. محبتك عندي أطيب من الخمر، ورائحة أدهانك شذى العنبر. شفتاك يا عروسي تقطران العسل، سأدخل بك الليلة في بيت ال، وأنت التي ستغمريني بدفء حنانك ، فأسقيك خمراً معصوراً من قطوف كرومي."" السارد يغرب الملحمة السومرية من خلال تغيير الاسماء، لكن مجرى الحوار بين "عشتار وتموزي يأخذ عين المنحى الملحمي، واعتقد أن السارد أراد بها المقطع أن يشير إلى قدم النص السومري على النص التوراتي، مما يدفل من ليس عنده علم بهذا الأمر أن يبدأ البحث عن المبررات التي جعلت "عمر" يقدم على استخدام الشكل الملحمي/الأسطوري في تقديم "انشاد الأناشيد. المكان والمدن الانتاج الأدبي والثقافي الكنعاني مرتبط بالأرض، في أحد أهم مصادرة تلك الثقافة، السارد يحدثنا عن المدن الكنعانية، تلك المدن التي كانت منارات للآخرين، وكأنه من خلال ذكر تلك المدن يؤكد على وحدة بلاد الشام من جهة، وعلى ارتباط الكنعاني بها من جهة أخرى، فعلاقة الكنعاني بالأرض علاقة فريدة في نوعها، وإذا عدنا إلى ما ينتجه الفلسطيني من أدب، نجد يتمحور حول المكان وبتفاصيله الدقيقة، وكأنه يستمد منه وجوده، وهذا ما نجد في بعض الروايات كما هو حال في رواية "الباطن" "لصافي صافي" التي تتحدث عن علاقة متنامية بين المكان والإنسان، يحدثنا السارد عن المكان: "الأمة الكنعانية تنتشر في البلاد ، من الأموريين في حماة وحلب ، وفي الشام، شاما، شاميما، أرض السماء ، وفي أوغاريت الملك الكبير ، وجزيرة أرواد بحراً، وعلى شواطىء جبيل وبيروت وصور وصيدا ، صرنا نسميهم فينيقيين، نسبة إلى طائر الفينيق الأرجواني، الذي لا يتوقف عن الرفرفة بجناحيه، ذلك لأن أشرعة سفنهم الأرجوانية، ترفرف ليل نهار، في كل البحار، مثل أجنحة الفينيق. ومن شمال صيدا وحتى أقصى سيناء، تجد الفلسطينيين الكنعانيين، وحتى الأمازيغ الكنعانيين، ينتشرون في الصحراء الغربية."" طبعا هذا ليس نصا كنعانيا، لكنه يقدم بشكل يوحي بأنه كنعاني، وهذا ما يحسب للسارد، الذي استطاع ان يقدم فكرة وحدة بلاد الشام والفتوحات التي وصلوا إليها في شمال افريقيا وجنوب أوروبا حية بين أيدنا، فقد كان لنا أمجاد عظيمة ليس بوصولنا إلى تلك البلاد فحسب، بل في الأثر الذي تركناه فيها، فالحضارة الفينيقية ما زال بقاياها موجودة إلى الآن. قدسية رقم سبعة حضارة الهلال الخصيب والحضارة المصرية اعطت رقم سبعة القدسية، وهو من المسلمات الدينية التي اعتمدها الكنعاني في القدم، السارد يحدثنا عن هذا الرقم في اكثر من موضع، منها: ""، واقرأوا معي الوصايا الكنعانية السبع " وبموسى حادة يقطعون جديلته سبع قطع،" " اختر لنا سبعة عجول سمينة، لم يوضع على رقبة إحداها نير، واذبحها لنا على عتبات هيكل يم."" " الرقم سبعة مقدس لدى الكنعانيين، فإن يم خلقت الدنيا في ستة أيام ، وفي اليوم السابع جلست على العرش. و ال نظم الحياة على الأرض في ستة أيام، وتزوج عشيرة، وفي اليوم السابع خلق كل الأرباب، ال خلق في الفضاء سبع سموات طباقاً، وجعل بحار الدنيا سبعاً، وقارّات الدنيا سبعاً، وكواكب السماء سبعة، وقوس المطر من سبعة ألوان، ومواسم السنة سبعة، وسنوات الغلال سبع، والسنوات العجاف سبع، والوصايا الكنعانية سبع، وكل ملك يحيطه سبعة شيوخ مستشارين، يمثلون أقطاب العشيرة. وكل مملكة كنعانية يتبعها سبع ممالك، وكل مملكة تابعة يتبعها سبع ممالك أخرى، وهكذا يتسلسل التنظيم السباعي للممالك الكنعانية. والأسبوع جعله الكنعانيون سبعة أيام ، والأفعى شاليط التي أغرقها الطوفان، كانت ذات سبعة رؤوس ، والقط بسبع أرواح، وعندما تغسل الشيء، وتُسبِّعه سبع مرات، فإنه ينظف، والملك سالم أنشأ سور المدينة في سبع سنوات، وسمينا أقوى الحيوانات سبع!"" " لقد أحضرت معي سبعة ثيران فتية، " تكمن اهمية هذا الفقرات بأنها تقدمنا من الإرث الأدبي الثقافي الكنعاني من جهة، وتربط بين الفكرة الدينية التي آمن بها الكنعاني في القدم وبين ما نؤمن به اليوم، وهذا التواصل بين الماضي والحاضر يشير إلى وحدة المجتمع الكنعاني وتواصله كأمة وليس كأفراد، فمن يحافظ على أفكار محددة منذ أكثر من خمسة آلاف عام بالتأكيد هو يمثل امة حية ومبدعة. الدين والأخلاق اهتم الكنعاني بالأخلاق وبالطقوس الدينية، حتى أنه جعل لها نصوصا خاصة بها، وهذا يشير إلى مكانة الدين والأخلاق عند الكنعاني، يقدم لنا السارد الجانب الأخلاقي للدين من خلال: ""*" أكرم والديك اللذين أنجباك، ولا تكشِّر في وجه أي منهما، وساعدهما، وارعهما كما رعياك منذ الحمل، فتطول أيام عمرك ." فيردد الأولاد نفس العبارة خلف معلمهم.. وهكذا يستمر في القراءة، وهم يستمرون في ترديد أقواله. "لا تسرق، كي لا تُسرق ممتلكاتك. ولا تكذب، فما يبدأ بالكذب، ينتهي بالسوء. ولا تزن، كي لا يُزنى بمحرماتك. ولا تشته امرأة غيرك، كي لا يشتهي غيرك امرأتك." * "لا تستغب أحداً، فمن تستغيبهم تحمل ذنوبهم. ولا تشهد شهادة زور، فالظلم منك، يتبعه ظلم عليك. * " العمل للشباب، لا يعوضه الشيّاب ! * " لا تقتل كي لا ينتشر القتل، فيطالك أنت وأهلك." * " ولا تحسد الآخر على بيته، كي لا ينهار بيتك، ولا جارك على حقله، كي لا يجف حقلك، ولا تتمنّ أن تأخذ عبد غيرك، كي يبقى لك عبدك، ولا أمته كي تبقى لك أمتك، ولا حماره كي يبقى لك حمارك، ولا ثوره كي تفرح ولو بجديك. فمن شبّه عيشه بعيش غيره، حرم عيشه عليه." هناك تماثل مع ما جاء به العهد القديم والعهد الجديد، وتماثل مع ما جاءت به شريعة حمورابي، فبعض الفقرات تقترب بألفاظها من تلك التي جاءت في الشريعة البابلية، وهذا ما يشير إلى تواصل ارتباط الكنعاني بالأخلاق والدين، ولم يقتصر الأمر على التعاليم الأخلاقية بل تعدتها إلى الحكم والأمثال، كما هو الحال في هذه الفقرة: "العلم في الصغر، كالنقش في الحجر." وكلنا يعلم أن الحضارة الهلالية تركت لنا العديد من الحكم والأمثال التي تشير إلى مكانة الفكر عند تلك الحضارات. "دانيال" الملاحم والاساطير الكنعانية تذكر لنا "اقهات بن دانيال، التي تتحدث عن كارت الذي يبحث عن وريث له، فتأتيه رؤيا في المنام تخبره أن يعد جيشا كبيرا ليذهب به إلى المدن "أدوم" المجاورة فيعيث فيها الخراب، عندها يتدخل "فابل" ملك أدوم ويرسل رسولا لكارت يعرض عليه الذهب والفضلة، لكن كارت يخبر ارسول أنه يريد "حورية" التي يتماثل جمالها بجمال عناة وحسنها بحزن عشتروت، ويتزوج "كارت" من "حورية" ويخبر البعل كارت أن زوجته: "ستلد لك سبعة بنين، لا بل ثنانية. ستلد لك غلاما