|
حنان الاخت في الشعر الشعبي العراقي
سعدي جبار مكلف
الحوار المتمدن-العدد: 6150 - 2019 / 2 / 19 - 09:49
المحور:
الادب والفن
الاخت في التراث العراقي الشعبي سعدي جبار مكلف الزوج موجود والابن مولود و الاخو مفقود هكذا حددت الاخت العراقية محبة نفسها و اهلها حددته بنظر الحزن المتوارث عبر التاريخ الطويل و عبر البكاء والعويل و الفراق و الموت المستمر هذه هي محبة الاخ المتناهيه التي لا تتغير مع الايام و الزمان و المكان و الاحداث و انها اصبحت من الثوابت الدائمة بعض النظر عن مجريات احداث العلاقات الاجتماعية و الاسرية تحبه وتتغنه به بالمدح والثراء و بكل الصفات الحميده اخوتي الاربعة ليرات الكلاده ناشي فص ملح بعيون حساده جاوي امعدل ومزيون بنشاده وعربي والنجوم اتلوك لزياده زكي سيف المجرب دوم كالعاده هكذا تعدد سمات وصفات اخوانها تعبير صادق يصل الى مسامع المتلقي و القارئ هذه الحاله متوارثة من اقدم العصور فبكاء ورثاء الخنساء علي اخوها صخر ومعاويه لا زال معطاء على صفحات التاريخ رغم السنوات الطويلة لنأخذ الشاعره فدعة و ما قالته بحق اخوها حسين و قول الشاعرات الحديثات كثير كثير وخصب و كبير المعاني قد يصل الى البكاء و الحزن العميق كلمات الاخوة و خاصة الاخت تدخل الى محراب الوجدان لتثير عواصف المحبة و الشجن و وصلة الرحم و ايام العيش المشترك غريب جدا و اكثر من غريب هذا الشعور و المحبة الغير متناهية التي تشعر بها الاخت اتجاه اخوها محبة وعتب و شجن وحزن :- بيت الولي ذبح خروف ضموه ما خلوني اشوف كطعت اياس يمن شروا الصوف او تعابته بكبرياء وبعزه نفس وشموخ :- ماريد من جدرك غموس ولا اريد من جيبك فلوس ردتك انه هيبة وناموس علاقة الاخت بالاخ علاقة لا يمكن ان توصف حتى فاقت شعور الغرام والعشق انها علاقه مقدسة كعناية اخت سيدنا موس عليه السلام عندما وضعته امه في التابوت و سيرته في النيل و هو رضيع الاخت الراعية الحنونة و الامينة الصادقة الوفية لا يغيرها المكان ولا الزمان بيني و بينك خوية سوريين يامهجتي وياقرة العين جرحك ياخوية جرح سجين تناجيه رغم البعد والمسافه الواسعه والشوق والحنين :- بعدك يا خوي عني اجبال تاليهه خوية سجن وحبال انت ياخوية زين الرجال زودك ياخوية ماثمر شي تقول الشاعره فدعة في وصف اخوها حسين :- كلما تون يا خوي اناغي شمفضاه خلكي وشوساعي يمير عرب يبن الصداعي يعربيد والجابوك افاعي انه حزن الشاعرة عميق لا يقاس ولا يمكن ان يعبر عن احد ان الحزن في قلوب البشر و خاصة الام او الاخت فطرة انسانية ومسحة بشرية سكنت القلوب و العواطف و الاحساس يتألمون بالفواجع و يشعرون بلوعة الحزن و يعيشون و يتذوقون حراره المصائب و الحزن شيء معنوي يسرى الى القلب ويحل بالجروح فيعبر البشر عنه بوسائل مختلفة و طرق متعدده للتنفيس عن حزنهم فالدموع احدى هذه الوسائل التي يعبر عنها الحزين عن حزنه و والمتألم عن المه و المنكوب عن نكبته ان الدموع الصادق الذي يحس به حراره المصاب و ملوحة الحزن اول خطوه نحو الصبر والسلوان قال ارسطو :- الشعور بالحزن يؤدي الى نوع من التطهير و السكون اخوي جاراته خواته اخوي الثلاثه مرافجاته كرم ومراجل والثباته اخوي العبد و والضيف اغاته تقول الشاعره في وصف شعورها اتجاه اخوها :- اسباع ياخوية امسنسلين ببيوتهم ماظل معين ادموع ونحيب او ونين بعدك يا خوي الموت ارحم ان البكاء ليس مقتصرا على النساء حتى الانبياء بكوا وحزنوا في مواقف معينة بالغة الحزن والتاثير هكذا يظل الألم يعصر القلوب فيظهر مكنونها و يفصح عن اسرارها وتبقى المصائب التي تصيب الانسان في حياته تحدد مأساة الايام وقساوة الزمن و يفتر و يقل الحب بمرور الاعوام و السنين تكون المشاعر فاتره والاحساس قليل ان المصائب قد تكون بمثابة التجديد في حياة البشر واظهار ما اندثر وانتهى ان جميع الاشعار و القصائد تبدا بالسرد و الحديث عن البكاء و الدمع و الدهر ثم تنتقل بصوره سريعه من البكاء و الحزن الي الفخر و وصف صفات الاخ و ذكر فضائله ومحاسنه:- ربعك ياخوي طوش ضايع ما ينغرل بيهم وشايع الزلم ياخوية طبايع غركوا على التراب الشرايع والكول حجي السيوف خوية تقول فدعة بوصف صفات اخوها حسين :- اشما تون يحسين انا شيط النوم عفته والغطيط يل معدل العوجه عدل ميط يمعزب الخطار تشريط ردتك على كومك كليط يل جنهم ابعكلك زعاطيط على خشومهم منقار قطقيط يافحل النخل يملجح العيط يا اخذوها الشوق الى اخيها تحتاجه في كل لحظة من لحظات حياتها تسامره علي بعد و تشتاق اليه و تتمنى ان تكون وجوه