أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية















المزيد.....


المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6151 - 2019 / 2 / 20 - 10:14
المحور: حقوق الانسان
    


المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية

بقلم/ الدكتور ميثاق بيات ألضيفي
هل الاحتجاجات الشعبية هي مؤسسة جديدة للسيطرة على الساسة في الفترة الانتخابية؟ ام هي بديل للسياسات الانتخابية؟ ولما الشعوب فقدت ثقتها بالانتخابات؟ وان كانت المؤسسة السياسية مستاءة من الاحتجاجات للغاية فلما تصوت الشعوب من أجل لا شيء؟ وماذا يريد الطرفين؟ وما الذي وراء هذه الموجة الجديدة من السخط الصاخب المتكون في الغالب من الشباب الساعي من أجل المطالبة بمستوى معيشة أعلى عبر التجمعات الجماهيرية في الساحات بما في ذلك التجمعات الافتراضية وتوحيدهم ليس فقط من خلال برنامج مشترك ولكن بالاتجاه الذي يعتقدون أنه يجب إن تكون عليه مجتمعاتهم.
اندلعت الأوبئة الاحتجاجية وكانت كل مظاهرة غاضبة بطريقتها الخاصة ولأسبابها المحلية الخاصة لكن الاحتجاجات تطورت إلى ظاهرة عالمية واحدة غيرت الكثير من أفكارنا حول المستقبل وكانت الاحتجاجات عبارة عن أعمال جماعية انضم إليها مئات الآلاف من الأشخاص وتسببت بتعاطف كبير من الجمهور العام واستحوذت على خيال العديد من الشباب ولربما المستقبل الجديد ستملئه الحركات الثورية إذ تعمل تقنيات الاتصال على توسيع إمكانات الاتصالات الجديدة والتعبير عن الذات. وقد أظهر المحتجين عداءً مفتوحًا للمؤسسات وأعربوا عن عدم ثقتهم في الدولة، ومالوا إلى التحرر وإلى الوصول للمؤسسات الحكومية والتمثيل فيها وتمثلوا بجيل جديد من المتمردين يسعون إلى الاستغناء عن المؤسسات القائمة والتي لم يثقوا اصلا بها، ومع انهم كانوا غير مهتمين بالاستيلاء على السلطة ولم يكن تمردهم ضد الحكومة لكن بعض احتجاجاتهم نجحت في إلهام الخيال ضد المؤسسات وأثارت الخوف من الفوضى مما سمح للحكومات بتصوير دوافع المحتجين كتهديدات مباشرة للنظام العام.
كيف يمكننا أن نفهم كل هذه الاحتجاجات؟ هل اشارت إلى تغيير جذري في الممارسة السياسية؟ أم أنها ليست أكثر من انفجارات للحياة العامة؟ لماذا نشأت الاحتجاجات في الدول الديمقراطية على قدم المساواة مع الدول غير الديمقراطية؟ وما الذي يجعل سياسات التقويض جاذبة بوضوح في العديد من المجتمعات المختلفة؟
أن موجة الاحتجاج اجتاحت الديمقراطيات على قدم المساواة مع الغير ديمقراطية، وسارع كثيرون إلى التشكيك في الاحتجاجات على أنها غير مستقرة، وبدت الإجابات كأنها مستعارة من سيناريو شائع، ولم تكن أي حكومة تشعر بالخجل لاستخدام الشرطة لردع المحتجين وازاء ذلك من السهل أن نفهم لماذا يلغى مواطني الدولة التي ينتمون إليها الحق في انتخاب قادتهم فعلياً وتوجيه احتجاجات الشوارع لتكون مصدرا للتحولات الاجتماعية والسياسية, وحتى وان قامت انتخابات جديدة فستتحول النخب إلى الانتخابات كفرصة للتلاعب بالناس بدلاً من الاستماع إليهم بينما يستخدم المحتجين الانتخابات كفرصة للمظاهرات وليس كأداة لتشكيل السياسة, وإن النخبة الداعمة والجماهير المتظاهرة هما متحدتين بأمر الاستغلال فالنخب تستغل الانتخابات كفرصة للتلاعب بالناس بدلاً من الاستماع إليهم، بينما يستغل المحتجين الانتخابات كفرصة للمظاهرات وليس كأداة لتشكيل السياسة.
الزواج ليس حبًا، والانتخابات ليست ديمقراطية لكن لن يفهم أحد سر المحبة من دون فهمه لأحقية الهدف بالزواج ممن احب، ولن يفهم أحد الديمقراطية من دون فهم ما يجب أن تعنيه ممارسة إجراء الانتخابات والتي تتطلب منا أيضا أن نحكم على السياسيين على أساس ما فعلوه وليس على اساس ما وعدوا به، لذا فإن الانتخابات هي آلة أحلام جماعية ومع اقترابها تتزايد المؤامرات ويصبح حماس الناس محمومًا والبلد بأسره مضطرب، غير انه وبمجرد الإعلان عن نتائجها كل شيء يهدئ ويسكن, والمفاجئ أن السياسيين والإعلاميين في كل مرة يصورون الانتخابات كنقطة تحول وكخيار يحدد مصير الجيل القادم للأمة؟