تسميه "يصب" ملاحم واساطير، فريحة ص 196، بعدها يمرض كارت ويبكيه الابناء والبنات، فيصيب الأرض الخراب والقحط، تقدم القرابين ل "إيل" ليشفا "كارت"، واثناء مرض "كارت" كان ابنه "يصب" معتزل في الهيكل، مجافيا "كارت"، الذي يظهر يصب لعنته عليه، إلى هنا تنتهي اسطورة "اقهات بن دانيال. السارد يقدم لنا احداث تتقاطع في احداثها مع الأسطورة الكنعانية، فتجعل "دانيال" الذي يحب الأميرة "فرح" أي أن عملية الحب والبحث عن زوجة حالة تماثل فيها كارت مع دانيال، ورغم أن عملية التعرف بين دانيال و"فرح" لم يسبقها حروب كما هو الحال عند "كارت" إلا أن مسار العام للأسطورة متماثلة. مغامرات "دانيال" شيقة وممتعة، ويدخل فيها الخيال، وتبدو وكأنها مزيج بين التراث الشعبي والتاريخ والعصر: "وكانا أحياناً يصعدان إلى سفوح جبل حرمون الأبيض الرأس، ولو أنهما لم يصلا إلى قمته الشاهقة الارتفاع، والمكسوة بالثلوج صيفاً وشتاءً" " يجلس دانيال خلف حارسيه، مفكراً بهذا الكون العجيب، وسارحاً في تصوراته الحزينة، والتي تغطي على أصوات فرقعة الحجارة تحت حوافر حصانيه المقوّاة بالحديد، بينما تنطلق العربات الثلاث بقوة في غابة زيتون مكتظة، وهو يحدث نفسه قائلاً : " لا أعرف كيف تركتني أمي طفلاً رضيعاً، وتزوجت في بيتسان! وهل كان تصرفها طبيعياً، أم أن الظروف هي التي أجبرتها على سلوك ما لا تريده؟ وهل كان زواجها من ملك، مغرياً لدرجة جعلتها تنسى طفلها، أم إن المرأة تفضل الزوج الذي يحميها، على الطفل الذي هو بحاجة إلى حمايتها؟ وهل نسيتني أمي تماماً خلال هذه السنوات الطويلة، أم أن البعد جفاء؟ وهل تريد الآن أن تراني، بهذا الشباب والجاه، والسلطة والقوة، أم أنها ستتجاهل قدومي، إذ تعرف أنني...؟" بهذه الجمالية استطاع السارد أن يمتعنا ويقدمنا من الحدث الأسطوري، فقد مزج بين الأسطورة الكنعانية، وبين التراث الشعبي وبين المعاصرة، كل هذا جعله على "جبل حرمون" بمعنى ربط الشخصيات بالمكان، وهنا تكمن اهمية الرواية، هي ليست اسطورة كاملة، وليست واقعنا الآن، وليست حكاية شعبية، بل عل مزيج متكامل بين هذه العناصر التي تواجدت وعاشت على الأرض الكنعانية، وفي طبيعة الحال يخدم هذا فكرة التواصل واستمرارية العلاقة بين الكنعاني والجغرافيا، وهذا أهم ما جاء في الرواية. علاقة الإنسان الكنعاني بالدين، علاقة قديمة ووطيدة، يشير السارد إلى هذا العلاقة وكيف أن الدين يتحكم بسلوك الأفراد، بحيث لا يمكن لاحد ان يتجاوز تعاليم الدين: "" إنك لن تتزوج من إيزابيل لأسباب يحرمها ال، ولا تباركها عناة .. صحيح أن الرب بعل، وبغيه المقدسة عشتار لا يمانعان في علاقة كهذه، ولكن الربة عناة لن تخطب لك، ولن تبارك هذه الزيجة." فاكفهرّ محيا دانيال من جديد، وهو راكع أمام الملك، وتشاءم وهو يسأله بهدوء هذه المرّة:" "- ولكن إيزابيل تحبني، ومستعدة للزواج مني، وقالت لي إنها لن تلمسني، أو تُقبِّل شفاهي، إلا بعد موافقة والدي، ومباركة الربة عناة." تأكيد على أن الدين يكبح جماح الرغبة الأفراد وهو من بتحكم بسلوكهم، حتى لو كانوا في مراكز عالية، فالإلهة هي من تقرر السماح/اباحة أو منع/تحرم الفعل، وما على الإنسان إلا أن يخضع لقوانين وشرائع الإلهة.
