|
مدينة الرياح ايزيس الخروج28
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6149 - 2019 / 2 / 18 - 08:24
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كنت واحدة وسط مئات يسيرون من حولى فى كل مكان ..لم يلفت انتباهى احدهم من قبل سواه ..يجلس على كرسيه ينصت اليه الجميع باهتمام يشرح بانسياب قادما من بعيد ولد هناك يردد لاازال من هنا لكن لا انه يختلف عنهم فى شىء ما لم احدده بعد ..انتظر موعد المحاضرة الاخرى مع الوقت نسيت ان هناك ناصف ..انه فقط موعد الراتب الشهرى لم يكن هو يبالى ..يذهب لرؤية الصغير على فترات كنت اسمع شكوى امه تردد لايوجد لدى ولد جاحد مثلك ..ينظر اليها فى سكون ..لم تكن تتحدث من قبل يقولون انه الفتى الاكبر كان رجل البيت عندما رحل زوجها وعندما رحل هو عاد اليها الصوت من جديد حتى فتايتها صرن ينظرن اليها بريبه ..تردد متى ستنتهين من مشوار الجامعة هذا وتلتفتين الى ابنك؟لولا انى اعلم ان ابنى خائب لمنعتك من الذهاب ،بعد ان اموت لن تجدى من يطعم هذا الصغير.. يوما واحد عاد باكر جلس الى جوارى على الفراش تركت الصغير لدى امه كان الليل لاستذكارى لكنه جلس..هممت ان ارحل لكنه منعنى لم ارد ان اتشاجر معه لايمكن ان امنعه لايزال هناك عقدا بيننا ..تذكرت تلك الليلة عندما ظننت انه احبنى ..تذكرت كرهى عندما نفر منى فىا لصباح كرهته اكثر من عائلة هيدرا التى خدمتها جدتى وامى التى رحلت وابي ...ابى رايته يتحلل على فراشه اتعرفين هذا؟ لاادرى لما رائحتهم تصبح قبيحة يرتعش جسدهم لايعرفونك انها الرائحة لاتتبدل قط ..اتعرفين لما ؟ ..لم يكن ينظر لى بل يبتعد بوجه عنى بعيدا فرحت لانه لم يقترب اكثر من هذا ..كان صورة الاستاذ لاتزال حاضرة بيينا ..انتظر صباح الاثنين والثلاثاء والاربعاء لاجل محاضرته الصباحية قيل لى انه يعمل فى احدى الشركات الاستثمارية الجديدة التى بدات تفتح فى كل مكان ..الكل تغير اصبح هناك من الالوان الكثير..صرت ارى الجبن بالوان مختلفة تذكرت انها لم تحضر لنا سوى الجبن القديم لم اكن احب مذاقه لكن كان عليه تناوله فى المساء والصباح ..صرت اتشمم رائحة الشواء وانا فى طريقى لغرفتى فوق السطوح استمع عن اطعمه لذيذة سريعة لم اسمع بها من قبل يقولون انها من الغرب ليس مثلما كنت صغيرة ..والسعر تبدل ايضا لم يعد هناك معنى للقروش او الجنية برغم انها اكثر مما كانت تحصل عليه امى..لكن المال ظل قليل فى كلا الحالتين .. كان فى بدء الاربعين علمت عندما اقتربت منه اكثر وسط بقية الطالبات يردن المزيد من الاسئلة والاجوبة الهمس كان كثير .. كان يرحل سريعا ..اعتدت ان اراقبه فحسب واعتاد ناصف على الجلوس لدى من جديد ..هل شعر بشىء؟ لا كذبت نفسى اعلم ناصف لايهتم فى ليلة قال سارحل هناك انا لا انتمى الى هنا عليه الذهاب الى هناك ..لم اجاوب ردد امى ستعتنى بابنى ..بل ابنى انا حسنا ارحل من يريدك اعلم بشان سناء الكل يتحدث عنها ابنك انت لاتذكره انه ابنى انا فحسب ..ردد سارحل بمفردى الى هناك اريد ان اتنفس هنا لاهواء ..