أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبحي عبد العليم صبحي - الحب معني الوجود














المزيد.....


الحب معني الوجود


صبحي عبد العليم صبحي
باحث بالفكر الإسلامي المعاصر

(Sobhee Abdelalem)


الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 19:42
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


إن سطور التاريخ الانساني تخبرنا بأن أقوي وأهم المحركات للتصرف الانساني هو الاحتياج ، وقد تكون له الصدارة من بينها جميعا ، فلا يسعي الانسان لفعل شيء الا لسد حاجة تلح عليه . والحاجة هي المحدد الاول للقيمة ، فقيمة الشيء يحددها الاحتياج اليه ، ان الماء عاملا جوهريا لبقاء الانسان وبالرغم من ذلك يبخسه قيمته كونه متوفراً لديه، ويعطي لأشياء ترفيهية قيمة اساسية ، ليس لشيء إلا لأنها بعيدة عن يديه .
إن ذلك الشعور المرافق دائما للانسان بأنه منبوذ ومفقود وتائه منفي خارج متن الحياة ، في حاجة دائمة الي الاهتمام من الأخرين كي يثبتوا له أنه لازل علي قيد الحياة . أن ثمة من يفتقده ، من يبحث عنه عندما يغيب . يجعله في حاجة دائمة وملحة إلي أخر يسأله عن حاله الي أخر يهمه أمره ، وتوجد دائما حاجة الرجل للمرأة والمرأة للرجل منذ خلقِهما . فنجد في العهد القديم "إنها عظم من عظامي ولحم من لحمي إنها إمرأة من امرئ خلقت لذا تركت أبي وأمي والتقيت بها " وعند أهل الحديث في الإسلام " إنهن خلقن من ضلع أعوج كلٌ علي انعواجه " . وتذكر الاسطورة اليونانية ان الانثي والذكر كانا جسدا واحدا , ولكنه اخطأ فعاقبته الألهة بفصل هذا الجسد عن بعضه . منذ حينها وهو يحاول متحديا الطبيعة العودة الي اصله واكتماله .فهما كالشجرة وفرعها ، الفرع دائم الحنين الي اصله ، والأصل دائم الحنين الي فرعه ، فالشيء الناقص يفتقد المعني ، فهما يحاولان الاكتمال بحثا عن المعني الذي يتكون باتحدهما ، لشعورهم الدائم بالغربة وانعدام المعني . من هنا يكون الحب مرضيا بشكل كافي للنفس الانسانية ، وجوابا علي محنة الوجود الانساني .
ان السؤال عن معني الوجود وكيفيته ، يكون له دور البطولة داخل النفس الانسانية ان لم يسكنها اخر ، فدائما ما يسأل الانسان هل انا موجود حقا ؟؟ وما معني وجودي ؟؟ ، وفي ظل اوجاع وضغوط الحياة التي لا تحتمل علي كل حال ، يسأل دائما هل الحياة تستحق كل هذا ؟؟ ، وتكون تلك التساؤلات بمثابة حاجز علي مدد البصر عن السعادة ، وقلعة يحتمي فيها الألم ، ومثار للرعب داخل النفس الانسانية ، الي ان يأتي ذلك الشخص الذي يشاركه كل شيء في جميع مناحي الحياة واتجاهاتها ، حينها فقط تظهر قيمة كل شيء ، ويظهر الحرص ، ومحاولة بناء غد افضل ، ورسم الاحلام الوردية ، وتكون اجابة العديد من التساؤلات الوجودية هي المحبوب ، لم انت موجود ؟ لاجلك انت . وما الذي يستحق عناء الحياة؟، تكون الاجابة انت . فيكون الاخر عبارة عن الكون الخاص ، او نظارة يري من خلالها الكون .
ونحن حين نحب ننتظر من محبينا اصلاح جميع ما بداخلنا من جروح منذ ان نشأنا ، نطالبهم بان يكونوا ذلك الذي نحتاجه دوما ، فلو كان الاب قاسيا ننتظر من المحبوب ان يكون أبا لينا لنا يحنوا علينا ، نتمني بأن يكون كل ما احتجناه في حياتنا منذ المولد حتي التقيناه ، وما سنحتاجه . فنراه كل شيء ، فهو من يشكل القيمة لأي شيء . لذا يكون الحب هو القيمة الأعلي في الوجود والمسعي الاول ، فلا يشعر المرء بالاكتمال الا حين يحب ، اذا كان سلطانا علي نصف الارض تمني أن يكون سلطانا لها كلها ، واذا كان ثريا بما يكفي يطلب الزيادة . الا انه حين يحب فقط حينها يدرك هشاشة كل شيء عدا الحب ، لانه يري الكون كاملا في المحبوب ، وكل احتياجاته العاطفية التي يتحرك نحوها في كل مراحل حياته تكون بين ذراعي من يحب .



#صبحي_عبد_العليم_صبحي (هاشتاغ)       Sobhee_Abdelalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة


المزيد.....




- أحلام التميمي: أول امرأة حملت السلاح بوجه العدو تواجه خطر ال ...
- حسناء وملكة جمال.. من -وسيطة- ترامب في الشرق الأوسط؟
- مصادر سورية:مقتل 14 امرأة ورجل واصابة 15 امرأة بانفجار سيارة ...
- جميعهم من النساء.. قتلى وجرحى بتفجير سيارة في منبج شرقي حلب ...
- الولايات المتحدة.. النساء نصف المجتمع -سكانيا فقط-
- دعوة للكتابة في العدد الثالث والعشرين من مجلة طيبة حول النسا ...
- ” راتب من الدار ” منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 2025 ...
- مقررة أممية: اعتداءات إسرائيل على النساء الفلسطينيات جزء من ...
- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبحي عبد العليم صبحي - الحب معني الوجود