فانينج وليم
الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 17:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من الملاحظ في مجتمعنا الذي مر بتجارب كثيرة من الحروب اللعينة، التي تركت في نفوس اثار سالبة ( معنويا ، و ماديا )، انجلت في شكل ترسبات نفسية واخرى في شكل التخلف التي تعيق العقل والجسد معا، تلك الاثار، منا من سنحت له الظروف واستطاع ان يتخلص منها ولو بصورة جزئيا، عبر التداخل الاجتماعي و التعليم، لكن منا من ظل على هذا الوضع وتراكمت عليه الماسي من الحرب الى الحرب فلم يجد البيئة الصالحة حتى يتعالج من ترسبات النفسية التي كانت نتيجة لارهاصات الحروب، وكذلك لم يتلقى التعليم المناسب القائم على فتح مسارات التفكير سوي، تتجاوز الحفظ والتلقين، فبقى بعضنا على هذه الحالة حتى بعد الاستقلال.
كيف لنا ان نتعامل مع الكل على انهم سوايا، دون ان نضع تلك الارهاصات في الاعتبار، ونتناسى ان لتلك الارهاصات اثار سالبة تؤثر في تفكير الشخص مما ينتج عنها نظرة مشوشة لواقع المحيطة به واشكالياته.
نعلم كلنا ان مجتمعنا في حروبه ضد العدو المشترك كان التعبئة في ذاك الوقت عملت على تكريس روح التضامن وقبول البعض ضد العدو ، لكن اخفاقات التي حدثت خلال مسيرته النضالي عملت على التعبئة المضادة، كانت ضد بعضنا بعض، تركت هذه التعبئة المضادة اثر كبير في نفوس جيل كامل، عملوا على تكريسها عبر العملية التنشئة الاجتماعية ( Socialization)، تلك التنشئة خلقت جيل في ذاكرته الغبن ضد بعض المجتمعات، كان من الضرورة ان تقوم الدولة بعد الاستقلال بمعالجة تلك الاشكاليات، لكن لسوء الحظ، اصبحت الدولة تحت قيادة من هم في اصلا بحاجة لعلاج من الترسبات النفسية، لذلك حدث العكس ان تلك القيادات عملت على "صب مزيد من الزيد على نار"، بدلا من عمل على تصحيح اخطأ الماضي الوجيع.
واقع الذي نعيشه الان، ليس بحاجة لتعامل برد الفعل، والفعل المضاد، دون تريث قليلا، حتى نعطي العقل مساحته في التفكير، لان التعامل برد الفعل المصحوب بالعاطفة، ستقود لكوارث قد لا نستطيع الخروج منها سالمين ، لذلك اعتقد ان من الضرورة التفكير قبل رد على اي شخص من ابناء جلدنا يبث روح القبلية و الاستعلاء القبلي، لان التعامل معه بنفس الاسلوب، لن يشفيه من الجهل و المرض، بل سيجعله اكثر تطرف.
خلاص القول:
علينا ان نفهم ان مجتمعنا، مجتمع متعدد ومتنوع، لا يمكن التعايش فيه إلا عبر مشروع وبرنامج، يستوعب هذان التعدد والتنوع، اي مشروع غير ذلك يجب رفضها وعمل ضده بوعي، اذ كنا نريد ان نبقى سويا كما كنا في ماض.
هذه الدولة لنا
#فانينج_وليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