تجاوز النص الملحمي والأسطوري قلنا أن السارد عمل على ربط النص الأسطوري/الملحمي بالواقع، ولتأكيد عصرية وحداثة النص الروائي استخدم "عمر" بعد كل فصل عبارات تشير إلى حضور العصر في الروية، فهو يريدنا أن نتعرف على إرثنا الثقافي من جهة، ويريدنا أن نتقدم من واقعنا من جهة أخرى، فهو لا يريد أن يقدم نص مقدس، بل نص إنساني، يثيرنا ويحفزنا على التفكير، أكثر ما يبهرنا بالعاطفة والحنين إلى تلك المراحل من التاريخ: "* " بعد أن تمعّنت (دائرة الآثار الكنعانية الفينيقية الفلسطينية) في المخطوطات، وتأكدت من صحة الوثائق التي اكتشفتُها، قامت بطباعتها في كتاب، تاركة بعض سطور وخرابيش كتبتها على هامش المخطوطات، ولكنها عدّلت بعض الكلمات، فصارت مثلاً كلمة( ال علي) تكتب (العلي) و(ال قدير، تكتب القدير) مع العلم أن ال هو إله الكنعانيين الأوحد آنذاك، والذي اتضح فيما بعد، ليصبح اللّ، ثم اكتمل بكلمة الله." (عمر)" "(على الهامش) ( أشعار مذهلة تؤرخ لماضينا ! صحيح أنها مدونة على قماش محنط، ولكن يبدو أنه تالف لتقادم الزمن!) (عمر)" "* قريَتْ، كَريَت، كريَة، وكلها لهجات كنعانية مختلفة، وتعني قرية فلاحين، وجمعها قريات أو كريات، فأهل شمال فلسطين يلفظونها كريات، بينما يلفظها أهل غزة قريات. (دائرة الآثار .) ** سطران مفقودا المعالم من المخطوطة، وغير قابلين للقراءة.(دائرة الآثار )" " (هل تصدق أنني كلما أعود لقراءة هذه المخطوطة أجدني أبكي على حياة شعبنا، فلولا موت هذا لجعلنا بعل نحيا سعداء!) (عمر)" "( أبي الذي كان يشرب من بئر النطوف، لم يكن يعرف أن وادي النطوف هو من معالم عصر الإنسان الأول، قبل مليون سنة ونيِّف!) (عمر)"
"(على هامش المخطوطة) يا أخي جماعة الخليل من يومهم، زُرّاع وصُناع وتُجار مهولون! (عمر)" "( الآن فهمت الفرق بين داجون، وابن داجون! ومنها فهمت معنى قرية بيت دجن ! إذن هي بيت داجون، وليست بيت دجن! ) ( إمضاء عمر) ( تعليق عمر) (أعجبني هذا المعلم الذي لا ينسى أن يطالب بخبزه،كفاف يومه!)" "( لم أعد أفهم شوح من نوح في هذه المخطوطة المغرية للمتابعة وللتعرف على هذا العالم، الذي كان مُسكّتاً! ) (عمر)"
بهذه الطريقة استطاع "عمر" أن يخترق الحاجز بين الماضي والحاضر، فيعيشنا الحالتين معا. الدعوة للحداثة الأساطير والملاحم الهلالية كانت تعطي دورا بارزا للأبناء على حساب الآباء، هذا ما جاءت به ملحمة "في العلا عندما" وهذا ما فعله جلجامش عندما تمرد على الموت الذي فرضته الآلهة على البشر، فالحياة للأبناء وليست للآباء، والمستقبل لهم، وفكرة التجديد اهتم بها الكنعاني في رؤيته للكون وللطبيعة، فتعاقب الفصول كان يعني حتمية الموت ـ بعد النضوج/وصول الأشياء للذروة، يقدم لنا السارد هذه الفكرة: "هؤلاء أفراد الجيل الجديد يرون أن الدور لهم على هذه الأرض، وأن لهم الحق في القيادة والتصرف، وأن دورنا قد انتهى منذ زمن بعيد، فلا يسمحون لنا بإبداء الرأي...