العالم كوجه اخوها :- كطعت هيمه ونشف زيجي معرف عدوي من صديجي تمنيت خال ابن رفيجي ومن زياده و هول الاشتياق الذي ليس له حدود :- مثل خالك يمه حيف با لسلمان و يسيل الدمع من العين جا نهران وسفه علي السباع اتعيش بالسيسان والنجمات طاحت من ويرجعها وتسترسل الاخت في تأبين ورثاء اخيها بعد الوفاة التأبين او الرثاء يكون للحي والمميت فالحي تذكر محاسنه و صفاته الحميده وقد تذكر احيانا بعض الصفات السيئه ولكن ليس بالكثير و انما بالعتب العاطفي من اجل تأجح العواطف وأعادة الصلات و العلاقات الاجتماعية ياحسين انه اختك هاي بحسين يا حسين شوفي يا ضوه العين يحسين مدري مصيرعك وين يحسين اجتنه الكوم صوربين يحسين للشر مستعدين يحسين ولسلب النساوين يبقى الحزن و البكاء و الدموع هو الحالة التعبيرية عن الالم النفسي و يمثل عمق الحزن في قلب الانسان في البكاء والنواح و التعبير الشعري لسان هذا المضمار العميق ويندرج تحت فن من فنون التراث الشعبي العراقي الواسع :- تمنيت عندي اخوه عشرين واحد جبح واحد حنين من امي وبوي امصنصلين انا ظاهره الموت التي تعد من الظواهر الانسانية التي شغلت عقول المفكرين والادباء و الفلاسفة على حد سواء من قديم الزمان و من الحقائق المعروفة و المسالم بها ، احتفظ التراث الشعبي العراقي بتراث ضخم من هذه الاشعار التي تميزت بصدق العاطفة و حرارة اللوعة و نار الفراق ولاسيما فراق الاخ حيث يعتبر في قمة صلة الرحم جيت ولكيت الباب مسدود اظل واجفه لو اردن اردود وخاف من ارد ايصير منكود مشه وين جف الجايب الزود ان هذا النوع من المدح والرثاء اشتهرت فيه شاعرات حفظ التاريخ لنا اشعارهن وبقيت خالد ةعلي سفر التراث الشعبي العراقي هذا المدح و بيان الصفات الحميده العظيمة و ربما حتى المبالغة فيها هو لون تعبيري تساهم في رفع مستوى الفن الشعري ويعد من المساهمات المتميزه :- ياعلتي من كبر نفر تشجي الزغر وتريد تكبر ولونها بصخر ماع وتفسر ولونها السبع جار وتمرمر ولونها بشجر ماصار اخضر اشنحجي يخوية ايسير منكر ريما يكون ذلك الفن الشعري الوصفي الوجداني في حب ومدح ورثاء الاخ من طبيعة المرأه الوجدانية وتركيبتها النفسية بوصفها اكثر ميلا للحزن و الاسى و البكاء احساس الاخوه لا يشترى ولا يباع و لا يساوم عليه اذ ليس مكانه الاسواق او الدولار انما مكانه القلب والضمير ينساب بعفوية وبطبيعة وتذوب عنده كل المشاكل و الحواجز و اخيرا ان الحزن والبكاء سمة و ملامح جميع امهاتنا واخواتنا الشامخات المبدعات خيمة الحنان و العطف و الاخوه يالولد يبني شلون حس خالك ايناديك لاتنسى امك يمه شلون لاتنسى امك اللي تحبه روح اوياه لاتنسى امك سعدي جبار مكلف شباط 2019 سيدني استراليا
#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تنبؤات المندائي سنيجر عامر وتنبؤات الدكتورا داموس
-
الطائفة المندائية واستراليا الخير والعطاء
-
حافظ رسن مناضل وشهيد قتلوه اخوة يوسف
-
مهدي ابو الهيعة مخبول البصرة
-
شاعر الصمت الحزين قبيل عبود رشود
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة عشر براغ والمسرحية والس
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عشر البراءة وبرد العمار
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة عشر العصافير وسياف المد
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة عشر عريف جحيف وأمن البص
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة عشر حافظ رسن من القمة ا
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية عشر الشهيد ماجد عبدالله
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الحادية عشر الدكتور نبيه راشد ش
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة العاشرة العم كامل شناوة
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة التاسعة مقهى منگاش وشهداء الشعر
...
-
ذكريات من ايام لنضال الحلقة الثامنة الدكتور جبار ياسر صكر سم
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة السابعة مهاوش السبتي حاتم الطائ
...
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة السادسة عبدالله والشرطة
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الخامسة المناضل الوالد عگاب
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة الوالد والمسبحة الحمراء
-
ذكريات من ايام النضال الحلقة الثالثة المرحوم ابو علي يعود ال
...
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|