وجيه اخى سياتى هو سيتكفل بطلباتكم انا اعلم انه الاكبر دوما ..سيقول ان ابيه فاشل لاتدعيه يفعل انظرى لاتحدثيه عن ناصف يكفى ان يحمل اسمه فحسب ..ناصف عاش يتيم وسيرحل يتيم فحسب لاتخبريه عنى دعيه يكبر من دونى هذا افضل ..اشفقت عليه قلت ولكنك ابوه؟ فى النهاية ناصف هو ابوه صرخ لا اريد سياتى وجيه غدا صباحا اليك اجعلى الصبى لديك ولا تتركيه ليد احد من اخوتى حتى وجيه انا اعرف انك ستفعلين لن تتركيه ..اعلم انه لم يحبنى لكن لم اعرف ان كان احب ولده ام لا ..ناصف لم يحب شىء ولا يعرف عن شىء انه بلاتفاصيل هكذا يسرح فى الفراغ طيله الوقت ساكن لاتسمع سوى صوت رشفات قهوته الغامقة والسيجارة التى يتنفسها حتى وهو نائم ..لم يكن لى خيار لم اخبره انى كدت ان اطرد من بيت المغتربات انى شعرت بالدفء قليلا فى تلك الليلة لكنه كرهها وكرهنى صباحا فمقته اكثر اقسمت الا اغفر له هذا ..بداخلى كان الارتياح لانه سيرحل ان الصبى لى انه لن يعود الان لديه اخوته ..وبيت هيدرا والدكتور لافكر ..اتحسس اسمه على كتابه الصغير ..رحل ناصف ووجدت وجيه لدى امه فى الصباح يراقب الصغير هكذا ناصف طفلا لن يكبر حاولت ان اجعله رجلا ..مط شفتيه واكمل :ولكن هذا لن يحدث قط ناصف ليس رجلا ..تحشرج صوت سعاد شقيقته انه رجل يا اخى رجل فقط السن سيكبر فى الغربه ويعرف قيمة البيت الذى تربى فيه اخوته وكنيسته سيعود من جديد .. الفاشل ليس رجل ..اطلب من الرب الايصير ابنه مثله كانت امه صامتة خائفة تحتضن الصغير ..جلست اراقبهم ماذا سيصنعون بى ؟ لاتخافى يا زوجة اخى لاتزالين مسئولة منى وهذا الولد كل شىء يحتاج اليه فقط اجلسى الى جواره الصغير بحاجةا لى امه وامى كما ترين عجوز لايمكنها ان تصير اما لابنك ..ما اخبار شقتك ؟ تقصد غرفة السطوح؟بل هنا الى جوار امى هناك واحدة انها فى الطابق الاسفل غدا يرحل ساكنيها ولكن ابقى مع ابنك ..الكل يتحدث اجبته بحده عن ماذا يتحدث؟
اهدئى يا زوجة اخي قالت سعاد اكملت :اخى يخشى كلام الناس كلام الناس على من يا سعاد الكل يعلم ان اخى كان يتركك ويعود كل فترة ..انت هنا وسطنا ولاداعى لخروج الجامعات ان كنتما مسئوليتى امى اخبرتى ولكن انا لن اترك جامعتى وحينما انتهى ساعمل واعول ابنى انه ابنى انا ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج21
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج22
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج23
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج24
-
مدينة الرياح وايزيس18
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج19
-
مدينة الرياح ايزيس الخروج20
-
مدينة الرياح وايزيس17
-
مدينة الرياح وايزيس10
-
مدينة الرياح وايزيس11
-
مدينة الرياح وايزيس12
-
مدينة الرياح وايزيس13
-
مدينة الرياح وايزيس6
-
مدينة الرياح وايزيس7
-
مدينة الرياح وايزيس8
-
مدينة الرياح وايزيس9
-
ايزيس ومدينة الرياح2
-
مدينة الرياح وايزيس3
-
مدينة الرياح وايزيس4
-
مدينة الرياح وايزيس5
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|