إنني أنوء تحت ضربات الجيل الجديد التي تفتت الصخر لتنفذ منه .. إنهم يحاربوننا بالزمن.. وزن الزمن ثقيل على كاهلي! " ليس الجيل الجديد وحده، بل الزمن نفسه لن يتركنا نستمر! الزمن مثل التاجر، يريد أن يقلب بضاعته، ويثبت لنفسه أنه يعمل وينتج أجيالاً جديدة، الرب يسأم عندما تبقى بضاعته المنتجة دون تصريف. الرب يسلط علينا سلاحه البتار.الزمن.آه إنني أتهاوى!" وهذا يخدم فكرة ضرورة الاهتمام بالحاضر الذي هو نتيجة طبيعية للماضي، فالحاضر هو الركيزة التي يجب أن نعتمد عليها نحو المستقبل، وما دور الماضي إلا محفز للحاضرة. معنى الشيقل يحاول السارد أن يعطنا أفكارا وتحليلا يتماثل مع طريقة تحليلنا وتفكيرنا في الهلال الخصيب، يخبرنا عن العملة النقدية الكنعانية "الشيقل": "أن الشيقل لا يؤتيه إل دون عمل شاقّ، ولذلك سموه (شاق ال) شاقل."، تحليل منطقي ينسجم مع العيد من الكلمات التي نحاولها تحليل معناها اليوم. معنى الفينيقي الكنعاني بلاد الشام والهلال الخصيب كان الحاضنة التي أوجدت الأمة الكنعانية/الفينيقية، التي امتدت إلى أسبانا ووصلت إيطاليا وانشأت المدن في شمال افريقيا وجنوب اسبانيا، وما مدينة قرطاج إلا دليلا على عظمة هذه الحضارة، يعمل السارد على تأكيد وجودنا وفاعليتنا الحضارية من خلال هذا المقطع: " قال لي عدد من أصدقائي الأثينيين: إن أشرعة سفنكم الأرجوانية ترفرف من بعيد، مثل طائر الفينيق الأرجواني اللون، الذي يستمر يرفرف عالياً في طيرانه دون توقف. فصرنا نسميكم بالفينيقيين!" فقال نبيل بن عمري ضاحكاً : نحن ندينك على هذه التسمية، فلقد غيرَتْ معاملُ سفنك في جبيل اسمنا الكنعاني، وحولته إلى فينيقي!" ليست الفكرة في معرفة معنى اللون الأرجواني بقدر معرفة المكانة والقدرة التي وصل إليها أجدادنا الأوائل، وعلى الأماكن التي أثروا فيها بثقافتهم وحضارتهم. استمرار وحيوية الكنعاني يعمل السارد على تقديمنا أكثر من تاريخنا، ليس لمجرد المعرفة، بقدر تقديمنا من المستقبل، فهو يستخدم التاريخ ليكون ركيزة للحاضر ومن ثمة نستطيع الانطلاق بقوة وثبات نحو المستقبل، مزودين أنفسنا بمكانتنا السابقة في الحضارة الإنسانية، فنحن لسنا (عابرين) في التاريخ، أنما أصلاء فيه: ""فلقد التقيت في صيدا تجاراً من بلاد الغال، قالوا إنهم مفتونون بإلهنا، وإنهم سموا بلادهم الغال، نسبة إلى إله الكنعانيين ال، ويومها قدموا له القرابين مثلنا، وبعد أن سجدوا وتعبدوا، ناموا في فراش الهيكل. وعندما عادوا، أخذوا إلى بلادهم تماثيل ال، ليعبدوها ويتباركون بها." فأطل ابن عمري برأسه من بين الجلوس ، وعيناه الخضراوان تبرقان بقوله: - كثير من الإغريق يدينون للإله ايل فالمقاتل الشرس أخيل هو على دين ايل. وسمّته أمه تيمناً بأن يكون أخاً للرب إيل.إنه أخ ايل" " وهذه مدينة نابول، نسبة إلى نابو ايل" بصرف النظر على موضوعية الفكرة التي جاءت، تبقى طريقة تقديمها هي الملفتة للنظر وهي من تستوقفنا، فقد اجتهد "عمر" وقدم هذه الفكرة لتدفعنا إلى الامام متجاوزين حالة الخبو التي نمر بها. فكرة الجمال اعطا الكنعاني الجمال مكانة متميزة، فقد أوجد مجموعة من ربات الجمال، "عشيرة، عناة، عشتار، بدرية" وهذا يشير إلى الطريقة التي نظر فيها الكنعاني للمرأة، فهي ليست مصدر الحياة فحسب، بل مصدر الجمال أيضا، وللجمال أثره ومكانته، وهذا الأمر نجده من خلال الاهتمام باللباس وبالهيئة وبالبيت وبالأدوات التي تستخدم، يقدم لنا السارد هذا الأمر "ولكن لماذا تعلنين ثدييك المثيرين للغادي والقادم من بعيد ، وأنت العذراء الطهور؟ " يسألها، فتجيب : - لا داعي لإخفاء الجمال، فإن ال هو مصدر الجمال ، وهو معطي الجمال، وهذا العطاء، لا يقابل بالإخفاء! ليس الوقت للجنى، إنه وقت ابتهال!" يربط السارد فكرة اظهار الجمال بالإله "ال" الدعوة التي جاءت بها الفكرة تركز على الجمال المجرد أكثر مما تركز على الجنس، فإظهار الثديين يعني إظهار للجمال، وليس للجسد، ولا يعني أنه الجسد مشاع للآخرين، بل الجمال هو المشاع وهو المتاح، وهو الغاية والوسيلة التي يستطيع بها الإنسان ان يتقدم بقوة وحيوية إلى المستقبل. شعب الله المختار عبارة يرددها البعض ولها وجود في الكتب المقدسة، لكن من هو هذا الشعب الذي اختاره الله دون بقية الشعوب؟: قلب "لا شك أن هذه المحبة بين الناس والاحترام المتبادل، وعدم اللجوء إلى العنف، ونبذ الحروب واستبدالها بالعلاقات التجارية، تؤكد أن الكنعانيين هم شعب ال المختار!" قلب الفكرة ووضعها في مسارها المنطقي والحضاري هو المثير في هذا الطرح، فالذين يحبهم الله هم البناؤون/الفلاحون/العابدون/الأخلاقيون/ اعتقد هذه الفكرة ـ رغم تحفظنا عليها ـ تعطي الكنعاني الذي أبدع وعلم البشرية الكتابة والحروف الابجدية، والذي اخترع أول طابعة في العالم "الاختام الاسطوانية" وعرف الدورة الزراعية، وانتج هذا التراث الأدبي هو من يستحق أن يخصه الله بالتكريم، لأن التكريم يعتمد على العمل والاتقان وليس على هبات ليس لها أي مبرر أم منطق تعمد عليه. الرواية من منشورات دار الفارابي، بيروت، لبنان.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناقشة مختارات شعرية لشوقي بزيع
-
كن لها سليمان دغش
-
نمر مرقس -أقوى من النسيان- الذاكرة الفلسطينية
-
التماثل اللغة والمضمون في قصة -توغّل ، فذاك حُلُمي- علي السب
...
-
لوحات شعرية من التراث النابلسي وليد محمد الكيلاني
-
محمد داود -مخيم اليرموك أيام الحصار-
-
محمد داود في -يا أمنيات-
-
عبود الجابري ومضات شعرية
-
-حيفا برقة- المكان والإنسان سميح مسعود
-
مناقشة رواية -الست زبيدة- للكاتبة نوال حلاوة
-
المرأة واداة التغير في رواية -طيور الرغبة- محمد الحجيري
-
المضمون وطريقة التقديم قصيدة -في غفلة منك- سليمان أحمد العوج
...
-
التناسق عند نزيه حسون -في صومعتي-
-
رواية أورفوار عكا علاء حليحل
-
سعيد العفاسي وتناوله للشاعر إبراهيم مالك
-
مناقشة ديوان شغف الأيائل لعفاف خلف
-
نافذ الرفاعي في قصيدة -أنشودة مجنونة-
-
تعرية السياسيين في مجموعة -فوق بلاد السواد- أزهر جرجيس
-
السيرة الروائية في -الست زبيدة- نوال حلاوة
-
لغة الأنثى في -شغف الأيائل- عفاف خلف
المزيد.....
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|