|
التزيين العقائدي والقومي للأديان السياسية
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 23:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في المصدر أدناه الصراع السياسي العقائدي بين الصوفية الأقل تشددا وبين السلفية والوهابية الأكثر تطرفا
فى الوقت الذى يحتفل فيه أبناء الطرق الصوفية بموائد أهل الله خاصة مولدى العارف بالله سيدى إبراهيم الدسوقى، وشيخ العرب السيد أحمد البدوى، خرج عدد ممن يطلقون على أنفسهم "دعاة السلفية" بالعديد من فتاواهم التكفيرية مثل مقولة "مدد يا بدوى" كفر وشرك بالله وتخرج قائلها عن الملة، الأمر الذى دفع دار الإفتاء لإصدار بيان تؤكد فيه أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة أمرٌ مشروع ومستحب شرعًا؛ لما فيه من التأسى بهم والسير على طريقهم، وأنه قد ورد الأمر الشرعى بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ﴾، ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مُوسَى﴾، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ مَرْيَمَ﴾.
لم يقتصر ممن يطلقون على أنفسهم بدعاة السلفية، على تلك الفتاوى بل وصل الأمر بهم إلى محاربة التصوف داخل حمامات مساجد مدينة دسوق فى محافظة كفر الشيخ، حيث فوجئ ضيوف "أبا العينين" العارف بالله سيدى إبراهيم القرشى الدسوقى بتلك العبارة "الموالد بدعة لا تدعو الدسوقى لا تدعو الصليب لا تدعو الحسين الصوفية بدعة" تملأ أبواب "حمامات" مساجد مدينة دسوق فى محافظة كفر الشيخ، مثلما فعلوا فى العام الماضى بتوزيع منشورات على أبناء الطرق الصوفية المشاركين فى الاحتفال بمولد أحد الأقطاب الأربعة للصوفية.
السيد إبراهيم القرشى الدسوقى، الذى يكفر أبناء محمد بن عبد الوهاب "الوهابيين" مريديه لحبهم الشديد لجده المصطفى صلى الله عليه وسلم وآل بيته والحفاظ على مودة آل البيت كما أوصى الرسول الكريم، ينتهى نسبه إلى الإمام الحسين من جهة الأب وإلى الإمام الحسن من جهة الأم، ولذا كنى "بأبى الشرفين" وتعتبر طريقته هى آخر وخاتمة الطرق الصوفية وهى الآن أكثرها انتشارًا فى جميع أرجاء العالم.
الصوفية ليست بدعة كما يدعى السلفية أو الوهابيين، وإنما هى علاقة بين الإنسان وخالقه ويرجع أصل التصوف إلى عهد النبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يخص كل من الصحابة بورد يتفق مع درجته وأحواله، ألم يرى من يكفرون أهل التصوف أن الأزهر الشريف احتضن مدارس التصوف وتفاعل معها وسعى إلى نقائها؟، ألم يعلم هؤلاء أن الأزهر الشريف هى الجهة الوحيدة التى تمثل المرجعية الدينية؟ ألم يرى هؤلاء الذين يكفرون خلق الله أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ينتمى إلى بيت صوفى عريق.. فلما لا يترك أبناء محمد بن عبد الوهاب جهادهم ضد التصوف داخل "حمامات" مدينة دسوق ويسعون إلى الجلوس سويًا مع مشايخ التصوف للتدارس بينهم لتصحيح المفاهيم الخاطئة لديهم؟.
الصوفية تشكل حصانة لدى أبنائها ضد العنف والتطرف، فأبناؤها ينأون عن التدخل فى معتقدات البشر، ولا يسعون نحو ركوب موجة الإسلام السياسى، التصوف هو راية السلام والحب المنطلقة من القلوب الصافية التى تُلزم صاحبها بحب الناس جميعا وتمنى الخير لهم، بعيدًا عن معتقداتهم وألوانهم، على عكس ما يفعله السلفيون "أبناء محمد بن عبد الوهاب" الذين فى صدام دائم مع كل من يخالف عقيدتهم وتفكيرهم المتشدد، فرغم ما يفعله السلفيون دائمًا فى كل موالد آل البيت إلا أنهم لم ينجحوا فيما يقومون به، بل يزيد من عزم أهل التصوف الذين يسيرون دائما بشعار "إذا فتحت أبواب خير أقبلوا موائد أهل الله خير الموائد".
https://www.youm7.com/story/2016/10/24/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%81-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%AF%D8%B3%D9%88%D9%82/2936775
في هذا الإصحاح نجد أيضا صراعا سياسيا قوميا بين اليهود الأقل تشددا وبين الصهيونية الأكثر تطرفا
تعرض معتقد اليهود الأقل تشددا لانتقاد سياسي على لسان رب الجنود الصهيوني
الإصحاح
-- ماذا افعل ذبائحكم يقول الرب لقد اتخمت محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول وخرفان وتيوس ولم اسر حين تأتون لتظهروا أمامي بما تقدمه أيديكم لا تعودوا وتأتون بتقدمة باطلة والبخور فهي مكرهة لي رأس الشهر والسبت ونداء المحفل لست أطيق ألاثم والاعتكاف رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي وصارت علي ثقلا --مللت حملها فحين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم وان كثرتم الصلاة لا اسمع أيديكم لأنها مملوءة دما اغتسلوا وتنقوا واعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني وكفوا عن فعل الشر -- تعلموا الخير واطلبوا الحق وأنصفوا المظلوم واقضوا لليتيم وحموا الأرملة
التزيين السياسي الصهيوني الأكثر تطرفا لعقيدة رب الجنود
الإصحاح
--يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل --آه أني أستريح من خصمائي وانتقم من أعدائي وارد يدي عليك يقصد أورشليم وانقي زغلك بالبورق وانزع قصديرك وأعيد قضاتك ومشيريك حتى تدعين مدينة العدل القرية الآمنة صهيون تفدى بالحق وتائبوها بالبر والمذنبين والخطاة يفنون ويخجلون من أشجار البطم التي اشتهيتموها وتخزون من الجنات التي اخترتموها لأنكم ستصيرون كبطمة ذبل ورقها أو كجنة ليس لها ماء ويصير القوي مشاقة وعمله شرارا فيحترقان كلاهما معا وليس من يطفئ
اشعياء الإصحاح رقم 1
رؤيا اشعياء بن اموص راها على يهوذا وأورشليم في أيام عزيا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا -- اسمعي أيتها السماوات وأصغي أيتها الأرض --الرب تكلم ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي فالثور يعرف قانية والحمار يعرف معلف صاحبه-- أما إسرائيل فلا يعرف شعبي ولا يفهم --يل للأمة الخاطئة والشعب المثقل بالإثم نسل فاعلي وأولاد مفسدين-- تركوا الرب واستهانوا بقدوس إسرائيل فارتدوا الى وراء وازدادوا زيغا-- الرأس مريض والقلب سقيم من أسفل القدم الى الرأس ليس فيه صحة بل جروح وإحباط وضربة لم تعصب ولم تلين بالزيت -- بلادكم خربة ومدنكم محرقة بالنار وأرضكم أكلها الغرباء ها هي خربة كانقلاب الغرباء فبقيت ابنة صهيون كمظلة في كرم أو كخيمة في مقثاة أو كمدينة محاصرة -- لولا ان رب الجنود ابقى لنا بقية صغيرة لصرنا مثل سدوم وعمورة -- اسمعوا كلام الرب يا قضاة سدوم وأصغوا الى شريعة إلهنا يا شعب عمورة -- ماذا افعل ذبائحكم يقول الرب لقد اتخمت محرقات كباش وشحم مسمنات وبدم عجول وخرفان وتيوس ولم اسر حين تأتون لتظهروا أمامي بما تقدمه أيديكم لا تعودوا وتأتون بتقدمة باطلة والبخور فهي مكرهة لي رأس الشهر والسبت ونداء المحفل لست أطيق ألاثم والاعتكاف رؤوس شهوركم وأعيادكم بغضتها نفسي وصارت علي ثقلا --مللت حملها فحين تبسطون أيديكم استر عيني عنكم وان كثرتم الصلاة لا اسمع أيديكم لأنها مملوءة دما اغتسلوا وتنقوا واعزلوا شر أفعالكم من أمام عيني وكفوا عن فعل الشر -- تعلموا الخير واطلبوا الحق وأنصفوا المظلوم واقضوا لليتيم وحموا الأرملة --يقول الرب ---ان كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وان كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف فان سمعتم تأكلون خير الأرض وان أبيتم وتمردتم تؤكلون بالسيف لان الرب تكلم كيف صارت القرية الآمنة زانية فقالوا صارت فضتك زغلا وخمرك مغشوشة بماء ورؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص يحبون الرشوة ويتبعون العطايا ولا يقضون لليتيم ولا لدعوى الأرملة --يقول السيد رب الجنود عزيز إسرائيل --آه أني أستريح من خصمائي وانتقم من أعدائي وارد يدي عليك يقصد اورشليم وانقي زغلك بالبورق وانزع قصديرك وأعيد قضاتك ومشيريك حتى تدعين مدينة العدل القرية الآمنة صهيون تفدى بالحق وتائبوها بالبر والمذنبين والخطاة يفنون ويخجلون من أشجار البطم التي اشتهيتموها وتخزون من الجنات التي اخترتموها لأنكم ستصيرون كبطمة ذبل ورقها أو كجنة ليس لها ماء ويصير القوي مشاقة وعمله شرارا فيحترقان كلاهما معا وليس من يطفئ
تعليق---
تتبع الأديان السياسية الإسلامية واليهودية والمسيحية أسلوب تزيين القول والعمل في محاربة الله – ونقصد بالتزيين وهو طلاء الفواحش والآثام ولاعتقادات الباطلة بصبغة دينية عن طريق النصوص الكتابية أو القولبة المنسوبة الى الله أو الى الأنبياء لتخذ طابعا عقائديا يتلاءم مع الرغبات الشخصية التي تحقق للطائفة أهدافها السياسية ولرجال الدين والسياسي المنافع الشخصية –فالذي يقوم بعملية التزيين هو المشرع الشيطان رجل الدين-- والسياسي هو المنفذ – نقرا في هذه الآيات لنطلع على الكيف التي يم فيها تزيين العمل السيئ للإنسان ليصبح حسنا في اعتقاد فاعله
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6--الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ{7}{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تناقضات التوراة بين ارميا اليهودي وارميا الصهيوني
-
الروح – رد على مقالة صباح إبراهيم -2
-
رد على مقالة بولس اسحق— وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِ
...
-
أحقاد وسموم رب الجنود الصهيوني على بابل الكلدان
-
الروح – رد على مقالة صباح ابراهيم
-
جرائم رب الجنود الصهيوني في العراق مايك بومبيو نبوخذراصر جدي
...
-
جرائم رب الجنود الصهيوني في الوطن العربي—بشار الأسد نبوخذراص
...
-
استعدادات رب الجنود الصهيوني لتدمير الاردن
-
فرعنة العالم تعبئه عقائدية صهيونية
-
استعدادات رب الجنود الصهيوني لتدمير مصر
-
مقالة ورد على تعليق--
-
نساء يهوديات كفرن برب الجنود الصهيوني
-
ابتلاءات رب الجنود الصهيوني باليهود
-
رفض يهودي لحكومة صهيونيه في ظل احتلال كلداني
-
مؤامرة صهيونية كلدانيه لتوريط العرب في سبي اليهود
-
الخمر المعتق لذا من الجديد عند يسوع ابن الله
-
الزيغ العقائدي في مقالتي ضياء الشكرجي وإبراهيم الجندي
-
حوار مع ضياء الشكرجي في تساؤلات حول القران
-
تعليمات رب الجنود الصهيوني في اجتياح البلدان
-
الأيادي الخفية والتحالف اليسوعي الصهيوني على الشرق الأوسط
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|