السياسة الديمقراطية مستحيلة بدون تردد دائم بين الدرامية المفرطة وابتذال المشاكل التي نواجهها, بينما تفقد الانتخابات قوتها إذا فشلت في تضخيم الشعور بالأزمة وفي الوقت نفسه غرس الشعور بالتفاؤل بأن هذه الأزمة يمكن حلها، وإذا كان الأمر على المحك هو البقاء على قيد الحياة فلا يمكن للمرء أن يتوقع أن تصل اللعبة الانتخابية إلى الهدف، وان لم يتم تحديد أي شيء في يوم الانتخابات فلما يزعج الجميع أنفسهم بالذهاب إلى مراكز الاقتراع؟ ومع إن الانتخابات لم تفقد القدرة على تصوير خيال الناس غير إن هناك شك واسع الانتشار بأنهم أصبحت لعبة غش، وإن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات إلى جانب اندلاع الاحتجاجات السياسية الجماهيرية هو مظهر واضح للأزمة, وأصبحت الانتخابات بموجبه فكرة ثانوية لا تنتج أغلبية وتفويضاتها السياسية لم تعد قادرة على تشكيل أغلبية واضحة وولايات سياسية ثابتة وإن الناخبين يتم تعزيزهم بمعنى أنهم غير ملزمين بدعم القوة التي صوتوا لصالحها فتتفاقم المشكلة بسببية الأحزاب والتي حتى لو كانت في السلطة فمن الصعب عليها الوفاء بوعودها, وإن الأثر المتناقض لفقدان الدراما في الانتخابات هو تحولها إلى طقوس بالية لا اكثر.
يوسع الاحتجاج الفرص غير إن التصويت محبط لأن اختراق السلطة لم يعد يضمن التغيير وبذلك فقدت الانتخابات دورًا محوريًا في السياسات لأن الشعوب لم تعد تؤمن بأن حكوماتها تحكمها حقًا ولأنها لم تعد تعرف من يتحمل المسؤولية عن مصائبها، وكلما أصبحت مجتمعاتنا أكثر شفافية كلما كان من الصعب على الشعوب تحديد أين توجه غضبها؟ نحن نعيش في مجتمع من "المذنبين الأبرياء" حيث تفضل الحكومات إعلان عجزها لا بأسها وقوتها, فما هي الروح المضادة للاحتجاجات والطبيعة المناهضة لسياسة القوة؟ وهل حققت الإحتجاجات هدفها أم أنها فشلت؟ هل يمكن انتهاج أداة أفضل للتغيير الجذري نحو الإصلاح؟ هذه الأسئلة ليست سهلة الإجابة لانه وببساطة تبدو احتجاجات اليوم وكأنها تمارين اثباتية لوجود ودور العلامات التجارية لشركات الفيسبوك و تويتر وغيرهما, وعلى الرغم من أن الاحتجاجات لم تطلب السلطة إلا أنها طرحت إستراتيجية فعالة لتوسيع الحقوق والفرص المدنية في عصر العولمة في عالم تكون فيه الحكومات أضعف من ذي قبل إذ تكون الشركات أكثر حركة والأحزاب السياسية غير قادرة على بناء هوية سياسية حول رؤيتها للمستقبل. ومن المميزات أن المتظاهرين قرروا في كثير من الحالات تعطيل النظام العام وليس الإضراب، ولم تكن الشخصية المركزية للاحتجاجات عاملاً أو طالباً بل كانت مواطنة مثالية وكانت ناجحة في التأثير على السياسات عبر الحدود الوطنية وفي تقويض الشعور بالأمن بين النخب وتمكنت من إظهار شدة المشاعر العامة بشكل فعال. ولقد أظهرت الاحتجاجات أن التغيير ممكن حتى من دون التمسك بشيء ملموس وأكدت على إمكانية التغيير وتركت المستقبل مفتوحًا, كما أنها صنعت جماعة مع المشاركين والتي بنت هويتهم السياسية على أساس نشاط الاحتجاج إلا إن لغته كانت يجب أن تكون حاملة لنغمة الأخلاق لا عبث السياسة !!!



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
- لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
- حكاية الشتات الحديث
- تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
- الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
- محاكمة الحوكمة
- الأمن الوطني والمواطن التكنولوجي الدكتور
- الأمن الدولي برستيج قديم في ستايلات جديدة
- إرهابية الفشل الإجتماعي
- التكنولوجيا... والمخادعات الناعمة
- السياسة البيولوجية لمذاق الشعوب
- سيناريوهات الموت وايحاءات الخوف
- السيبرانية الارهابية... المشكلة والحل ؟
- استراتيجية الرياضة الناعمة
- الهدر في العقول والأرواح!!!
- الولايات المتحدة الامريكية... والاستراتيجية السيبرانية
- هستيريا اليأس... والأنظمة الخرقاء !!!
- ثالوث الأيديولوجية السياسية


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ميثاق بيات الضيفي - المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية