عباس عباس
الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 02:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصبحنا نحتاج لقارئة فنجان نوَرية لها خبرة في قراءة المستقبل، لكي تحذر وتفذر ما سيؤول إليه حال الكورد بعد رحيل جيش أبا فيانكا!..
سيرحلون.. لا لن يرحلوا، لن يرحلوا… لا بل سيرحلون!!…
ذكرتني كلمة الرحيل بمرحلة المراهقة، عندما تعلق قلبي بفتاة عربية، كان والدها قد خيم بتخوم قريتنا لرعي قطيع أغنامه بعد الحصاد، والحقيقة أني عملت له راعياً وساعياً وناقلاً لتبغ أبي، طبعاً كنت أسرق التبغ من خزانة والدتي، وأظنها كانت تعلم بذلك إلا أنها لم تضعني في موقف مخجل كعادتها!..
وما أريد قوله، أن وضع الكورد في روج أفا شبيه بما كنت وأصبحت عليه، فهم قدموا لاب فيانكا ليس تبغاً إنما دماء،!..
المهم..بعد أن تيقنت في ذاك الصباح بأن الخيمة السوداء لم تعد موجودة، وأن الفتاة التي تحملتُ من أجلها كل العناء قد رحلت، وأتذكر أن ذلك لم يدهشني، لأني كنت على يقين أنها راحلة، لذلك لم أتردد حتى بحثت عن البديلة… بنت قريتنا المقيمة الدائمة!..
صدقاً القصة حقيقية، وصدقاً حال الكورد في روج آفا إلى حد بعيد شبيه بتلك القصة العابرة في فترة مراهقتي الأولى، فقط الإختلاف في أمر واحد، وهو أن الفتاة البديلة كانت بنت اصل وفصل، بعكس البديل عن جيش ترامب حيث يود الكورد اللإلتجاء إليه، والذي نسبه يسبقه ..الوحش!..
طبعاً أعتذر للفتاة العربية تلك التي لا أتذكر اسمها ولا شكلها لأني شبهتها بفيانكا، أو والدها بوالد فيانكا المعهتوه!..
وأعتذر لكل مقاتل ومقاتلة كوردية في روج أفا، لأني شبهت ما هم عليه بمرحلة مراهقتي، فهم بالحقيقة قد تجاوزوا مرحلة المراهقة وهم ماعليه اليوم إنما يمثلون مرحلة الفروسية الحقة، مع ذلك لا أظنهم يملكون مثلي سهولة الإختيار، فهم بين الرمضاء والنار، وابردها جمرٌ تحت الرماد!..
#عباس_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